-
دخول

عرض كامل الموضوع : خاطرة من صيد الخاطر 2


Daiski
03/02/2006, 16:32
فصل حلاوة الكفاح في سبيل الحق

بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى، لا تبع عزها بذل المعاصي.

و صابر عطش الهوى في هجير المشتهى، و إن امض و ارمض.

فإذا بلغت من الصبر فاحتكم و قل، فهو مقام من لو اقسم على الله لأبره.
.....
بالله عليك تذوق حلاوة الكف عن المنهي، فأنها شجرة تثمر عز الدنيا، و شرف

الاخرة.

و متى اشتد عطشك الى ما تهوى، فابسط انامل الرجاء الى من عنده الري

الكامل.

و قل : قد عيل صبر الطبع في سنيه العجاف، فعجل لي العام الذي اغاث فيه و

اعصر.

بالله عليك تفكر فيمن قطع اكثر العمر في التقوى و الطاعة، ثم عرضت له فتنة

في الوقت الاخير، كيف نطح مركبه الجرف فغرق وقت الصعود.

افٍ و الله للدنيا، لا بل الجنة إن اوجب نيلها اعراض الحبيب.

انما نسب العامي باسمه و اسم ابيه، فأما ذوو الاقدار فالألقاب قبل الانساب.

قل لي : من انت ؟ و ما عملك ؟ والى اي مقام ارتفع قدرك ؟ يا من لا يصبر

لحظةً عما يشتهي.

بالله عليك أتدري من الرجل ؟

الرجل و الله من اذا خلا بما يحب من المحرم و قدر عليه و تقلل عطشاً اليه، نظر

الى نظر الحق اليه، فاستحى من اجالة همه فيما يكرهه، فذهب

العطش...............

ابن الجوزي
صيد الخاطر