minime1967
18/01/2006, 14:58
الأمريكان قادمون!
الديموقراطية كنوع من التعاون بين الأجهزة الأمنية
اندريه جروباتشيك
16 ديسمبر 2005.
عشية زيارة كوندوليسا رايس لرومانيا، كانت الحالة النفسية لوزير خارجية تلك البلاد مضطربة للغاية، تكاد تسيل الدموع من عينيه تأثرا، بينما أخذ يشدد على المغزى الكوكبي والتاريخي لتلك الزيارة بكلمات تماثل الأشعار: "هذا الذي كان أجدادنا وآباءنا ينتظرونه منذ 60 عام، وما كان مئات من المساجين يأملونه في زمن الشيوعية، يحدث الآن: الأمريكيون قادمون!"
ولقد وصلوا فعلا.
تبدو كما لو كانت محاكاة لجوانتانامو، هذا ما يتذكره جيل روبلز، مفوض حقوق الانسان للمجلس الأوروبي. في أكبر قاعدة عسكرية في البلقان وفي أوروبا، كامب بوندستيل بكسوفو، رأى روبلز ما بين 15 الى 20 سجين. كلهم يرتدون بذلات برتقالية. جندي أمريكي بالقاعدة العسكرية أخبره أن المساجين أرسلوا من جونتانامو الى كوسوفو.
زيارة مفوض حقوق الانسان روبلز الى بوندستيل، تلك "الجوانتانامو الصغيرة"، كما أسماها هو في تقريره، حدثت منذ ثلاث سنوات. ومع ذلك، فالتقرير ظل تقريبا لا يثير انتباه أحد حتى الأسابيع القليلة الماضية، عندما أصبحت السجون السرية للاستخبارات المركزية الأمريكية في أوروبا الشرقية حديث الأنباء العالمية. منذ ذلك الحين ثار في وسائل الإعلام السائدة في أوروبا حديثا ليس فقط عن بوندستيل ولكن أيضا عن توزلا وأماكن أخرى في البوسنة والهرسك. المتحدث الرسمي باسم القوات الامريكية في كوسوفو استنكر مثل هذه الاتهامات، بقوله، أن السجن كان – علنيا. في مقابلة مع جريدة دير شبيجل، قال، "لم تكن هناك اي محاولة لإخفاء اي شيء أو التستر على أي شيء. كل شخص عرف ماذا يجري في معسكر بوندستيل". حسن.
ذلك ما أكده الصليب الأحمر. هذا العام قام الصليب الأحمر بجولة تفتيشية وحيدة لسجن بوندستيل. طوال عام 2002، مع ذلك، منظمة الصليب الأحمر قامت بأربعة عشر زيارة لبوندستيل. لم ينشر الصليب الأحمر نتائج زياراته التفتيشية للسجن. ولكن، كما قال المتحدث باسم الصليب الأحمر، "نستطيع أن نبدأ بحقيقة أن فريقنا رأى ما رآه روبلز في بوندستيل".
ماذا رأى روبلز بالضبط؟ في مقابلة أوردناها بأعلاه يقول روبلز أنه رأى مساجين فعلا هناك كانوا في حالة "تدركها تماما من الصور التي تراها عن جوانتنامو.. مساجين يقبعون في أكواخ خشبية، بعضهم انفراديا والبعض الآخر مثنى وثلاث. كل كوخ كان محاطا بأسلاك شائكة. الحرس كانوا يقومون بنوباتهم متجولين فيما بينها. وحول كل ذلك كان هناك سور عال به أبراج الحراسة.. في وقت زيارتي كان هناك 15 سجينا. معظمهم كانوا من ألبان كوسوفو أو الصرب، وكان هناك أربع أو خمس من شمال أفريقيا. بعضهم كان بلحية ويقرأ في القرآن... لأن هؤلاء الناس كان مقبوض عليهم بمعرفة الجيش لم يكن لهم اي حق في الالتجاء للنظام القضائي. لم يكن لديهم محامون... كتبت في تقريري: لم يعد هذا مقبولا. يجب ان ندخل معايير ديموقراطية، تقوم على حكم القانون". شجاع. ولكن اين تكون بوندستيل هذه؟
يقع معسكر بوندستيل في البلقان، التي هي "الركن الأكثر وحشية والأقل استقرارا في أوروبا" (الايكونوميست)، بالقرب من بلدة يروسيفتش في كوسوفو. دعنا نتذكر أن كوسوفو تم تحريرها بواسطة قوات الناتو في العملية الإنسانية التي "اجبرت الصربيين على نبذ نظام حكم التطهير العرقي والهيمنة" (فاينانشال تايمز) والتي سببت خسارة 1800 مدني أثناء العمليات. الهبة الإنسانية الأولى للمحررين للسكان المحليين كانت بناء قاعدة اعتبرت أكبر قاعدة أمريكية تم تشييدها على أرض أجنبية منذ حرب فيتنام. القاعدة مشيدة على مساحة أكبر من 320 هكتار من الأرض. يعيش فيها حوالي 4000 جندي أمريكي؛ ويتمتعون باستعمال مكتبة، وأكشاك جرائد، وصالون تجميل، ومطعم برجر كينج وعدة كنائس قليلة. في التاسع والعشرون من نوفمبر أقيمت هناك مباراة لرمي الرمح.
تلك القاعدة العسكرية هي رمز للمصالح الانسانية الأمريكية في البلقان، "آخر الأفنية الخلفية القذرة في أوروبا" (الايكونوميست). بوندستيل تقع مباشرة فوق خطوط الغاز والنفط المستقبلية التي، طبقا للخطة، سوف تمتد الى الميناء البلغاري بيرجاس – الذي هو الآن قاعدة أمريكية يثار فيها الشكوك بأن "تحقيقات إرهابية" من النوع الذي لا يستقيم على هذه الدرجة مع القانون قد تمت فيها أيضا – من خلال مقدونيا وكوسوفو، على طول الطريق الى فالونا علىالساحل الألباني الأدرياتيكي. قامت بدراسة هذه الخطة شركة هاليبرتون التي كان يديرها سابقا نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، التي – مفاجأة مفاجأة – قامت أيضا ببناء معسكر بوندستيل.
اندريه جروباتشيك مؤرخ وناقد اجتماعي من مكان ما في البلقان. يمكن مراسلته على ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////
الديموقراطية كنوع من التعاون بين الأجهزة الأمنية
اندريه جروباتشيك
16 ديسمبر 2005.
عشية زيارة كوندوليسا رايس لرومانيا، كانت الحالة النفسية لوزير خارجية تلك البلاد مضطربة للغاية، تكاد تسيل الدموع من عينيه تأثرا، بينما أخذ يشدد على المغزى الكوكبي والتاريخي لتلك الزيارة بكلمات تماثل الأشعار: "هذا الذي كان أجدادنا وآباءنا ينتظرونه منذ 60 عام، وما كان مئات من المساجين يأملونه في زمن الشيوعية، يحدث الآن: الأمريكيون قادمون!"
ولقد وصلوا فعلا.
تبدو كما لو كانت محاكاة لجوانتانامو، هذا ما يتذكره جيل روبلز، مفوض حقوق الانسان للمجلس الأوروبي. في أكبر قاعدة عسكرية في البلقان وفي أوروبا، كامب بوندستيل بكسوفو، رأى روبلز ما بين 15 الى 20 سجين. كلهم يرتدون بذلات برتقالية. جندي أمريكي بالقاعدة العسكرية أخبره أن المساجين أرسلوا من جونتانامو الى كوسوفو.
زيارة مفوض حقوق الانسان روبلز الى بوندستيل، تلك "الجوانتانامو الصغيرة"، كما أسماها هو في تقريره، حدثت منذ ثلاث سنوات. ومع ذلك، فالتقرير ظل تقريبا لا يثير انتباه أحد حتى الأسابيع القليلة الماضية، عندما أصبحت السجون السرية للاستخبارات المركزية الأمريكية في أوروبا الشرقية حديث الأنباء العالمية. منذ ذلك الحين ثار في وسائل الإعلام السائدة في أوروبا حديثا ليس فقط عن بوندستيل ولكن أيضا عن توزلا وأماكن أخرى في البوسنة والهرسك. المتحدث الرسمي باسم القوات الامريكية في كوسوفو استنكر مثل هذه الاتهامات، بقوله، أن السجن كان – علنيا. في مقابلة مع جريدة دير شبيجل، قال، "لم تكن هناك اي محاولة لإخفاء اي شيء أو التستر على أي شيء. كل شخص عرف ماذا يجري في معسكر بوندستيل". حسن.
ذلك ما أكده الصليب الأحمر. هذا العام قام الصليب الأحمر بجولة تفتيشية وحيدة لسجن بوندستيل. طوال عام 2002، مع ذلك، منظمة الصليب الأحمر قامت بأربعة عشر زيارة لبوندستيل. لم ينشر الصليب الأحمر نتائج زياراته التفتيشية للسجن. ولكن، كما قال المتحدث باسم الصليب الأحمر، "نستطيع أن نبدأ بحقيقة أن فريقنا رأى ما رآه روبلز في بوندستيل".
ماذا رأى روبلز بالضبط؟ في مقابلة أوردناها بأعلاه يقول روبلز أنه رأى مساجين فعلا هناك كانوا في حالة "تدركها تماما من الصور التي تراها عن جوانتنامو.. مساجين يقبعون في أكواخ خشبية، بعضهم انفراديا والبعض الآخر مثنى وثلاث. كل كوخ كان محاطا بأسلاك شائكة. الحرس كانوا يقومون بنوباتهم متجولين فيما بينها. وحول كل ذلك كان هناك سور عال به أبراج الحراسة.. في وقت زيارتي كان هناك 15 سجينا. معظمهم كانوا من ألبان كوسوفو أو الصرب، وكان هناك أربع أو خمس من شمال أفريقيا. بعضهم كان بلحية ويقرأ في القرآن... لأن هؤلاء الناس كان مقبوض عليهم بمعرفة الجيش لم يكن لهم اي حق في الالتجاء للنظام القضائي. لم يكن لديهم محامون... كتبت في تقريري: لم يعد هذا مقبولا. يجب ان ندخل معايير ديموقراطية، تقوم على حكم القانون". شجاع. ولكن اين تكون بوندستيل هذه؟
يقع معسكر بوندستيل في البلقان، التي هي "الركن الأكثر وحشية والأقل استقرارا في أوروبا" (الايكونوميست)، بالقرب من بلدة يروسيفتش في كوسوفو. دعنا نتذكر أن كوسوفو تم تحريرها بواسطة قوات الناتو في العملية الإنسانية التي "اجبرت الصربيين على نبذ نظام حكم التطهير العرقي والهيمنة" (فاينانشال تايمز) والتي سببت خسارة 1800 مدني أثناء العمليات. الهبة الإنسانية الأولى للمحررين للسكان المحليين كانت بناء قاعدة اعتبرت أكبر قاعدة أمريكية تم تشييدها على أرض أجنبية منذ حرب فيتنام. القاعدة مشيدة على مساحة أكبر من 320 هكتار من الأرض. يعيش فيها حوالي 4000 جندي أمريكي؛ ويتمتعون باستعمال مكتبة، وأكشاك جرائد، وصالون تجميل، ومطعم برجر كينج وعدة كنائس قليلة. في التاسع والعشرون من نوفمبر أقيمت هناك مباراة لرمي الرمح.
تلك القاعدة العسكرية هي رمز للمصالح الانسانية الأمريكية في البلقان، "آخر الأفنية الخلفية القذرة في أوروبا" (الايكونوميست). بوندستيل تقع مباشرة فوق خطوط الغاز والنفط المستقبلية التي، طبقا للخطة، سوف تمتد الى الميناء البلغاري بيرجاس – الذي هو الآن قاعدة أمريكية يثار فيها الشكوك بأن "تحقيقات إرهابية" من النوع الذي لا يستقيم على هذه الدرجة مع القانون قد تمت فيها أيضا – من خلال مقدونيا وكوسوفو، على طول الطريق الى فالونا علىالساحل الألباني الأدرياتيكي. قامت بدراسة هذه الخطة شركة هاليبرتون التي كان يديرها سابقا نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، التي – مفاجأة مفاجأة – قامت أيضا ببناء معسكر بوندستيل.
اندريه جروباتشيك مؤرخ وناقد اجتماعي من مكان ما في البلقان. يمكن مراسلته على ////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////