-
دخول

عرض كامل الموضوع : حمار ودورية وزنزانة


blade
04/02/2006, 13:10
وجه عبوس لقامة طويلة هزيلة , ولسان طويل يجيد مفردات الهجاء والشتيمة , كلماته مالحة مقتضبة وأوامره يجب أن تنفذ قبل أن تصل إلى آذان عناصر الدورية ..

المستدعى إليه يقرؤون في وجهه التعويذات ويحصنونه بآية الكرسي ويزيدونها بالبسملات ويطلبون له العون من الله لكي يخرج سالما ً ..
يقف أمامه منتصبا ً , كل شيء فيه ساكن إلا ضربات القلب المتسارعة وحركة شفتيه اللتين ترددان كالببغاء :
- حاضر سيدي .. أمرك سيدي .. حالا ً سيدي ..
يخرج من عنده فيقابل بالأحضان ويتبادل القبلات مع الزملاء لأنه لم يحوّل إلى الزنزانة رقم ثلاثة الخاصة لعناصر الفرع ..
يسألونه عناصر الدورية عن المطلوب.. فيستل لفافة تبغ من جيبه يأخذ منها نفساً عميقاً ويطلب من السائق الانطلاق إلى المطار..
يضحكون .. يستهزؤون من صراخه الأضخم من صوته ومن عنترياته التي لا تقتل ذبابة ومن منطقه الذي يشبه الضرب على الطبل.. والسر في مأساتهم أنهم يخضعون أمامه للأوامر العسكرية .. لم يروه يوماً يبتسم أو يقرأ كتاباً ..
كادوا أن يصلوا إلى المهمة المكلفين بها لولا أن خرج عليهم حمار من البساتين يحاول أن يقطع الشارع العام فداس السائق على المكابح محاولا ً تفاديه فدارت بهم السيارة واصطدمت بالحمار فانطعجت الواجهة وتحطم الزجاج ..
خرجوا منها سالمين بينما الحمار كان مبطوحاً على الأرض يحاول الوقوف فركض أحدهم وألقى القبض عليه بينما حمل رئيس الدورية الهاتف للاتصال بالمعلم :
- سيدي .. حمار ضرب سيارتنا قبل أن ..
قاطعه قائلا ً :
- أحضروه إلى الفرع فوراً .. وأغلق الهاتف بوجهه ..
اصفرّت الوجوه وارتعشت الأطراف وتبادلوا نظرات الاندهاش والتعجب , ولا أحد يستطيع أن يعاود الاتصال ليطلعه على الحقيقة..
تساءلوا ما العمل..؟ ومن يجرؤ أن يقول لـه سيدي إنك فهمتني بالخطأ.. فهو لبيب ومن الإشارة يفهم ..!!
حملوا المسكين ووضعوه في طبونة السيارة وعادوا به إلى الفرع.. ربما تأخروا عليه فعاود الاتصال بهم لكي يحددوا له موقعهم فقال له رئيس الدورية :
- صرنا على باب الفرع ..
- حسنا ً أحضروه فورا ً إلى مكتبي.. وكعادته أغلق السماعة..
ساروا به إلى أمام الدرج فالمعلم مكتبه في الطابق الثاني , عند أول درجة حرن فدفعوه فصعد الدرجة الأولى ثم الثانية وتسمر في مكانه.. ضربوه.. شدوه .. مطـّوا أذنيه والمسكين واقف في مكانه.. كادوا أن يمعسوه والمسكين واقف في مكانه مستسلماً أو مبهوراً مما هو فيه وربما مستغرباً مما يفعلونه معه وهم يرغمونه على صعود الدرج..
ربما حاول أن يقول لهم شيئاً أو يضحك مما هو فيه بنهقة أو نهقتين فحشروا في فمه بطانية خوفا ً من الضجيج ..
تجمّع حولـه جميع عناصر الفرع .. حاولوا حمله لكن الدرج ضيق.. تعالت الصيحات وكثرت النصائح والإرشادات إلى أن تجرأ رئيس الدورية واتصل مع المعلم قائلا ً :
- سيدي.. ذبحناه من الضرب وهو يرفض الصعود إليكم ..
شتم.. بهدل.. غضب.. عصّب .. نرفز.. انغاظ.. شعر بكرامته وجلاله يسقطان أرضاً فهب من فوق سلطانه واتجه نحوهم ..
لقدومه حل الصمت وتوقفت المسرحية فهرب الحمار من بين أيديهم وهو يرفس بالهواء ونهيقه يصل إلى عباب السماء ..
ولأول مرة يرون المعلم مغشى على قلبه من الضحك حين أصدر قهقهة جرحت سكون المكان .. ومع ذلك لم يفلت عناصر الدورية من عقاب الزنزانة رقم ثلاثة ..

syria-news

blade
04/02/2006, 18:25
و الله الحمار بيزعل

sweetbaby
05/02/2006, 02:33
و الله الحمار بيزعل
اي برياحة:lol::lol: