-
دخول

عرض كامل الموضوع : رؤية


عاشق من فلسطين
09/01/2005, 18:08
في ليلة الحلم الأخير ..
هناك خلف الأفق البعيد ..
كنت مستلقيا" على ورق الخريف...
أناجي القمر..
كنا كما العشاق ..
نتبادل النظرات ..
هو هناك في السماء..
وأنا على أرض الحلم ..
هناك خلف الأفق البعيد..
كنت أنتظر وحي الأنبياء كي يخاطبني ..
كنت أنتظر شهابا" واحدا" كي أحمله أمنية ..
طفل صغير كنت منذ خمسين عاما"
هناك خلف الأفق البعيد
مدينتي كانت محجبة بالياسمين..
كانت الأحلام بلون البنفسج ..
كنا صغارا" يومها..
قالوا لنا سنذهب في رحلة ..
كنا صغارا" حالمين..
أخذنا خيامنا وانطلقنا في الرحلة ..
منذ خمسين عاما" بدأت رحلة الخيام ..
قلت لأبي يومها ..
وأنا أرى الجميع يحملون خيامهم..
براءة الطفولة قالت : أهي رحلة جماعية..
ابتسم يومها وقال:
ستكون رحلة جميلة..
يومها بدأت قصتنا ورحلتنا...
ومضينا..
كل يوم كنت أسأل:
متى نعود
فيجيني والدي:
عائدون يا بني ..
عائدون..
كل يوم كان أطفالي يسألوني:
متى نعود..
فأجيبهم أبي:
عائدون عائدون..
كل يوم كان أحفادي يسألوني:
متى نعود..
فأجيبهم أبي :
عائدون عائدون..
أفما آن للرحلة أن تنتهي يا أبي..
أما آن الآوان أن نعود..
يجيبني أبي "
عائدون عائدون..
خمسين عاما"..
لم يبقى مكان في الأرض الا وتركنا فيه
حلما" أو دمعة أو جرحا" ..
خمسين عاما" سئم الرحيل منا ..
ونحن نحمل وطنا" عشقناه ..
خمسن عاما"
ولم تنهتي الرحلة..

يا أيها الوطن المضرج بالدماء الحالمة..
يا رحلة المنفى..
يا قصص الليل تحكيها الجدات للأطفال..
يا صراع الأنبياء..
أما آن الآوان أن أضمك ..
وأحكي لك قصة رحلة الخمسين عام ..
كيف تسلقنا الجراح
وشربنا الدمع ..
كيف كانت الأحلام غطاءنا عندما نبرد..
كيف كانت السماء سقفنا عندما تمطر..
كيف كانت الحقول ردائنا عندما نتعرى..
أما آن الآوان للرؤية أن تصبح حقيقة..
أما أن الآوان أن أصرخ..
جميلة هي قصص الأوطان ..
لكن الوطن أجمل..
جميلة هي رحلة المنفى لكن ..
الوطن أجمل..
جميلة هي كل بلاد العرب والعجم ..
لكنك يا فلسطين أجمل..