dimozi
14/02/2005, 15:06
يقولون أنه مع الوقت , نتشابه مع حيواناتنا الأليفة , نأخذ من طباعها و تأخذ من طباعنا , كأي كائنين اعتادا الحياة معا , و التعايش و ربما الاعتماد على الآخر .
و يبدو أنني بدأت أشابه سلحفاتي البرمائية , تلك البليدة التي لا تفعل شيئا طوال النهار , سوى تأمل عالمها الصغير , الممتد من جدار حوضها الزجاجي شمالا إلى جدار حوضها الزجاجي جنوبا .
حاولت مرارا و تكرارا حثها على فعل أي شيء يدل على فرحتها بهذه الحياة , دون جدوى , كتغيير مياه الحوض أكثر من مرة في يوم واحد , وضعها في مكان عال على الشباك , حتى تتمتع بجمال كتل الأسمنت التي تنمو ارتفاعا في هذه المدينة العصرية , النفخ عليها باستمرار علها تتوهم تيارا من الهواء الطبيعي يستهدف رأسها تحديدا , لكنها كانت أعند مني , وضعت لها ورقة خس على سبيل التغيير في الحوض , فأنا أحب الخس كثيرا , و أحب اللون الأخضر أيضا , لكنها لم تكترث لها , حملتها بيدي و أجلستها على الورقة , فظلت هناك يوما كاملا بلا حراك , و يوما بعد يوم لم أعد اكترث بها أتحركت أم لم تفعل .
قد كتب على طعامها المعلب , عصي مغذية و لذيذة لسلاحف الماء و السحالي , و قد شددوا على كلمة لذيذة تشديدا يسترعي الانتباه , مع أن رائحة الطعام هذا تشبه إلى حد كبير رائحة علبة من كرات التنس المبتلة كنت قد نسيتها حتى تعفنت , هل تعتقد سلحفاتي حقا أن طعامها لذيذ ؟؟
أحيانا أجدها و قد أشرئبت تمد عنقها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا , كأنها تقيس ارتفاع الحوض و تخطط للهرب ليلا , اقترب منها فتعود إلى وضعها القديم .
و عندما تمن علي هذه الدنيا بيوم ممل , أجلس قرب سلحفاتي و أناجيها , أكلهما في أمور هذه الحياة , تشرشل يا عزيزتي ( أسم سلحفاتي ) ما رأيك بما حصل لي , ماذا تعتقدين بأني يجب أن أفعل ؟؟
هل تشعرين بالوحدة اليوم؟؟ حسنا أخبريني , ماذا تحبين أن نفعل ؟؟ نأكل ؟؟ حسنا أين علبة الطعام ؟؟ أنظر فأجد أنها لم تأكل عصيها القديمة بعد , حسنا سوف ننظف الحوض , لا لا لقد نظفناه هذا الصباح , آه يا تشرشل , ليتك تستطيعين النباح أو المواء , لا أريدك أن تغردي , أنبحي يا بنت الناس لن أعترض , تنظر إلي ببلادة أو اعتقد أنها تفعل .
بدأت مثل تشرشل منذ فترة , اتخذ من نفس ردة الفعل تجاه الأحداث , فأنا اختبئ عندما يحصل أي تغيير أعتبره سلبيا في أيامي , أدع كل شيء و أؤجل اتخاذ القرارات إلى وقت آخر , متذرعا بمنح الأمور وقتا , علها تصبح أبسط , أو أتأمل أن تحل نفسها بنفسها , لم أعد أحب مواجهة البشر , كما تفعل غاليتي حين أقترب منها , تضع رأسها في درعها القاسي , و تتحاشاني .
قررت منذ فترة تحاشي كل ما يضايقني , و الابتعاد عن المشاكل و إن كان ذلك يعني التعايش معها بدون حل , و قد وجدت أن ذلك أجدى من العتاب المرير أو النقاش البيزنطي الفارغ في أصل النزاعات و فصلها , متخذا من قول الكلاسيك من الاقتصاديين (( دعه يعيش , دعه يعمل )) منهاجا في التطنيش , دعه يعيش أو فليمت و ما همّي أنا .
و تمر الأيام , سريعة بطيئة , لا أحس بها أمرت أم لم تفعل , نفس الرتابة التي لم أعد أدري أهي مملة أم لا .
و يلمح الجميع تغيرا بي , وداعة لم يعهدوها من قبل , ربما لا تعبر كلمة وداعة عن الموقف , أعتقد أن بلادة تصف الوضع بدقة أكبر , فلطالما كنت وديعا غير ميال إلى الشراسة , بل إلى هدوء عفوي حيوي من وقت لآخر .
يمر البشر في حياتي هذه الأيام , كما أمر بتشرشل كل يوم , غير مبال أمروا أم استقروا , لا يترك أحد أثرا في كل ما يفعل , جيدا أم سيئا , الكل سواسية , الكل كالبعض , لا خاصة ولا عامة و لا أصحاب ولا أحباب , أمد رأسي قليلا ببعض المجاملات الضرورية , و بعدها آوي إلى درعي القاسي الحبيب , متأملا هذا الكون في سكون و شرود أقرب إلى النوم المريح .
و اليوم ,ككل عام في مثل هذا الوقت, كل الناس أزواجا أزواجا , يغردون للحياة بورود حمراء , و مفاجئات مغلفة بورق لطيف , و مشاريع و قصص , و ألحان تعزف للحب و الحياة و العمر القادم , رافعين أنخابا تفننوا في صياغة أمانيها , و نجلس أنا و تشرشل وحيدين , ننظر ببلادة إلى عيون بعض , و أتسائل هل سلحفاتي ذكر أم أنثى ؟
و أسلموا
مع فائق المحبة و الشوق
Dimozi
و يبدو أنني بدأت أشابه سلحفاتي البرمائية , تلك البليدة التي لا تفعل شيئا طوال النهار , سوى تأمل عالمها الصغير , الممتد من جدار حوضها الزجاجي شمالا إلى جدار حوضها الزجاجي جنوبا .
