yass
22/01/2005, 15:49
خطاب الولاية الثانية تحذير ضمني للأنظمة المتسلّطة في العالم
بوش: نار الحرية ستصل إلى أحلك الزوايا في عالمنا
تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش، فور انتهائه من اداء اليمين لولاية ثانية وبلغة قوية وشاعرية احيانا اتسمت بنفحة دينية، شن حملة شاملة لنشر قيم الحرية والديموقراطية لتنير "أحلك الزوايا في عالمنا"، ويكون هدفها النهائي "القضاء على الطغيان في عالمنا" .
جاء ذلك في خطاب قصير نسبيا استمر اكثر من 20 دقيقة، في يوم بارد، ووسط تدابير أمنية لم تشهد واشنطن مثيلا لها وخيم عليها شبح هجمات 11 ايلول 2001.
ووجه بوش تحذيرا ضمنيا الى الانظمة السياسية المتسلطة، وتلك التي سماها الانظمة المارقة، من ان أميركا ستقف الى جانب القوى المعارضة والتي تطالب بالحرية.
واعتبر في خطابه الذي استخدم فيه كلمة الحرية 36 مرة، ان نشر الحرية في العالم وتعزيزها هما حاجة ملحة وضرورية للامن الاميركي، وواجب تقتضيه متطلبات هذه المرحلة التاريخية الحساسة.
ووصف رئيس فريق موظفي البيت الابيض أندرو كارد الخطاب بانه "رسالة الى الطغاة في العالم".
واصطف عشرات الالاف من المواطنين على جانبي جادة بنسلفانيا التي تربط مبنى الكابيتول،المقر الرئيسي للكونغرس الذي جرى امامه اداء اليمين، والبيت الابيض وهم يصفقون ويحيون موكب الرئيس الذي رافقته زوجته لورا وابنتاه باربرة وجينا، بينما كان متظاهرون يرفعون لافتات احتجاج من نوع "اسوأ رئيس" و"مجرم حرب" يحاولون قدر الامكان التلويح بها كي يراها بوش من وراء زجاج سيارته المصفحة. وادار متظاهرون آخرون ظهورهم له في بادرة احتجاج ايضا.
وكان وزيرالعدل سابقا رمزي كلارك، الذي عارض غزو العراق بقوة والذي طالب بمحاكمة بوش من ابرز المتظاهرين . وجرت مناوشات محدودة وغير دموية بين بعض المتظاهرين. ولوحظ ان عدد هؤلاء هذه المرة كان أقل بكثير من المتظاهرين خلال التنصيب الاول قبل اربع سنوات حين اعتبر مؤيدو منافسه آل غور ان بوش ليس رئيسا شرعيا.
وربط بوش، كما لم يفعل أي رئيس أميركي قبله، مستقبل الحرية في اميركا بانتشارها وازدهارها في العالم قائلا: "الاحداث والتفكير السليم تقودنا الى استنتاج واحد: ان بقاء الحرية على قيد الحياة في بلادنا يتوقف بشكل متزايد على نجاح الحرية في الدول الاخرى". واعتبر ان "أفضل أمل للسلام في عالمنا هو توسع الحرية في جميع انحاء العالم".
واستمع الى الخطاب الرؤساء السابقون جيمي كارتر وزوجته روزالين، وجورج بوش الاب وزوجته باربرة، وبيل كلينتون وزوجته السناتورة هيلاري رودام كلينتون، وتغيب الرئيس جيرالد فورد لاسباب صحية، كما غاب عن التنصيب المرشح السابق آل غور. لكن السناتور جون كيري، الذي هزمه بوش في الانتخابات، حضر. كما حضر الاحتفال، الذي يعتبر طقسا سياسيا واحتفاليا فريدا في الديموقراطيات الغربية، معظم اعضاء الكونغرس وحكام الولايات والسفراء المعتمدين في واشنطن، الى عدد كبير من رجال الاعمال والمتبرعين لحملة بوش، الذين انفقوا عشرات الملايين على الحفلات المسائية الطويلة التي شهدتها العاصمة خلال الايام الأخيرة، والتي وفرت لهم فرصة لا تفوت لتعزيز علاقاتهم مع اعضاء الكونغرس واعضاء الحكومة الجديدة. وزادت نفقات التنصيب عن 40 مليون دولار، معظمها من تبرعات انصار بوش الاثرياء.
