سنفورة
18/02/2006, 18:37
مستعدة للزواج مرة ثالثة من أجل سيارة جديدة
الزواج العرفي في سوريا.. بين "البزنس"و"نزوات الأثرياء"
دبي - العربية. نت
لا توجد إحصائيات رسمية ترصد حجم ظاهرة الزواج العرفي في سوريا، لكن أحد المحامين المختصين بالقضايا الشرعية يقول إنه مقابل كل ألف زواج نظامي يجري في المحاكم الشرعية يتم تثبيت خمسمائة عقد زواج جرى إبرامه بعقد عرفي، مما يعني أن أن ثلث حالات الزواج في سوريا تتم أولاً بعقد عرفي، لكن هذه النسبة من حالات الزواج العرفي التي يتم تثبيتها قانونياً هي الحالات السوية، أما الحالات الأخرى فهي على الأغلب غير سوية، واللافت للانتباه هو شيوع الزواج العرفي (السري) بين أوساط الشباب.
ويعزو بعض الخبراء الاجتماعيين انتشار هذه الحالات من الزواج لغلاء المهور وارتفاع تكاليف معيشة الحياة، كما أن بعض الاثرياء يفضلون هذا الزواج السري للأسباب اجتماعية تتعلق بمراكزهم الاجتماعية ولكي لا يؤثر على سمعتهم في عالم الأعمال، وبعض الفتيات يرين في هذا الزواج نوعا من "البزنس" الذي يؤمن لهم حياة مناسبة ولذلك يبدين استعدادا لتكرار التجربة أكثر من مرة.
وتقول فادية ع (24 سنة) أنها تركت المدرسة قبل أن تحصل على الثانوية، واضطرت للعمل كبائعة في أحد محلات (النوفوتيه) وشاء قدرها أن يرسلها صاحب المحل إلى تاجر كبير كي تستلم البضاعة الجديدة لكن التاجر (م) ما إن وقعت عيناه عليها حتى وقعت في نفسه وقلبه، وأصابت هوى! فقرر الحصول عليها مهما كلفه الأمر، بحسب جريدة "الاتحاد" الإماراتية التي أوردت التقرير.
"كتاب براني"
ويبلغ التاجر(م) من العمر (57) عاماً، وهو من أسرة معروفة، ولديه زوجة تصغره بعشرين عاماً، وعنده ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين (16 و20) عاماً وبنت واحدة في الرابعة عشرة، وهو يسكن في أرقى أحياء دمشق، وقد قرر الرجل أن يحصل على فادية بأي ثمن· وهكذا بدأ رحلة الالتفاف عليها ومحاصرتها، بدأ خطوته الأولى بزيارتها في المحل، بحجة أنه كان ماراً من هناك، ثم همس في أذنها أن تحضر إلى مقر الشركة لأمر هام، وحين وافته إليه سألها كم يدفع لك معلمك من أجر· أجابت: ستة آلاف ليرة· فرد على الفور: أنا سأدفع لك عشرة آلاف، و تعملين هنا سكرتيرة! فوافقت على الفور·
ولم تمض أيام حتى قدم لها عرضه مباشرة: اسمعي يا بنت الحلال، أنا أريدك زوجة على سنة الله ورسوله، لكن وضعي الاجتماعي وزوجتي وأولادي وبنتي لا يسمحون لي بإعلان هكذا زواج· لذلك سيكون الزواج عرفياً ''كتاب براني'' بعقد وشهود، وسأخصص لك شقة لم تحلمي بها بعمرك! وقبل أن تطلب منه مهلة للتفكير قدم لها إسوارة وعقداً، وسألت: ولكن ألن تخطبني من أهلي· فأجاب: والدك الله يرحمه، وأمك لا تمانع، لكني لا أريد أن يعلم أقاربك بالأمر، لأن كل سر عرفه أكثر من اثنين شاع بين الناس، وأنا أريد الأمر سراً.
