-
دخول

عرض كامل الموضوع : هام ومفيد أرجو الاستنارة


me2
26/01/2006, 11:43
الكاتب: جوزف سماحة (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)المصدر: السفير (////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)

<<الفرس قادمون>>. وراء هذا الشعار الصرخة يُراد استنفار العصبية <<العربية>>.
ا
لفرس قادمون، ها هم باتوا في العراق، وينظرون، من هناك، بشوق إلى شواطئ المتوسط اللبنانية حيث يمهّد لهم <<طابور خامس>> اعتقده اللبنانيون مقاومة فكشف عن نفسه بصفته <<جالية عجمية>>.
لم يكن ل<<الفرس>> أن يتقدموا نحو إنجاز التمدّد لولا الاحتلال الأميركي للعراق. هناك شبهة تواطؤ إذاً. والغزو مسؤول عن انبعاث هذا الخطر الجديد الذي يهدد هوية المنطقة وعروبتها. لكن الأميركيين هم، في الوقت نفسه، <<أصدقاء>>. لقد حرروا الشعب العراقي بحيث يمكن القول إنه، برغم المصاعب، ثمة ديموقراطية تنغرس في بلاد الرافدين. وهي مدعاة لإعادة النظر بالكثير من الأطروحات والمفاهيم <<الخشبية>> إلى حد أنه بات مسموحاً لنا، في لبنان، أن نتمتع ببعض فضائلها ونعمها علينا، وأن نطالبها بأن تشمل برعايتها <<الشقيقة سوريا>> التي لن تتحرر إلا إذا جرى احتلالها.
لكن <<الفرس قادمون>> شعار صرخة يذكّرنا بصدام حسين الذي ننسب إلى المهمة التمدينية الأميركية إنقاذنا من طغيانه. فهل يعني ذلك أننا في وارد تمجيد الرسالة الديموقراطية الغربية بعد دمجها بمفهوم عنصري معاد للإيرانيين شرط إدانة هذا المفهوم في شق منه، هو الشق الخاص بمعاملة الأكراد المتحدرين جميعاً من سلالة صلاح الدين الأيوبي!
نحن عنصريون مثل صدام وديموقراطيون مثل جورج بوش، وننظر بإعجاب إلى نجاح الأكراد بدمج مطلبهم العادل في حق تقرير المصير بالمشروع الأجنبي الذي نقفز بين اعتباره احتلالاً واعتباره تحريراً فنحل مشكلتنا باشتقاق مصطلح جديد: إنه تحلال!
لأننا عنصريون مثل صدام فإننا نكره الفرس بصفتهم كذلك ونكره بالتالي امتدادهم نحونا. لكن هذا الامتداد يحصل بواسطة عرب أقحاح. لا بد لنا، إذاً، من أن نكون أسوأ من صدام فنزيد المذهبية على العنصرية ونروح نؤسس الموقف على هذا الدمج بين الأعراق والطوائف.
ولأننا ديموقراطيون مثل بوش فإننا نكره المقاومين العراقيين ونحذر، بالتالي، من أن يرغب أحد في تقليدهم فيخطر بباله أن يعادي الاحتلال الأميركي الفعلي للعراق، والنفوذ الأميركي الفعلي في لبنان. تقودنا العنصرية ضد الفرس، والمذهبية ضد أبناء ملتهم العراقيين، إلى التخندق في موقع مذهبي، نسميه زوراً العروبة، ولكن هذا التخندق إياه يضطرب لأنه يضعنا في موقع واحد مع رافضي الاحتلال.
يتدخل الديالكتيك هنا. سنكره شيعة العراق لأنهم فرس، وسنكره سنة العراق لأنهم <<مقاومة>>، وسنقول، فوق ذلك، إننا نملك وجهة نظر متماسكة في الشأن العراقي! نفعل ما نفعله ثم نغرق في تناقضات يجرنا إليها الوضع اللبناني وتعقيداته. لن يعود معروفاً إذا كنا نريد للمزاج الشيعي العراقي أن يكون مثل المزاج الشيعي اللبناني في الموقف من الاحتلال، أم بالعكس. ولن يعود مفهوماً أيضاً سر صمتنا عن مخاطبة المزاج السني اللبناني لمطالبته بالتشبّه بالمزاج السني العراقي من الاحتلال.
لقد حاول البعض ملء وعاء العروبة بمفاهيم عنصرية ضد الفرس والأكراد مثلاً. وها نحن نشهد محاولة لملء الوعاء إياه بمفاهيم عنصرية ضد الفرس (مع تعاطف واضح حيال الأكراد) مخلوطة بمفاهيم مذهبية ضد الشيعة، وذلك مرة لأنهم مع الاحتلال في العراق، وثانية لأنهم ضده في لبنان.
غير أننا، في الأحوال كلها، نعجز، أو يعجز بعضنا، عن أي كلام جدي في السياسة وعن أي إمساك بالقضية القومية في شروطها الحالية، أي شروط غلبة خطاب ديني على مشروع مقاومة الغزوة الأميركية الراعية للاندفاعة التوسعية الصهيونية.
بعد زمن عروبة عنصرية جاء زمن عروبة عنصرية مذهبية. وهي عروبة تقوم على عملية استبدال واضحة: نتغاضى عن المشروع التوسعي الإسرائيلي الواقعي والمدعوم من الولايات المتحدة لنركز على المشروع الفارسي الافتراضي المنسوب إليه الاحتيال على الاحتلال الأميركي للعراق.
وفي الحالين تغيب عن البال أسئلة بديهية: نحن العرب، ماذا نريد؟ مَن هي القوى التي تعرقل نهوضنا؟ ما هي المسؤوليات الداخلية عن البؤس الحالي؟ ما هي سياساتنا ليعاملنا العالم باحترام؟ كيف ننجح في وقف التفتت الذي نعيش؟ إلخ... عندما نطرح الأسئلة الصحيحة نكون تقدمنا نصف الطريق نحو الأجوبة الملائمة، ونكون أقدر على إدراج سياسات معينة في سياق لا يخلط بين الانتقائية والديالكتيك