Anmar
20/01/2005, 05:48
أثار مشهد أسطورة كرة القدم الارجنتينية دييجو أرماندو مارادونا لدى ظهوره في العاصمة اليونانية أثينا الشفقة لدى محبى كرة القدم في كل أرجاء الدنيا.
بدا النجم الذي أبهر العالم في الثمانينات بموهبته وقوته البدنية وسرعته الفائقة وأسر قلوب عشاق الساحرة المستديرة بلمساته الساحرة وكأنه كرة ضخمة من اللحم والدهن تتدحرج بصعوبة بالغة.
وقد يحب المرء مارادونا أو يكرهه.. فذلك شعور شخصي.. ولكن على صعيد العبقرية الكروية لا يستطيع أحد إلا أن يعترف بعبقريته.
وقد يلجأ خبراء كرة القدم في العالم إلى محاباة لاعب معين لاسابيع أو أشهر لكن لا يمكنهم قطعا أن يحابوا أحدا على مدى السنوات الطويلة التي سبقت كما حدث مع مارادونا.
وإذا استرجعنا شريط الذاكرة وشاهدنا بفضل فيديو المخيلة كيف قاد مارادونا منتخب بلاده إلى الفوز بمونديال المكسيك عام 1986 بمنتخب نصف كسيح.. وإذا ما تذكرنا كيف سجل هذا المارد القصير هدفا أقرب إلى المعجزة في مرمي الحارس الانجليزي بيتر شيلتون لعرفنا بحق قدر موهبته.
ومارادونا نفسه ذكر الجميع في هذا المونديال برواية دكتور جيكل ومستر هايد الشهيرة التي جسدت الانسان ذى الوجهين الطيب والشرير معا. وكانت مباراة الارجنتين أمام إنجلترا في مونديال عام 1986 ترجمة كروية لتلك الرواية الادبية الانسانية وكان مارادونا نفسه بطلا لها.
وسجل مارادونا في هذه المباراة هدفا بطريق الغش بواسطة اليد وكان غشا متقنا لدرجة أن الحكم التونسي على بن ناصر بادر إلى احتساب الهدف فورا. ثم سجل هدفا آخر من طريق الابداع بواسطة المهارات التي مَن بها الله على هذا اللاعب الفذ وجعلت منه مالئ الكون وشاغل البشر بدرجة لم يسبقه إليها إلا البرازيلي بيليه. وكان مارادونا نسيجا بمفرده على مدى 15 عاما قضاها في الملاعب واللافت أن نهايته كانت نسيجا وحدها أيضا.
وكانت بداية النهاية في 17 آذار/مارس عام 1991 وتحديدا خلال فترة الراحة بين شوطي المباراة التي جمعت فريق نابولي الذي لعب له مارادونا آنذاك وضيفه فريق باري في الدوري الايطالي. واختير مارادونا بالقرعة لاجراء اختبار روتيني للمنشطات..
وكانت المفاجأة حين أعلنت اللجنة الطيبة أن العينة إيجابية.
والادهى أن العينة المضادة التي أجري عليها فحص آخر للتأكد من نتيجة العينة الاولى أثبتت تناول النجم الارجنتينى للكوكايين ومشتقاته أي أن القضية تحولت من مجرد تناول منشطات ومقويات إلى تعاطي المخدرات.
وانتشر الخبر في العالم بسرعة البرق وأوقف مارادونا عن اللعب لمدة عامين.
ومع هذه النهاية المهينة.. طويت صفحة المغامرة المارادونية مع الكرة الايطالية إلى الابد لكنها لم تنته مع المخدرات إذ أثبت القضاء الايطالى أن مارادونا متورط في تجارة المخدرات من طريق سيدة إيطالية معروف عنها نشاطها في هذا المجال هي كارميلا تشينكويجراني.
وعاد مارادونا إلى الارجنتين وسعى مرارا وتكرارا إلى نفي تهمة الاتجار بالمخدرات لكن ذلك لم يمنع دخوله السجن أكثر من مرة.
وعانى مارادونا الذي ولد في لانوس إحدى ضواحي العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس كثيرا من الفقر وعاش في أجواء موبوءة منذ الصغر لم يعرف كيف يتخلص منها حتى بعد أن بلغ قمة نجوميته.
