santaklus
28/12/2004, 11:20
من مظاهر الشيوعية فى العراق .
ان من مظاهر الفساد فى عهد الشيوعيين فى العراق ابان حكم الرئيس عبدالكريم قاسم ومحاربة الاديان ونشر الفساد حيث نص قوانين شيوعية بحته ومنها لا يحق للرجل بالزواج اكثر من واحدة ويحق للمرأة ان تطلق الرجل متى شائت ومساوتها بها من حيث الميراث حيث يروى لنا الامام اية الله السيد محمد الشيرازى فى كتابه ( تلك الايام ) حيث يقول "عندما قام قاسم بالانقلاب العسكري واسقط الملكية سمح للحزب الشيوعـي بالعمـل والتحـرك، فانتشر الشيوعيون فـي كـل مكان وملاؤا البلاد ضجيجـاً وصراخاً، وأخرجوا النساء من بيوتهن وطالبوهن بالتظاهر أمام الرجال، وكانوا يعتدون عليهن في العلن، أضف إلى ذلك أنّهم كانـوا يرمون الأفاعي والعقارب الحية علـى المخالفين لهم، وكانـوا يقطّعـون أجسام المعارضين فـي الشوارع قطعة قطعة، وكانـوا يحرقون المعارض لهم وهـو حـي بعد أن يسكبوا عليـه النفط أو البنـزين أو يعلّقوا المعارض لهم حيّاً كان أو ميّتاً على قنارة القصابين ثـم يقطعوه بالساطور أو بعض أجزائه، وكذا يمدّون الضحية على الأرض بعد أن يربطوه بالحبال ثم يُداس بالسيارة الثقيلة المعدّة لتسوية الأرض والتي تسمّى بالرولة (المحدلة)، ومن أساليبهم في ذلك أنّهم كانوا يضعـون سيارتين في وجهتين متخالفتين، ويربطون قدمي المعارض لهم أو الذي يشكّون أنه معارض إلى السيارتين، إحدى القدمين إلـى هـذه السيارة والأخرى إلـى السيارة الثانية، ثم تتحرك السيارتـان فـي الاتجاهين المختلفين، فينشق الضحية وهو حيّ إلى نصفين. ومن جملة ممارساتهم المشينـة: التظاهرات النسائية لبعـض النساء غير الملتزمات، حيث كـنّ يخرجن في مـــظاهرات صاخبة مــتبرجات واضعات علـى وجوههن المكياج، ويردّدن شعارات مخالفة للعقل والشرع، ومن شعاراتهن باللهجة العامية:
بعد شهر ماكو مهر ونذب القاضي بالنهر
وكان بعض الشباب الفاسدين يحيطون بهنّ ويستغلّون الهرج والمرج، فيدخلون في المسيرات أيضاً، ويفعلون المنكرات، وكان يحدث ذلك في بلد المقدسات، بلد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة , كذلك يضيف فى باب مظاهر الفساد للشيوعيين بالعراق انه الانقلاب العسكري الـذي قـام بـه مجموعة من الضباط وعلى رأسهم عبد الكريم قاسم عام 1377هـ - 1958م، كان انقلاباً غربيّاً ، لذلك وجـدناه يحارب الدين، ويسعـى لتحطيم الـحوزات العلمية، ويعمل على إشاعة الفساد في صفوف المجتمع ,وقـد عمل الإنقلابيون جاهدين على إزالة حجاب النساء وحاولوا الدفع بهن فـي أتون الفساد، وكان عبد الكريم قاسم ومعه جمع من الضباط يجلسون في بعض ليالي الجمع وأمامهم مجموعة من النساء نصف عاريات يحتسين الخمر ويرقصن ، وكانت تعـرض هـذه المشاهـد عبر شاشات التلفزيون، وكـان بعـض الشباب الفاسدين يجلسون في المقاهي يتابعون هذه الاحتفالات الداعرة.
....... هكذا كان الوضع العام أيام ثورة تموز!
الحلقة الرابعة
الغاء الملكية الفردية .
تضمنت النظرية الشيوعية إلغاء الملكية الفردية و إحلالها بالملكية الجماعية التى تخضع لسيطرة الدولة , فقد رأى ماركس أنه ما دام هناك رئيس ومرؤوس ومالك واجير فسيكون هناك صراع طبقي لاستبداد الغنى والفقير ولذا عندما بدأ تطبيق الشيوعية , أمر لينين بمصادرة كل الممتلكات الفردية , وتأميم الشركات والمصانع وصارت جميع البيوت والمتاجروالمزارع مملوكة للدولة , وبذلك اصبح الشعب لا يملك أى شئ وصار اجيرا للدولة بهدف القضاء على الصراع الطبقي واصبحت جميع أجور العمال متساوية حسب مبدأ لينين فى الاجور والذى أراد به تحقيق التوازن فى توزيع الثروة وصار الناس يحصلون على اغلب السلع التى يحتاجون إليها من غذاء وكساء من خلال بطاقات تموينية وكل عائلة تزود على حسب الاحتياج المناسب لها , ويلاحظ من ذلك أن الغاء الملكية الفردية أدى بالتالى إلى الغاء نظام التوريث وبذلك حرم الآباء كذلك من نقل ملكيتهم الى الابناء , ولقد أثبت تحقيق هذا المبدأ بالتحديد فشل الشيوعية كنظام مجتمع , فعندما حرم الشعب من حق الملكية وجمع الثروات وتوريث ما يملكه للأبناء كان من الطبيعي أن يمضى العمال بلا هدف فلماذا يجهدون ويكافحون ويتحملون ما دام أن كل شئ فى النهاية سيذهب إلى الدولة !
فعندما وضع ماركس هذا المبدأ نسى أن حب الامتلاك وجمع الثروات من الخصائص الطبيعية للنفس البشرية , بالتالى فإن حرمان الانسان من هذا الحق ولو بزعم ان الدولة ستضمن له لقمة العيش , أمر كفيل بالقضاء على ارادته وشل طموحه كما ان نظام التوريث والذى تقره جميع الاديان هو نظام يتفق مع طبيعة البشر , والغائه ينعكس بالتالى على النفس البشرية انعكاسا سيئا , فالابن يتوارث عن أبيه بصورة طبيعية بعض صفاته وأهدافه بل يتوارث كذاك بعض خصائصه الصحية والنفسية فكيف إذن نحرمه من أن يتوارث عن ابيه ما يملكه والذى هو ثمرة جهده وعرقه فى الحياة , ومن ناحية اخرى أدت الفلسفة اللينينية فى توزيع الأجور والتى اعتمدت أساسا على تحقيق المساوة فى الأجر إلى حالة من الاستياء الكبير بين العاملين وذلك لأنها ببساطة لم تفرق بين الكادح والكسول فى العمل ولا بين الفروق الطبيعية بين الناس من حيث مستوى الذكاء والمهارة والقدرات الذهنية وفى ظل تطبيق هذا النظام شعر العاملون بالاحباط لأن العائد المادى لهم لم يجازهم بقدر الجهد فى العمل وزيادة الانتاج فصار العامل الكادح يتقاضى جرا مشابها للعامل الكسول وصار المهندس المتعلم والذى تعب بدراسته يتقاضى اجرا مشابها للعامل الذى يرأسه ولذا نلاحظ ان هذه السياسه التى زعمت أنها جائت لتحقيق المساواة وتقضى على الصراع الطبقى قد أشعلت الحقد بين الطبقات العاملة وبدلا من أن تحقق المساواة بينهم حققت التفرقة بينهم وعندما بدأت حكومة لينين فى تطبيق الملكية الفردية كان من الطبيعى أن يلقى ذلك غضبا واسياء كبيرا من جانب الغالبية , ففضل الملاك حرق مزارعهم وقتل ماشيتهم بدلا من تسليمها للدولة ولذا لم يكن غريبا فى تلك الفترة ان نرى الحرائق تشتعل فى كل البلاد الروسية وجثث الحيوانات والماشية ملقاة فى الطرق والمزارع وخاصة بعدما الغى لينين طبقة صغار الملاك كذلك فى سنة 1917 , ومن ناحية اخرى كان من الطبيعى فى ظل هذا النظام أن يتدنى مستوى الأعمال ويقل الانتاج بدرجة كبيرة مما أدى إلى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى وتعرض روسيا لمجاعات متكرره , وعليه اضطر لينين أن يلغى قانون مصادرة صغار الملاك وعندما جاء ستالين الى السلطة اضطر كذلك الى ادخال بعض التعديلات فى الدستور الروسى الشيوعي لحماية البلاد من حدوث المزيد من التدهور الاقتصادى فجاء فى الدستور الروسى الجديد بالمادة العاشرة ما يلى " ان حق اللملكية الشخصية للمواطنين فى دخلهم وتوفيرهم الناجمين عن عملهم وفى مساكنهم واقتصاديات بيتهم الاضافية وفى الحاجيات والادوات المنزلية وفى الاشياء ذات الاستعمال الشخصى والراحه , وكذلك حقهم فى ارث المللكية الشخصية حق مصون بموجب القانون " , ولقد صار من الواضح فى تلك الفترة أن الغاء الملكية الفردية لم يكن إلا لايستيلاء السلطه على ما يملكه البرجوازيون وأن الصالح العام الذى دعا اليه ماركس هو فى الحقيقه لصالح الزعيم المغير لينين .
