yass
21/01/2005, 19:32
ارتفاع درجات الحرارة عالمياً
قَلَبَ وجهة السياحة في بلدة ألمانية
ليست ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض مجرد نظرية في أشهر المنتجعات الشتوية في ألمانيا، إذ اضطر النقص المقلق للثلوج في العقود الأخيرة قرية واقعةً في جبال الألب إلى إعادة تشكيل نفسها.
وحظيت غارميش-بارتينكيرشن بشهرة عالمية عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية في شتاء 1936 ، لكن هذه البلدة الجميلة التي يقطنها 27 الف نسمة أصبحت الآن تعتمد بدرجة أكبر على السياحة الصيفية لأن هطول الأمطار بات مألوفاً اكثر من سقوط الثلوج في الشتاء.
ومع تراجع خط الثلوج على قمم الجبال بسبب ما يعتقد العلماء إنه أثر لظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم، أصبح من النادر أن تغطي الثلوج غارميش التي تقع على ارتفاع 700 متر. وأزعج فقدان البلدة ذهبها الأبيض السكان. غير أن البلدة التي يأتي 70 في المئة من ناتجها من السياحة سعت جاهدة لابدال هوية الطبيعة الزائلة بالاستثمار في آلة تصنع الثلوج وتسقط بلورات ثلجية من صنع الإنسان على منحدرات التزلج والوديان.
وقال توماس شميت رئيس بلدية غارميش - بارتينكيرشن التي تقع في أحد وديان جبال الألب شمال الحدود النمسوية : "دون الثلوج الاصطناعية لما كنا تمكنا من جذب السياح إلى هنا في الشتاء. "لدينا ما يكفي من الثلوج على المنحدرات بفضل الآلات، لا نخاف ارتفاع درجة حرارة العالم. كان علينا أن نستعد لذلك".
وأسف لأن غارميش وغيرها من القرى البديعة مثل التي في النمسا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا أصبحت تعاني قلة الثلوج.
وأفادت لجنة من العلماء تمولها الأمم المتحدة أن تكوّن طبقة من الغازات الحاجزة للحرارة من حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم. وتتجاهل قلة من العلماء ارتفاع درجة حرارة العالم أو يقولون إن متغيرات طبيعية مثل التغيرات في اشعة الشمس هي المسؤولة عن ذلك.
وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقرير عام 2003 من أن درجات حرارة العالم من المتوقع أن ترتفع بسبب هذه الظاهرة بنحو ثلاث درجات مئوية خلال السنوات الخمسين المقبلة مما يرفع خط الثلوج ويشل سياحة التزلج.
وقال التقرير إن المنحدرات التي تبدأ من ارتفاعات تزيد على 1200 متر والتي تعتبر الآن مناطق تزلج مأمونة ستكون مهددة بالخطر في غضون ما بين 30 و50 سنة وسيكون على المتزلجين الصعود إلى ارتفاعات تراوح بين 1500 و1800 متر بحثا عن الثلوج. وتبدأ غالبية منحدرات التزلج في غارميش من ارتفاعات تراوح بين 750 مترا و2000 متر وهي من أعلى الارتفاعات في ألمانيا. وألغيت سباقات كأس العالم للتزلج في منتجع برتشيسغادن الأقل ارتفاعا في بافاريا في سنتين من السنوات الخمس الماضية بسبب نقص الثلوج.
وقال شميت "ليس هناك أجمل من منظر شتاء غني بالثلوج، هذه هي ثروتنا وعلينا بذل ما في وسعنا لحمايتها. لكنها مشكلة عالمية. في غارميش يجب ان نكون عمليين ومستعدين للمرحلة التالية."
ومن أجل هذا الغرض قال شميت إن غارميش طورت شبكة من مسارات للتنزه سيرا على الأقدام في الصيف وطرق صعود الجبال بالدراجات. وروجت بكثافة كذلك للسياحة الصيفية قائلة أن هواءها الجبلي يعالج من الحساسية.
وقال شميت الذي يمتلىء مكتبه بلوحات لجبال متوجة بالثلوج تحيط بالوادي حول غارميش "نأخذ المسألة بجدية."
وكشفت البلدة التي يزورها 15 مليون سائح سنويا ويحجزون 1,2 مليون ليلة عن خطط لاستثمار تسعة ملايين يورو (11,8 مليون دولار) لصنع المزيد من الثلوج على منحدرات يبلغ طولها نحو سبعة كيلومترات تصل إلى الوادي.
وقال توماس ايزنهوفر (37 عاما) الذي يدير متجرا لتأجير معدات التزلج: "يمكنك خداع الطبيعة لبعض الوقت لكن لا يمكنك التحكم في الطقس بالمال." وأضاف "الثلوج الاصطناعية ستساعدنا في البقاء لبعض الوقت لكن علينا أن نعرف ما يجب أن نفعل بعد ذلك."
مدرب التزلج المتقاعد كارل ارنيست (56 عاما ) أن الثلوج كانت تتكوم الى ارتفاع مترين عندما كان طفلا. وقال: "كان الشتاء مختلفا تماما في ذلك الوقت، الآن الشتاء أصبح يشبه الربيع."
وأفاد رئيس مراقبة الطقس في مكتب الأرصاد الجوية في بافاريا غيرهارد هوفمان أن عدد الأيام التي تغطي فيها الثلوج المنطقة قد انخفض بنسبة 10 في المئة خلال 15 سنة.
وأضاف: "هذا يرجع الى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم وليس لتقلبات جوية. ابقاء منحدرات التزلج إلى الوادي مفتوحة وعاملة أصبح مشكلة في كل ارجاء بافاريا."
وقال فيلهيلم بلنك (73 عاما) وهو مهندس تصميمات سابق لشركة بي.ام.دبليو ويهوى التزلج: "بالتأكيد أخشى أن تختفي الثلوج ذات يوم لكن ذلك سيكون بعد موتي."
وهزّ مدير مطعم على منحدر اوستفلدركوف فوق غارميش على ارتفاع 2050 متراً، رأسه بأسى وهو ينظر الى طبقة الثلوج الرقيقة: "كنا عادة نشهد ثلوجا بارتفاع متر بحلول كانون الثاني، قبل عامين لم تسقط الثلوج في موسم عيد الميلاد، لا يمكننا تعويض هذه الخسائر. هذا أمر مخيف."
جريدة النهار - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
قَلَبَ وجهة السياحة في بلدة ألمانية
ليست ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض مجرد نظرية في أشهر المنتجعات الشتوية في ألمانيا، إذ اضطر النقص المقلق للثلوج في العقود الأخيرة قرية واقعةً في جبال الألب إلى إعادة تشكيل نفسها.
وحظيت غارميش-بارتينكيرشن بشهرة عالمية عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية في شتاء 1936 ، لكن هذه البلدة الجميلة التي يقطنها 27 الف نسمة أصبحت الآن تعتمد بدرجة أكبر على السياحة الصيفية لأن هطول الأمطار بات مألوفاً اكثر من سقوط الثلوج في الشتاء.
ومع تراجع خط الثلوج على قمم الجبال بسبب ما يعتقد العلماء إنه أثر لظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم، أصبح من النادر أن تغطي الثلوج غارميش التي تقع على ارتفاع 700 متر. وأزعج فقدان البلدة ذهبها الأبيض السكان. غير أن البلدة التي يأتي 70 في المئة من ناتجها من السياحة سعت جاهدة لابدال هوية الطبيعة الزائلة بالاستثمار في آلة تصنع الثلوج وتسقط بلورات ثلجية من صنع الإنسان على منحدرات التزلج والوديان.
وقال توماس شميت رئيس بلدية غارميش - بارتينكيرشن التي تقع في أحد وديان جبال الألب شمال الحدود النمسوية : "دون الثلوج الاصطناعية لما كنا تمكنا من جذب السياح إلى هنا في الشتاء. "لدينا ما يكفي من الثلوج على المنحدرات بفضل الآلات، لا نخاف ارتفاع درجة حرارة العالم. كان علينا أن نستعد لذلك".
وأسف لأن غارميش وغيرها من القرى البديعة مثل التي في النمسا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا أصبحت تعاني قلة الثلوج.
وأفادت لجنة من العلماء تمولها الأمم المتحدة أن تكوّن طبقة من الغازات الحاجزة للحرارة من حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة العالم. وتتجاهل قلة من العلماء ارتفاع درجة حرارة العالم أو يقولون إن متغيرات طبيعية مثل التغيرات في اشعة الشمس هي المسؤولة عن ذلك.
وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تقرير عام 2003 من أن درجات حرارة العالم من المتوقع أن ترتفع بسبب هذه الظاهرة بنحو ثلاث درجات مئوية خلال السنوات الخمسين المقبلة مما يرفع خط الثلوج ويشل سياحة التزلج.
وقال التقرير إن المنحدرات التي تبدأ من ارتفاعات تزيد على 1200 متر والتي تعتبر الآن مناطق تزلج مأمونة ستكون مهددة بالخطر في غضون ما بين 30 و50 سنة وسيكون على المتزلجين الصعود إلى ارتفاعات تراوح بين 1500 و1800 متر بحثا عن الثلوج. وتبدأ غالبية منحدرات التزلج في غارميش من ارتفاعات تراوح بين 750 مترا و2000 متر وهي من أعلى الارتفاعات في ألمانيا. وألغيت سباقات كأس العالم للتزلج في منتجع برتشيسغادن الأقل ارتفاعا في بافاريا في سنتين من السنوات الخمس الماضية بسبب نقص الثلوج.
وقال شميت "ليس هناك أجمل من منظر شتاء غني بالثلوج، هذه هي ثروتنا وعلينا بذل ما في وسعنا لحمايتها. لكنها مشكلة عالمية. في غارميش يجب ان نكون عمليين ومستعدين للمرحلة التالية."
ومن أجل هذا الغرض قال شميت إن غارميش طورت شبكة من مسارات للتنزه سيرا على الأقدام في الصيف وطرق صعود الجبال بالدراجات. وروجت بكثافة كذلك للسياحة الصيفية قائلة أن هواءها الجبلي يعالج من الحساسية.
وقال شميت الذي يمتلىء مكتبه بلوحات لجبال متوجة بالثلوج تحيط بالوادي حول غارميش "نأخذ المسألة بجدية."
وكشفت البلدة التي يزورها 15 مليون سائح سنويا ويحجزون 1,2 مليون ليلة عن خطط لاستثمار تسعة ملايين يورو (11,8 مليون دولار) لصنع المزيد من الثلوج على منحدرات يبلغ طولها نحو سبعة كيلومترات تصل إلى الوادي.
وقال توماس ايزنهوفر (37 عاما) الذي يدير متجرا لتأجير معدات التزلج: "يمكنك خداع الطبيعة لبعض الوقت لكن لا يمكنك التحكم في الطقس بالمال." وأضاف "الثلوج الاصطناعية ستساعدنا في البقاء لبعض الوقت لكن علينا أن نعرف ما يجب أن نفعل بعد ذلك."
مدرب التزلج المتقاعد كارل ارنيست (56 عاما ) أن الثلوج كانت تتكوم الى ارتفاع مترين عندما كان طفلا. وقال: "كان الشتاء مختلفا تماما في ذلك الوقت، الآن الشتاء أصبح يشبه الربيع."
وأفاد رئيس مراقبة الطقس في مكتب الأرصاد الجوية في بافاريا غيرهارد هوفمان أن عدد الأيام التي تغطي فيها الثلوج المنطقة قد انخفض بنسبة 10 في المئة خلال 15 سنة.
وأضاف: "هذا يرجع الى ظاهرة ارتفاع درجة حرارة العالم وليس لتقلبات جوية. ابقاء منحدرات التزلج إلى الوادي مفتوحة وعاملة أصبح مشكلة في كل ارجاء بافاريا."
وقال فيلهيلم بلنك (73 عاما) وهو مهندس تصميمات سابق لشركة بي.ام.دبليو ويهوى التزلج: "بالتأكيد أخشى أن تختفي الثلوج ذات يوم لكن ذلك سيكون بعد موتي."
وهزّ مدير مطعم على منحدر اوستفلدركوف فوق غارميش على ارتفاع 2050 متراً، رأسه بأسى وهو ينظر الى طبقة الثلوج الرقيقة: "كنا عادة نشهد ثلوجا بارتفاع متر بحلول كانون الثاني، قبل عامين لم تسقط الثلوج في موسم عيد الميلاد، لا يمكننا تعويض هذه الخسائر. هذا أمر مخيف."
جريدة النهار - ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////