عاشت فادية مع (م) وكان يحضر إلى بيت الزوجية السري في النهار فقط، وبشكل غير منتظم، أما الليل فقد كان يمضيه مع أسرته الأصلية، وبعد مرور سنة وبعض السنة بدأ الفتور يسود العلاقة ومع إلحاحها على الإنجاب ورفضه القاطع لذلك، تحول الفتور إلى نفور ثم فوجئت به بعد مشادة بينهما يخرج عقد الزواج العرفي ويمزقه، ويشهر الطلاق عليها، مذكراً إياها أن عقد إيجار المنزل ينتهي بعد شهرين، وعليها أن تتدبر أمرها بعد ذلك، وأسقط في يدها، فقد كانت تظن أن الشقة من ضمن أملاكه، وهكذا وجدت نفسها (مطلقة) تعود إلى منزل أمها، بتعويض مالي تفضل به عليها (م) دفعاً للمشاكل والخلافات·
وتعتبر حكاية فادية نموذج للفتيات اللواتي يقعن ضحية نزوات الكهول الأثرياء، وربما كان حال غيرها أفضل، لأنهن يحصلن في النهاية على الاعتراف بزواجهن قانونياً، لكنهن يتسلمن في الوقت ذاته ورقة الطلاق! وهذا ما حصل مع سميرة (27) عاماً خريجة كلية الآداب، فقد تزوجت عرفياً من رجل في منتصف الأربعينيات، وهو متزوج ولديه خمسة أولاد، وقد منعها من الحمل، وأصر على سرية الزواج، وحين تفاقمت الخلافات بينهما كلف محامياً بتسوية الأمر، فعقد الأخير اتفاقاً معها بأن يتم تثبيت الزواج أمام المحكمة على أن يترافق مع إعلان الطلاق في الوقت نفسه، وذلك لقاء حصولها على مبلغ مالي معين، على أن تنسى الأمر، وتنسى أنها كانت متزوجة من (أحمد)·
الامتناع عن الحمل
بعض الفتيات اللواتي تعرضن لتجربة الزواج العرفي ثم الطلاق وجدن في هذه التجربة لعبة يمكن ممارستها للحصول على مغانم مالية ومادية كسيارة أو شقة أو مبلغ مالي يؤمن حياتهن! فأصبحن على استعداد للقبول بالزواج العرفي من أي طالب زواج، شريطة أن يكون ثرياً، ومستعداً للدفع المسبق وتقديم الضمانات·
وهدى من هؤلاء الفتيات، تزوجت عرفياً لأول مرة من ثري عربي أغرقها بالهدايا والشيكات ومهر كبير، وجعلها تعيش ليالي ألف ليلة وليلة لكن لمدة شهر فقط، وفي نهايته أعلن أنه عائد إلى بلده، وألقى عليها يمين الطلاق، ومزق عقد الزواج العرفي وودعها بود· بعد ذلك عرض عليها تاجر في الأربعينيات من عمره الزواج عرفياً أيضاً، فقبلت مقابل أن يشتري لها شقة سكنية وأن يقدم لها مهراً دسماً فقبل الرجل شريطة أن يظل الزواج سرياً، وأن تمتنع عن الحمل، وأن تتخذ كل الاحتياطات اللازمة كي لا يحدث ذلك، وقبلت هي الشروط.
بعد شهرين من هذا الزواج بدأت تحلم بحياة زوجية مستقرة وبالإنجاب وبإشهار زواجها· وراحت تحدث (خالد) زوجها العرفي بالأمر، فأبدى تذمره من مخالفتها للاتفاق، وبدأ الشجار يدب بينهما، ثم ما لبثا أن افترقا· ألقى خالد يمين الطلاق وخرج ولم يعد، وهدى تقول لنا: إنها ليست نادمة على هذا الطلاق! بل تذهب أبعد من ذلك وتقول لنا بغير حرج: إنها مستعدة للزواج العرفي مرة ثالثة إذا كان هناك شهود وعقد، ليكون شرعياً(!) وإن من حقها أن تؤمن حقوقها المالية، وهي تحلم الآن بسيارة جديدة·
أما هيام فقد تزوجت عرفياً من مواطن عربي لقاء مهر كبير، لكنها لم تلتزم باتفاقها مع الزوج العرفي، فحملت، مما جعله يطلقها، ويذهب بعيداً، وحين أنجبت لم يكن لديها أية وثيقة تثبت أنها متزوجة، ولم تتمكن من إثبات نسب ولدها إلى أبيه، وأبدت حزنها من المأزق الذي تعيشه جراء عدم قدرتها على تثبيت زواجها شرعياً وقانونياً، ثم ـ وهنا المشكلة الكبيرة ـ عدم قدرتها على تثبيت نسب ولدها إلى أبيه، وكل ما استطاعت هيام تقديمه للمحكمة هو شهادة أشخاص أقروا أن المذكور كان يتردد إلى منزلها، وهذه الشهادات لا تكفي لإثبات حالة زواج وحمل، والطفل لا يزال حتى الآن دون نسب·