سيطرت الدولة على الانتاج
وتبعا لسيطرة الدولة على الممتلكات صارت كذلك هى المسيطرة على كافة وسائل واصناف الانتاج ... فكل الانتاج الزراعي والصناعي والتجاري يعود للدولة وهى التى تقوم بتوزيعه على الشعب , اما دور الشعب فاقتصر على العمل كأجير عند الدولة , كما قضت الدولة كذلك على التجارة الداخلية وأصبح ما يحتاجه الشعب من سلع يوزع عليهم ببطاقات تموينية أما التجارة الخارجية فكانت ايضا خاضعة لسيطرة الدولة , وبناء على ذلك صارت الدولة بمؤسساتها الانتاجية هى المحتكرة للسوق واصبح الشعب مضطرا أن يقبل ما تنتجة الدولة وتقدمه له , فالغيت بذلك حرية المستهلك فى الاختيار , فأصبح مضطرا لشراء حاجياته من الغذاء والملبس وفق ما تنتجه الدوله وليس وفق ما يروق له وذلك لعدم وجود بديل غيرها , فليس هناك اهتمام لذوق ورغبات المواطن على الرغم من تنعم الشعوب الاخرى بكل التجارة الداخلية والخارجية .
الشيوعيون يقولون ما لا يفعلون
بينما الشعب يرزح تحت وطئة قوانين الشيوعية نجد زعماء الشيوعية لا يطبقون هذه القوانين على انفسهم حيث يوجد هناك نمط اخر للمعيشة تختلف عن الشعب حيث تعترف زوجة أحد الزعماء باعتراف سافر ضد الشيوعية وتقول " ان زوجي يدعو للاشتراكية بين العمال الكادحين ويهيب بهم أن يثبتوا دعائمها فى المستقبل ولكنه يعيش فى الحاضر وإلا فأى حق لنا فى هذه المتعة كلها ؟ وتشير الى الحديقة والقصر ومعاطف الفرو ...... على حين ان الملايين لا يجدون ما يسد رمقهم وعلى حين ترى معسكرات المساجين والمعتقلين تزداد اتساعا كل يوم
الشيوعية والدعوة الى الانحلال .
نحن لم تسلم الحياة الاسرية والاجتماعية والاخلاقية من فساد المبادئ الشيوعية بغرض تحقيق أهدافها وهو التخلص من كل المعتقدات والقيم الاخلاقية القديمة والمتوارثة , واباحة الحرية الجنسية وأعطاء المرأة كافة حقوقها فى ممارسة حياتها كما تشاء بما فى ذلك إطلاق حريتها الجنسية والمساوة بينها وبين الرجل سواء فى مجال العمل أو فى المجال الاسرى أو الاجتماعي , فكان من رأى الشيوعيين أن العادات والتقاليد ومفاهيم الاديان التى تضع حواجز بين المرأة والرجل فى المجتمع وتقيد الحريات الجنسية وتدعو المرأة للفضيلة والاحتشام ما هى إلا ضربا من التخلف التى تعوق المجتمع عن التقدم والبناء , ولذا فأنه بعد تطبيث النظام الشيوعي فى روسيا لم يعد هناك فروق واضحة بين الرجل والمرأة وأصبح لها نفس الحقوق فى الاسرة فمن حقها أن تخرج متى تشاء ومع من كذلك ولم يعد هناك ما يقيد مظهرها ولا سلوكها فى المجتمع وأعطيت حرية جنسية كاملة , ان التفكير الشيوعي يبيح الحرية الجنسية المطلقة ويرفض فكرة اقتصار العلاقة الجنسية على فردين محددين هما رجل وامرأة من خلال الزواج , فيرى ماركس أن فكرة الزواج وقيام أسرة فكرة متخلفة وأن الاباحية الجنسية هى البديل الافضل لنظام الاسرة , وبذلك شجعت الشيوعية بشكل واضح على الزنا والدعارة فمنحت حرية جنسية مطلقة للشعب فى حين حرمت على حقوقه المشروعة فى الحياة الكريمة وقد تناست الشيوعية بذلك أن هناك فروق طبيعية بين الرجل والمرأة لا ينبغى إهمالها تتمثل فى الفروق الجسدية والفروق النفسية فمن الواضح ان الرجل يتمتع بقدرة عضلية وجسمية أقوى من المرأة وهذا يجعله هو الطرف الانسب لتولى مسئوليات العمل وكسب لقمة العيش وامتلاك زمام الاسرة , بينما تتمتع المرأة بقدرات طبيعية تناسب توليها لدور العناية بالمنزل ورعاية الابناء كما تناست الشيوعية أن اطلاق الحرية الجنسية سيحول المجتمع الى وحوش تتصارع لسد رغباتها الجنسية ولن يكون هناك بالتالى مكان لمعاني الاخلاص والود والعفة ، تلك المعاني التى ترفع من شأن وقيمة الانسان , كما تناست الشيوعية أن الاسرة هى وحدة بناء المجتمع وأن تفكك الاسرة باطلاق الحرية الكاملة للمرأة واهمالها بالتالى لرعاية الابناء ومساندة الزوج الكادح سيؤدى بالتالى الى تفكك المجتمع بوجه عام وظهور اجيال من المعقدين والمخربين والمنحلين والمرضى
الحلقة الخامسة
ثمار الشيوعية هلاك ودمار وعصيان .
لقد نفذ لينين المبادئ الشيوعية الماركسية بكل دقة واضاف لها وزودها بما وافق ميوله الشخصية وخدمة الصالح العام والذى تمثل بخدمة السلطة الحاكمة وليس الشعب , وقد ظهرت ثمار الشيوعية بوضوح منذ السنة الاولى فى فترة رئاسة لينين وحتى وفاته , وتمثلت تلك الثمار بصفة عامة فى تدهور اقتصاد البلاد وانتشار حالة من الاستياء بين افراد الشعب وذلك لان مبادئ الشيوعية لم تكن موافقة لطبيعة البشر من نواح عديدة ولم تشعر الشعب بالامان والثقة بالمستقبل , وقد ادى تطبيق مبدأ الملكية الجماعية الى حالة من التمرد والعصيان بين ملاك الاراضى الزراعية والثروة الحيوانية وكان من الطبيعي ان يحدث ذلك , فكيف يمكن لاحد حتى ولو كان الدولة نفسها أن يستولى على ملكية خاصة مشروعة لانسان هى حصيلة جهده فى الحياة , وعليه لكي يتمكن لينين من تنفيذ هذا المبدأ فقد لجأ الى اقصى انواع العنف والبطش بالمواطنين الملاك وراح ضحية قرارات الشيوعية الاف من الابرياء وسالت الدماء فى كل الانحاء وانتشرت الحرائق فى كل مكان وقد طالت فترة هذه الاضطرابات فتره طويله تمكن بالنهاية لينين من السيطره على زمام الامور , وكذلك واجه لينين تحديا شرسا من اصحاب المصانع والمتاجر عندما بدأ بسلب املاكهم بدون وجه حق وزادت هذه الاحتدامات عندما اسس لينين الجيش الاحمر للدفاع عن مبادئ الشيوعية واسس المواطنين الجيش الابيض الذى يريدون انقاذ اموالهم وكرامتهم من بطش الشيوعية وظلت المعارك مستمرة لعدة سنوات وكانت حرب أهلية اسفرت عن قتل آلاف من المواطنين ومن لم يقتل القى عليه القبض بتهمة التمرد فى ظلمات السجون ومن لم يقتل او يسجن كان ينفى الى سيبيريا وبسبب هذه الحرب الاهلية تدهورت الحالة الاقتصادية والامنية ناهيك عن تدهور الحركه الصناعية بسبب تساوى الاجور حيث اصبحت المصانع قليلة الانتاج او كانت تتلف من قبل العمال المستائين من القوانين الجائرة حتى وصلت الحاله الى انه فى عهد لينين قل الانتاج حتى عن عهد القياصره السابقين رغم ان عدد المصانع قد تضاعف فى عدد لينين , ولكى يطبق لينين مبدأ محاربة الاديان ( لا إله والحياة مادة ) فقد قام بغلق واتلاف الكنائس والمساجد وتحويلها الى مصانع او مخازن للغلال وافترى على القساوسة والرهبان ورجال الدين الاسلامي وزج بهم فى السجون وكثير منهم نفي الى سيبيريا بينما شجع بنفس الوقت على إصدار الكتب التى تنادى بالالحاد وأصدر أوامره للمدارس بمحاربة الدين , ونتيجة ذلك تحولت الحياة فى روسيا الى حياة مادية بحتة خلت منها الروحانيات والايمان بالخالق عز وجل , وكان من الطبيعى ان يشب الابناء على الظلال والقسوة والعدول عن الحق وكل القيم الانسانية ,وبعدما دعا لينين الى اباحة العلاقات الجنسية والى اعطاء المرأة حرية كامله كان من الطبيعى ان تتفكك الروابط الاسرية وتنتشر الدعارة وينتشر معها عواقبها من امراض وشذوذ , وأصبحت منازل كثير من الاسر تفتقد الروح الاسرية ومبادئ العائلة الشرعية , فأصبح الزوج لا حيلة له وأصبحت الزوجة لا تقيم وزنا لاسرتها وصار الابناء مفتقدين للرعاية والمثل العليا وبالنهاية تحول المجتمع الروسى بصفة عامة الى مجتمع متدهور مسلوب الارادة معزول عن باقى العالم , مقهور فى آماله غير آمن على مستقبله , وتذكروا ايام رحمة القياصره رغم عنفها ومهانتها .
