RAMI 1up
29/01/2006, 21:38
العرب و القراءة ...!!
6 × 65 = 390
وفقا لتقرير التنمية البشرية العربي الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي، يقضي الانسان العربي فقط (6) دقائق في العام للقراءة، ومعظمها مخصص للكتب الدينية، بما معناه موت وخراب ديار. فاذا علمنا ان السنة تتكون من (12) شهرا، والشهر (30) يوما، واليوم (24) ساعة، والساعة (60) دقيقة، ومعدل عمر الانسان العربي (65) سنة، بفضل الطب الغربي، يكون لدينا ما مجموعه 33696000 دقيقة، هي حاصل جمع عدد الدقائق لمتوسط عمر الفرد العربي، الذي يتعب نفسه ويستهلك منها فقط (390) دقيقة في القراءة! الا يستحق الامر اللطم وشق الجيوب؟
يكذب من يلقي اللوم على سعر الكتاب، فما ينفق على تدخين السجائر والارجيلة في المقاهي اكثر، فضلا عن توفر كثير من الكتب مجانا بالاستعارة من المكتبات العامة، وما اكثرها في الدول العربية. العرب لا يقرأون لسبب بسيط، وهو ان القراءة ليست من تراثهم، فهم لا يمتون للقراءة بنسب، والدليل على ما اقول قلة القراءة بين حملة الدكتوراه في جامعة الكويت، واتحدى ان تقوم جهة علمية محايدة بعمل استبيان حول هذا الموضوع، وسنرى الفضائح. ثم لتمتد الدراسة للنواب والوزراء وكبار المسؤولين، وستكون الفضيحة اكبر واكبر.
لماذا لا نقرأ؟ اعتقد ان الامر يعود الى تراثنا الثقافي القائم على الشفاهة، والمبدا الزائف القائل بأنّ العلم في الصدور، لا في السطور، كل تراثنا سماعي، اقرأ ان شئت تاريخ الطبري المكون من عشر مجلدات ومئات الصفحات، كله منقول من الذاكرة، علم الانساب من الذاكرة. يندر جدا وجود كتاب تراثي يذكر المراجع المستخدمة او يورد الهوامش الدالة على مصدر المعلومة. من دون ان ننسى الاشارة الى انعدام اي معلومات عن مستوى ومعدل الامية في دار الاسلام في العصور الغابرة، لكن يمكن القول ان المدارس النظامية لم تدخل على المسلمين الا مع دخول المستعمر الذي وفر التعليم المدني بعد فصله عن الديني، واصبحنا نعرف الشهادات، حتى شهادات الدكتوراه في الشريعة! وفي ظل الثقافة الشفهية الكسولة، لا يعود للمكتوب قيمة كمصدر للزاد الثقافي، خاصة وان القراءة عمل شاق، وخاصة اذا رافقه التفكير الجاد فيما يقرأ. والشهادة لله، ان تقرير التنمية ـ الفضيحة ـ يذكر ان العرب يرون ان القراءة عمل شاق، والله انصفوا انفسهم بهذا الاعتراف المخزي. ونظرا لان العربي يعتمد الثقافة الشفهية، فان الحفظ اصبح امرا لازما، وحيث انه ليس من السهل حفظ الكتب الثقافية، مقارنة بالكتب الدينية ذات المصدر الشفهي، فضلا عن كثرة التكرار الممل في الكتب الدينية، اصبح من الاسهل قراءة الكتب الدينية التي لا تحفز العقل على اثارة الاسئلة، خاصة وان رجل الدين يسير على الموجة نفسها، بمعنى انه لا يعرف سوى الكتب الدينية التراثية التي لم تتغير منذ اكثر من 500 عام، فانه والحالة هذه، يوفر خدمة مجانية للعربي الكسول، ومن يجادل رجل الدين فيما يقول، والدليل على انعدام الجانب الثقافي في كلام رجل الدين سيل الفتاوى المضحكة التي نسمعها هاليومين، والكلام الفاضي حول الجن وتفسير الاحلام، والناس، بكل بلاهة، تصدق ما يقال!
لا شك ان القراءة فعل شاق بكل معنى الكلمة، وبسبب هذا تجد ان الكل يستسهل الكتابة، والحديث في السياسة، لكن ليس من السهل ان تجد متحدثا في الشأن الثقافي. كما ان ضعف الاقبال على القراءة لانها فعل شاق يحول دون حضور الندوات الثقافية، حتى في الجامعة التي تتدافع طالباتها على حضور محاضرة هايفة عن تفسير الاحلام، ويتجاهلون تماما، واساتذتهم كذلك، المحاضرات العلمية والثقافية الجادة. ولا عجب في ذلك، اذا عرفنا ان الطالب الجامعي نادرا ما يقرأ خارج كتب المقرر الدراسي.
المفجع حقا ان هذا البلاء لا يهتم له احد، سواء من الدولة، او المؤسسات الاكاديمية، كما ان لا احد يرى في مثل هذا الامر المعيب، ما يستحق الاهتمام! والحقيقة انني لا اعجب لهذا الاهمال، اذ لا اذكر وفدا رسميا كويتيا ذهب الى الخارج وقام بزيارة مكتبة، او حضر شأنا ثقافيا! ومن لطيف ما ذكر في تقرير التنمية البشرية سالف الذكر، ان العرب يتوارثون عادة العزوف عن القراءة. والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه!
هل يستطيع السيد محمد الشيباني الكاتب في القبس ان يزودني بدليل من القرآن الكريم يثبت منه عقوبة محددة لما يسمى بالمساس بالذات الإلهية؟ اكرر القرآن الكريم وليس ابن تيمية .
