me2
24/01/2006, 13:00
على ان للوجع دورة حياة متكاملة, لدمشق ان تعيش دورتها من الوجع, ولما يكن الوجع قد وصل ذروته اليوم, فما هو قادم لاسوار الامويين هو اكثر مما جالت به ايدي العباسيين فيها, على ان خراب العباسيين الجدد من نوع جديد, وهو خراب لا يقتضي التصفية السياسية بمفهومها الكلاسيكي.
آخر اوجاع دمشق خدامها, و(خدام ¯ الشلبي) بما هو الصورة السياسية التقليدية للبديل المرتقب, او بمعنى الاضحوكة التي وقع خدام في شراكها كما وقع احمد الشلبي فيها باحترافية, هو ليس المتوسط الحسابي لعملية التعارك الاميركي السوري. فالاحداث القادمة ستكون اسخن.
لم يكن اختيار مشهد انقلاب نائب الرئيس السوري ضروريا حتى يحس السوريون بتفاقم عزلتهم الدولية, وليست اي سيناريوهات جديدة ستفرزها الساحة السياسية في الشرق الاوسط سوى تسلسل منطقي وانسيابي من دورة "النحس" التي ستمر بها دمشق.
على ان مجمل المشهد السياسي السوري اللبناني مازال مفتوحا, ومازالت دمشق قادرة على ان تقلب كل التوقعات, الاميركيون جادون اكثر من اي وقت مضى في رغبتهم بتغيير السلطة السياسية في دمشق, وهذه الرغبة ليست طويلة الامد على ما يبدو, بل هي تسير في تسارع زمني لا يعطي السوريين الفرصة لمراجعة اوراقهم بحذر وعمق.
الرئيس بشار الاسد مازال يمتلك الحل السياسي الاوفر حظا والاقوى دوليا في ردع الاميركيين عما هم عازمون عليه, وحدها الاصلاحات السياسية الجذرية تستطيع ان تبقي الاسد من خلالها اسدا, والمعادلة السياسية في اي مكان في العالم تؤكد هذا الخيار, فالديمقراطية والحرية هي السبيل الوحيد لبقاء اي حكومة ما رغم الاميركيين, ولنا في "شافيز" فنزويلا عبرة حسنة.
على دمشق وقيادتها السياسية ان تتفهم اليوم وليس غدا, انها لن تستطيع مقاومة المد الاميركي تجاهها, على ان المد الاميركي هو ليس بالضرورة حربا برية تقليدية, فمئات الوسائل الاخرى متاحة, وتستطيع الولايات المتحدة من خلالها ان تحقق ما تريد.
تفكيك وهم "حزب البعث" العظيم, انقلاب ابيض على رؤساء الاجهزة الامنية الذين يكبلون ارادة الاسد الشاب, السماح بحياة سياسية ديمقراطية وباحزاب معارضة معتبرة, انتخابات حرة, هذه الاجراءات الثقيلة "الضرورية" هي السبيل الوحيد امام سورية حتى تبقى قادرة على البقاء. ديمومة دمشق ليست مستحيلة بقدر ما هي مكلفة وباهظة الثمن. ليست كريمة بقدر ما هي تحتوي شيئا من الاهانة.
لدمشق كل الحق ان تحس بالاهانة او الخضوع, على ان الاحساس بالاهانة, او ما يسميه السوريون المتحمسون بال¯ركوع, هو اهون من ان ينتهي كل شيء جراء التمسك بهوس البعث المفكك, او عظمة التاريخ السياسي السوري الذي لا يذكره احد بخير!!.
التاريخ لا ينساه احد, اربعون الف مفقود سوري, ضحايا مجزرة حلب, التصفيات السياسية لالاف المعارضين, هكذا كان الماضي العتيد, واذا كان الماضي السوري "داخليا" بامتياز, فان حاضره كان مقتله الخارجي, وهو ما اثقل المعادلة حج التخمة ¯ الانفجار, اغتيال الرئيس الحريري,العبث بامن لبنان وحريته, دعم مجموعات الارهاب في العراق.
على دمشق ان تنتهي من مئات الملفات السياسية المعقدة دفعة واحدة. فالوقت ضيق حد ان يكون الوقت ايضا نوعا مميزا من الوجع.لم تشهد الصورة السياسية الدولية تسارعا في الاحداث السياسية كما هي وتيرة التسارع في معاناة دمشق هذه الايام. والظاهر لنا ان على دمشق ان تستعد للديمقراطية والاصلاح السياسي الحقيقي بعيدا عن اجتماعات الاحزاب التاريخية, ذات النتائج المستهلكة. تلك حقيقة الامر, وعلى الجار ان ينظر لذلك الاعصار كيف حطم جدران منزل جاره العتيد, وقد كان جاره بالامس اكثر قوة ومنعة, وهو اليوم في قفص يستعطف تارة ورقة, وشيئا من الاحترام تارة اخرى!.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
* كاتب بحريني
آخر اوجاع دمشق خدامها, و(خدام ¯ الشلبي) بما هو الصورة السياسية التقليدية للبديل المرتقب, او بمعنى الاضحوكة التي وقع خدام في شراكها كما وقع احمد الشلبي فيها باحترافية, هو ليس المتوسط الحسابي لعملية التعارك الاميركي السوري. فالاحداث القادمة ستكون اسخن.