بين شباب الجامعة
ظاهرة الزواج العرفي المنتشرة بين شباب الجامعات هذه الأيام هي التي تلفت النظر، وتعترف لنا (رنا) الطالبة في السنة الثالثة من كلية الآداب (24) سنة أنها متزوجة ممن تحب، وهو زميلها في الكلية، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية، لكنها تسكن في المدينة الجامعية، بينما يعيش هو في غرفة مستأجرة مع زملائه، وهما يحتالان كي يختليا ببعضهما مرة أو مرتين في الأسبوع، وحين سألتها عن ضرورات هذا الزواج، أجابت: ولماذا الانتظار؟! إننا نحب بعضنا جداً، فلماذا ننتظر سنوات حتى يتخرج من الجامعة، ثم قد يوافق الأهل أو لا يوافقون، وقد يطلبون مهراً مرتفعاً ومسكناً للزوجية، وهذا شرط مستحيل بالنسبة لظرفه وظرفي· لذا اخترنا أن نختصر المسافة وأن نكف عن الانتظار والعذاب! قلت لـ (رنا)، ولكن هل أنت واثقة من استمرارية هذا الزواج الغريب؟· أجابت: ولماذا لا يستمر؟· ولنفترض أنه لظروف ما سيفشل، فما هي الخسارة في ذلك؟·
ومن الملاحظ أن في إجابات (رنا) نوعاً من اللامبالاة وعدم تقدير العواقب،، وعندما سؤالها: " وماذا لو حصل الحمل؟"، قالت إنها تتخذ كل الاحتياطات، ولو حدث ذلك فستقوم بالإجهاض.
وتعترف رنا أنها تحيط زواجها من زميلها بسرية كاملة، فلا أهلها ولا أهله يعلمون، كما أن قلة محدودة من زملائهما تعلم بالأمر عن علاقتهما كحالة حب وليس زواجاً·
ويعبر (طارق) عن عدم اكتراثه بالتقاليد والأعراف، ويقول إنه يريد أن يعيش حياته حسب العصر، وإذا كان الأمر يتطلب ورقة زواج عرفي، فقد كتبها، لكنها لا تعني له شيئاً، لأن الأساس عنده أنه يعيش حياته مع من يحب، ولو كانا لا يسكنان معاً اضطراراً·
الزواج العرفي في سوريا.. بين "البزنس"و"نزوات الأثرياء"
دبي - العربية. نت
لا توجد إحصائيات رسمية ترصد حجم ظاهرة الزواج العرفي في سوريا، لكن أحد المحامين المختصين بالقضايا الشرعية يقول إنه مقابل كل ألف زواج نظامي يجري في المحاكم الشرعية يتم تثبيت خمسمائة عقد زواج جرى إبرامه بعقد عرفي، مما يعني أن أن ثلث حالات الزواج في سوريا تتم أولاً بعقد عرفي، لكن هذه النسبة من حالات الزواج العرفي التي يتم تثبيتها قانونياً هي الحالات السوية، أما الحالات الأخرى فهي على الأغلب غير سوية، واللافت للانتباه هو شيوع الزواج العرفي (السري) بين أوساط الشباب.
ويعزو بعض الخبراء الاجتماعيين انتشار هذه الحالات من الزواج لغلاء المهور وارتفاع تكاليف معيشة الحياة، كما أن بعض الاثرياء يفضلون هذا الزواج السري للأسباب اجتماعية تتعلق بمراكزهم الاجتماعية ولكي لا يؤثر على سمعتهم في عالم الأعمال، وبعض الفتيات يرين في هذا الزواج نوعا من "البزنس" الذي يؤمن لهم حياة مناسبة ولذلك يبدين استعدادا لتكرار التجربة أكثر من مرة.
وتقول فادية ع (24 سنة) أنها تركت المدرسة قبل أن تحصل على الثانوية، واضطرت للعمل كبائعة في أحد محلات (النوفوتيه) وشاء قدرها أن يرسلها صاحب المحل إلى تاجر كبير كي تستلم البضاعة الجديدة لكن التاجر (م) ما إن وقعت عيناه عليها حتى وقعت في نفسه وقلبه، وأصابت هوى! فقرر الحصول عليها مهما كلفه الأمر، بحسب جريدة "الاتحاد" الإماراتية التي أوردت التقرير.
"كتاب براني"
ويبلغ التاجر(م) من العمر (57) عاماً، وهو من أسرة معروفة، ولديه زوجة تصغره بعشرين عاماً، وعنده ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين (16 و20) عاماً وبنت واحدة في الرابعة عشرة، وهو يسكن في أرقى أحياء دمشق، وقد قرر الرجل أن يحصل على فادية بأي ثمن· وهكذا بدأ رحلة الالتفاف عليها ومحاصرتها، بدأ خطوته الأولى بزيارتها في المحل، بحجة أنه كان ماراً من هناك، ثم همس في أذنها أن تحضر إلى مقر الشركة لأمر هام، وحين وافته إليه سألها كم يدفع لك معلمك من أجر· أجابت: ستة آلاف ليرة· فرد على الفور: أنا سأدفع لك عشرة آلاف، و تعملين هنا سكرتيرة! فوافقت على الفور·
ولم تمض أيام حتى قدم لها عرضه مباشرة: اسمعي يا بنت الحلال، أنا أريدك زوجة على سنة الله ورسوله، لكن وضعي الاجتماعي وزوجتي وأولادي وبنتي لا يسمحون لي بإعلان هكذا زواج· لذلك سيكون الزواج عرفياً ''كتاب براني'' بعقد وشهود، وسأخصص لك شقة لم تحلمي بها بعمرك! وقبل أن تطلب منه مهلة للتفكير قدم لها إسوارة وعقداً، وسألت: ولكن ألن تخطبني من أهلي· فأجاب: والدك الله يرحمه، وأمك لا تمانع، لكني لا أريد أن يعلم أقاربك بالأمر، لأن كل سر عرفه أكثر من اثنين شاع بين الناس، وأنا أريد الأمر سراً.
عاشت فادية مع (م) وكان يحضر إلى بيت الزوجية السري في النهار فقط، وبشكل غير منتظم، أما الليل فقد كان يمضيه مع أسرته الأصلية، وبعد مرور سنة وبعض السنة بدأ الفتور يسود العلاقة ومع إلحاحها على الإنجاب ورفضه القاطع لذلك، تحول الفتور إلى نفور ثم فوجئت به بعد مشادة بينهما يخرج عقد الزواج العرفي ويمزقه، ويشهر الطلاق عليها، مذكراً إياها أن عقد إيجار المنزل ينتهي بعد شهرين، وعليها أن تتدبر أمرها بعد ذلك، وأسقط في يدها، فقد كانت تظن أن الشقة من ضمن أملاكه، وهكذا وجدت نفسها (مطلقة) تعود إلى منزل أمها، بتعويض مالي تفضل به عليها (م) دفعاً للمشاكل والخلافات·
وتعتبر حكاية فادية نموذج للفتيات اللواتي يقعن ضحية نزوات الكهول الأثرياء، وربما كان حال غيرها أفضل، لأنهن يحصلن في النهاية على الاعتراف بزواجهن قانونياً، لكنهن يتسلمن في الوقت ذاته ورقة الطلاق! وهذا ما حصل مع سميرة (27) عاماً خريجة كلية الآداب، فقد تزوجت عرفياً من رجل في منتصف الأربعينيات، وهو متزوج ولديه خمسة أولاد، وقد منعها من الحمل، وأصر على سرية الزواج، وحين تفاقمت الخلافات بينهما كلف محامياً بتسوية الأمر، فعقد الأخير اتفاقاً معها بأن يتم تثبيت الزواج أمام المحكمة على أن يترافق مع إعلان الطلاق في الوقت نفسه، وذلك لقاء حصولها على مبلغ مالي معين، على أن تنسى الأمر، وتنسى أنها كانت متزوجة من (أحمد)·
الامتناع عن الحمل
بعض الفتيات اللواتي تعرضن لتجربة الزواج العرفي ثم الطلاق وجدن في هذه التجربة لعبة يمكن ممارستها للحصول على مغانم مالية ومادية كسيارة أو شقة أو مبلغ مالي يؤمن حياتهن! فأصبحن على استعداد للقبول بالزواج العرفي من أي طالب زواج، شريطة أن يكون ثرياً، ومستعداً للدفع المسبق وتقديم الضمانات·
وهدى من هؤلاء الفتيات، تزوجت عرفياً لأول مرة من ثري عربي أغرقها بالهدايا والشيكات ومهر كبير، وجعلها تعيش ليالي ألف ليلة وليلة لكن لمدة شهر فقط، وفي نهايته أعلن أنه عائد إلى بلده، وألقى عليها يمين الطلاق، ومزق عقد الزواج العرفي وودعها بود· بعد ذلك عرض عليها تاجر في الأربعينيات من عمره الزواج عرفياً أيضاً، فقبلت مقابل أن يشتري لها شقة سكنية وأن يقدم لها مهراً دسماً فقبل الرجل شريطة أن يظل الزواج سرياً، وأن تمتنع عن الحمل، وأن تتخذ كل الاحتياطات اللازمة كي لا يحدث ذلك، وقبلت هي الشروط.
