السورية المشتاقة
17/03/2006, 13:23
حرية التعبير فى الدانمرك
فى
قصص محمود البدوى
ارجو قراءة الموضوع لاني تعبت فيه :( :(
ذهب محمود البدوى إلى الدنمرك فى عام 1981 فى زيارة قصيرة ، وبعد أن تجول فى مراكزها الثقافية والتعليمية ، عاد إلى مصر .
وفى إحدى قصصة التى كتبها والتى استوحاها من هذه الزيارة " قصة الإنسان " نشرت فى صحيفة مايو المصرية العدد 59 فى 15/3/1982 .
وتدور أحداثها فى أنه نزل ضيفا على احد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، واصطحبه هذا ومن معه لزيارة مدرسة الفنون الملحقة بالجامعة ، ويقول :
" تقدم الأستاذ " هرمينى " ودار معهم فى الحجرات يشرح الرسوم والتماثيل التى يصنعها طلبة من كل أجناس الأرض يأتون إلى هذه المدرسة .. ويقيمون فيها داخليا ليوسعوا من مداركهم ، ويطلقوا العنان لمواهبهم المحبوسة .. دراسة حرة فى الاجتماع وعلم النفس والفسفة واللغات والرسم والحفر وصنع التماثيل ..
كان فى الحائط وجوه مرسومة رسمه الطلبة أشبه بوجوه نيرون .. جانكيز خان .. هتلر .. موسلينى ..
وأشار الأستاذ " هيرمينى " إلى هذه الرسوم وقال وهو يشرح ويعلق :
ـ لماذا هؤلاء فقط .. ولماذا دار هؤلاء فقط فى رؤوس الطلبة .. وأخرجوهم بهذه الصورة .. ولماذا لا يكون معهم كل طغاة البشرية ..؟ كل من حاول من عصر نيرون تدمير البشرية وتلطيخ وجهها بالطين ، الذين ألقوا القنبلة الذرية ، والقنابل السامة على الشعوب الآمنة ، والذين عذبوا الأبرياء فى السجون ، وهتكوا أعراض النساء ، والذين سحقوا بجيوشهم ودباباتهم الأطفال الرضع .. والذين سمموا دم البشرية بحيلهم وخداعهم ، وعلقوا رجالها الأفذاذ فى المشانق ليخلوا لهم الجو لتدمير الحياة .. لماذا اختار الطلبة هؤلاء فقط ..؟ لا أدرى ..
واستدار الأستاذ " هيرمينى " وسأل صبرى :
ـ هل أعجبتك الرسوم والتماثيل ..؟
ـ إنها تعبر عن مشاعر صادقة .. استفادت من الدراسة وأفادت .. مواهب انطلقت من عقالها ..
وظهر السرور على وجه الأستاذ هيرمينى وقال :
ـ شر ما يصيب الإنسان هو ألا يجد متنفسا لموهبته .. وهنا جعلنا هذه المدرسة للتنفيس .. إننا لا نسجن عاطفة ، كما لا نحب أن نسجن إنسانا ..
إن البشرية تعذبت من الطغاة الذين دمروا نفس الإنسان .. بأى صورة من الصور ، إن هذا الشاب الذى لطخ هذا الوجه الذى تراه وشوهه يبحث فى نفسه عن آلة يدمر بها كل من يقف فى طريقه .. وقد وجد هذه الآلة فى رسم هذه الصورة البشعة .. واستراح بعدها ..
ودار بهم الأستاذ هيرمينى فى كل القاعات ثم قال :
ـ والآن سنذهب إلى المكتبة ونستريح ونشرب القهوة ..
وفى المكتبة رأى " صبرى " معظم أدباء العالم مرسومة بيد الطلبة .. جويس .. همنجواى .. دكنز .. اسكار وايلد .. دستوفسكى .. تولستوى .. جوته .. تشيكوف .. كريستيان أندرسون .. أوجست استرندبرج .. سلمى لاجرولوف ..
وقال هيرمينى :
ـ هذا همنجواى فارس الكتاب فى الحلبة وأبلغ من كتب بالإنجليزية .. يسقط صريع الوساوس .. لأنه وجد أن حياته عبث فى عبث .. ورسالته لم تحقق شيئا ابتغاه وسعى إليه بأظافره .. لقد اشترك فى الحروب ولمس أوضار العالم بأصابعه العارية .. ولكنه لم يوقف حربا ، ولم يستطع أن يدافع عن مظلوم .. إن العالم يحركه رجال السياسة حسب أطماعهم .. ولهذا انتهى بالانتحار كما رسمه الطلبة ..
