-
دخول

عرض كامل الموضوع : بدايات الدولة اليهودية..


عاشق من فلسطين
22/02/2005, 14:12
بدايات الدولة اليهودية


--------------------------------------------------------------------------------

علمنا كيف أن بريطانيا وهي تراسل الحسين بن علي شريف مكة وتتفق معه بواسطة معتمدها (ماكماهون) وتتعهد له بمساندة استقلال العرب ووحدتهم مقابل وقوفهم في صفها ضد ألمانيا وحلفائها، رأينا كيف أنها كانت في نفس الوقت توقع مع كل من فرنسا وروسيا القيصرية اتفاقية سايكس-بيكو لاقتسام ممتلكات الدولة العثمانية (الرجل المريض) ومنها: البلاد العربية؛ ثم كيف أصدرت ليهود وعد بلفور الذي ينصّ على إقامة وطن قومي ليهود في فلسطين.

وعلى الرغم من التطمينات الكثيرة التي ساقتها، كتابةً ومشافهةً، لشريف مكّة وابنه الأمير فيصل، لتسويغ توقيع الاتفاقية المذكورة وإصدار الوعد المشؤوم، إلا أنها من الناحية العملية التطبيقية كانت تيسير في وضع هذه الأمور موضع التطبيق الفعلي، وقد تجلّى ذلك واضحاً في جميع مواقفها في مؤتمر فرساي (الصلح) وفي جميع اتفاقياتها مع فرنسا، وفي المقررات التي انتهى إليها مجلس الحلفاء الأعلى في مدينة سان ريمو الإيطالية. وتم توزيع الانتدابات بينها وبين فرنسا على بلدان الوطن العربي، وكانت الفرقة والتجزئة والخضوع للاستعمار الجديد، مع تعهّد بريطانيا بالعمل الدائب لتحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود. وفصلت فلسطين عن بقية سوريا التي احتلتها فرنسا، وتركزت برامج الإنجليز في تمكين يهود من هذا الجزء العربي من سوريا الجنوبية، ووقف اللورد كيرزون يقدم تفسيراً واضحاً ومحدداً لوعد بلفور فقال: »إن الوطن القومي مفاده كيان سياسي يؤلفه يهود ويدبّر شؤونه يهود، ويحكم وفقاً لمصالح يهود«. وبما أن يهود فلسطين يومها لم يكن يصل عددهم إلى خمسين ألفاً، وكان العرب يقارب عددهم اثني عشر ضعفاً لعدد يهود، لذلك كان لا بد من فتح باب الهجرة اليهودية إليها من جميع أنحاء العالم حتى يتكاثروا ويكونوا أغلبية أو شبه أغلبية (هنا لا بد من ذكر الفضل لأصحابه، فقد قام السفير الأمريكي في الآستانة عاصمة الدولة العثمانية، عام 1882م، بمراجعة الخارجية العثمانية زمن السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، وبذل الجهود لدى الوزير بشأن إسكان يهود في فلسطين وسوريا، ولكن الباب العالي رفض السماح لهم بسكنى فلسطين، وتدخلت بريطانيا عام 1887م ولم يسفر هذا التدخل عن نتيجة إيجابية.. انظر محاضرات في قضية فلسطين للشقيري رحمه الله).

ولا بد لهم من أرض يستولون عليها، ومن دولة تحميها. وانطلقت الصهيونية العالمية تسعى في كل مكان متبعة سياسة المراحل التي لا تزال تنفذ في العالم الغربي، يؤكد ذلك ما قاله وايزمان في إحدى محاضراته: »إن هدفنا لا يزال الدولة اليهودية في فلسطين، لكن بلوغ هذا الهدف لا يتأتّى دفعة واحدة، بل يجري على مراحل متعددة، وأول هذه المراحل أن توضع فلسطين تحت حماية دولة صديقة كبريطانيا، لتسهّل لنا الهجرة والسكنى وتمكننا من تحضير الجهاز الإداري اللازم لبلوغ هدفنا، وإن الحكومة البريطانية موافقة على الخطة ومستعدة لتسهيل تنفيذها«.

وفي نيسان 1918م عندما وصلت اللجنة الصهيونية برئاسة وايزمان إلى فلسطين الواقعة تحت الإدارة العسكرية البريطانية (الجنرال ألنبي) أصدرت الحكومة البريطانية أوامرها إلى هذه الإدارة بضرورة أن تسمع وأن تطيع أوامر هذه اللجنة. وأعطيت اللجنة فوراً جميع التسهيلات في تنقلاتها وتحرياتها، وأصبحت المرجع الأساسي للإدارة العسكرية الحاكمة، وسرعان ما فتحت أبواب فلسطين للهجرة اليهودية، ووقف وايزمان ليخطب في القدس مندداً بالأتراك طمحاً إلى ضرورة أن تكون بريطانيا هي الدولة المنتدبة على فلسطين مؤكداً أنه لا يصح القول: »إننا قادمون إلى فلسطين، بل نحن راجعون إليها، إن آباءنا دافعوا عن هذه البلاد ببسالة ولم يتخلفوا عنها إلا عندما شاءت الأقدار، ولكنهم لم يتخلوا قد عما كان لهم فيها من حقوق«.

وجاءت زيارة ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني لفلسطين ومناداته بضرورة تمكين اليهود منها.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) 1918م أعلن الجنرال ألنبي أنه قد وجه الدعوة إلى اليهودي البريطاني السير هربرت صموئيل ليساعد على تسوية شؤون فلسطين وهو الذي قد صرح عام 1914م عندما أصبح وزيراً بالوزارة البريطانية قائلاً: »لقد كنتُ الشخص الأول من الشعب اليهودي الذي قدر له أن يحتل مقعداً في الوزارة البريطانية، ولعل الفرصة سنحت أمامي لتحقيق وإعادة إنشاء دولة يهودية في فلسطين. لقد سألني وزير الخارجية عما إذا كنتُ أعتقد أن سوريا يجب أن تضم إلى فلسطين بحكم الضرورة؟ فأجبته: ليس من الحكمة ذلك لأن العدد الكبير من السكان لا يمكن تمثلهم«.

وفي السادس من كانون الثاني (يناير) 1920م صرح السير هربرت صموئيل أنه ذاهب إلى فلسطين لاتخاذ مشروعات وتنفيذ أوامر حكومته لإنشاء وطن قومي ليهود في فلسطين بعد أن عين مندوباً سامياً لبريطانيا على فلسطين وكان ذلك قبل أن يوقع صك الانتداب رسمياً والذي لم يتم إلا في تموز (يوليو) 1922م، خاصة وإن بريطانيا كانت قد اعتبرت أن جميع يهود العالم هم شعب فلسطين ومن حقهم دخولها والإقامة فيها، واعتبرت السكان العرب طوائف أخرى تعامل معاملة الأقلية مهما كان عددها.

ووصل صموئيل إلى فلسطين وأصبح حاكمها المدني، وبدأ باتخاذ الإجراءات التي تسهل إعلان الدولة اليهودية في فلسطين، وسرعان ما أوجد جهازاً يرضي يهود وينفذ أغراضهم ويحقق أهدافهم. وقام بتعيين نورمان بنتويتش ممثل اتحاد الصهيونيين بلندن عام 1916م سكرتيراً قضائياً (نائباً عاماً) في حكومة الانتداب ومهمته وضعُ القوانين والتشريعات اللازمة لفلسطين. وهكذا وضعت القوانين والتشريعات التي تحد من نشاط العرب وتسهل هجرة اليهود وتحميهم. وقام صموئيل بملء المناصب الهامة والحساسة للدولة بموظفين يهود حتى أصبح عددهم أربعة أضعاف الموظفين من العرب. ويمكننا أن نتبين مقدار ما قام به صموئيل لتهويد فلسطين من إثبات الشكل العام لجهاز الحكم في فلسطين منقولاً عن الكتاب الرسمي للحكومة:

هيئة الحكومة (وكلهم يهود)

إسحاق إبراهام: المترجم الأول.

أنجلو عنتيه: رئيس الكتبة.

ألكسندر أبشتاين: قائمقام تل أبيب، وخلفه أيزكومروف.

جوزيف كربرمان: قائمقام يافا، وخلفه أزفي شمبشي.

باروخ بينا: القائمقام المالي لحيفا.

جاكوب برقمان: قائمقام حيفا ونابلس، وخلفه إسحاق شيزك.

جاكوب كيزلوف: قائمقام منطقة القدس.

إبراهيم برجمان: مساعد قائمقام للعفولة بالجليل.

دافيد بروتمان: مساعد قضاء الجليل.

دافيد ليبجار: مساعد طبرية.

جوشا جوبلرلك: مساعد قائمقام حيفا.

هنري كانتروفيتش: مساعد محامي الحكومة لشؤون الأراضي.

دائرة الخزينة (وكلهم يهود)

داكري هارفي: المساعد الأول لمدير الخزينة.