لينين ونشر الشيوعية بالعالم .
لم يكن الفكر الشيوعي مقتصرا تطبيقه على روسيا فحسب , وإنما سعى لينين ووفق النظرية الماركسية إلى نشر الشيوعية فى العالم بهدف تحرير طبقة البروليتارية وإكساب النظام الشيوعى صفة العالمية , وفى شهر مارس من عام 1919 عقد مؤتمر فى موسكو بزعامة لينين للاتفاق على تأسيس منظمة دولية لنشر الشيوعية عرفت باسم ( الكومنترن ) ومعناها الدولية الشيوعية , وقد تكونت تلك المنظمة أو الهيئة الدولية من اعضاء ينوبون عن الاحزاب الشيوعية فى دول مختلفة ومن بعض رعايا روسيا وبعض الشيوعيين الاوربيين , واصبحت تلك المنظمة تعقد اجتماعات دورية لمناقشة التقارير التى يضعها زعماء الكرملين , وكان ممثلو الاحزاب الشيوعية يتلقون تعليماتهم من تلك المنظمة ويكلفون بتطبيقها فى دولهم بحيث يصير الشيوعيين فى مكان خاضعين لدستور ومنهج مشترك ويحولون الى مجتمع ينطق بلسان واحد وبفكر واسلوب واحد ويسعى لتحقيق نفس الدوافع , وكان الاسلوب الذى انتهجته منظمة الكومنترن لنشر رسالتها الشيوعية فى العالم قائما على اثارة الفتن بين الطبقات العمالية وتحفيزهم على التمرد والثورة وتوزيع المنشورات الداعية للشيوعية ومساندة الثوار بالمال والسلاح لقلب نظم الحكم الرأسمالية .
وقد نجحت هذه المنظمة فعليا على اثارة الفتن واشعال الثورات فى العديد من الدول الاوروبية مثل ايطاليا ويوغسلافيا والمانيا وبلغاريا ورومانيا وكثير من الدول الاحقة وذلك فى سنين قليله من اجتماعاته .
وهذا هو نص فعلى لاحد اجتماعات منظمة الكومنترون يقولون به :-
و في البداية, لا يمكن حدوث ذلك طبعا, إلاّ بالانتهاك الاستبدادي لحقّ الملكية و لعلاقات الإنتاج البرجوازية, أي بتدابير تبدو, إقتصاديا ناقصة و غير مأمونة البقاء, لكنّها تتجاوز نفسها في مجرى الحركة, و هي لا غنى عنها كوسيلة لقلب نمط الإنتاج بأسره.
و طبعا تختلف هذه التدابير تبعا لاختلاف البلدان .
غير أنّ تطبيق التدابير الآتية ممكن, بصورة عامة تقريبا, بالنسبة إلى البلدان الأكثر تقدما :
1- نزع الملكية العقارية و تخصيص الريع العقاري لتغطية نفقات الدولة .
2- (فرض) ضريبة تصاعدية مرتفعة .
3- إلغاء قانون الوراثة .
4- مصادرة ملكية جميع المهاجرين و العُصاة .
5- مركزة التسليف في أيدي الدولة بواسطة مصرف وطني رأسماله للدولة و الإحتكار له وحده .
6- مركزة وسائل النقل في أيدي الدولة .
7- تكثير الفبارك الوطنية و أدوات الإنتاج , و استصلاح الأراضي البور و تحسين الأراضي المزروعة, و فق تخطيط عام .
8- عمل إلزامي متكافئ للجميع, و تنظيم جيوش صناعية, لا سيما للزراعة .
9- التوفيق بين العمل الزراعي و الصناعي, و العمل تدريجيا على إزالة الفارق بين المدينة و الريف .
10- تربية عامة و مجانية لجميع الأطفال, و إلغاء عمل الأولاد في الفبارك بشكله الراهن, و التوفيق بين التربية و الإنتاج المادي, إلخ..
و ما أن تختفي, في سياق التطور, الفوارق الطبقية, و ما أن يتجمع الإنتاج كلّه في أيدي الأفراد المتشاركين, حتى تفقد السلطة العامة طابعها السياسي. فالسلطة العامة طابعها السياسي. فالسلطة السياسية, بمعناها الحقيقي, هي العنف المنظَّم لطبقة في سبيل قمع طبقة أخرى .
فعندما تتوحد البروليتاريا وجوباً في طبقة إبّان كفاحها ضد البرجوازية, و عندما تـنصّب نفسها بثورة طبقة سائدة, و تلغي علاقات الإنتاج القديمة بالعنف, بصفتها طبقة سائدة, فإنها تلغي أسباب وجود التناحر الطبقي و تلغي بالتالي الطبقات عامة, تلغي سيطرتها الخاصة كطبقة .
و محل المجتمع البرجوازي القديم, بطبقاته و تناحراته الطبقية, يحلّ تجمُّع تشارُكيّ, يكون فيه التبسُّط الحر لكل فرد شرطا للتبسُّط الحر للجميع .
وفاة لينين وانتقال السلطة الى ستالين .
انتهى العصر الينيني فى سنة 1924 تاركا بلاده فى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى والفقر والاستياء المكتوم فى صدور الشعب والذى لا يقدر على البوح به , واصبح الشعب قلقا لا يعرف مصيره المتوقع فى ظل استمرار الشيوعية التى فرضها عليه الحزب الشيوعي الحاكم بالعنف والبطش وباراقة الدماء ، وقد نجح ستالين الذى تتلمذ على يد لينين ان يقنع الشعب بدهائه وأفكاره الواعده كما فعل لينين من قبل بانه سوف ينهض بالبلاد ويغير من مسار الشيوعية الى اتجاه أفضل واستطاع ان يكسب ثقة الشعب فكان بذلك رئيسا جديدا للبلاد وللحزب الشيوعي وقد ساعده على ذلك غياب عدوه اللدود تروتسكى عن روسيا فى تلك الفترة والذى كان من الاولى ان يكون الرئيس الجديد بدلا من ستالين نظرا لاعتباره ابرز المناضلين الشيوعيين والذى رافق لينين فى رحلة العودة من المنفى ونشر الشيوعية والقضاء على القياصرة ، فمن هو ستالين .
عهد ستالين (1923 - 1953) .
ينتمى ستالين لأسرة روسية فقيرة عاشت بإحدى قرى مقاطعة جورجيا القوقازية وكان ابوه فلاحا أجيرا , أما أمه فقد عرف عنها تدينها الشديد , ولد ستالين فى سنة 1879 , واسمه الحقيقى هو ( جوزيف فيساريو نوفيش جوغاشيفيلى ) وبعدما اتم درسته الابتدائية التحق بالمعهد اللاهوتى لدراسة الدين المسيحى بعدما وضعت أسرته أملها فيه ليكون رجلا من رجال الدين فى المستقبل , لكنه لم يستكمل دراسته بسبب انه كان كثير الشغب والتمرد فطرد من المعهد لسوء سلوكه وهذه تعد اول صفة ملحوظه فى سلوك ستالين , وتزوج ستالين أكثر من مرة وتعددت علاقاته العاطفية وكانت من أقرب النساء الى قلبه زوجته اليهودية ( روزا ) ويذكر أن من أسباب انتحار زوجته الثانية ( ناديا ) تعدد علاقته العاطفية , درس ستالين نظريات ماركس الشيوعية والتى وافقت ميوله للثورة والتمرد على نظام المجتمع , وبدأ ستالين حياته السياسية بالانضمام للحزب الثورى الروسى المضاد للسلطة القيصرية وقد استطاع أن يحتل مركزا كبيرا داخل الحزب لأنه فى تلك الفترة كانت الشيوعية فى بدايتها وكان اغلب القادة الشيوعيين فى المنفى أو داخل السجون من أمثال لينين و تروتسكى , وبعد نجاح ثورة اكتوبر و تأسيس الحزب انضم ستالين للحزب وجاءته الفرصة لاكتساب مكانة بارزة داخل الحزب بعد مرض لينين , تولى ستالين مركز السكرتير العام للحزب ونظرا لأنه كان يتميز بعصبية شديدة ووقاحة فى المعاملة فلم يكن مقبولا من أعضاء إدارة الحزب وكان من أبرز المعارضين له تروتسكى .
وبعد وفاة لينين كون ستالين رابطة ثلاثية ( ترويكا ) جمعت بينه وبين عضوين من اكبر اعضاء الحزب الشيوعى وهما ( جورجيورى زينوفييف ) من ليننجراد و ( ليف كامينيف) من موسكو وتآمر الثلاثة على إبعاد تروتسكى وهو الاحق من الجميع من تولى السلطه حيث ابعدوه عن الرئاسة بإثارة الفتن والادعاءات الكاذبة ضده وبالزعم انه خرج عن المبادئ الماركسية وبعد ذلك انقلب ستالين على العضوين السابقين واستطاع ان يتحكم وحده بزمام الامور بالسلطة , وقد حاول تروتسكى القيام بالنتفاضة ضد ستالين لإقصائه عن تولى السلطة لكنه لم ينجح فى ذلك واصبح الزعيم هو ستالين الشيوعى الثانى خلفاً للينين وقد كان ابان فترة الصراع على السلطة بعد موت لينين توجد مؤازرة خارجية من قبل الممولين الدوليين الذين ارادوا نشر الشيوعية فى العالم على يد ستالين .
حملة التطهير ونشر الشيوعية .
لقد سار ستالين على سياسة لينين الى حد كبير فكان أول ما لجأ اليه بعد توليه للسلطة التخلص من جميع المنافسين له من اعضاء الحزب حيث كان مصير الكثير منهم القتل او السجن ومنهم ( وزينوفييف و كامينيف و مارتينوف ) والاهم منهم جميعن هو ( تروتسكى والذى صفاه فى المكسيك حيث ارسل له شخص وقتله هناك كذالك قام ستالين بنشر الشيوعية فى العالم املا ان يكون زعيما ديكتاتوريا للشيوعية العالمية ، وكان سياسة ستالين لتحقيق ذلك لا تعتمد على استخدام القوة بل استخدم سياسة اثارة الفتن الداخلية وتشجيع الحركات الثورية بالدول المختلفة وكان مشروعه هو نشر الشيوعية ما بين خطين عرض 35 و 45 وهو نفس الهدف الذى سعى اليه لينين من قبله حيث كان يرى ان نشر الشيوعية فى اسبانيا سوف يسهل وصولها الى فرنسا وانجلترا ومن ثم خضوع المانيا للشيوعية من بعدهما .
ستالين يكشف خطأ النظرية الشيوعية .
ان اكبر دليل على عدم امكانية تطبيق النظرية الشيوعية بسلام وعلى عدم موافقته لطبيعة الحياة البشرية حيث تم التغيير والتراجع من ناحية الشيوعيين بالدستور الشيوعي الذى وضعوه بعدما تعرضت البلاد للمجاعات والتدهور الاقتصادى والاضطرابات الداخلية فقد حدث ان الغى لينين طبقة صغار الملاك ومن ثم اعاده سنة 1921 والغاها مجددا بعد ذلك وفى عهد ستالين اعيدت طبقة صغار الملاك واضطر كذلك لتغيير البند الدستورى المتعلق بالمساوة فى الاجور بعد ان ثبت فشله وجعل الاجر مرتبطا بمقدار الجهد المبذول كما تم تغيير اغلب بنود الدستور الشيوعى بسنة 1936 وكذلك تم التغيير سنة 1946 فى تنظيم علاقات الجمهوريات الروسية , ووجود هذا التغيير الدائم يعد دليلا على فشل النظام الشيوعي فى موافقة متطلبات الحياة الطبيعية للبشر
ضحايا الاستبداد الشيوعي .
نفذ ستالين خطة الاصلاح بالكرباج والنار فاجبر الملايين على العمل فى المزارع الجماعية التى صادرتها الدولة وذلك نظير لقمة العيش بما فيهم الاطفال والنساء وفى المصانع اجبر العاملون على بذل طاقات تفوق طاقاتهم الطبيعية وسلط عليهم المنظمون الشيوعيين وهم لا يتهاونون بطرد او سجن اى عامل منتهاون فى نظرهم وذلك لاتفه الاسباب ففى بدأ خطة الاصلاح وبعد مضى شهور قليلة اعتقل 35 مهندس بتهمة الحاق التلف ببعض الآلات واحداث خسائر مادية بالمصانع وقدموا للمحاكمة فى كولمنس بموسكو وصدر ضدهم الحكم بالقتل رميا بالرصاص ولم تكن هذه الحادثه الوحيده من نوعها حيث تعرض آلاف العمال للسجن والقتل لاسباب التمرد ضد العمل او بحجة اعاقتهم لمسيرة التقدم , وعاش الشعب الروسى بصفة عامه فى عهد ستالين ذليلا مغلوبا على امره مجبرا على تنفيذ أوامر السلطة التى فرضها على ستالين بالقوة , كما خضعت المرأة سواء فى المصنع أو المزرعة لنفس ما خضع له الرجال من ظغوط فى العمل لارغام الشعب على زيادة الانتاج وذلك بصرف النظر على مقدرات المرأة الطبيعية على التحمل بالنسبة للرجال , ومن الطريف ان العاملات فى المصانع كن يجبرن على قضاء وقت اضافى للعمل مما اضطر المرضعات منهن لتفريغ صدورهن من الليب خلال فترات العمل وبذلك اندمجت الامومة مع العمل لخدمة السلطة .
قوانين العمل الاستبدادية .
ولكى تتبين مدى القسوة التى فرضت على العمال فى عهد ستالين بغرض زيادة الانتاج بما يتفق مع خطة الاصلاح , ومن القوانين التى صدرت لتنظيم العمل هى
* فى سنة 1930 صدر قانون باجبار العامل على ان يقبل أى عمل يعهد اليه وفى اى مكان .
* كذلك صدر قانون فى نفس السنة يحرم على العامل ترك عمله من تلقاء نفسه وتكون عقوبة ذلك أن يقضى عشر سنوات فى معسكرات العمل الاجبارى
* صدر قانون ينص على انه فى حالة تغيب العامل عن عمله ليوم واحد , او اذا تكرر تأخره عن العمل ثلاث مرات فى شهر واحد يكون جزائه الفصل من العمل وحرمانه من بطاقة الاتحاد المثبتة لمهنته والتى تعطيه حق السكن والغذاء ويتعرض للسجن لمدة تتراوح ما بين ستة شهور الى سنة .
* وفى سنة 1940 صدر قانون غاية فى الاستبداد والقسوة حيث نص على أنه من حق مدير العمل أن يفرض عقوبة السجن على العامل لمدة اربع شهور دون تحقيق أو محاكمة .
* وصدر قانون آخر ينص على أن العامل يعد مسؤولا من الناحية المالية عن أى ضرر يلحق بالمصنع أو بالأدوات بحسب تقدير مدير العمل , وقد يصل ما يقتطع من أجر العامل إلى عشرة أضعاف ما أتلف أو ضاع
هذه هى قوانين الشيوعية المساندة للعمال ولحفظ حقوقهم من الاستبداديين الرأس ماليين لقد تم استقلال الشعوب بشعاراتهم الباليه وكل شئ من قوانينهم كان ضد المواطن وبصالح السلطة .
المخابرات السرية وجواسيس الشعب .
لقد كان من أبرز اهتمامات ستالين تكوين مخابرات قوية من رجال البوليس السرى لتثبيت دعائم السلطة وإجبار الشعب على تنفيذ الاوامر والكشف عن اى مؤامرات ضد السلطة , وقد كون ستالين منظمة سرية اطلق عليها ( NKVD ) وقد بلغ عدد افرادها مليونين من رجال المخابرات واختار ستالين لرئاسة تلك المنظمة رجل عرف بالوحشية الشديدة وهو ( جينريخ ياجودا ) وقد بطشت هذه المنظمة بملايين من الشعب وقتلت الآلاف منهم وكان لها صلاحيات واسعه فمن حق رجالها ان يقبضوا على اى شخص وان يقتلوه او يعذبوه او ينفوه حسبما يشاءون وبدون محاكمة وكانوا ينتشرون فى جميع انحاء البلاد ويترددون من حين الى آخر على المصانع والمزارع والمطاعم والتجمعات ليتجسسوا على المواطنين بل كان من حقهم ارتياد المنازل وتفتيشها دون إذن , وقد اقاموا معسكرات اعتقال خاصه بهم واغلب التهم التى كان يحتجزون بها المواطنين هى التحريض ضد الشيوعية , واستمر عمل هذا الجهاز فى عهد ستالين وبعد وفاة قائد الجهاز استلم الجهاز شخص يدعى ( لافرنتى بيريا ) والذى لم يكن اقل شراسة من سابقه والذى قتل بعد وفاة ستالين بسبب السباق على كرسى الرئاسة , وهذا الجهاز لم يكن يقل شراسه عن جهاز الجستابو الالمانى المرعب فى عهد هتلر .
مقابر القتل الجماعية .
ولعل ابرز ما يوضح مدى الوحشية التى اتصف بها ستالين هو اكتشاف المقابر الجماعية الكثيرة والتى فاقت على المئات والتى نفذها جهاز ( NKVD ) حيث صدرت أوامر للمساجين بحفر مساحات شاسعة من الأراضى للتنقيب عن المعادن واستغل هذا الجهاز تلك الحفر الكبيرة فى اقامة مقابر جماعية للقتلى والمساجين المتهمين بتهم التحريض ضد الشيوعية او ضد السلطة ومن اكثر فضائح العهد الشيوعي فى الاتحاد السوفيتى المنهار حدثت سنة 1989 حيث تم اكتشاف مقبرة جماعية فى منطقة ( تلال الذهب ) ووجد بها اكثر من 80 ألف هيكل عظمي من ضحايا التعذيب والقتل الجماعي فى عهد ستالين .