بعد شهرين من هذا الزواج بدأت تحلم بحياة زوجية مستقرة وبالإنجاب وبإشهار زواجها· وراحت تحدث (خالد) زوجها العرفي بالأمر، فأبدى تذمره من مخالفتها للاتفاق، وبدأ الشجار يدب بينهما، ثم ما لبثا أن افترقا· ألقى خالد يمين الطلاق وخرج ولم يعد، وهدى تقول لنا: إنها ليست نادمة على هذا الطلاق! بل تذهب أبعد من ذلك وتقول لنا بغير حرج: إنها مستعدة للزواج العرفي مرة ثالثة إذا كان هناك شهود وعقد، ليكون شرعياً(!) وإن من حقها أن تؤمن حقوقها المالية، وهي تحلم الآن بسيارة جديدة·
أما هيام فقد تزوجت عرفياً من مواطن عربي لقاء مهر كبير، لكنها لم تلتزم باتفاقها مع الزوج العرفي، فحملت، مما جعله يطلقها، ويذهب بعيداً، وحين أنجبت لم يكن لديها أية وثيقة تثبت أنها متزوجة، ولم تتمكن من إثبات نسب ولدها إلى أبيه، وأبدت حزنها من المأزق الذي تعيشه جراء عدم قدرتها على تثبيت زواجها شرعياً وقانونياً، ثم ـ وهنا المشكلة الكبيرة ـ عدم قدرتها على تثبيت نسب ولدها إلى أبيه، وكل ما استطاعت هيام تقديمه للمحكمة هو شهادة أشخاص أقروا أن المذكور كان يتردد إلى منزلها، وهذه الشهادات لا تكفي لإثبات حالة زواج وحمل، والطفل لا يزال حتى الآن دون نسب·
بين شباب الجامعة
ظاهرة الزواج العرفي المنتشرة بين شباب الجامعات هذه الأيام هي التي تلفت النظر، وتعترف لنا (رنا) الطالبة في السنة الثالثة من كلية الآداب (24) سنة أنها متزوجة ممن تحب، وهو زميلها في الكلية، ويعمل في إحدى الدوائر الحكومية، لكنها تسكن في المدينة الجامعية، بينما يعيش هو في غرفة مستأجرة مع زملائه، وهما يحتالان كي يختليا ببعضهما مرة أو مرتين في الأسبوع، وحين سألتها عن ضرورات هذا الزواج، أجابت: ولماذا الانتظار؟! إننا نحب بعضنا جداً، فلماذا ننتظر سنوات حتى يتخرج من الجامعة، ثم قد يوافق الأهل أو لا يوافقون، وقد يطلبون مهراً مرتفعاً ومسكناً للزوجية، وهذا شرط مستحيل بالنسبة لظرفه وظرفي· لذا اخترنا أن نختصر المسافة وأن نكف عن الانتظار والعذاب! قلت لـ (رنا)، ولكن هل أنت واثقة من استمرارية هذا الزواج الغريب؟· أجابت: ولماذا لا يستمر؟· ولنفترض أنه لظروف ما سيفشل، فما هي الخسارة في ذلك؟·
ومن الملاحظ أن في إجابات (رنا) نوعاً من اللامبالاة وعدم تقدير العواقب،، وعندما سؤالها: " وماذا لو حصل الحمل؟"، قالت إنها تتخذ كل الاحتياطات، ولو حدث ذلك فستقوم بالإجهاض.
وتعترف رنا أنها تحيط زواجها من زميلها بسرية كاملة، فلا أهلها ولا أهله يعلمون، كما أن قلة محدودة من زملائهما تعلم بالأمر عن علاقتهما كحالة حب وليس زواجاً·
ويعبر (طارق) عن عدم اكتراثه بالتقاليد والأعراف، ويقول إنه يريد أن يعيش حياته حسب العصر، وإذا كان الأمر يتطلب ورقة زواج عرفي، فقد كتبها، لكنها لا تعني له شيئاً، لأن الأساس عنده أنه يعيش حياته مع من يحب، ولو كانا لا يسكنان معاً اضطراراً·