yass
01/01/2005, 23:13
يوم قال مارتن لوثر الإبن 'أنا عندي حلم!'
قبل عشرة عقود من السنين قام اميركي عظيم، نقف مستظلين نصبه الرمزي اليوم، بتوقيع اعلان الاعتاق. وجاء هذا المرسوم العظيم الشأن منارة امل عظيمة لملايين العبيد الزنوج الذين اكتووا بلهيب الظلم الحارق. جاء كبزوغ نهار بهيج لينهي ليل الاسر الطويل.
غير اننا بعدئذ بمئة عام يجب ان نواجه الحقيقة المأسوية ان الزنجي ليس حرا بعد. بعدئذ بمئة عام لا تزال اغلال الفصل واصفاد التمييز تجعل حياة الزنجي كسيحة في شكل محزن. بعدئذ بمئة عام ما انفك الزنجي الزنجي يعيش على جزيرة معزولة من الفاقة وسط محيط شاسع من البحبوحة المادية. بعدئذ بمئة عام ما فتىء الزنجي يذوي قابعا في زوايا المجتمع الاميركي ويجد نفسه منفيا في بلاده. اذن جئنا اليوم هنا لكي نعرب عن وضع مروع. وفي معنى ما جئنا الى عاصمة امتنا لكي نقبض قيمة شيك. عندما قام مهندسو جمهوريتنا بكتابة كلمات الدستور البديعة واعلان الاستقلال كانوا يوقعون على سند كتب على كل اميركي ان يكون له من ارثه نصيب. هذا السند كان وعدا يكفل للبشر قاطبة حقوق الحياة والحرية والسعي الى السعادة التي لا يجوز حرمان انسان منها.
من البيّن اليوم ان اميركا فرّطت في تسديد قيمة هذا السند بقدر ما يتعلق الامر بالمواطنين الملونين. فعوضا عن اداء هذا الفرض المقدس اعطت اميركا الزنوج من قومها صكا ماليا مزورا عاد اليهم وعليه سمة "رصيد غير كاف". لكننا نرفض تصديق ان بنك العدالة افلس. نرفض تصديق ان الرصيد غير كاف في خزائن الفرص العظيمة لهذه الامة. لذا جئنا لقبض قيمة هذا الشيك شيك سوف يعطينا عند الطلب ثروات الحرية وامان العدالة. جئنا ايضا الى هذه البقعة المكرمة لتذكير اميركا بالحاح الآن الشرس، فهذا ليس اوان الانشغال برغد تهدئة الخواطر او تناول عقار التدرج المهدىء. آن اوان النهوض من وادي الفصل المعتم الموحش الى درب العدالة العرقية المضاء بالشمس. آن اوان فتح ابواب الفرص لأبناء الله قاطبة. آن اوان رفع امتنا من رمال الظلم العرقي الخوارة الى صخرة الاخاء الصلبة. سيصيب مقتلا من الامة تغاضيها عن الحاح اللحظة واستهانتها باصرار الزنجي. فان صيف سخط الزنجي القائظ هذا لن ينقضي حتى يحل خريف مقو من الحرية والمساواة. 1963 ليس خاتمة بل هو فاتحة، فالذين يأملون ان الزنجي كان يحتاج الى التفريج عن نفسه فحسب وانه سيرضى الآن لن يجدوا ما يسرهم اذا عادت الامة الى اشغالها كالمعتاد. لن تكون ثمة راحة ولا طمأنينة في اميركا حتى ينال الزنجي حقوق مواطنته. وسوف تستمر زوابع العصيان في زعزعة اسس امتنا حتى ينبلج فجر العدالة المشرق.
غير ان هناك شيئا ينبغي ان اقوله لشعبي الواقف على العتبة الدافئة المؤدية الى قصر العدل. ابان الفوز بمنزلتنا المشروعة يجب الا نرتكب افعالا جائرة. فلا نستعين الى ري تعطشنا الى الحرية بالشرب من كأس المرارة والكراهية.