وسعى الرئيس الأميركي في خطابه الى رسم الخطوط العريضة والعمومية بلغة أدبية بليغة لعالم مستقبلي تتفجر فيه الحرية الانسانية في كل مكان، ولذلك خلا الخطاب من التفاصيل او حتى من ذكر دول محورية لبوش ولرؤيته مثل العراق او افغانستان. وحتى هجمات ايلول الارهابية اشار اليها في سياق "مجيء يوم النار" بعد انهيار الشيوعية الذي تلته سنوات من الهدوء النسبي والاستراحة.
ومع ان بوش لم يذكر أي دولة بالاسم، حين اشار الى الانظمة المارقة، او الطاغية، وشدد على ان نجاح العلاقات الثنائية سوف يتوقف على كيفية معاملة هذه الانظمة لشعوبها،فقد كان واضحاً انه كان يقصد عددا من الدول العربية والاسلامية واخرى مثل كوريا الشمالية وكوبا وزيمبابوي وبيلاروسيا.
وأشار الى العالمين العربي والاسلامي ضمناً مصدر للحركات المتطرفة والارهاب الذي زار أميركا في ايلول 2001 اذ قال: "لقد رأينا نقطة ضعفنا، ورأينا مصدرها العميق، وما بقيت مناطق كاملة في العالم تغلي بالغضب والطغيان، وميالة الى الايديولوجيات التي تعيش على الحقد وتعذر الجريمة، سوف يستمر العنف في التجمع وسوف يتضاعف بقوة مدمرة، وسوف يعبر حتى أكثر الحدود تحصينا، ويخلق خطرا مميتا". ولفت الى ان ثمة قوة واحدة في التاريخ قادرة على كسر هذا الحقد، هي "قوة الحرية الانسانية".
وذكر ان اميركا عبر الاجيال كانت دوماً تصر على ان يحكم الانسان ذاته "لانه لا فرد مؤهل لان يكون سيدا، ولا احد يستحق ان يكون عبدا (...) هذا هو الانجاز المشرف لآبائنا، والان هذا هو الشرط الملح لامن امتنا، والدعوة الموجهة الينا في هذا الزمن(...) ولهذا فان سياسة الولايات المتحدة هي السعي الى دعم نمو الحركات والمؤسسات الديموقراطية في كل دولة وكل ثقافة، بحيث يكون الهدف النهائي هو القضاء على الطغيان في عالمنا".
وأوضح بوش، الذي تلا خطابه بتأن ليتسنى له التركيز على بعض الكلمات المحورية ولفظها ببطء، ان هذه المهمة لاميركا لن تنفذ في الدرجة الاولى بقوة السلاح.
وقال ان اميركا "لن تفرض نظامنا الحكومي على الذين لا يرغبون فيه. هدفنا هو مساعدة الاخرين على العثور على صوتهم، والحصول على حريتهم، وان يشقوا طريقهم الخاص".
وقال ان صعوبة هذه المهمة يجب ألا تكون عذرا لتفاديها. وأقر بأن نفوذ اميركا ليس دون حدود، لكنه نفوذ مهم وسوف تستخدمه بثقة لخدمة قضية الحرية، والذين تهوروا وامتحنوا ارادة اميركا اكتشفوا انها حازمة.
وفي رسالته الى الدول غير الديموقراطية ميّز بوش بين الدول المتسلطة والانظمة المارقة، وبدا وكأنه يعطيها انذارا بقرب المواجهة، والدول التي يمكن ان تبادر الى اصلاح نفسها واعدا اياها بالدعم. وقال ان حكومته ستوضح الخيارات امام كل قائد في العالم، وان "الخيار الاخلاقي هو بين القمع، وهو خاطئ دوماً، والحرية وهي صحيحة ابدا. وأميركا لن تتظاهر بأن المعارضين المسجونين يفضلون قيودهم، او ان النساء يرحبن بالاهانات والاستعباد، او ان أي انسان يتطلع الى العيش تحت رحمة المتسلطين".
وأضاف: "سوف نشجع الاصلاح في الحكومات الاخرى، من خلال التأكيد ان النجاح في علاقاتنا سوف يتطلب ان يعاملوا شعوبهم بشكل كريم. وايمان اميركا بالكرامة الانسانية سوف يقود سياساتنا. لكن الحقوق يجب ان تكون أكثر من مجرد تنازلات مترددة من الطغاة... وفي التحليل النهائي لن تكون هناك عدالة من دون حرية، ولا يمكن ان تكون هناك حقوق انسان من دون حرية انسانية".
والتزام بوش دعم الحركات والمؤسسات الديموقراطية، يمكن ان يوجد نقاط توتر وتماس بين واشنطن وبعض الدول العربية والمسلمة، بما فيها دول تعتبر صديقة او حليفة. وقول بوش انه سيدعم الاصلاح في الدول الاخرى، من خلال التركيز على ان النجاح في العلاقات الثنائية سوف يكون مشروطا بقيام هذه الدول بمعاملة شعوبها بشكل كريم، قد يؤدي في حال تطبيق هذا التعهد، الى اثارة او زيادة التوتر بين واشنطن وعدد من حلفائها العرب والمسلمين مثل مصر والمملكة العربية السعودية وتونس وباكستان فضلا عن دول أخرى علاقاتها متوترة اصلا مع واشنطن مثل سوريا وايران.
وفي اشارة الى المشككين في حكمة او جدوى غزو العراق، قال الرئيس الاميركي: "أعلن ان البعض تساءلوا عن الجاذيبة العالمية للحرية (...) ان الاميركيين يجب أن لا يندهشوا لقوة مثلنا".
وخاطب بوش الشعوب المضطهدة قائلاً: "جميع الذين يعيشون في ظل الطغيان يجب ان يعلموا ان الولايات المتحدة لن تتجاهل قمعكم، ولن تعذر من يقمعكم... وعندما تقفون من أجل حريتكم سوف نقف معكم".
هذه التأكيدات ايضاً من المحتمل ان توجد احتمالات ومناسبات جديدة لتوترات اضافية في علاقات واشنطن مع عدد من الدول العربية والاسلامية، في مؤشر آخر ان بوش في ولايته الثانية وبعدما تحرر من الاعتبارات الانتخابية، سوف يعمل على صون مكانه في التاريخ، من خلال سياسات موجهة في الدرجة الاولى الى العالمين العربي والاسلامي.
وللاصلاحيين الديمقوراطيين الذين يواجهون القمع والسجون والمنفى، قال: "اميركا تراكم على حقيقتكم: القادة المستقبليين لبلادكم الحرة (...) ويجب على حكام الانظمة المارقة ان يعلموا اننا لا نزال نؤمن بما قاله ابراهام لينكولن: اولئك الذين ينكرون الحرية للاخرين لا يستحقونها لانفسهم، وتحت سلطة اله عادل لا يستطيعون الاحتفاظ بها طويلاً".
لكنه وجه رسالة مختلفة بعض الشيء الى الدول القابلة للاصلاح اذ قال: "قادة الدول الذين لهم عادات طويلة في السيطرة عليهم ان يعلموا الآتي: كي تخدموا شعبكم عليكم ان تثقوا به. واذا بدأتم السير على طريق التقدم والعدالة، فان اميركا سوف تمشي الى جانبكم".ومد بوش يده الى الحلفاء التقليديين الذين لم يذكرهم بالاسم، قائلاً: "نحن نفتخر بصداقتكم، ونعتمد على مشورتكم، ونعتمد على مساعدتكم".
وحض الاميركيين على التحلي بالصبر، في اشارة ضمنية الى الكلفة البشرية والمادية للحرب في العراق، وقال: "بلادنا التزمت تعهدات من الصعب تحقيقها، ولكن من المشين التخلي عنها". واشار في هذا السياق الى ان هذه التضحيات ادت الى تحرير الملايين (في افغانستان والعراق). "وبجهودنا اشعلنا ايضاً ناراً، ناراً في عقول الرجال. هذه النار تدفئ اولئك الذين يشعرون بقوتها، وتحرق اولئك الذين يحاربون تقدمها. وفي يوم من الايام نار الحرية هذه غير المدجنة سوف تصل الى احلك الزوايا في عالمنا".وفي سياق حديثه عن المثل والقيم الاميركية، قال ان هذه القيم في الحياة الوطنية الاميركية كانت تتغذى بالحقائق التي نزلت الى الانسان من جبل سيناء (الوصايا العشر في العهد القديم) وعظة الجبل للسيد المسيح و"كلمات القرآن". وناشد الاميركيين "التخلي عن عادات العنصرية، لاننا لا نستطيع ان نحمل رسالة الحرية وأعباء التعصب في الوقت ذاته".
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
بوش: نار الحرية ستصل إلى أحلك الزوايا في عالمنا
تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش، فور انتهائه من اداء اليمين لولاية ثانية وبلغة قوية وشاعرية احيانا اتسمت بنفحة دينية، شن حملة شاملة لنشر قيم الحرية والديموقراطية لتنير "أحلك الزوايا في عالمنا"، ويكون هدفها النهائي "القضاء على الطغيان في عالمنا" .
جاء ذلك في خطاب قصير نسبيا استمر اكثر من 20 دقيقة، في يوم بارد، ووسط تدابير أمنية لم تشهد واشنطن مثيلا لها وخيم عليها شبح هجمات 11 ايلول 2001.
ووجه بوش تحذيرا ضمنيا الى الانظمة السياسية المتسلطة، وتلك التي سماها الانظمة المارقة، من ان أميركا ستقف الى جانب القوى المعارضة والتي تطالب بالحرية.
واعتبر في خطابه الذي استخدم فيه كلمة الحرية 36 مرة، ان نشر الحرية في العالم وتعزيزها هما حاجة ملحة وضرورية للامن الاميركي، وواجب تقتضيه متطلبات هذه المرحلة التاريخية الحساسة.
ووصف رئيس فريق موظفي البيت الابيض أندرو كارد الخطاب بانه "رسالة الى الطغاة في العالم".
واصطف عشرات الالاف من المواطنين على جانبي جادة بنسلفانيا التي تربط مبنى الكابيتول،المقر الرئيسي للكونغرس الذي جرى امامه اداء اليمين، والبيت الابيض وهم يصفقون ويحيون موكب الرئيس الذي رافقته زوجته لورا وابنتاه باربرة وجينا، بينما كان متظاهرون يرفعون لافتات احتجاج من نوع "اسوأ رئيس" و"مجرم حرب" يحاولون قدر الامكان التلويح بها كي يراها بوش من وراء زجاج سيارته المصفحة. وادار متظاهرون آخرون ظهورهم له في بادرة احتجاج ايضا.
وكان وزيرالعدل سابقا رمزي كلارك، الذي عارض غزو العراق بقوة والذي طالب بمحاكمة بوش من ابرز المتظاهرين . وجرت مناوشات محدودة وغير دموية بين بعض المتظاهرين. ولوحظ ان عدد هؤلاء هذه المرة كان أقل بكثير من المتظاهرين خلال التنصيب الاول قبل اربع سنوات حين اعتبر مؤيدو منافسه آل غور ان بوش ليس رئيسا شرعيا.
وربط بوش، كما لم يفعل أي رئيس أميركي قبله، مستقبل الحرية في اميركا بانتشارها وازدهارها في العالم قائلا: "الاحداث والتفكير السليم تقودنا الى استنتاج واحد: ان بقاء الحرية على قيد الحياة في بلادنا يتوقف بشكل متزايد على نجاح الحرية في الدول الاخرى". واعتبر ان "أفضل أمل للسلام في عالمنا هو توسع الحرية في جميع انحاء العالم".
واستمع الى الخطاب الرؤساء السابقون جيمي كارتر وزوجته روزالين، وجورج بوش الاب وزوجته باربرة، وبيل كلينتون وزوجته السناتورة هيلاري رودام كلينتون، وتغيب الرئيس جيرالد فورد لاسباب صحية، كما غاب عن التنصيب المرشح السابق آل غور. لكن السناتور جون كيري، الذي هزمه بوش في الانتخابات، حضر. كما حضر الاحتفال، الذي يعتبر طقسا سياسيا واحتفاليا فريدا في الديموقراطيات الغربية، معظم اعضاء الكونغرس وحكام الولايات والسفراء المعتمدين في واشنطن، الى عدد كبير من رجال الاعمال والمتبرعين لحملة بوش، الذين انفقوا عشرات الملايين على الحفلات المسائية الطويلة التي شهدتها العاصمة خلال الايام الأخيرة، والتي وفرت لهم فرصة لا تفوت لتعزيز علاقاتهم مع اعضاء الكونغرس واعضاء الحكومة الجديدة. وزادت نفقات التنصيب عن 40 مليون دولار، معظمها من تبرعات انصار بوش الاثرياء.
وسعى الرئيس الأميركي في خطابه الى رسم الخطوط العريضة والعمومية بلغة أدبية بليغة لعالم مستقبلي تتفجر فيه الحرية الانسانية في كل مكان، ولذلك خلا الخطاب من التفاصيل او حتى من ذكر دول محورية لبوش ولرؤيته مثل العراق او افغانستان. وحتى هجمات ايلول الارهابية اشار اليها في سياق "مجيء يوم النار" بعد انهيار الشيوعية الذي تلته سنوات من الهدوء النسبي والاستراحة.
ومع ان بوش لم يذكر أي دولة بالاسم، حين اشار الى الانظمة المارقة، او الطاغية، وشدد على ان نجاح العلاقات الثنائية سوف يتوقف على كيفية معاملة هذه الانظمة لشعوبها،فقد كان واضحاً انه كان يقصد عددا من الدول العربية والاسلامية واخرى مثل كوريا الشمالية وكوبا وزيمبابوي وبيلاروسيا.
وأشار الى العالمين العربي والاسلامي ضمناً مصدر للحركات المتطرفة والارهاب الذي زار أميركا في ايلول 2001 اذ قال: "لقد رأينا نقطة ضعفنا، ورأينا مصدرها العميق، وما بقيت مناطق كاملة في العالم تغلي بالغضب والطغيان، وميالة الى الايديولوجيات التي تعيش على الحقد وتعذر الجريمة، سوف يستمر العنف في التجمع وسوف يتضاعف بقوة مدمرة، وسوف يعبر حتى أكثر الحدود تحصينا، ويخلق خطرا مميتا". ولفت الى ان ثمة قوة واحدة في التاريخ قادرة على كسر هذا الحقد، هي "قوة الحرية الانسانية".
وذكر ان اميركا عبر الاجيال كانت دوماً تصر على ان يحكم الانسان ذاته "لانه لا فرد مؤهل لان يكون سيدا، ولا احد يستحق ان يكون عبدا (...) هذا هو الانجاز المشرف لآبائنا، والان هذا هو الشرط الملح لامن امتنا، والدعوة الموجهة الينا في هذا الزمن(...) ولهذا فان سياسة الولايات المتحدة هي السعي الى دعم نمو الحركات والمؤسسات الديموقراطية في كل دولة وكل ثقافة، بحيث يكون الهدف النهائي هو القضاء على الطغيان في عالمنا".
وأوضح بوش، الذي تلا خطابه بتأن ليتسنى له التركيز على بعض الكلمات المحورية ولفظها ببطء، ان هذه المهمة لاميركا لن تنفذ في الدرجة الاولى بقوة السلاح.
وقال ان اميركا "لن تفرض نظامنا الحكومي على الذين لا يرغبون فيه. هدفنا هو مساعدة الاخرين على العثور على صوتهم، والحصول على حريتهم، وان يشقوا طريقهم الخاص".
وقال ان صعوبة هذه المهمة يجب ألا تكون عذرا لتفاديها. وأقر بأن نفوذ اميركا ليس دون حدود، لكنه نفوذ مهم وسوف تستخدمه بثقة لخدمة قضية الحرية، والذين تهوروا وامتحنوا ارادة اميركا اكتشفوا انها حازمة.
وفي رسالته الى الدول غير الديموقراطية ميّز بوش بين الدول المتسلطة والانظمة المارقة، وبدا وكأنه يعطيها انذارا بقرب المواجهة، والدول التي يمكن ان تبادر الى اصلاح نفسها واعدا اياها بالدعم. وقال ان حكومته ستوضح الخيارات امام كل قائد في العالم، وان "الخيار الاخلاقي هو بين القمع، وهو خاطئ دوماً، والحرية وهي صحيحة ابدا. وأميركا لن تتظاهر بأن المعارضين المسجونين يفضلون قيودهم، او ان النساء يرحبن بالاهانات والاستعباد، او ان أي انسان يتطلع الى العيش تحت رحمة المتسلطين".
وأضاف: "سوف نشجع الاصلاح في الحكومات الاخرى، من خلال التأكيد ان النجاح في علاقاتنا سوف يتطلب ان يعاملوا شعوبهم بشكل كريم. وايمان اميركا بالكرامة الانسانية سوف يقود سياساتنا. لكن الحقوق يجب ان تكون أكثر من مجرد تنازلات مترددة من الطغاة... وفي التحليل النهائي لن تكون هناك عدالة من دون حرية، ولا يمكن ان تكون هناك حقوق انسان من دون حرية انسانية".
والتزام بوش دعم الحركات والمؤسسات الديموقراطية، يمكن ان يوجد نقاط توتر وتماس بين واشنطن وبعض الدول العربية والمسلمة، بما فيها دول تعتبر صديقة او حليفة. وقول بوش انه سيدعم الاصلاح في الدول الاخرى، من خلال التركيز على ان النجاح في العلاقات الثنائية سوف يكون مشروطا بقيام هذه الدول بمعاملة شعوبها بشكل كريم، قد يؤدي في حال تطبيق هذا التعهد، الى اثارة او زيادة التوتر بين واشنطن وعدد من حلفائها العرب والمسلمين مثل مصر والمملكة العربية السعودية وتونس وباكستان فضلا عن دول أخرى علاقاتها متوترة اصلا مع واشنطن مثل سوريا وايران.
وفي اشارة الى المشككين في حكمة او جدوى غزو العراق، قال الرئيس الاميركي: "أعلن ان البعض تساءلوا عن الجاذيبة العالمية للحرية (...) ان الاميركيين يجب أن لا يندهشوا لقوة مثلنا".
وخاطب بوش الشعوب المضطهدة قائلاً: "جميع الذين يعيشون في ظل الطغيان يجب ان يعلموا ان الولايات المتحدة لن تتجاهل قمعكم، ولن تعذر من يقمعكم... وعندما تقفون من أجل حريتكم سوف نقف معكم".
هذه التأكيدات ايضاً من المحتمل ان توجد احتمالات ومناسبات جديدة لتوترات اضافية في علاقات واشنطن مع عدد من الدول العربية والاسلامية، في مؤشر آخر ان بوش في ولايته الثانية وبعدما تحرر من الاعتبارات الانتخابية، سوف يعمل على صون مكانه في التاريخ، من خلال سياسات موجهة في الدرجة الاولى الى العالمين العربي والاسلامي.
وللاصلاحيين الديمقوراطيين الذين يواجهون القمع والسجون والمنفى، قال: "اميركا تراكم على حقيقتكم: القادة المستقبليين لبلادكم الحرة (...) ويجب على حكام الانظمة المارقة ان يعلموا اننا لا نزال نؤمن بما قاله ابراهام لينكولن: اولئك الذين ينكرون الحرية للاخرين لا يستحقونها لانفسهم، وتحت سلطة اله عادل لا يستطيعون الاحتفاظ بها طويلاً".
لكنه وجه رسالة مختلفة بعض الشيء الى الدول القابلة للاصلاح اذ قال: "قادة الدول الذين لهم عادات طويلة في السيطرة عليهم ان يعلموا الآتي: كي تخدموا شعبكم عليكم ان تثقوا به. واذا بدأتم السير على طريق التقدم والعدالة، فان اميركا سوف تمشي الى جانبكم".ومد بوش يده الى الحلفاء التقليديين الذين لم يذكرهم بالاسم، قائلاً: "نحن نفتخر بصداقتكم، ونعتمد على مشورتكم، ونعتمد على مساعدتكم".
وحض الاميركيين على التحلي بالصبر، في اشارة ضمنية الى الكلفة البشرية والمادية للحرب في العراق، وقال: "بلادنا التزمت تعهدات من الصعب تحقيقها، ولكن من المشين التخلي عنها". واشار في هذا السياق الى ان هذه التضحيات ادت الى تحرير الملايين (في افغانستان والعراق). "وبجهودنا اشعلنا ايضاً ناراً، ناراً في عقول الرجال. هذه النار تدفئ اولئك الذين يشعرون بقوتها، وتحرق اولئك الذين يحاربون تقدمها. وفي يوم من الايام نار الحرية هذه غير المدجنة سوف تصل الى احلك الزوايا في عالمنا".وفي سياق حديثه عن المثل والقيم الاميركية، قال ان هذه القيم في الحياة الوطنية الاميركية كانت تتغذى بالحقائق التي نزلت الى الانسان من جبل سيناء (الوصايا العشر في العهد القديم) وعظة الجبل للسيد المسيح و"كلمات القرآن". وناشد الاميركيين "التخلي عن عادات العنصرية، لاننا لا نستطيع ان نحمل رسالة الحرية وأعباء التعصب في الوقت ذاته".
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////