ودكنز الذى صور حوارى لندن وأزقتها وأعاد بكتاباته إليها النور والنظافة .. وصور بؤس أطفال الملاجىء .. انظر إليه .. لقد رسموه فى حانة قذرة يهذى .. وقد سقط القلم من يده ..
وهذا اسكار وايلد المتألق فى هندامه وكلامه يخطب فى أمريكا الفن للفن .. ويخرج من السجن شريدا طريدا .. ليعيش فى باريس جائعا معذبا كما تراه الآن وكما رسمه الطلبة ..
واستدار الأستاذ إلى صبرى وسأله :
ـ هل قرأت يوليسيس .. لجويس ..؟
ـ منذ سنوات ولكنها لا تنسى ..
ـ يقول " فورستر " وهو استاذى الكبير عن هذه القصة :
ـ لقد لطخ جويس فى هذه الرواية وجه العالم بالوحل .. رمى فى وجه العالم الأوحال .. ومسز " بلوم " المرأة الهلوك المتعطشة لكل رجل ولا ترد يد طالب ، هى فى نظره امرأة العصر ، وكذلك كان يلوم نفسه الشهوانى المتقلب ..
وغرضه من هذا هو تشويه وجه البشرية مادامت لم تسع إلى الخلاص من أوضارها ..
سقطت حضارتها ، وسقطت كل المظاهر البراقة فيها ، وكل مظاهر التقدم .. مادامت لا تستطيع أن تدافع عن إنسان مظلوم ، ولا تقف فى وجه مدمر طاغية حرب ، حرب لسبب ولغير سبب .. دمار وجوع ..
وأضاء وجه الأستاذ " هرمينى " وجه الإنسان وهو يشير إلى تولستوى وديستويفسكى المرسومين على الحائط ..
ـ انظر إلى هذين ، لا يوجد من كتاب العالم من لاقى مصيرهما المحزن .. إن ما سعى إليه هؤلاء وتسعى إليه البشرية هو خير الإنسان .. ويجب أن نأخذ عظة من الذين دمروا الحياة .. ولا نعاود تدميرها . إن الرجل الذى يذهب من السويد إلى أقصى الأرض ليعالج البشرية من مرض الجذام .. هو الذى نصنع له التمثال .. وليس الذى يخترع القنبلة الذرية .. وقنبلة النيترون .. ويخترع التدمير ويقود الجيوش إلى الحروب ..
وإننا لا نصفق للذى يضع قدمه على أرض القمر .. ولكنا نصفق للذى يغسل عن البشرية عارها .. من الجوع والبطالة وكل صنوف الدعارة التى يسببها الجوع .. إن حياة البشرية وسعادتها مرهونة بخيار رجالها .. إن هذا الكلب سيقتله البرد لو ترك هكذا فى الخارج كما تراه دون مأوى ودون دفء ، وكذلك المريض فى هذه الفيلات التى نشاهدها ، وكل جائع فى الأرض يجب أن نوجد له القوت أولا قبل التباهى بركوب السحاب والوصول إلى الكواكب ووضع الأقدام والسير بها على سطح القمر ..
إن هذا كله مظاهرة تهريجية إلى عالم الكواكب ، وننسى الجوع والبطالة والتشرد فى كل مكان ، ونسعى إلى التفاخر ، ولا شىء غير التفاخر ، والله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما يعرف حماقة هؤلاء ..
وأنت يا أستاذ صبرى ، كما علمت من كاترينا .. أستاذ لغة وتدرس للطلاب ، وقد سرنا هذا للغاية ، ونحن نقوم بنفس عملك ، ولكنا وقبل تعليمهم اللغة ، نعلمهم كيف يعيشون فى الحياة ، ويسعون إلى الخير لكل إنسان مهما تكن جنسيته وتكن صفاته .. ولنسأل أنفسنا بعد كل ساعة تمضى من عمرنا ، ما الذى فعلناه للبشرية لنخفف من آلامها .."
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلمتي الاخيرة :
الدنمارك طول عمرها كانت حيادية
مع المسلمين والعرب بشكل عام
بدل مانكسبها عدوة ...