علينا ان نعقد ابدا لواء جهادنا على مرتبة الكرامة والانضباط الرفيعة. علينا الا نجيز لاحتجاجنا الخلاق ان ينحط الى العنف المادي. علينا دائما ابدا ان نتسامى الى الذرى السامقة لمواجهة القوى المادية بقوة الروح. فالنضال الجديد الرائع الذي اكتنف الجالية الزنجية يجب الا يفضي بنا الى اساءة الظن بكل القوم البيض اذ ان العديد من اخواننا البيض، كما يبرهن عن ذلك حضورهم هنا اليوم، آلوا الى ادراك ان قدرهم مرتبط بقدرنا وحريتهم مشدودة الى حريتنا بما لا فكاك منه، فلا نستطيع ان نمشي وحدنا.
وفيما نحن نمشي يجب ان نتعاهد على اننا سوف نسير قدما. لا نستطيع ان نعود القهقرى. هناك من يسأل الناذرين انفسهم للحقوق المدنية: "متى ترضون؟" لن نرضى ابدا ما دامت اجسامنا، المكدودة من تعب السفر، لا يحق لها النزول في نُزُل طرق السفر وفي فنادق المدن. لن نرضى ما دام حق التنقل الاساسي للزنجي لا يتعدى الانتقال من غيتو اصغر الى غيتو اكبر. لن نرضى ابدا ما دام زنجي في ميسيسيبي لا يحق له التصويت وما دام زنجي في نيويورك يعتقد انه ليس لديه ما يصوت من اجله. كلا، ثم كلا، لسنا راضين ولن نرضى حتى تتهادى العدالة كالمياه ويجري الصلاح كجدول جبار.
لست غافلا عن ان بعضكم جاء الى هنا بعد مكابدة محن وخطوب عظيمة. بعضكم خرج لتوه من زنزانات ضيقة. بعضكم جاء من مناطق تركه فيها طلبه للحرية وقد رضته عواصف الاضطهاد وتقاذفته رياح وحشية الشرطة. كنتم المتمرسين بالعذاب الخلاق. فواصلوا العمل مؤمنين بأن في العذاب غير المستحق فداء للنفس.
عودوا الى ميسيسيبي عودوا الى آلاباما، عودوا الى جورجيا، عودوا الى لويزيانا، عودوا الى احياء مدننا الشمالية الفقيرة وغيتواتها، عالمين ان هذا الوضع في طريقة ما، سوف يتغير، لا بد من ان يتغير. فلا نتمرغنّ في وادي القنوط.
اقول لكم اليوم، اي اصدقائي، انني رغم مصاعب اللحظة واحباطاتها ما زال عندي حلم. وانه لحلم عميق الجذور في الحلم الاميركي.
عندي حلم ان هذه الامة سوف تنهض ذات يوم وتطبق معنى عقيدتها الحقيقي: "نحن نعتبر هذه الحقائق بديهية، الا ان البشر قاطبة مخلوقون سواسية".
عندي حلم انه ذات يوم، على تلال جورجيا الحمراء، سيتمكن ابناء العبيد السابقين وابناء ملاك العبيد السابقين من الجلوس معا على مائدة الاخوة.
عندي حلم انه ذات يوم، حتى ولاية ميسيسيبي وهي ولاية صحراوية، تتلظى في حر الظلم والضيم ستتحول الى واحة حرية وعدالة.
عندي حلم ان اطفالي الاربعة سوف يعيشون ذات يوم في امة لن يحاكموا فيها بحسب لون بشرتهم، بل بحسب مضمون خلقهم.
انا عندي اليوم حلم.
عندي حلم بأن ولاية آلاباما، التي تقطر شفتا حاكمها كلمات الفصل والالغاء، ستتحول ذات يوم الى وضع يتمكن فيه الصبية والبنات السود الصغار من ضم أياديهم الى ايادي الصبية والبنات البيض الصغار ويمشون معا كأشقاء وشقيقات.
انا عندي اليوم حلم.
عندي حلم انه ذات يوم سوف يرتفع كل واد، وسوف ينخفض كل تل وجبل، والاماكن الوعرة سوف تستوي، والاماكن الملتوية سوف تستقيم، ومجد الرب سوف ينكشف، والبشرية قاطبة سوف تشهد ذلك معا.