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
ان من مظاهر الفساد فى عهد الشيوعيين فى العراق ابان حكم الرئيس عبدالكريم قاسم ومحاربة الاديان ونشر الفساد حيث نص قوانين شيوعية بحته ومنها لا يحق للرجل بالزواج اكثر من واحدة ويحق للمرأة ان تطلق الرجل متى شائت ومساوتها بها من حيث الميراث حيث يروى لنا الامام اية الله السيد محمد الشيرازى فى كتابه ( تلك الايام ) حيث يقول "عندما قام قاسم بالانقلاب العسكري واسقط الملكية سمح للحزب الشيوعـي بالعمـل والتحـرك، فانتشر الشيوعيون فـي كـل مكان وملاؤا البلاد ضجيجـاً وصراخاً، وأخرجوا النساء من بيوتهن وطالبوهن بالتظاهر أمام الرجال، وكانوا يعتدون عليهن في العلن، أضف إلى ذلك أنّهم كانـوا يرمون الأفاعي والعقارب الحية علـى المخالفين لهم، وكانـوا يقطّعـون أجسام المعارضين فـي الشوارع قطعة قطعة، وكانـوا يحرقون المعارض لهم وهـو حـي بعد أن يسكبوا عليـه النفط أو البنـزين أو يعلّقوا المعارض لهم حيّاً كان أو ميّتاً على قنارة القصابين ثـم يقطعوه بالساطور أو بعض أجزائه، وكذا يمدّون الضحية على الأرض بعد أن يربطوه بالحبال ثم يُداس بالسيارة الثقيلة المعدّة لتسوية الأرض والتي تسمّى بالرولة (المحدلة)، ومن أساليبهم في ذلك أنّهم كانوا يضعـون سيارتين في وجهتين متخالفتين، ويربطون قدمي المعارض لهم أو الذي يشكّون أنه معارض إلى السيارتين، إحدى القدمين إلـى هـذه السيارة والأخرى إلـى السيارة الثانية، ثم تتحرك السيارتـان فـي الاتجاهين المختلفين، فينشق الضحية وهو حيّ إلى نصفين. ومن جملة ممارساتهم المشينـة: التظاهرات النسائية لبعـض النساء غير الملتزمات، حيث كـنّ يخرجن في مـــظاهرات صاخبة مــتبرجات واضعات علـى وجوههن المكياج، ويردّدن شعارات مخالفة للعقل والشرع، ومن شعاراتهن باللهجة العامية:
بعد شهر ماكو مهر ونذب القاضي بالنهر
وكان بعض الشباب الفاسدين يحيطون بهنّ ويستغلّون الهرج والمرج، فيدخلون في المسيرات أيضاً، ويفعلون المنكرات، وكان يحدث ذلك في بلد المقدسات، بلد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء المقدسة , كذلك يضيف فى باب مظاهر الفساد للشيوعيين بالعراق انه الانقلاب العسكري الـذي قـام بـه مجموعة من الضباط وعلى رأسهم عبد الكريم قاسم عام 1377هـ - 1958م، كان انقلاباً غربيّاً ، لذلك وجـدناه يحارب الدين، ويسعـى لتحطيم الـحوزات العلمية، ويعمل على إشاعة الفساد في صفوف المجتمع ,وقـد عمل الإنقلابيون جاهدين على إزالة حجاب النساء وحاولوا الدفع بهن فـي أتون الفساد، وكان عبد الكريم قاسم ومعه جمع من الضباط يجلسون في بعض ليالي الجمع وأمامهم مجموعة من النساء نصف عاريات يحتسين الخمر ويرقصن ، وكانت تعـرض هـذه المشاهـد عبر شاشات التلفزيون، وكـان بعـض الشباب الفاسدين يجلسون في المقاهي يتابعون هذه الاحتفالات الداعرة.
....... هكذا كان الوضع العام أيام ثورة تموز!
الحلقة الرابعة
الغاء الملكية الفردية .
تضمنت النظرية الشيوعية إلغاء الملكية الفردية و إحلالها بالملكية الجماعية التى تخضع لسيطرة الدولة , فقد رأى ماركس أنه ما دام هناك رئيس ومرؤوس ومالك واجير فسيكون هناك صراع طبقي لاستبداد الغنى والفقير ولذا عندما بدأ تطبيق الشيوعية , أمر لينين بمصادرة كل الممتلكات الفردية , وتأميم الشركات والمصانع وصارت جميع البيوت والمتاجروالمزارع مملوكة للدولة , وبذلك اصبح الشعب لا يملك أى شئ وصار اجيرا للدولة بهدف القضاء على الصراع الطبقي واصبحت جميع أجور العمال متساوية حسب مبدأ لينين فى الاجور والذى أراد به تحقيق التوازن فى توزيع الثروة وصار الناس يحصلون على اغلب السلع التى يحتاجون إليها من غذاء وكساء من خلال بطاقات تموينية وكل عائلة تزود على حسب الاحتياج المناسب لها , ويلاحظ من ذلك أن الغاء الملكية الفردية أدى بالتالى إلى الغاء نظام التوريث وبذلك حرم الآباء كذلك من نقل ملكيتهم الى الابناء , ولقد أثبت تحقيق هذا المبدأ بالتحديد فشل الشيوعية كنظام مجتمع , فعندما حرم الشعب من حق الملكية وجمع الثروات وتوريث ما يملكه للأبناء كان من الطبيعي أن يمضى العمال بلا هدف فلماذا يجهدون ويكافحون ويتحملون ما دام أن كل شئ فى النهاية سيذهب إلى الدولة !
فعندما وضع ماركس هذا المبدأ نسى أن حب الامتلاك وجمع الثروات من الخصائص الطبيعية للنفس البشرية , بالتالى فإن حرمان الانسان من هذا الحق ولو بزعم ان الدولة ستضمن له لقمة العيش , أمر كفيل بالقضاء على ارادته وشل طموحه كما ان نظام التوريث والذى تقره جميع الاديان هو نظام يتفق مع طبيعة البشر , والغائه ينعكس بالتالى على النفس البشرية انعكاسا سيئا , فالابن يتوارث عن أبيه بصورة طبيعية بعض صفاته وأهدافه بل يتوارث كذاك بعض خصائصه الصحية والنفسية فكيف إذن نحرمه من أن يتوارث عن ابيه ما يملكه والذى هو ثمرة جهده وعرقه فى الحياة , ومن ناحية اخرى أدت الفلسفة اللينينية فى توزيع الأجور والتى اعتمدت أساسا على تحقيق المساوة فى الأجر إلى حالة من الاستياء الكبير بين العاملين وذلك لأنها ببساطة لم تفرق بين الكادح والكسول فى العمل ولا بين الفروق الطبيعية بين الناس من حيث مستوى الذكاء والمهارة والقدرات الذهنية وفى ظل تطبيق هذا النظام شعر العاملون بالاحباط لأن العائد المادى لهم لم يجازهم بقدر الجهد فى العمل وزيادة الانتاج فصار العامل الكادح يتقاضى جرا مشابها للعامل الكسول وصار المهندس المتعلم والذى تعب بدراسته يتقاضى اجرا مشابها للعامل الذى يرأسه ولذا نلاحظ ان هذه السياسه التى زعمت أنها جائت لتحقيق المساواة وتقضى على الصراع الطبقى قد أشعلت الحقد بين الطبقات العاملة وبدلا من أن تحقق المساواة بينهم حققت التفرقة بينهم وعندما بدأت حكومة لينين فى تطبيق الملكية الفردية كان من الطبيعى أن يلقى ذلك غضبا واسياء كبيرا من جانب الغالبية , ففضل الملاك حرق مزارعهم وقتل ماشيتهم بدلا من تسليمها للدولة ولذا لم يكن غريبا فى تلك الفترة ان نرى الحرائق تشتعل فى كل البلاد الروسية وجثث الحيوانات والماشية ملقاة فى الطرق والمزارع وخاصة بعدما الغى لينين طبقة صغار الملاك كذلك فى سنة 1917 , ومن ناحية اخرى كان من الطبيعى فى ظل هذا النظام أن يتدنى مستوى الأعمال ويقل الانتاج بدرجة كبيرة مما أدى إلى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى وتعرض روسيا لمجاعات متكرره , وعليه اضطر لينين أن يلغى قانون مصادرة صغار الملاك وعندما جاء ستالين الى السلطة اضطر كذلك الى ادخال بعض التعديلات فى الدستور الروسى الشيوعي لحماية البلاد من حدوث المزيد من التدهور الاقتصادى فجاء فى الدستور الروسى الجديد بالمادة العاشرة ما يلى " ان حق اللملكية الشخصية للمواطنين فى دخلهم وتوفيرهم الناجمين عن عملهم وفى مساكنهم واقتصاديات بيتهم الاضافية وفى الحاجيات والادوات المنزلية وفى الاشياء ذات الاستعمال الشخصى والراحه , وكذلك حقهم فى ارث المللكية الشخصية حق مصون بموجب القانون " , ولقد صار من الواضح فى تلك الفترة أن الغاء الملكية الفردية لم يكن إلا لايستيلاء السلطه على ما يملكه البرجوازيون وأن الصالح العام الذى دعا اليه ماركس هو فى الحقيقه لصالح الزعيم المغير لينين .
