-
دخول

عرض كامل الموضوع : هام للغاية " القنوات الفضائية"


jalal 2010
25/02/2006, 21:31
المبحث الأول : المآخذ على القنوات الفضائية
ربما كان من العدل والإنصاف قبل الخوض في مسألة المآخذ على القنوات الفضائية بيان أنه لا ينبغي إطلاق الأحكام على القنوات الفضائية التي تعود في ملكيتها إلى دولة إسلامية أو أفراد مسلمين ضمن الأحكام التي تطلق على القنوات الفضائية التي تملكها دول كافرة أو أفراد كفار ، بل لا بد من الحكم على كل طائفة بما يناسب حالها قربا أو بعدا من الصواب ، ولا بد أيضا عند الحديث عن المآخذ من التفريق بين القنوات الفضائية كوسيلة اتصال عصرية متاحة للاستخدام ، وبين واقع استخدامات هذه الوسيلة . . على أنه لا ينبغي أن يفهم من الكلام السابق أنه لا توجد مآخذ أو ملحوظات تشترك فيها القنوات الفضائية العربية أو تلك التي يملكها مسلمون مع القنوات الفضائية التي يملكها كفار ، سواء كان ذلك بسبب كثرة المادة المستوردة أو ضعف المادة المنتجة محليا أو لغير ذلك من الأسباب التي يعود كثير منها إلى فساد في التصور أو انحراف في السلوك .

وكائنا ما كان الأمر فهناك رؤى مختلفة فيما يتعلق بطبيعة الأخطار التي قد تصيب العالم الإسلامي من جراء البث المباشر حيث قلل البعض من مخاطره ، وبالغ آخرون فيها تبعا لسعة إمكانات الاستقبال سواء كان البث عبر القناة غزيرة الإشعاع أو القناة الجماعية من غير حاجة إلى وسيط ، مما جعل الجمهور "موضع استحواذ من فضائيات عدة مسخرة لخدمة أغراض وأهداف هي موضع شك وملاحظة ممن يشاهدون ما تبث من مضامين . أضف إلى ذلك أن التطورات الحديثة في تكنولوجيا الاتصال وما نجم عنها من تطور سريع في تجارة المعلومات قد أثارت مخاوف عدد كبير من الدول من انتهاك حق الخصوصية لمواطنيها ، ومؤسساتها ، وشرعت في سن قوانين حماية حق الخصوصية مثل ( أمريكا ، وألمانيا ، وفرنسا ، وكندا ، واستراليا ، وبلجيكا ، والسويد ، والدانمارك ، ولكسمبرج ، وسويسرا ، وإسبانيا ، والنرويج ، وإيرلندا ، وإيطاليا ، واليابان ، وهولندا ، وبريطانيا ) .

ومهما يكن من أمر فإن قنوات الفضاء باعتبارها وسيلة العصر هي سلاح ذو حدين ، ذخيرته الأساسية في الحقيقة هي المعلومات ، وما صنيع شبكة السي إن إن ، في حرب الخليج عنا ببعيد فقد أثبتت مقولة أن الإعلام هو الذي يتولى مقاليد الأمور في العالم حاليا ، وأن من يملك وسيلة إعلام مؤثرة يشارك في الحكم محليا وعالميا بقدر تأثير وسيلته .

ومع ما في هذا الحكم من مبالغة فإنه لا شك أن للقنوات الفضائية قدرة كبيرة على التأثير على الأفراد والجماعات ، غير أن نجاحها مرتبط بعوامل أخرى ، لكن ذلك لا يقلل من التأثير السلبي لها ، ولعل أبلغ شاهد على ذلك القرار الذي اتخذه مجلس وزراء الإعلام بدول الخليج في اجتماعهم الرابع بدولة البحرين الذي جاء فيه " اتفق الوزراء على التمسك بالقيود التي تحد من اتساع استعمال أجهزة الاستقبال الفضائية الصغرى (أطباق الالتقاط) نظرا لحساسية وأهمية هذا الجانب ، وعلاقته بالتراث والأصالة وحماية المواطنين من مخاطر البث المباشر الذي لا يتفق وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف "

والحق أن هذا التخوف في محله ، إذ إنه أصبح من شبه المؤكد وصول البث المباشر إلى كل منزل في ظل التطور المتسارع لتقنيات الاتصال مما يثير إشكالات ثقافية ، واجتماعية ، وأخلاقية تتمثل في حقيقة الفوارق الكبيرة بين المجتمعات البشرية فيما يتعلق بحدود المباح وغير المباح . ومن ثم فإن كثيرين يرون احتمال تجسد الشر فيها تحت مسميات عديدة ( الشك ، والفوضى ، وعدم النظام ، والتشويش ) وربما كانت مقاومة الحكومات وعجز الأفراد عن استيعاب تدفق المعلومات الهائل عبر البث المباشر سواء من الأقمار الصناعية أو شبكات الكيبل من أسباب الحد من تفاقم المخاوف .

ومع ذلك فهناك تأثيرات سلبية عديدة للبيئة الاتصالية الحديثة تمثلت في التأثيرات الإنسانية ، والاختراقات الثقافية ، والتأثيرات المادية ، وأخرى أخلاقية ، وسياسية مما سيجري الحديث عنه تفصيلا فيما بعد .

وقد أجريت دراسات عدة على المستويين الدولي والمحلي حذرت من المخاطر الجسيمة التي قد تنجم عن الوضع الاتصالي الكوني الجديد ، الذي تمثل خصوصا في تسطيح الحضارة الكونية والقضاء تدريجيا على مكونات التنوع فيها بطمس الخصوصيات المميزة للثقافات الوطنية ، وتذويب معالم الذاتية الحضارية التي يختص بها كل شعب كما أنه من ناحية أخرى ينطوي على مخاطر أخرى دعائية ، وتسليط ثقافة على أخرى ، وانحراف في الأفكار ، وتهديد اقتصادي ، وأمني .

ولو لم يكن إلا هذا من حيث الأخطار المتوقعة من جراء البث المباشر جملة لكان في حد ذاته كافيا لاتخاذ أسباب الحيطة والحذر ، كيف وقد أفاضت الدراسات التي تناولت ظاهرة الإعلام الفضائي اليوم في الحديث عن الأضرار التي ثبت أنه يحدثها في الحياة البشرية عموما ، والحياة الإسلامية خصوصا ، فكثير من الناس يرى أن البث المباشر له سلبيات كثيرة تمثلت في المآخذ العقدية والثقافية ، والأخلاقية ، والسياسية الملاحظة على مضامين كثير من قنواته التي تسعى لجذب المشاهدين بتقديم الممنوع في ملتهم وبلدانهم من المضامين التي تبثها ، ومن ثم اعتبر مثل هذا البث ضربا من الاختراق للمقاييس الأخلاقية والثقافية للمجتمعات . إلى جانب أن البث الفضائي قد أسهم في إبراز قضايا اقتصادية وسياسية على حساب قضايا أخرى قد تكون أهم منها عند من يوجه لهم وهم في غفلة مع مقتضيات ذلك من توجيه للرأي العام سياسيا ، واستهلاكيا ، حسب رؤية المسيطرين على قنوات الفضاء . "إن تأثير التلفزيون (والقنوات الفضائية نمط متطور منه) كما يتفق الباحثون ينصب أصلا على الثقافة بمفهومها الشامل الذي يتصل بالقيم والمواقف والاتجاهات وأنماط السلوك " لذا وجدنا كثيرا من تلك الفضائيات تقدم عروضا وبرامج ونصوصا غير ملائمة لفطرة البشر السوية كالأفلام الرياضية وغيرها مما أسهم في تهديد الدول ، وفرض سياسات كونية لم يكن لها أن تقبل لولا ترويج القنوات الفضائية تعميما وتسويقا .