مستر وولف: مساعد المدير الخزينة.

ناتاتين ديفيس: مساعد بالخزينة.

نسيم ليفي: مساعد لمدير الخزينة.

دكتور بانون: مراقب البنوك.

دائرة الشرطة (وكلهم يهود)

كولمان كوهين: مساعد المفتش العام.

أديري سيلفر: مساعد المفتش العام.

سلمون شيف: مساعد المفتش العام.

ناتان كريمر: مساعد المفتش العام.

سلمون سوفر: مساعد المفتش العام.

أدولفي ليفز: مساعد المفتش العام.

وقام صموئيل بإخضاع المدارس العربية لإشراف مفتشين إنجليز، بينما أطلق لليهود حرية التعليم واستقلال المدارس بعد أن قررت لغتهم العبرية لغةً رسمية إلى جانب الإنجليزية والعربية في فلسطين. وبدأ يهب الأراضي العمومية (أملاك الدولة) إلى يهود بغية تأمين أرض لهم ولتنمية ثرواتهم وتمكينهم من السيطرة الاقتصادية على فلسطين مستخدماً المادة الثالثة عشرة من دستور فلسطين الذي وضع بإشرافه والتي تنص على ما يلي: »للمندوب السامي أن يهب أو يؤجر أية أرض من الأراضي العمومية، أو أي معدن أو منجم، وله أن يأذن بإشغال مثل هذه الأراضي بصفة مؤقتة وبالشروط أو المدد التي يراها ملائمة، ويشترط أن تجري كل هبة كهذه أو إيجار وقفاً لمرسوم أو تشريع أو قانون معمول به في فلسطين أو سيعمل به فيما بعد، أو وفقاً لما قد يصدر المندوب السامي من التعلميات بتوقيع جلالته وختمه أو بواسطة الوزير المختص تنفيذاً لأحكام صك الانتداب«.

وكانت المادة الثاني من صك الانتداب قد نصت على: »أن بريطانيا تتعهد بأن تجعل فلسطين في وضع سياسي واقتصادي واجتماعي صالح لإنشاء وطن قومي لليهود«.

وقد جاء في مذكرات وايزمان أن: »اليهودي الأمريكي بينامين كوهين كان يتولى مع سكرتير اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا وضع صك الانتداب والاتفاق على نصوصه«. وقد أقطع صموئيل اليهود مباشرة مائتي ألف دونم من أراضي مرج ابن عامر، ومائة وخمسة وسبعين ألف دونم من أراضي الكبارة وعتليت وقيسارية. وعمد إلى المشروعات المهمة فسلمها إلى يهود وحدهم، وكان من أهمها امتياز الكهرباء الذي كان قد عرف باسم امتياز روتنبرغ، نسبة إلى المهندس المدني اليهودي بنحاس روتنبرغ الذي منحه هربرت صموئيل امتياز الكهرباء في 12 أيلول (سبتمير) 1921م، ولم ينسَ هربرت صموئيل وهو يعطي هذه الامتيازات لبني دينه أن يضع في مواد الامتياز ما يفتح لهم باب نزعة ملكية الأرض من أصحابها الأصليين والاستيلاء عليها، فقد نصّت المادة (13) من الامتياز المذكور على ما يلي: »على المندوب السامي بناءً على طلب صاحب الامتياز الخطي وعلى نفقته أن ينزع ملكية طاحونة جريشة، وأي ملك أو أرض أو مبانٍ أو مرافق مقتضاة لإنشاء سد الهدار وبناء القنال ومحطة القوة في جريشة، وبناء طاحونة الدقيق والمكاتب والمباني والمستودعات والمنافع، ويدفع تعويض عادل يتفق عليه مع صاحب الامتياز، أو يقدر وفقاً لقانون نزع الملكية الساري إذ ذاك في فلسطين عند عدم الوصول إلى اتفاق«.

كما وأصدر صموئيل عفواً عاماً عن المساجين من يهود الذين كانوا قد أجرموا وأدينوا في المعارك التي حدثت بينهم وبين العرب، وغير هذا كثير من الإجراءات التي كانت تدفع بفلسطين إلى ما يدبر لها يهود وأعوان يهود مما استحق معه أن يقول عنه وايزمان زعيم الصهيونية: »إن صموئيل هو نتاج يهوديتنا، ونحن الذين عيّناه مندوباً سامياً، أنا المسؤول عن تعيين سير هربرت صموئيل في فلسطين. إن صموئيل هو صديقنا، ولم يقبل أن يقول بهذه المهمة العسيرة إلا نزولاً عند رغبتنا، نحن حمّلناه هذه الأعباء، إن صموئيل هو صموئيلنا«. (صموئيل أحد أنبيائهم!)