سيطرت الدولة على الانتاج
وتبعا لسيطرة الدولة على الممتلكات صارت كذلك هى المسيطرة على كافة وسائل واصناف الانتاج ... فكل الانتاج الزراعي والصناعي والتجاري يعود للدولة وهى التى تقوم بتوزيعه على الشعب , اما دور الشعب فاقتصر على العمل كأجير عند الدولة , كما قضت الدولة كذلك على التجارة الداخلية وأصبح ما يحتاجه الشعب من سلع يوزع عليهم ببطاقات تموينية أما التجارة الخارجية فكانت ايضا خاضعة لسيطرة الدولة , وبناء على ذلك صارت الدولة بمؤسساتها الانتاجية هى المحتكرة للسوق واصبح الشعب مضطرا أن يقبل ما تنتجة الدولة وتقدمه له , فالغيت بذلك حرية المستهلك فى الاختيار , فأصبح مضطرا لشراء حاجياته من الغذاء والملبس وفق ما تنتجه الدوله وليس وفق ما يروق له وذلك لعدم وجود بديل غيرها , فليس هناك اهتمام لذوق ورغبات المواطن على الرغم من تنعم الشعوب الاخرى بكل التجارة الداخلية والخارجية .
الشيوعيون يقولون ما لا يفعلون
بينما الشعب يرزح تحت وطئة قوانين الشيوعية نجد زعماء الشيوعية لا يطبقون هذه القوانين على انفسهم حيث يوجد هناك نمط اخر للمعيشة تختلف عن الشعب حيث تعترف زوجة أحد الزعماء باعتراف سافر ضد الشيوعية وتقول " ان زوجي يدعو للاشتراكية بين العمال الكادحين ويهيب بهم أن يثبتوا دعائمها فى المستقبل ولكنه يعيش فى الحاضر وإلا فأى حق لنا فى هذه المتعة كلها ؟ وتشير الى الحديقة والقصر ومعاطف الفرو ...... على حين ان الملايين لا يجدون ما يسد رمقهم وعلى حين ترى معسكرات المساجين والمعتقلين تزداد اتساعا كل يوم
الشيوعية والدعوة الى الانحلال .
نحن لم تسلم الحياة الاسرية والاجتماعية والاخلاقية من فساد المبادئ الشيوعية بغرض تحقيق أهدافها وهو التخلص من كل المعتقدات والقيم الاخلاقية القديمة والمتوارثة , واباحة الحرية الجنسية وأعطاء المرأة كافة حقوقها فى ممارسة حياتها كما تشاء بما فى ذلك إطلاق حريتها الجنسية والمساوة بينها وبين الرجل سواء فى مجال العمل أو فى المجال الاسرى أو الاجتماعي , فكان من رأى الشيوعيين أن العادات والتقاليد ومفاهيم الاديان التى تضع حواجز بين المرأة والرجل فى المجتمع وتقيد الحريات الجنسية وتدعو المرأة للفضيلة والاحتشام ما هى إلا ضربا من التخلف التى تعوق المجتمع عن التقدم والبناء , ولذا فأنه بعد تطبيث النظام الشيوعي فى روسيا لم يعد هناك فروق واضحة بين الرجل والمرأة وأصبح لها نفس الحقوق فى الاسرة فمن حقها أن تخرج متى تشاء ومع من كذلك ولم يعد هناك ما يقيد مظهرها ولا سلوكها فى المجتمع وأعطيت حرية جنسية كاملة , ان التفكير الشيوعي يبيح الحرية الجنسية المطلقة ويرفض فكرة اقتصار العلاقة الجنسية على فردين محددين هما رجل وامرأة من خلال الزواج , فيرى ماركس أن فكرة الزواج وقيام أسرة فكرة متخلفة وأن الاباحية الجنسية هى البديل الافضل لنظام الاسرة , وبذلك شجعت الشيوعية بشكل واضح على الزنا والدعارة فمنحت حرية جنسية مطلقة للشعب فى حين حرمت على حقوقه المشروعة فى الحياة الكريمة وقد تناست الشيوعية بذلك أن هناك فروق طبيعية بين الرجل والمرأة لا ينبغى إهمالها تتمثل فى الفروق الجسدية والفروق النفسية فمن الواضح ان الرجل يتمتع بقدرة عضلية وجسمية أقوى من المرأة وهذا يجعله هو الطرف الانسب لتولى مسئوليات العمل وكسب لقمة العيش وامتلاك زمام الاسرة , بينما تتمتع المرأة بقدرات طبيعية تناسب توليها لدور العناية بالمنزل ورعاية الابناء كما تناست الشيوعية أن اطلاق الحرية الجنسية سيحول المجتمع الى وحوش تتصارع لسد رغباتها الجنسية ولن يكون هناك بالتالى مكان لمعاني الاخلاص والود والعفة ، تلك المعاني التى ترفع من شأن وقيمة الانسان , كما تناست الشيوعية أن الاسرة هى وحدة بناء المجتمع وأن تفكك الاسرة باطلاق الحرية الكاملة للمرأة واهمالها بالتالى لرعاية الابناء ومساندة الزوج الكادح سيؤدى بالتالى الى تفكك المجتمع بوجه عام وظهور اجيال من المعقدين والمخربين والمنحلين والمرضى
الحلقة الخامسة
ثمار الشيوعية هلاك ودمار وعصيان .
لقد نفذ لينين المبادئ الشيوعية الماركسية بكل دقة واضاف لها وزودها بما وافق ميوله الشخصية وخدمة الصالح العام والذى تمثل بخدمة السلطة الحاكمة وليس الشعب , وقد ظهرت ثمار الشيوعية بوضوح منذ السنة الاولى فى فترة رئاسة لينين وحتى وفاته , وتمثلت تلك الثمار بصفة عامة فى تدهور اقتصاد البلاد وانتشار حالة من الاستياء بين افراد الشعب وذلك لان مبادئ الشيوعية لم تكن موافقة لطبيعة البشر من نواح عديدة ولم تشعر الشعب بالامان والثقة بالمستقبل , وقد ادى تطبيق مبدأ الملكية الجماعية الى حالة من التمرد والعصيان بين ملاك الاراضى الزراعية والثروة الحيوانية وكان من الطبيعي ان يحدث ذلك , فكيف يمكن لاحد حتى ولو كان الدولة نفسها أن يستولى على ملكية خاصة مشروعة لانسان هى حصيلة جهده فى الحياة , وعليه لكي يتمكن لينين من تنفيذ هذا المبدأ فقد لجأ الى اقصى انواع العنف والبطش بالمواطنين الملاك وراح ضحية قرارات الشيوعية الاف من الابرياء وسالت الدماء فى كل الانحاء وانتشرت الحرائق فى كل مكان وقد طالت فترة هذه الاضطرابات فتره طويله تمكن بالنهاية لينين من السيطره على زمام الامور , وكذلك واجه لينين تحديا شرسا من اصحاب المصانع والمتاجر عندما بدأ بسلب املاكهم بدون وجه حق وزادت هذه الاحتدامات عندما اسس لينين الجيش الاحمر للدفاع عن مبادئ الشيوعية واسس المواطنين الجيش الابيض الذى يريدون انقاذ اموالهم وكرامتهم من بطش الشيوعية وظلت المعارك مستمرة لعدة سنوات وكانت حرب أهلية اسفرت عن قتل آلاف من المواطنين ومن لم يقتل القى عليه القبض بتهمة التمرد فى ظلمات السجون ومن لم يقتل او يسجن كان ينفى الى سيبيريا وبسبب هذه الحرب الاهلية تدهورت الحالة الاقتصادية والامنية ناهيك عن تدهور الحركه الصناعية بسبب تساوى الاجور حيث اصبحت المصانع قليلة الانتاج او كانت تتلف من قبل العمال المستائين من القوانين الجائرة حتى وصلت الحاله الى انه فى عهد لينين قل الانتاج حتى عن عهد القياصره السابقين رغم ان عدد المصانع قد تضاعف فى عدد لينين , ولكى يطبق لينين مبدأ محاربة الاديان ( لا إله والحياة مادة ) فقد قام بغلق واتلاف الكنائس والمساجد وتحويلها الى مصانع او مخازن للغلال وافترى على القساوسة والرهبان ورجال الدين الاسلامي وزج بهم فى السجون وكثير منهم نفي الى سيبيريا بينما شجع بنفس الوقت على إصدار الكتب التى تنادى بالالحاد وأصدر أوامره للمدارس بمحاربة الدين , ونتيجة ذلك تحولت الحياة فى روسيا الى حياة مادية بحتة خلت منها الروحانيات والايمان بالخالق عز وجل , وكان من الطبيعى ان يشب الابناء على الظلال والقسوة والعدول عن الحق وكل القيم الانسانية ,وبعدما دعا لينين الى اباحة العلاقات الجنسية والى اعطاء المرأة حرية كامله كان من الطبيعى ان تتفكك الروابط الاسرية وتنتشر الدعارة وينتشر معها عواقبها من امراض وشذوذ , وأصبحت منازل كثير من الاسر تفتقد الروح الاسرية ومبادئ العائلة الشرعية , فأصبح الزوج لا حيلة له وأصبحت الزوجة لا تقيم وزنا لاسرتها وصار الابناء مفتقدين للرعاية والمثل العليا وبالنهاية تحول المجتمع الروسى بصفة عامة الى مجتمع متدهور مسلوب الارادة معزول عن باقى العالم , مقهور فى آماله غير آمن على مستقبله , وتذكروا ايام رحمة القياصره رغم عنفها ومهانتها .