خلينا نكسبها صديقة
وبتوقع انو الاساءة
الي طالت شخص الرسول الكريم
فرصة لكل مسلم لتعريفهن بسيرته العطرة
بدلا من المعاداة والمقاطعة لشعب كامل :سوريا:
فى
قصص محمود البدوى
ارجو قراءة الموضوع لاني تعبت فيه :( :(
ذهب محمود البدوى إلى الدنمرك فى عام 1981 فى زيارة قصيرة ، وبعد أن تجول فى مراكزها الثقافية والتعليمية ، عاد إلى مصر .
وفى إحدى قصصة التى كتبها والتى استوحاها من هذه الزيارة " قصة الإنسان " نشرت فى صحيفة مايو المصرية العدد 59 فى 15/3/1982 .
وتدور أحداثها فى أنه نزل ضيفا على احد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ، واصطحبه هذا ومن معه لزيارة مدرسة الفنون الملحقة بالجامعة ، ويقول :
" تقدم الأستاذ " هرمينى " ودار معهم فى الحجرات يشرح الرسوم والتماثيل التى يصنعها طلبة من كل أجناس الأرض يأتون إلى هذه المدرسة .. ويقيمون فيها داخليا ليوسعوا من مداركهم ، ويطلقوا العنان لمواهبهم المحبوسة .. دراسة حرة فى الاجتماع وعلم النفس والفسفة واللغات والرسم والحفر وصنع التماثيل ..
كان فى الحائط وجوه مرسومة رسمه الطلبة أشبه بوجوه نيرون .. جانكيز خان .. هتلر .. موسلينى ..
وأشار الأستاذ " هيرمينى " إلى هذه الرسوم وقال وهو يشرح ويعلق :
ـ لماذا هؤلاء فقط .. ولماذا دار هؤلاء فقط فى رؤوس الطلبة .. وأخرجوهم بهذه الصورة .. ولماذا لا يكون معهم كل طغاة البشرية ..؟ كل من حاول من عصر نيرون تدمير البشرية وتلطيخ وجهها بالطين ، الذين ألقوا القنبلة الذرية ، والقنابل السامة على الشعوب الآمنة ، والذين عذبوا الأبرياء فى السجون ، وهتكوا أعراض النساء ، والذين سحقوا بجيوشهم ودباباتهم الأطفال الرضع .. والذين سمموا دم البشرية بحيلهم وخداعهم ، وعلقوا رجالها الأفذاذ فى المشانق ليخلوا لهم الجو لتدمير الحياة .. لماذا اختار الطلبة هؤلاء فقط ..؟ لا أدرى ..
واستدار الأستاذ " هيرمينى " وسأل صبرى :
ـ هل أعجبتك الرسوم والتماثيل ..؟
ـ إنها تعبر عن مشاعر صادقة .. استفادت من الدراسة وأفادت .. مواهب انطلقت من عقالها ..
وظهر السرور على وجه الأستاذ هيرمينى وقال :
ـ شر ما يصيب الإنسان هو ألا يجد متنفسا لموهبته .. وهنا جعلنا هذه المدرسة للتنفيس .. إننا لا نسجن عاطفة ، كما لا نحب أن نسجن إنسانا ..
إن البشرية تعذبت من الطغاة الذين دمروا نفس الإنسان .. بأى صورة من الصور ، إن هذا الشاب الذى لطخ هذا الوجه الذى تراه وشوهه يبحث فى نفسه عن آلة يدمر بها كل من يقف فى طريقه .. وقد وجد هذه الآلة فى رسم هذه الصورة البشعة .. واستراح بعدها ..
ودار بهم الأستاذ هيرمينى فى كل القاعات ثم قال :
ـ والآن سنذهب إلى المكتبة ونستريح ونشرب القهوة ..
وفى المكتبة رأى " صبرى " معظم أدباء العالم مرسومة بيد الطلبة .. جويس .. همنجواى .. دكنز .. اسكار وايلد .. دستوفسكى .. تولستوى .. جوته .. تشيكوف .. كريستيان أندرسون .. أوجست استرندبرج .. سلمى لاجرولوف ..
وقال هيرمينى :
ـ هذا همنجواى فارس الكتاب فى الحلبة وأبلغ من كتب بالإنجليزية .. يسقط صريع الوساوس .. لأنه وجد أن حياته عبث فى عبث .. ورسالته لم تحقق شيئا ابتغاه وسعى إليه بأظافره .. لقد اشترك فى الحروب ولمس أوضار العالم بأصابعه العارية .. ولكنه لم يوقف حربا ، ولم يستطع أن يدافع عن مظلوم .. إن العالم يحركه رجال السياسة حسب أطماعهم .. ولهذا انتهى بالانتحار كما رسمه الطلبة ..