ذلكم هو رجاؤنا. ذلكم هو الايمان الذي أعود به الى الجنوب. بهذا الايمان سوف نتمكن من نحت جبل اليأس حجراً من امل. بهذا الايمان سنتمكن من تحويل شحناء فتن امتنا الى سمفونية اخاء جميلة. بهذا الايمان سنتمكن من العمل معا، من الصلاة معا، من الجهاد معا، من الذهاب الى السجن معا، من الذود عن الحرية معا، عالمين اننا سنكون احرارا ذات يوم.
وهذا سيكون اليوم الذي سيتمكن فيه ابناء الله جميعا من الانشاد بمعنى جديد: "وطني، لك، يا ارض الحرية الحلوة، لك انشد. يا ارضا مات عليها جدودي، يا ارض مفخرة الحاج، من كل سفح جبل، فلتجلجل الحرية".
واذا كان مقدرا لأميركا ان تكون امة عظيمة لا بد في ان يتحقق ذلك. فلتجلجل الحرية من ذرى تلال نيوهامشاير الهائلة. فلتجلجل الحرية من جبال نيويورك الجبارة. فلتجلجل الحرية من الغني بنسلفانيا الشامخةّ!
فلتجلجل الحرية من روكي كولورادو المكللة بالثلج!
فلتجلجل الحرية من قمم كاليفورنيا المتناسقة القوام!
ليس هذا فحسب، فلتجلجل الحرية من جبل ستون جورجيا!
فلتجلجل الحرية من جبل لوكاوت تينيسي!
فلتجلجل الحرية من كل تلة ومن كل رابية من ميسيسيبي. من كل سفح جبل، فلتجلجل الحرية. عندما ندع الحرية تجلجل، عندما ندعها تجلجل من كل قرية ومن كل دسكرة، من كل ولاية ومن كل مدينة، سوف نتمكن من الاسراع في مجيء ذلك اليوم الذي سيتمكن فيه ابناء الله قاطبة، سودا وبيضا، يهودا وامما، بروتستانت وكاثوليك، من ضم اياديهم وانشاد كلمات الانشودة الروحية الزنجية القديمة: "اخيرا احرار! الشكر لله القدير، نحن اخيرا احرار!".
-------------------------------------------------------------------
ألقيت هذه الخطبة التاريخية في 28 آب 1963 على درجات نصب لنكولن في واشنطن، مقاطعة كولومبيا.
قبل عشرة عقود من السنين قام اميركي عظيم، نقف مستظلين نصبه الرمزي اليوم، بتوقيع اعلان الاعتاق. وجاء هذا المرسوم العظيم الشأن منارة امل عظيمة لملايين العبيد الزنوج الذين اكتووا بلهيب الظلم الحارق. جاء كبزوغ نهار بهيج لينهي ليل الاسر الطويل.
غير اننا بعدئذ بمئة عام يجب ان نواجه الحقيقة المأسوية ان الزنجي ليس حرا بعد. بعدئذ بمئة عام لا تزال اغلال الفصل واصفاد التمييز تجعل حياة الزنجي كسيحة في شكل محزن. بعدئذ بمئة عام ما انفك الزنجي الزنجي يعيش على جزيرة معزولة من الفاقة وسط محيط شاسع من البحبوحة المادية. بعدئذ بمئة عام ما فتىء الزنجي يذوي قابعا في زوايا المجتمع الاميركي ويجد نفسه منفيا في بلاده. اذن جئنا اليوم هنا لكي نعرب عن وضع مروع. وفي معنى ما جئنا الى عاصمة امتنا لكي نقبض قيمة شيك. عندما قام مهندسو جمهوريتنا بكتابة كلمات الدستور البديعة واعلان الاستقلال كانوا يوقعون على سند كتب على كل اميركي ان يكون له من ارثه نصيب. هذا السند كان وعدا يكفل للبشر قاطبة حقوق الحياة والحرية والسعي الى السعادة التي لا يجوز حرمان انسان منها.
من البيّن اليوم ان اميركا فرّطت في تسديد قيمة هذا السند بقدر ما يتعلق الامر بالمواطنين الملونين. فعوضا عن اداء هذا الفرض المقدس اعطت اميركا الزنوج من قومها صكا ماليا مزورا عاد اليهم وعليه سمة "رصيد غير كاف". لكننا نرفض تصديق ان بنك العدالة افلس. نرفض تصديق ان الرصيد غير كاف في خزائن الفرص العظيمة لهذه الامة. لذا جئنا لقبض قيمة هذا الشيك شيك سوف يعطينا عند الطلب ثروات الحرية وامان العدالة. جئنا ايضا الى هذه البقعة المكرمة لتذكير اميركا بالحاح الآن الشرس، فهذا ليس اوان الانشغال برغد تهدئة الخواطر او تناول عقار التدرج المهدىء. آن اوان النهوض من وادي الفصل المعتم الموحش الى درب العدالة العرقية المضاء بالشمس. آن اوان فتح ابواب الفرص لأبناء الله قاطبة. آن اوان رفع امتنا من رمال الظلم العرقي الخوارة الى صخرة الاخاء الصلبة. سيصيب مقتلا من الامة تغاضيها عن الحاح اللحظة واستهانتها باصرار الزنجي. فان صيف سخط الزنجي القائظ هذا لن ينقضي حتى يحل خريف مقو من الحرية والمساواة. 1963 ليس خاتمة بل هو فاتحة، فالذين يأملون ان الزنجي كان يحتاج الى التفريج عن نفسه فحسب وانه سيرضى الآن لن يجدوا ما يسرهم اذا عادت الامة الى اشغالها كالمعتاد. لن تكون ثمة راحة ولا طمأنينة في اميركا حتى ينال الزنجي حقوق مواطنته. وسوف تستمر زوابع العصيان في زعزعة اسس امتنا حتى ينبلج فجر العدالة المشرق.
غير ان هناك شيئا ينبغي ان اقوله لشعبي الواقف على العتبة الدافئة المؤدية الى قصر العدل. ابان الفوز بمنزلتنا المشروعة يجب الا نرتكب افعالا جائرة. فلا نستعين الى ري تعطشنا الى الحرية بالشرب من كأس المرارة والكراهية.
علينا ان نعقد ابدا لواء جهادنا على مرتبة الكرامة والانضباط الرفيعة. علينا الا نجيز لاحتجاجنا الخلاق ان ينحط الى العنف المادي. علينا دائما ابدا ان نتسامى الى الذرى السامقة لمواجهة القوى المادية بقوة الروح. فالنضال الجديد الرائع الذي اكتنف الجالية الزنجية يجب الا يفضي بنا الى اساءة الظن بكل القوم البيض اذ ان العديد من اخواننا البيض، كما يبرهن عن ذلك حضورهم هنا اليوم، آلوا الى ادراك ان قدرهم مرتبط بقدرنا وحريتهم مشدودة الى حريتنا بما لا فكاك منه، فلا نستطيع ان نمشي وحدنا.
وفيما نحن نمشي يجب ان نتعاهد على اننا سوف نسير قدما. لا نستطيع ان نعود القهقرى. هناك من يسأل الناذرين انفسهم للحقوق المدنية: "متى ترضون؟" لن نرضى ابدا ما دامت اجسامنا، المكدودة من تعب السفر، لا يحق لها النزول في نُزُل طرق السفر وفي فنادق المدن. لن نرضى ما دام حق التنقل الاساسي للزنجي لا يتعدى الانتقال من غيتو اصغر الى غيتو اكبر. لن نرضى ابدا ما دام زنجي في ميسيسيبي لا يحق له التصويت وما دام زنجي في نيويورك يعتقد انه ليس لديه ما يصوت من اجله. كلا، ثم كلا، لسنا راضين ولن نرضى حتى تتهادى العدالة كالمياه ويجري الصلاح كجدول جبار.
لست غافلا عن ان بعضكم جاء الى هنا بعد مكابدة محن وخطوب عظيمة. بعضكم خرج لتوه من زنزانات ضيقة. بعضكم جاء من مناطق تركه فيها طلبه للحرية وقد رضته عواصف الاضطهاد وتقاذفته رياح وحشية الشرطة. كنتم المتمرسين بالعذاب الخلاق. فواصلوا العمل مؤمنين بأن في العذاب غير المستحق فداء للنفس.
عودوا الى ميسيسيبي عودوا الى آلاباما، عودوا الى جورجيا، عودوا الى لويزيانا، عودوا الى احياء مدننا الشمالية الفقيرة وغيتواتها، عالمين ان هذا الوضع في طريقة ما، سوف يتغير، لا بد من ان يتغير. فلا نتمرغنّ في وادي القنوط.