وكل ذلك إنما يعود للآثار التي تحدثها المواد اللا أخلاقية المبثوثة من القنوات الفضائية ، سواء من حيث الشكل بالصورة والمشاهد الخليعة ، أو المضمون المخالف للقيم والأخلاق عموما ، وعلى هذا تكون أهم المآخذ هي كونها (القنوات الفضائية) أصبحت وسيلة لانتشار الرذيلة ، والدعوة لممارستها بإشاعة صور ارتكابها وإثارة الرغبة فيها بشتى سبل الفتنة مع ما يصاحب ذلك من نشر لصور الفساد الأخرى كالمخدرات والخمور حتى غدت كأنها غير محرمة ، وتحريض على الجرائم عموما بإظهار مرتكبيها في صورة أبطال يقتدى بهم ، وقبل ذلك زعزعة العقيدة في نفوس المشاهدين بالتشكيك فيها ، وتقديم العواطف بمعناها الشهواني ، وابتذال النساء والأطفال من خلال الإعلان والترويج للموضة ، وإضعاف البصر ، وإهدار الوقت وعدم الاستفادة منه في العبادة أو الدراسة أو المنافع الأخرى مع ما يصاحب ذلك من كسل ، وانشغال عن القراءة المفيدة ، وتعطيل للقدرات العقلية والتأملية حتى غدت القنوات الفضائية كأنها أداة كبيرة للانحراف .

هذا في الجملة ما يمكن أن يكون مآخذ العقلاء من البشر على القنوات الفضائية ، وتأثيرات هذه المآخذ السلبية في عمومها . أما بالنسبة للعالم الإسلامي فإن كثيرا من الباحثين والدارسين يرون أن البث المباشر بحكم تحكم أصحاب النفوذ فيه من غير المسلمين يمثل غزوا حقيقيا للعالم الإسلامي لم يعد العدة لمواجهته مما جعله محل رفض ومعارضة لما يحمله هذا النمط الإعلامي الدولي من تأثير في الأفكار ، وغرس لمشاعر الاغتراب ، الناجمين عن الاستعمال التجاري للقنوات الفضائية أو استغلالها لأغراض سياسية واجتماعية خارجية مما يمثل غزوا وسيطرة ثقافية لما يحويه من أفكار ، وأنماط حياة ، وقيم ، وأشكال للتعامل والسلوك في المجتمع الغريب المتحكم في التقنيات .

ولما كانت صناعة الأطباق في تطور مستمر والبرامج التي تبث من القنوات الفضائية وتستقبل بواسطتها من شأنها دعم هيمنة الدول الصانعة ، والمالكة للأقمار الصناعية ، ونشرا وتعذرا لثقافاتها ، وعاداتها فإن ذلك في الحقيقة يعد غزوا للبلدان التي لا تملك مقومات المواجهة الحقيقية ، وتهديدا للقيم والمفاهيم السائدة فيها ، ومعلوم أن الدول والشعوب الإسلامية هي المستهدفة بالدرجة الأولى ، كما ينطق به لسان حال من يوجهون البث المباشر ومقالهم .