وعاش مارادونا طفولة مشوشة برغبة جامحة في الثأر من ظروفه القاسية والزمرة التي أحاطت به كانت بدورها تئن من وطأة الفقر وحين حظت بدجاجة تبيض ذهبا أحاطت بها من كل صوب. وغالب الظن أن هذا المحيط هو الذي جعل مارادونا مختلفا في كل شيء.
ولا ينسى أحد من متابعي سجل مارادونا ذلك اليوم الذي أعلن فيه التلفزيون الارجنتيني عام 1991 النبأ العاجل إلى الجمهور بأن شرطة المخدرات ستداهم شقة سكنية في شارع فرانكلين في بوينس أيرس وأن نجما رياضيا كبيرا قد يكون داخل هذه الشقة.
ولم يكن هذا النجم سوى فلتة الكرة الارجنتينية مارادونا الذي اقتادته الشرطة مع شابين آخرين إلى التحقيق بعدما وجدوا كميات من الكوكايين معهم.
وأوحت العملية التي نقلها التلفزيون الارجنتيني على الهواء مباشرة أن مسئولي الامن كانوا متأكدين من أن مارادونا يتناول المخدرات فعلا. وبدت العملية وكأن المسئولين السياسيين أرادوا من خلالها أن يضحوا بنجمهم الكبير ليثبتوا للرأي العالم المحلي والدولي أن القانون في الارجنتين فوق الجميع.
وتوالت الاحداث المخيبة للنجم الكبير وعاش في السنوات الاخيرة حياة مضطربة بفعل الادمان وعدم قدرته على الاقلاع عنه فوصل شيئا فشيئا إلى الهاوية بالفعل. واقترب مارادونا كثيرا من حافة الموت في العام الماضي لكن العناية الالهية أنقذته أكثر من مرة أيضا.
ويعيش مارادونا حاليا في كوبا حيث يخضع لعلاج مكثف من الادمان. لكن الواضح أن هذا العلاج لم يفلح بعد ومن شاهد هذا البطل في أثينا أو عبر شاشات التليفزيون تأكد من ذلك ومن أن أعظم لاعب كرة قدم في الثمانينيات ليس اليوم سوي مأساة تمشي على قدمين.
بدا النجم الذي أبهر العالم في الثمانينات بموهبته وقوته البدنية وسرعته الفائقة وأسر قلوب عشاق الساحرة المستديرة بلمساته الساحرة وكأنه كرة ضخمة من اللحم والدهن تتدحرج بصعوبة بالغة.
وقد يحب المرء مارادونا أو يكرهه.. فذلك شعور شخصي.. ولكن على صعيد العبقرية الكروية لا يستطيع أحد إلا أن يعترف بعبقريته.
وقد يلجأ خبراء كرة القدم في العالم إلى محاباة لاعب معين لاسابيع أو أشهر لكن لا يمكنهم قطعا أن يحابوا أحدا على مدى السنوات الطويلة التي سبقت كما حدث مع مارادونا.
وإذا استرجعنا شريط الذاكرة وشاهدنا بفضل فيديو المخيلة كيف قاد مارادونا منتخب بلاده إلى الفوز بمونديال المكسيك عام 1986 بمنتخب نصف كسيح.. وإذا ما تذكرنا كيف سجل هذا المارد القصير هدفا أقرب إلى المعجزة في مرمي الحارس الانجليزي بيتر شيلتون لعرفنا بحق قدر موهبته.
ومارادونا نفسه ذكر الجميع في هذا المونديال برواية دكتور جيكل ومستر هايد الشهيرة التي جسدت الانسان ذى الوجهين الطيب والشرير معا. وكانت مباراة الارجنتين أمام إنجلترا في مونديال عام 1986 ترجمة كروية لتلك الرواية الادبية الانسانية وكان مارادونا نفسه بطلا لها.
وسجل مارادونا في هذه المباراة هدفا بطريق الغش بواسطة اليد وكان غشا متقنا لدرجة أن الحكم التونسي على بن ناصر بادر إلى احتساب الهدف فورا. ثم سجل هدفا آخر من طريق الابداع بواسطة المهارات التي مَن بها الله على هذا اللاعب الفذ وجعلت منه مالئ الكون وشاغل البشر بدرجة لم يسبقه إليها إلا البرازيلي بيليه. وكان مارادونا نسيجا بمفرده على مدى 15 عاما قضاها في الملاعب واللافت أن نهايته كانت نسيجا وحدها أيضا.