ودكنز الذى صور حوارى لندن وأزقتها وأعاد بكتاباته إليها النور والنظافة .. وصور بؤس أطفال الملاجىء .. انظر إليه .. لقد رسموه فى حانة قذرة يهذى .. وقد سقط القلم من يده ..
وهذا اسكار وايلد المتألق فى هندامه وكلامه يخطب فى أمريكا الفن للفن .. ويخرج من السجن شريدا طريدا .. ليعيش فى باريس جائعا معذبا كما تراه الآن وكما رسمه الطلبة ..
واستدار الأستاذ إلى صبرى وسأله :
ـ هل قرأت يوليسيس .. لجويس ..؟
ـ منذ سنوات ولكنها لا تنسى ..
ـ يقول " فورستر " وهو استاذى الكبير عن هذه القصة :
ـ لقد لطخ جويس فى هذه الرواية وجه العالم بالوحل .. رمى فى وجه العالم الأوحال .. ومسز " بلوم " المرأة الهلوك المتعطشة لكل رجل ولا ترد يد طالب ، هى فى نظره امرأة العصر ، وكذلك كان يلوم نفسه الشهوانى المتقلب ..
وغرضه من هذا هو تشويه وجه البشرية مادامت لم تسع إلى الخلاص من أوضارها ..
سقطت حضارتها ، وسقطت كل المظاهر البراقة فيها ، وكل مظاهر التقدم .. مادامت لا تستطيع أن تدافع عن إنسان مظلوم ، ولا تقف فى وجه مدمر طاغية حرب ، حرب لسبب ولغير سبب .. دمار وجوع ..
وأضاء وجه الأستاذ " هرمينى " وجه الإنسان وهو يشير إلى تولستوى وديستويفسكى المرسومين على الحائط ..
ـ انظر إلى هذين ، لا يوجد من كتاب العالم من لاقى مصيرهما المحزن .. إن ما سعى إليه هؤلاء وتسعى إليه البشرية هو خير الإنسان .. ويجب أن نأخذ عظة من الذين دمروا الحياة .. ولا نعاود تدميرها . إن الرجل الذى يذهب من السويد إلى أقصى الأرض ليعالج البشرية من مرض الجذام .. هو الذى نصنع له التمثال .. وليس الذى يخترع القنبلة الذرية .. وقنبلة النيترون .. ويخترع التدمير ويقود الجيوش إلى الحروب ..
وإننا لا نصفق للذى يضع قدمه على أرض القمر .. ولكنا نصفق للذى يغسل عن البشرية عارها .. من الجوع والبطالة وكل صنوف الدعارة التى يسببها الجوع .. إن حياة البشرية وسعادتها مرهونة بخيار رجالها .. إن هذا الكلب سيقتله البرد لو ترك هكذا فى الخارج كما تراه دون مأوى ودون دفء ، وكذلك المريض فى هذه الفيلات التى نشاهدها ، وكل جائع فى الأرض يجب أن نوجد له القوت أولا قبل التباهى بركوب السحاب والوصول إلى الكواكب ووضع الأقدام والسير بها على سطح القمر ..
إن هذا كله مظاهرة تهريجية إلى عالم الكواكب ، وننسى الجوع والبطالة والتشرد فى كل مكان ، ونسعى إلى التفاخر ، ولا شىء غير التفاخر ، والله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما يعرف حماقة هؤلاء ..
وأنت يا أستاذ صبرى ، كما علمت من كاترينا .. أستاذ لغة وتدرس للطلاب ، وقد سرنا هذا للغاية ، ونحن نقوم بنفس عملك ، ولكنا وقبل تعليمهم اللغة ، نعلمهم كيف يعيشون فى الحياة ، ويسعون إلى الخير لكل إنسان مهما تكن جنسيته وتكن صفاته .. ولنسأل أنفسنا بعد كل ساعة تمضى من عمرنا ، ما الذى فعلناه للبشرية لنخفف من آلامها .."
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلمتي الاخيرة :
الدنمارك طول عمرها كانت حيادية
مع المسلمين والعرب بشكل عام
بدل مانكسبها عدوة ...
خلينا نكسبها صديقة
وبتوقع انو الاساءة
الي طالت شخص الرسول الكريم
فرصة لكل مسلم لتعريفهن بسيرته العطرة
بدلا من المعاداة والمقاطعة لشعب كامل :سوريا: