Daiski
30/01/2006, 23:50
الحاســـــــــــــد
لو قدمت له حذائه، و احضرت له طعامه، و ناولته شرابه، و البسته ثوبه، و هيأت له وضوءه، و فرشت له بساطه، و كنست له بيته، فإنك لا تزال عدوه ابداً، لأن سبب العداوة لا زال فيك و هو فضلك او علمك او ادبك او مالك او منصبك، فكيف تطلب الصلح منه و انت لم تتب من مواهبك؟!
و الحاسد ينظر متى تتعثر، و يتحرى متى تسقط، و يتمنى متى تهوي.
احسن ايامه يوم تمرض، اجمل لياليه يوم تفتقر، و اسعد ساعاته يوم تنكب، و احب وقت لديه يوم يراك مهموماً مغموماً حزيناً منكسراً، و اتعس لحظة عنده اذا اغتنيت، و افظع خبر عنده اذا علوت، و اشد كارثةٍ لديه اذا ارتقيت.
ضحكك بكاء له، و عيدك مأتم له، و نجاحك فشل لديه، ينسى كل شيء عنك الا الهفوات، و يغفل عن كل امر فيك الا الزلات، خطؤك الصغير عنده اكبر من جبل احد، و ذنبك الحقير لديه اثقل من ثهلان، لو كنت افصح من سحبان، فأنت عنده اعيى من باقل، و لو كنت اسخى من حاتم، فأنت لديه ابخل من مادر، و لو كنت اعقل من الشافعي، فهو يراك احمق من هبنقة.
الذي يمدحك عنده كذاب، و الذي يثني عليك لديه منافق، و الذي يذب عنك في مجلسه ثقيل حقير، يصدق من يسبك، و يحب من يبغضك، و يقرب من يعاديك، و يساعد من يكرهك و يجافيك، الابيض في عينك سواد عنده، و النهار في نظرك ليل في نظره، لا تجعله حكماً بينك و بين الاخرين فيحكم عليك قبل سماع الدعوى و حضور البينة، و لا تطلعه على سرك فأكبر همه ان يذاع و يشاع، و يحفظ عليك الزلة ليوم الحاجة، و يسجل عليك الغلطة ليوم الفاقة، لا حيلة فيه الا العزلة عنه، و الفرار منه، و الاختفاء عن نظره، و البعد عن بيته، و الانزواء عن مكانه.
انت الذي امرضه و اسقمه، انت الذي اسهره و اضناه، انت الذي جلب له همه، و حزنه و تعبه و وصبه، و هو الظالم في صورة مظلوم لكن يكفيك ماهو فيه من غصص و ما يعايشه من الام و ما يعالجه من احزان و ما يذوقه من ويلات.
ابدو فيسجد من بالسوء يذكرني .................. فلا اعاتبه صفحاً و اهواناً
كذاك قد كنت في اهلي و في وطني .............إن النفيس غريب حيثما كانا
محسد الفضل مكذوب على اثري ...............اغتاب سراً و يثني في اعلانا
عائض القرني
حدائق ذات بهجة
لو قدمت له حذائه، و احضرت له طعامه، و ناولته شرابه، و البسته ثوبه، و هيأت له وضوءه، و فرشت له بساطه، و كنست له بيته، فإنك لا تزال عدوه ابداً، لأن سبب العداوة لا زال فيك و هو فضلك او علمك او ادبك او مالك او منصبك، فكيف تطلب الصلح منه و انت لم تتب من مواهبك؟!
و الحاسد ينظر متى تتعثر، و يتحرى متى تسقط، و يتمنى متى تهوي.
احسن ايامه يوم تمرض، اجمل لياليه يوم تفتقر، و اسعد ساعاته يوم تنكب، و احب وقت لديه يوم يراك مهموماً مغموماً حزيناً منكسراً، و اتعس لحظة عنده اذا اغتنيت، و افظع خبر عنده اذا علوت، و اشد كارثةٍ لديه اذا ارتقيت.
ضحكك بكاء له، و عيدك مأتم له، و نجاحك فشل لديه، ينسى كل شيء عنك الا الهفوات، و يغفل عن كل امر فيك الا الزلات، خطؤك الصغير عنده اكبر من جبل احد، و ذنبك الحقير لديه اثقل من ثهلان، لو كنت افصح من سحبان، فأنت عنده اعيى من باقل، و لو كنت اسخى من حاتم، فأنت لديه ابخل من مادر، و لو كنت اعقل من الشافعي، فهو يراك احمق من هبنقة.
الذي يمدحك عنده كذاب، و الذي يثني عليك لديه منافق، و الذي يذب عنك في مجلسه ثقيل حقير، يصدق من يسبك، و يحب من يبغضك، و يقرب من يعاديك، و يساعد من يكرهك و يجافيك، الابيض في عينك سواد عنده، و النهار في نظرك ليل في نظره، لا تجعله حكماً بينك و بين الاخرين فيحكم عليك قبل سماع الدعوى و حضور البينة، و لا تطلعه على سرك فأكبر همه ان يذاع و يشاع، و يحفظ عليك الزلة ليوم الحاجة، و يسجل عليك الغلطة ليوم الفاقة، لا حيلة فيه الا العزلة عنه، و الفرار منه، و الاختفاء عن نظره، و البعد عن بيته، و الانزواء عن مكانه.
انت الذي امرضه و اسقمه، انت الذي اسهره و اضناه، انت الذي جلب له همه، و حزنه و تعبه و وصبه، و هو الظالم في صورة مظلوم لكن يكفيك ماهو فيه من غصص و ما يعايشه من الام و ما يعالجه من احزان و ما يذوقه من ويلات.
ابدو فيسجد من بالسوء يذكرني .................. فلا اعاتبه صفحاً و اهواناً
كذاك قد كنت في اهلي و في وطني .............إن النفيس غريب حيثما كانا
محسد الفضل مكذوب على اثري ...............اغتاب سراً و يثني في اعلانا
عائض القرني
حدائق ذات بهجة