حاولت مرارا و تكرارا حثها على فعل أي شيء يدل على فرحتها بهذه الحياة , دون جدوى , كتغيير مياه الحوض أكثر من مرة في يوم واحد , وضعها في مكان عال على الشباك , حتى تتمتع بجمال كتل الأسمنت التي تنمو ارتفاعا في هذه المدينة العصرية , النفخ عليها باستمرار علها تتوهم تيارا من الهواء الطبيعي يستهدف رأسها تحديدا , لكنها كانت أعند مني , وضعت لها ورقة خس على سبيل التغيير في الحوض , فأنا أحب الخس كثيرا , و أحب اللون الأخضر أيضا , لكنها لم تكترث لها , حملتها بيدي و أجلستها على الورقة , فظلت هناك يوما كاملا بلا حراك , و يوما بعد يوم لم أعد اكترث بها أتحركت أم لم تفعل .
قد كتب على طعامها المعلب , عصي مغذية و لذيذة لسلاحف الماء و السحالي , و قد شددوا على كلمة لذيذة تشديدا يسترعي الانتباه , مع أن رائحة الطعام هذا تشبه إلى حد كبير رائحة علبة من كرات التنس المبتلة كنت قد نسيتها حتى تعفنت , هل تعتقد سلحفاتي حقا أن طعامها لذيذ ؟؟
أحيانا أجدها و قد أشرئبت تمد عنقها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا , كأنها تقيس ارتفاع الحوض و تخطط للهرب ليلا , اقترب منها فتعود إلى وضعها القديم .
و عندما تمن علي هذه الدنيا بيوم ممل , أجلس قرب سلحفاتي و أناجيها , أكلهما في أمور هذه الحياة , تشرشل يا عزيزتي ( أسم سلحفاتي ) ما رأيك بما حصل لي , ماذا تعتقدين بأني يجب أن أفعل ؟؟
هل تشعرين بالوحدة اليوم؟؟ حسنا أخبريني , ماذا تحبين أن نفعل ؟؟ نأكل ؟؟ حسنا أين علبة الطعام ؟؟ أنظر فأجد أنها لم تأكل عصيها القديمة بعد , حسنا سوف ننظف الحوض , لا لا لقد نظفناه هذا الصباح , آه يا تشرشل , ليتك تستطيعين النباح أو المواء , لا أريدك أن تغردي , أنبحي يا بنت الناس لن أعترض , تنظر إلي ببلادة أو اعتقد أنها تفعل .
بدأت مثل تشرشل منذ فترة , اتخذ من نفس ردة الفعل تجاه الأحداث , فأنا اختبئ عندما يحصل أي تغيير أعتبره سلبيا في أيامي , أدع كل شيء و أؤجل اتخاذ القرارات إلى وقت آخر , متذرعا بمنح الأمور وقتا , علها تصبح أبسط , أو أتأمل أن تحل نفسها بنفسها , لم أعد أحب مواجهة البشر , كما تفعل غاليتي حين أقترب منها , تضع رأسها في درعها القاسي , و تتحاشاني .
قررت منذ فترة تحاشي كل ما يضايقني , و الابتعاد عن المشاكل و إن كان ذلك يعني التعايش معها بدون حل , و قد وجدت أن ذلك أجدى من العتاب المرير أو النقاش البيزنطي الفارغ في أصل النزاعات و فصلها , متخذا من قول الكلاسيك من الاقتصاديين (( دعه يعيش , دعه يعمل )) منهاجا في التطنيش , دعه يعيش أو فليمت و ما همّي أنا .
و تمر الأيام , سريعة بطيئة , لا أحس بها أمرت أم لم تفعل , نفس الرتابة التي لم أعد أدري أهي مملة أم لا .
و يلمح الجميع تغيرا بي , وداعة لم يعهدوها من قبل , ربما لا تعبر كلمة وداعة عن الموقف , أعتقد أن بلادة تصف الوضع بدقة أكبر , فلطالما كنت وديعا غير ميال إلى الشراسة , بل إلى هدوء عفوي حيوي من وقت لآخر .
يمر البشر في حياتي هذه الأيام , كما أمر بتشرشل كل يوم , غير مبال أمروا أم استقروا , لا يترك أحد أثرا في كل ما يفعل , جيدا أم سيئا , الكل سواسية , الكل كالبعض , لا خاصة ولا عامة و لا أصحاب ولا أحباب , أمد رأسي قليلا ببعض المجاملات الضرورية , و بعدها آوي إلى درعي القاسي الحبيب , متأملا هذا الكون في سكون و شرود أقرب إلى النوم المريح .
و اليوم ,ككل عام في مثل هذا الوقت, كل الناس أزواجا أزواجا , يغردون للحياة بورود حمراء , و مفاجئات مغلفة بورق لطيف , و مشاريع و قصص , و ألحان تعزف للحب و الحياة و العمر القادم , رافعين أنخابا تفننوا في صياغة أمانيها , و نجلس أنا و تشرشل وحيدين , ننظر ببلادة إلى عيون بعض , و أتسائل هل سلحفاتي ذكر أم أنثى ؟
و أسلموا
مع فائق المحبة و الشوق
Dimozi