وبنظرة بسيطة نستطيع القول: إن بريطانيا وحلفاءها تدفعهم الروح الصليبية والأحقاد الدفينة وتوجه الكثير من تصرفاتهم، وتنتظم معظم علاقتهم وخاصة مع المسلمين. وفي ذلك كتب إميل الغوري يقول في كتابه (المؤامرة الكبرى): »لقد راع أهل الغرب عامة، والإنجليز خاصة ما بلغته الدولة العثمانية من مكانة وشوكة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ووجدوا فيها عقبة كأداة تقف في طريق توسعهم واستعمارهم، وكذلك هال أهل الغرب قيام الخلافة الإسلامية في استانبول، وبعث نفوذها العظيم في ديار المسلمين التي كانوا تطمعون في الاستيلاء عليها واستعبادها، فثارت في نفوس الغربيين (العصبية الصليبية) والروح الاستعمارية، وصار هدفهم تقويض تلك ا لدولة والقضاء على الخلافة الإسلامية«.

وقد بلغ من تجلي معنى الصليبية أن أجراس الكنائس في برلين قد دقت فرحاً يوم دخول الجنرال ألنبي القدس، كما يذكر الأمير شكيب أرسلان رحمه الله وكان يومها في برلين، وفي عاصمة الدولة الحليفة لتركيا. ويذكر كذلك الأستاذ محمد كرد علي أن الكنائس جميعها في القدس قد أعلنت ابتهاجها بما في ذلك كنائس الألمان، كما أن بابا روما كان قد دعا أتباعه في العالم وكثير منهم ألمان ونسماويون، أن يقدموا الشكر لله بمناسبة احتلال ألنبي القدس وينهاهم عن السعي لإعادتها إلى المسلمين.

ومن هنا ندرك أهمية استقرار معظم الهجرات اليهودية في أوروبا وكيف أن اليهود قادوا أوروبا وفق مصالحهم وخططهم، فكان وعد بلفور وما نتج عنه من تحطيم للدولة العثمانية وقضاء على الخلافة الإسلامية، واقتسام الأسلاب، وزرع جسم غريب ودعمه في قلب ديار العرب والمسلمين، ومحاولة التضليل الثقافي الذي مورس على العالم الإسلامي حتى لا يعرف الحقيقة ولا يحسن مواجهتها حيث لم تكتفِ الدول الأوروبية بإسقاط الخلافة الإسلامية بل لا بد من إسقاط الثقافة الإسلامية واستبدالها بثقافاتٍ هجينة وكيانات هزيلة تضمن لهم السيطرة على العالم الإسلامي. لذا أصبح الآن بإمكاننا تفسير جميع تصرفات بريطانية بدءً من محادثاتها مع فرنسا وروسيا القيصرية ومروراً بمراسلاتها مع شريف مكة وما أعقب ذلك من تصرفات جائرة وانتهاءً بوعد بلفور وإعلان الانتداب على فلسطين وفرض التجزئة على العرب.

وكذلك نستطيع أن نرى كيف أن يهود، كل يهود مهما كانت جنسياتهم وألوانهم وفي أي موقع وجد الواحد منهم، عملوا جميعاً لتحقيق النبوءة المزعومة التي يؤمنون بها، ويعملون لبناء الدولة اليهودية على أرض الميعاد وإعادة هيكل سليمان لتحقيق (إسرائيل الكبرى).

Espaniol
22/02/2005, 14:29
:cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:

عاشق من فلسطين
22/02/2005, 14:36
فعلا" شي ببكي ..
:cry: :cry:

zozo
22/02/2005, 21:57
يعني كتير :cry: :cry: :cry: :cry: :cry:
بس يا اخي بدي عزبك ما تكتب بلون احمر كتير بيوجع اللعيونالعيون الحساسة متل عيوني يعني

عاشق من فلسطين
23/02/2005, 14:20
يعني كتير
بس يا اخي بدي عزبك ما تكتب بلون احمر كتير بيوجع اللعيونالعيون الحساسة متل عيوني يعني

تكرم عيونك يا حساسة :D :D :D

zozo
23/02/2005, 19:48
اذا ما فيا سئلة يعني ....................مشكور اخي

عاشق من فلسطين
24/02/2005, 15:27
اذا ما فيا سئلة يعني ....................مشكور اخي

wellcome