وهذا " الغزو الثقافي يرمي إلى غزو الإنسان في عقيدته وفي لغته ، وفي سلوكه ، وأخلاقياته ، ونمط معيشته من خلال إحلال نماذج معينة من التفكير والنظر إلى الحياة والسلوك محل النظر السائر النابع من روح الشعب المستهدف من قيمه ، وعاداته وأخلاقه " وبه يغير الإنسان من الداخل حيث يتسلل الشك إلى قناعاته ومن ثم تضعف المقاومة عنده ويتمكن العدو من إخضاعه . وفقا لسنة الله سبحانه وتعالى في التغيير إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ومن ثم كان الخطر الحقيقي في أنفسنا ، وعلينا تحريرها من كل أسباب الضعف والهوان بإيقاد جذوة الإيمان فيها ، وزيادة صلتنا بخالقنا وعندها تزول شكوانا من الغزو الخارجي المتمثل فيما تبثه القنوات الفضائية من فكر سقيم ، وسلوك غير سوي حف بأنواع البهرجة ، والزينة . سعيا وراء فك الارتباط بين الثقافة المعرضة للغزو ، وأصحاب هذه الثقافة ، وذلك ما ليس سهلا ولا ميسورا بحمد الله طالما تمسك أهل الثقافة المغزوة بثقافتهم ومبادئهم وقيمهم وأخلاقهم . وذلك ما أمر به ربنا جل جلاله في قوله : فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ومن هنا وجدنا من يعتبر البث المباشر عبر الأقمار الصناعية ومن خلال القنوات الفضائية غزوا فكريا ، واجتماعيا يأتينا من الفضاء بطريقة تتيح للثقافات الأجنبية اقتحام أجهزة المشاهدين في منازلهم من غير استئذان ولا رقيب . وأخطر ما فيه الآثار العقدية والثقافية والعلمية ، والسياسية ، والأخلاقية والأمنية ، والاجتماعية إلى غير ذلك من الآثار التي أشارت إليها دراسة أجريت على الأطفال العرب ومن بينها تمرد الأطفال على أسرهم واتساع الفجوة الفكرية بين الفئات والطوائف المختلفة ، وارتفاع نسبة التقليد الأعمى لما يشاهدون ، وشيوع السلوك العدواني ، وضعف التحصيل الدراسي ، والإصابة بالكسل ، والإحساس بالنقص مع التأخر العقلي والعلمي .

وما أشير إليه من سلبيات للبث المباشر على المستويات العقدية والأخلاقية والسياسية والثقافية من أسبابه أن هناك قنوات فضائية تنصيرية وأخرى يهودية لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة ، وكثيرا مما يقدم من خلالها هو أداة تفتيت للمجتمعات ، وإلغاء لدور وسائل الإعلام المحلية إلى جانب إضراره بالأمن من حيث ارتباطه بدوائر المخابرات المعادية ، وإثارته للاضطرابات ، وتزيينه للجريمة وانتشار أنماط السلوك العدواني إضافة إلى آثاره الأخلاقية والاجتماعية المدمرة مثل المساعدة في شيوع الرذيلة وبيان سهولة ارتكابها ، وبث الاغتراب والانبهار مع ما يصاحب ذلك من آثار اجتماعية أخرى مثل إثارة التطلعات الاستهلاكية ، وتقديم الأنماط الإجرامية الشاذة ، وتمزيق النمط الاجتماعي السائد بعرض مفاهيم وتصورات اجتماعية غير مرغوبة .

ولقد كان من أول المآخذ على القنوات الفضائية ما لوحظ من تأثير لها في المجتمعات الإسلامية التي تستقبل فيها بكثافة تمثلت في هز ثقة الشباب في حاضره هزا عنيفا ، ودك أسس إيمانه بأمجاده الماضية ، واكتنف المستقبل في نظره ضباب كثيف إضافة إلى انفصام عرى التضامن بين الأجيال . أما التحصيل العلمي وأثر القنوات الفضائية عليه بين الطلاب فخير ما ينبئ عنه من كابده وهم الطلاب كما جاء في قصيدة لأحدهم: يا أستاذ أما بالعلم ما عاد لي شف

Willi
25/02/2006, 21:46
والله هالزلمة مو عاجبني
ما هضمتو من اول مشاركة
شو ساوي؟

Barleb
25/02/2006, 21:51
انا كمان متلك ,

شو معلقة يا زلمة ؟
هلق بضيع وقتي السمين وبقراها و أخر شي بتطلع ما ألها طعمة

Barleb
25/02/2006, 21:52
عذبتك حالك و كتبتها كلها , كان تكتبلنا ملخص مفيد سطرين تلاتة