لم يكن اختيار مشهد انقلاب نائب الرئيس السوري ضروريا حتى يحس السوريون بتفاقم عزلتهم الدولية, وليست اي سيناريوهات جديدة ستفرزها الساحة السياسية في الشرق الاوسط سوى تسلسل منطقي وانسيابي من دورة "النحس" التي ستمر بها دمشق.
على ان مجمل المشهد السياسي السوري اللبناني مازال مفتوحا, ومازالت دمشق قادرة على ان تقلب كل التوقعات, الاميركيون جادون اكثر من اي وقت مضى في رغبتهم بتغيير السلطة السياسية في دمشق, وهذه الرغبة ليست طويلة الامد على ما يبدو, بل هي تسير في تسارع زمني لا يعطي السوريين الفرصة لمراجعة اوراقهم بحذر وعمق.
الرئيس بشار الاسد مازال يمتلك الحل السياسي الاوفر حظا والاقوى دوليا في ردع الاميركيين عما هم عازمون عليه, وحدها الاصلاحات السياسية الجذرية تستطيع ان تبقي الاسد من خلالها اسدا, والمعادلة السياسية في اي مكان في العالم تؤكد هذا الخيار, فالديمقراطية والحرية هي السبيل الوحيد لبقاء اي حكومة ما رغم الاميركيين, ولنا في "شافيز" فنزويلا عبرة حسنة.
على دمشق وقيادتها السياسية ان تتفهم اليوم وليس غدا, انها لن تستطيع مقاومة المد الاميركي تجاهها, على ان المد الاميركي هو ليس بالضرورة حربا برية تقليدية, فمئات الوسائل الاخرى متاحة, وتستطيع الولايات المتحدة من خلالها ان تحقق ما تريد.
تفكيك وهم "حزب البعث" العظيم, انقلاب ابيض على رؤساء الاجهزة الامنية الذين يكبلون ارادة الاسد الشاب, السماح بحياة سياسية ديمقراطية وباحزاب معارضة معتبرة, انتخابات حرة, هذه الاجراءات الثقيلة "الضرورية" هي السبيل الوحيد امام سورية حتى تبقى قادرة على البقاء. ديمومة دمشق ليست مستحيلة بقدر ما هي مكلفة وباهظة الثمن. ليست كريمة بقدر ما هي تحتوي شيئا من الاهانة.
لدمشق كل الحق ان تحس بالاهانة او الخضوع, على ان الاحساس بالاهانة, او ما يسميه السوريون المتحمسون بال¯ركوع, هو اهون من ان ينتهي كل شيء جراء التمسك بهوس البعث المفكك, او عظمة التاريخ السياسي السوري الذي لا يذكره احد بخير!!.
التاريخ لا ينساه احد, اربعون الف مفقود سوري, ضحايا مجزرة حلب, التصفيات السياسية لالاف المعارضين, هكذا كان الماضي العتيد, واذا كان الماضي السوري "داخليا" بامتياز, فان حاضره كان مقتله الخارجي, وهو ما اثقل المعادلة حج التخمة ¯ الانفجار, اغتيال الرئيس الحريري,العبث بامن لبنان وحريته, دعم مجموعات الارهاب في العراق.
على دمشق ان تنتهي من مئات الملفات السياسية المعقدة دفعة واحدة. فالوقت ضيق حد ان يكون الوقت ايضا نوعا مميزا من الوجع.لم تشهد الصورة السياسية الدولية تسارعا في الاحداث السياسية كما هي وتيرة التسارع في معاناة دمشق هذه الايام. والظاهر لنا ان على دمشق ان تستعد للديمقراطية والاصلاح السياسي الحقيقي بعيدا عن اجتماعات الاحزاب التاريخية, ذات النتائج المستهلكة. تلك حقيقة الامر, وعلى الجار ان ينظر لذلك الاعصار كيف حطم جدران منزل جاره العتيد, وقد كان جاره بالامس اكثر قوة ومنعة, وهو اليوم في قفص يستعطف تارة ورقة, وشيئا من الاحترام تارة اخرى!.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
* كاتب بحريني