د. أحمد البغدادي
6 × 65 = 390
وفقا لتقرير التنمية البشرية العربي الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي، يقضي الانسان العربي فقط (6) دقائق في العام للقراءة، ومعظمها مخصص للكتب الدينية، بما معناه موت وخراب ديار. فاذا علمنا ان السنة تتكون من (12) شهرا، والشهر (30) يوما، واليوم (24) ساعة، والساعة (60) دقيقة، ومعدل عمر الانسان العربي (65) سنة، بفضل الطب الغربي، يكون لدينا ما مجموعه 33696000 دقيقة، هي حاصل جمع عدد الدقائق لمتوسط عمر الفرد العربي، الذي يتعب نفسه ويستهلك منها فقط (390) دقيقة في القراءة! الا يستحق الامر اللطم وشق الجيوب؟
يكذب من يلقي اللوم على سعر الكتاب، فما ينفق على تدخين السجائر والارجيلة في المقاهي اكثر، فضلا عن توفر كثير من الكتب مجانا بالاستعارة من المكتبات العامة، وما اكثرها في الدول العربية. العرب لا يقرأون لسبب بسيط، وهو ان القراءة ليست من تراثهم، فهم لا يمتون للقراءة بنسب، والدليل على ما اقول قلة القراءة بين حملة الدكتوراه في جامعة الكويت، واتحدى ان تقوم جهة علمية محايدة بعمل استبيان حول هذا الموضوع، وسنرى الفضائح. ثم لتمتد الدراسة للنواب والوزراء وكبار المسؤولين، وستكون الفضيحة اكبر واكبر.
لماذا لا نقرأ؟ اعتقد ان الامر يعود الى تراثنا الثقافي القائم على الشفاهة، والمبدا الزائف القائل بأنّ العلم في الصدور، لا في السطور، كل تراثنا سماعي، اقرأ ان شئت تاريخ الطبري المكون من عشر مجلدات ومئات الصفحات، كله منقول من الذاكرة، علم الانساب من الذاكرة. يندر جدا وجود كتاب تراثي يذكر المراجع المستخدمة او يورد الهوامش الدالة على مصدر المعلومة. من دون ان ننسى الاشارة الى انعدام اي معلومات عن مستوى ومعدل الامية في دار الاسلام في العصور الغابرة، لكن يمكن القول ان المدارس النظامية لم تدخل على المسلمين الا مع دخول المستعمر الذي وفر التعليم المدني بعد فصله عن الديني، واصبحنا نعرف الشهادات، حتى شهادات الدكتوراه في الشريعة! وفي ظل الثقافة الشفهية الكسولة، لا يعود للمكتوب قيمة كمصدر للزاد الثقافي، خاصة وان القراءة عمل شاق، وخاصة اذا رافقه التفكير الجاد فيما يقرأ. والشهادة لله، ان تقرير التنمية ـ الفضيحة ـ يذكر ان العرب يرون ان القراءة عمل شاق، والله انصفوا انفسهم بهذا الاعتراف المخزي. ونظرا لان العربي يعتمد الثقافة الشفهية، فان الحفظ اصبح امرا لازما، وحيث انه ليس من السهل حفظ الكتب الثقافية، مقارنة بالكتب الدينية ذات المصدر الشفهي، فضلا عن كثرة التكرار الممل في الكتب الدينية، اصبح من الاسهل قراءة الكتب الدينية التي لا تحفز العقل على اثارة الاسئلة، خاصة وان رجل الدين يسير على الموجة نفسها، بمعنى انه لا يعرف سوى الكتب الدينية التراثية التي لم تتغير منذ اكثر من 500 عام، فانه والحالة هذه، يوفر خدمة مجانية للعربي الكسول، ومن يجادل رجل الدين فيما يقول، والدليل على انعدام الجانب الثقافي في كلام رجل الدين سيل الفتاوى المضحكة التي نسمعها هاليومين، والكلام الفاضي حول الجن وتفسير الاحلام، والناس، بكل بلاهة، تصدق ما يقال!
لا شك ان القراءة فعل شاق بكل معنى الكلمة، وبسبب هذا تجد ان الكل يستسهل الكتابة، والحديث في السياسة، لكن ليس من السهل ان تجد متحدثا في الشأن الثقافي. كما ان ضعف الاقبال على القراءة لانها فعل شاق يحول دون حضور الندوات الثقافية، حتى في الجامعة التي تتدافع طالباتها على حضور محاضرة هايفة عن تفسير الاحلام، ويتجاهلون تماما، واساتذتهم كذلك، المحاضرات العلمية والثقافية الجادة. ولا عجب في ذلك، اذا عرفنا ان الطالب الجامعي نادرا ما يقرأ خارج كتب المقرر الدراسي.
المفجع حقا ان هذا البلاء لا يهتم له احد، سواء من الدولة، او المؤسسات الاكاديمية، كما ان لا احد يرى في مثل هذا الامر المعيب، ما يستحق الاهتمام! والحقيقة انني لا اعجب لهذا الاهمال، اذ لا اذكر وفدا رسميا كويتيا ذهب الى الخارج وقام بزيارة مكتبة، او حضر شأنا ثقافيا! ومن لطيف ما ذكر في تقرير التنمية البشرية سالف الذكر، ان العرب يتوارثون عادة العزوف عن القراءة. والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه!
هل يستطيع السيد محمد الشيباني الكاتب في القبس ان يزودني بدليل من القرآن الكريم يثبت منه عقوبة محددة لما يسمى بالمساس بالذات الإلهية؟ اكرر القرآن الكريم وليس ابن تيمية .
د. أحمد البغدادي