لينين ونشر الشيوعية بالعالم .
لم يكن الفكر الشيوعي مقتصرا تطبيقه على روسيا فحسب , وإنما سعى لينين ووفق النظرية الماركسية إلى نشر الشيوعية فى العالم بهدف تحرير طبقة البروليتارية وإكساب النظام الشيوعى صفة العالمية , وفى شهر مارس من عام 1919 عقد مؤتمر فى موسكو بزعامة لينين للاتفاق على تأسيس منظمة دولية لنشر الشيوعية عرفت باسم ( الكومنترن ) ومعناها الدولية الشيوعية , وقد تكونت تلك المنظمة أو الهيئة الدولية من اعضاء ينوبون عن الاحزاب الشيوعية فى دول مختلفة ومن بعض رعايا روسيا وبعض الشيوعيين الاوربيين , واصبحت تلك المنظمة تعقد اجتماعات دورية لمناقشة التقارير التى يضعها زعماء الكرملين , وكان ممثلو الاحزاب الشيوعية يتلقون تعليماتهم من تلك المنظمة ويكلفون بتطبيقها فى دولهم بحيث يصير الشيوعيين فى مكان خاضعين لدستور ومنهج مشترك ويحولون الى مجتمع ينطق بلسان واحد وبفكر واسلوب واحد ويسعى لتحقيق نفس الدوافع , وكان الاسلوب الذى انتهجته منظمة الكومنترن لنشر رسالتها الشيوعية فى العالم قائما على اثارة الفتن بين الطبقات العمالية وتحفيزهم على التمرد والثورة وتوزيع المنشورات الداعية للشيوعية ومساندة الثوار بالمال والسلاح لقلب نظم الحكم الرأسمالية .
وقد نجحت هذه المنظمة فعليا على اثارة الفتن واشعال الثورات فى العديد من الدول الاوروبية مثل ايطاليا ويوغسلافيا والمانيا وبلغاريا ورومانيا وكثير من الدول الاحقة وذلك فى سنين قليله من اجتماعاته .
وهذا هو نص فعلى لاحد اجتماعات منظمة الكومنترون يقولون به :-
و في البداية, لا يمكن حدوث ذلك طبعا, إلاّ بالانتهاك الاستبدادي لحقّ الملكية و لعلاقات الإنتاج البرجوازية, أي بتدابير تبدو, إقتصاديا ناقصة و غير مأمونة البقاء, لكنّها تتجاوز نفسها في مجرى الحركة, و هي لا غنى عنها كوسيلة لقلب نمط الإنتاج بأسره.
و طبعا تختلف هذه التدابير تبعا لاختلاف البلدان .
غير أنّ تطبيق التدابير الآتية ممكن, بصورة عامة تقريبا, بالنسبة إلى البلدان الأكثر تقدما :
1- نزع الملكية العقارية و تخصيص الريع العقاري لتغطية نفقات الدولة .
2- (فرض) ضريبة تصاعدية مرتفعة .
3- إلغاء قانون الوراثة .
4- مصادرة ملكية جميع المهاجرين و العُصاة .
5- مركزة التسليف في أيدي الدولة بواسطة مصرف وطني رأسماله للدولة و الإحتكار له وحده .
6- مركزة وسائل النقل في أيدي الدولة .
7- تكثير الفبارك الوطنية و أدوات الإنتاج , و استصلاح الأراضي البور و تحسين الأراضي المزروعة, و فق تخطيط عام .
8- عمل إلزامي متكافئ للجميع, و تنظيم جيوش صناعية, لا سيما للزراعة .
9- التوفيق بين العمل الزراعي و الصناعي, و العمل تدريجيا على إزالة الفارق بين المدينة و الريف .
10- تربية عامة و مجانية لجميع الأطفال, و إلغاء عمل الأولاد في الفبارك بشكله الراهن, و التوفيق بين التربية و الإنتاج المادي, إلخ..
و ما أن تختفي, في سياق التطور, الفوارق الطبقية, و ما أن يتجمع الإنتاج كلّه في أيدي الأفراد المتشاركين, حتى تفقد السلطة العامة طابعها السياسي. فالسلطة العامة طابعها السياسي. فالسلطة السياسية, بمعناها الحقيقي, هي العنف المنظَّم لطبقة في سبيل قمع طبقة أخرى .
فعندما تتوحد البروليتاريا وجوباً في طبقة إبّان كفاحها ضد البرجوازية, و عندما تـنصّب نفسها بثورة طبقة سائدة, و تلغي علاقات الإنتاج القديمة بالعنف, بصفتها طبقة سائدة, فإنها تلغي أسباب وجود التناحر الطبقي و تلغي بالتالي الطبقات عامة, تلغي سيطرتها الخاصة كطبقة .
و محل المجتمع البرجوازي القديم, بطبقاته و تناحراته الطبقية, يحلّ تجمُّع تشارُكيّ, يكون فيه التبسُّط الحر لكل فرد شرطا للتبسُّط الحر للجميع .
وفاة لينين وانتقال السلطة الى ستالين .
انتهى العصر الينيني فى سنة 1924 تاركا بلاده فى حالة شديدة من التدهور الاقتصادى والفقر والاستياء المكتوم فى صدور الشعب والذى لا يقدر على البوح به , واصبح الشعب قلقا لا يعرف مصيره المتوقع فى ظل استمرار الشيوعية التى فرضها عليه الحزب الشيوعي الحاكم بالعنف والبطش وباراقة الدماء ، وقد نجح ستالين الذى تتلمذ على يد لينين ان يقنع الشعب بدهائه وأفكاره الواعده كما فعل لينين من قبل بانه سوف ينهض بالبلاد ويغير من مسار الشيوعية الى اتجاه أفضل واستطاع ان يكسب ثقة الشعب فكان بذلك رئيسا جديدا للبلاد وللحزب الشيوعي وقد ساعده على ذلك غياب عدوه اللدود تروتسكى عن روسيا فى تلك الفترة والذى كان من الاولى ان يكون الرئيس الجديد بدلا من ستالين نظرا لاعتباره ابرز المناضلين الشيوعيين والذى رافق لينين فى رحلة العودة من المنفى ونشر الشيوعية والقضاء على القياصرة ، فمن هو ستالين .
عهد ستالين (1923 - 1953) .
ينتمى ستالين لأسرة روسية فقيرة عاشت بإحدى قرى مقاطعة جورجيا القوقازية وكان ابوه فلاحا أجيرا , أما أمه فقد عرف عنها تدينها الشديد , ولد ستالين فى سنة 1879 , واسمه الحقيقى هو ( جوزيف فيساريو نوفيش جوغاشيفيلى ) وبعدما اتم درسته الابتدائية التحق بالمعهد اللاهوتى لدراسة الدين المسيحى بعدما وضعت أسرته أملها فيه ليكون رجلا من رجال الدين فى المستقبل , لكنه لم يستكمل دراسته بسبب انه كان كثير الشغب والتمرد فطرد من المعهد لسوء سلوكه وهذه تعد اول صفة ملحوظه فى سلوك ستالين , وتزوج ستالين أكثر من مرة وتعددت علاقاته العاطفية وكانت من أقرب النساء الى قلبه زوجته اليهودية ( روزا ) ويذكر أن من أسباب انتحار زوجته الثانية ( ناديا ) تعدد علاقته العاطفية , درس ستالين نظريات ماركس الشيوعية والتى وافقت ميوله للثورة والتمرد على نظام المجتمع , وبدأ ستالين حياته السياسية بالانضمام للحزب الثورى الروسى المضاد للسلطة القيصرية وقد استطاع أن يحتل مركزا كبيرا داخل الحزب لأنه فى تلك الفترة كانت الشيوعية فى بدايتها وكان اغلب القادة الشيوعيين فى المنفى أو داخل السجون من أمثال لينين و تروتسكى , وبعد نجاح ثورة اكتوبر و تأسيس الحزب انضم ستالين للحزب وجاءته الفرصة لاكتساب مكانة بارزة داخل الحزب بعد مرض لينين , تولى ستالين مركز السكرتير العام للحزب ونظرا لأنه كان يتميز بعصبية شديدة ووقاحة فى المعاملة فلم يكن مقبولا من أعضاء إدارة الحزب وكان من أبرز المعارضين له تروتسكى .