وكانت بداية النهاية في 17 آذار/مارس عام 1991 وتحديدا خلال فترة الراحة بين شوطي المباراة التي جمعت فريق نابولي الذي لعب له مارادونا آنذاك وضيفه فريق باري في الدوري الايطالي. واختير مارادونا بالقرعة لاجراء اختبار روتيني للمنشطات..
وكانت المفاجأة حين أعلنت اللجنة الطيبة أن العينة إيجابية.
والادهى أن العينة المضادة التي أجري عليها فحص آخر للتأكد من نتيجة العينة الاولى أثبتت تناول النجم الارجنتينى للكوكايين ومشتقاته أي أن القضية تحولت من مجرد تناول منشطات ومقويات إلى تعاطي المخدرات.
وانتشر الخبر في العالم بسرعة البرق وأوقف مارادونا عن اللعب لمدة عامين.
ومع هذه النهاية المهينة.. طويت صفحة المغامرة المارادونية مع الكرة الايطالية إلى الابد لكنها لم تنته مع المخدرات إذ أثبت القضاء الايطالى أن مارادونا متورط في تجارة المخدرات من طريق سيدة إيطالية معروف عنها نشاطها في هذا المجال هي كارميلا تشينكويجراني.
وعاد مارادونا إلى الارجنتين وسعى مرارا وتكرارا إلى نفي تهمة الاتجار بالمخدرات لكن ذلك لم يمنع دخوله السجن أكثر من مرة.
وعانى مارادونا الذي ولد في لانوس إحدى ضواحي العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس كثيرا من الفقر وعاش في أجواء موبوءة منذ الصغر لم يعرف كيف يتخلص منها حتى بعد أن بلغ قمة نجوميته.
وعاش مارادونا طفولة مشوشة برغبة جامحة في الثأر من ظروفه القاسية والزمرة التي أحاطت به كانت بدورها تئن من وطأة الفقر وحين حظت بدجاجة تبيض ذهبا أحاطت بها من كل صوب. وغالب الظن أن هذا المحيط هو الذي جعل مارادونا مختلفا في كل شيء.
ولا ينسى أحد من متابعي سجل مارادونا ذلك اليوم الذي أعلن فيه التلفزيون الارجنتيني عام 1991 النبأ العاجل إلى الجمهور بأن شرطة المخدرات ستداهم شقة سكنية في شارع فرانكلين في بوينس أيرس وأن نجما رياضيا كبيرا قد يكون داخل هذه الشقة.
ولم يكن هذا النجم سوى فلتة الكرة الارجنتينية مارادونا الذي اقتادته الشرطة مع شابين آخرين إلى التحقيق بعدما وجدوا كميات من الكوكايين معهم.
وأوحت العملية التي نقلها التلفزيون الارجنتيني على الهواء مباشرة أن مسئولي الامن كانوا متأكدين من أن مارادونا يتناول المخدرات فعلا. وبدت العملية وكأن المسئولين السياسيين أرادوا من خلالها أن يضحوا بنجمهم الكبير ليثبتوا للرأي العالم المحلي والدولي أن القانون في الارجنتين فوق الجميع.
وتوالت الاحداث المخيبة للنجم الكبير وعاش في السنوات الاخيرة حياة مضطربة بفعل الادمان وعدم قدرته على الاقلاع عنه فوصل شيئا فشيئا إلى الهاوية بالفعل. واقترب مارادونا كثيرا من حافة الموت في العام الماضي لكن العناية الالهية أنقذته أكثر من مرة أيضا.
ويعيش مارادونا حاليا في كوبا حيث يخضع لعلاج مكثف من الادمان. لكن الواضح أن هذا العلاج لم يفلح بعد ومن شاهد هذا البطل في أثينا أو عبر شاشات التليفزيون تأكد من ذلك ومن أن أعظم لاعب كرة قدم في الثمانينيات ليس اليوم سوي مأساة تمشي على قدمين.