اقول لكم اليوم، اي اصدقائي، انني رغم مصاعب اللحظة واحباطاتها ما زال عندي حلم. وانه لحلم عميق الجذور في الحلم الاميركي.
عندي حلم ان هذه الامة سوف تنهض ذات يوم وتطبق معنى عقيدتها الحقيقي: "نحن نعتبر هذه الحقائق بديهية، الا ان البشر قاطبة مخلوقون سواسية".
عندي حلم انه ذات يوم، على تلال جورجيا الحمراء، سيتمكن ابناء العبيد السابقين وابناء ملاك العبيد السابقين من الجلوس معا على مائدة الاخوة.
عندي حلم انه ذات يوم، حتى ولاية ميسيسيبي وهي ولاية صحراوية، تتلظى في حر الظلم والضيم ستتحول الى واحة حرية وعدالة.
عندي حلم ان اطفالي الاربعة سوف يعيشون ذات يوم في امة لن يحاكموا فيها بحسب لون بشرتهم، بل بحسب مضمون خلقهم.
انا عندي اليوم حلم.
عندي حلم بأن ولاية آلاباما، التي تقطر شفتا حاكمها كلمات الفصل والالغاء، ستتحول ذات يوم الى وضع يتمكن فيه الصبية والبنات السود الصغار من ضم أياديهم الى ايادي الصبية والبنات البيض الصغار ويمشون معا كأشقاء وشقيقات.
انا عندي اليوم حلم.
عندي حلم انه ذات يوم سوف يرتفع كل واد، وسوف ينخفض كل تل وجبل، والاماكن الوعرة سوف تستوي، والاماكن الملتوية سوف تستقيم، ومجد الرب سوف ينكشف، والبشرية قاطبة سوف تشهد ذلك معا.
ذلكم هو رجاؤنا. ذلكم هو الايمان الذي أعود به الى الجنوب. بهذا الايمان سوف نتمكن من نحت جبل اليأس حجراً من امل. بهذا الايمان سنتمكن من تحويل شحناء فتن امتنا الى سمفونية اخاء جميلة. بهذا الايمان سنتمكن من العمل معا، من الصلاة معا، من الجهاد معا، من الذهاب الى السجن معا، من الذود عن الحرية معا، عالمين اننا سنكون احرارا ذات يوم.
وهذا سيكون اليوم الذي سيتمكن فيه ابناء الله جميعا من الانشاد بمعنى جديد: "وطني، لك، يا ارض الحرية الحلوة، لك انشد. يا ارضا مات عليها جدودي، يا ارض مفخرة الحاج، من كل سفح جبل، فلتجلجل الحرية".
واذا كان مقدرا لأميركا ان تكون امة عظيمة لا بد في ان يتحقق ذلك. فلتجلجل الحرية من ذرى تلال نيوهامشاير الهائلة. فلتجلجل الحرية من جبال نيويورك الجبارة. فلتجلجل الحرية من الغني بنسلفانيا الشامخةّ!
فلتجلجل الحرية من روكي كولورادو المكللة بالثلج!
فلتجلجل الحرية من قمم كاليفورنيا المتناسقة القوام!
ليس هذا فحسب، فلتجلجل الحرية من جبل ستون جورجيا!
فلتجلجل الحرية من جبل لوكاوت تينيسي!
فلتجلجل الحرية من كل تلة ومن كل رابية من ميسيسيبي. من كل سفح جبل، فلتجلجل الحرية. عندما ندع الحرية تجلجل، عندما ندعها تجلجل من كل قرية ومن كل دسكرة، من كل ولاية ومن كل مدينة، سوف نتمكن من الاسراع في مجيء ذلك اليوم الذي سيتمكن فيه ابناء الله قاطبة، سودا وبيضا، يهودا وامما، بروتستانت وكاثوليك، من ضم اياديهم وانشاد كلمات الانشودة الروحية الزنجية القديمة: "اخيرا احرار! الشكر لله القدير، نحن اخيرا احرار!".
-------------------------------------------------------------------
ألقيت هذه الخطبة التاريخية في 28 آب 1963 على درجات نصب لنكولن في واشنطن، مقاطعة كولومبيا.