وبعد وفاة لينين كون ستالين رابطة ثلاثية ( ترويكا ) جمعت بينه وبين عضوين من اكبر اعضاء الحزب الشيوعى وهما ( جورجيورى زينوفييف ) من ليننجراد و ( ليف كامينيف) من موسكو وتآمر الثلاثة على إبعاد تروتسكى وهو الاحق من الجميع من تولى السلطه حيث ابعدوه عن الرئاسة بإثارة الفتن والادعاءات الكاذبة ضده وبالزعم انه خرج عن المبادئ الماركسية وبعد ذلك انقلب ستالين على العضوين السابقين واستطاع ان يتحكم وحده بزمام الامور بالسلطة , وقد حاول تروتسكى القيام بالنتفاضة ضد ستالين لإقصائه عن تولى السلطة لكنه لم ينجح فى ذلك واصبح الزعيم هو ستالين الشيوعى الثانى خلفاً للينين وقد كان ابان فترة الصراع على السلطة بعد موت لينين توجد مؤازرة خارجية من قبل الممولين الدوليين الذين ارادوا نشر الشيوعية فى العالم على يد ستالين .
حملة التطهير ونشر الشيوعية .
لقد سار ستالين على سياسة لينين الى حد كبير فكان أول ما لجأ اليه بعد توليه للسلطة التخلص من جميع المنافسين له من اعضاء الحزب حيث كان مصير الكثير منهم القتل او السجن ومنهم ( وزينوفييف و كامينيف و مارتينوف ) والاهم منهم جميعن هو ( تروتسكى والذى صفاه فى المكسيك حيث ارسل له شخص وقتله هناك كذالك قام ستالين بنشر الشيوعية فى العالم املا ان يكون زعيما ديكتاتوريا للشيوعية العالمية ، وكان سياسة ستالين لتحقيق ذلك لا تعتمد على استخدام القوة بل استخدم سياسة اثارة الفتن الداخلية وتشجيع الحركات الثورية بالدول المختلفة وكان مشروعه هو نشر الشيوعية ما بين خطين عرض 35 و 45 وهو نفس الهدف الذى سعى اليه لينين من قبله حيث كان يرى ان نشر الشيوعية فى اسبانيا سوف يسهل وصولها الى فرنسا وانجلترا ومن ثم خضوع المانيا للشيوعية من بعدهما .
ستالين يكشف خطأ النظرية الشيوعية .
ان اكبر دليل على عدم امكانية تطبيق النظرية الشيوعية بسلام وعلى عدم موافقته لطبيعة الحياة البشرية حيث تم التغيير والتراجع من ناحية الشيوعيين بالدستور الشيوعي الذى وضعوه بعدما تعرضت البلاد للمجاعات والتدهور الاقتصادى والاضطرابات الداخلية فقد حدث ان الغى لينين طبقة صغار الملاك ومن ثم اعاده سنة 1921 والغاها مجددا بعد ذلك وفى عهد ستالين اعيدت طبقة صغار الملاك واضطر كذلك لتغيير البند الدستورى المتعلق بالمساوة فى الاجور بعد ان ثبت فشله وجعل الاجر مرتبطا بمقدار الجهد المبذول كما تم تغيير اغلب بنود الدستور الشيوعى بسنة 1936 وكذلك تم التغيير سنة 1946 فى تنظيم علاقات الجمهوريات الروسية , ووجود هذا التغيير الدائم يعد دليلا على فشل النظام الشيوعي فى موافقة متطلبات الحياة الطبيعية للبشر
ضحايا الاستبداد الشيوعي .
نفذ ستالين خطة الاصلاح بالكرباج والنار فاجبر الملايين على العمل فى المزارع الجماعية التى صادرتها الدولة وذلك نظير لقمة العيش بما فيهم الاطفال والنساء وفى المصانع اجبر العاملون على بذل طاقات تفوق طاقاتهم الطبيعية وسلط عليهم المنظمون الشيوعيين وهم لا يتهاونون بطرد او سجن اى عامل منتهاون فى نظرهم وذلك لاتفه الاسباب ففى بدأ خطة الاصلاح وبعد مضى شهور قليلة اعتقل 35 مهندس بتهمة الحاق التلف ببعض الآلات واحداث خسائر مادية بالمصانع وقدموا للمحاكمة فى كولمنس بموسكو وصدر ضدهم الحكم بالقتل رميا بالرصاص ولم تكن هذه الحادثه الوحيده من نوعها حيث تعرض آلاف العمال للسجن والقتل لاسباب التمرد ضد العمل او بحجة اعاقتهم لمسيرة التقدم , وعاش الشعب الروسى بصفة عامه فى عهد ستالين ذليلا مغلوبا على امره مجبرا على تنفيذ أوامر السلطة التى فرضها على ستالين بالقوة , كما خضعت المرأة سواء فى المصنع أو المزرعة لنفس ما خضع له الرجال من ظغوط فى العمل لارغام الشعب على زيادة الانتاج وذلك بصرف النظر على مقدرات المرأة الطبيعية على التحمل بالنسبة للرجال , ومن الطريف ان العاملات فى المصانع كن يجبرن على قضاء وقت اضافى للعمل مما اضطر المرضعات منهن لتفريغ صدورهن من الليب خلال فترات العمل وبذلك اندمجت الامومة مع العمل لخدمة السلطة .
قوانين العمل الاستبدادية .
ولكى تتبين مدى القسوة التى فرضت على العمال فى عهد ستالين بغرض زيادة الانتاج بما يتفق مع خطة الاصلاح , ومن القوانين التى صدرت لتنظيم العمل هى
* فى سنة 1930 صدر قانون باجبار العامل على ان يقبل أى عمل يعهد اليه وفى اى مكان .
* كذلك صدر قانون فى نفس السنة يحرم على العامل ترك عمله من تلقاء نفسه وتكون عقوبة ذلك أن يقضى عشر سنوات فى معسكرات العمل الاجبارى
* صدر قانون ينص على انه فى حالة تغيب العامل عن عمله ليوم واحد , او اذا تكرر تأخره عن العمل ثلاث مرات فى شهر واحد يكون جزائه الفصل من العمل وحرمانه من بطاقة الاتحاد المثبتة لمهنته والتى تعطيه حق السكن والغذاء ويتعرض للسجن لمدة تتراوح ما بين ستة شهور الى سنة .
* وفى سنة 1940 صدر قانون غاية فى الاستبداد والقسوة حيث نص على أنه من حق مدير العمل أن يفرض عقوبة السجن على العامل لمدة اربع شهور دون تحقيق أو محاكمة .
* وصدر قانون آخر ينص على أن العامل يعد مسؤولا من الناحية المالية عن أى ضرر يلحق بالمصنع أو بالأدوات بحسب تقدير مدير العمل , وقد يصل ما يقتطع من أجر العامل إلى عشرة أضعاف ما أتلف أو ضاع
هذه هى قوانين الشيوعية المساندة للعمال ولحفظ حقوقهم من الاستبداديين الرأس ماليين لقد تم استقلال الشعوب بشعاراتهم الباليه وكل شئ من قوانينهم كان ضد المواطن وبصالح السلطة .
المخابرات السرية وجواسيس الشعب .
لقد كان من أبرز اهتمامات ستالين تكوين مخابرات قوية من رجال البوليس السرى لتثبيت دعائم السلطة وإجبار الشعب على تنفيذ الاوامر والكشف عن اى مؤامرات ضد السلطة , وقد كون ستالين منظمة سرية اطلق عليها ( NKVD ) وقد بلغ عدد افرادها مليونين من رجال المخابرات واختار ستالين لرئاسة تلك المنظمة رجل عرف بالوحشية الشديدة وهو ( جينريخ ياجودا ) وقد بطشت هذه المنظمة بملايين من الشعب وقتلت الآلاف منهم وكان لها صلاحيات واسعه فمن حق رجالها ان يقبضوا على اى شخص وان يقتلوه او يعذبوه او ينفوه حسبما يشاءون وبدون محاكمة وكانوا ينتشرون فى جميع انحاء البلاد ويترددون من حين الى آخر على المصانع والمزارع والمطاعم والتجمعات ليتجسسوا على المواطنين بل كان من حقهم ارتياد المنازل وتفتيشها دون إذن , وقد اقاموا معسكرات اعتقال خاصه بهم واغلب التهم التى كان يحتجزون بها المواطنين هى التحريض ضد الشيوعية , واستمر عمل هذا الجهاز فى عهد ستالين وبعد وفاة قائد الجهاز استلم الجهاز شخص يدعى ( لافرنتى بيريا ) والذى لم يكن اقل شراسة من سابقه والذى قتل بعد وفاة ستالين بسبب السباق على كرسى الرئاسة , وهذا الجهاز لم يكن يقل شراسه عن جهاز الجستابو الالمانى المرعب فى عهد هتلر .
مقابر القتل الجماعية .
ولعل ابرز ما يوضح مدى الوحشية التى اتصف بها ستالين هو اكتشاف المقابر الجماعية الكثيرة والتى فاقت على المئات والتى نفذها جهاز ( NKVD ) حيث صدرت أوامر للمساجين بحفر مساحات شاسعة من الأراضى للتنقيب عن المعادن واستغل هذا الجهاز تلك الحفر الكبيرة فى اقامة مقابر جماعية للقتلى والمساجين المتهمين بتهم التحريض ضد الشيوعية او ضد السلطة ومن اكثر فضائح العهد الشيوعي فى الاتحاد السوفيتى المنهار حدثت سنة 1989 حيث تم اكتشاف مقبرة جماعية فى منطقة ( تلال الذهب ) ووجد بها اكثر من 80 ألف هيكل عظمي من ضحايا التعذيب والقتل الجماعي فى عهد ستالين .
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////