-
دخول

عرض كامل الموضوع : الغيمة الحزينة


yosef
05/01/2004, 18:56
كان الطفل يستمع إلى جده وهو يحدثه عن بقعة من بلاده جميلة جداً , فيصف سهولها الخضراء الواسعة , وعشبها الزاهي الندي ,ورائحة أرضها الطيبة وأشجار البرتقال فيها ذات الخضرة الدائمة والثمار الشهية .
وكان الجد يتنهد ويختم حديثه بقوله :
_ كم أنا مشتاق إليها, وكم أتمنى لو إليها أعود .
وخرج الطفل ذات يوم إلى الحقول الجميلة التي طالما أحب أن يلعب ويلهو فيها ,
وأخذ يركض بفرح وحرّية , فإذا بغيمة كبيرة سوداء تحجب وجه الشمس المضيء
وتنشر ظلاً قاتماً فوق المساحات الخضراء .
رفع الطفل رأسه وقال لها :
_ أيتهـا الغيمة لماذا أنت اليوم حزينة سوداء ؟
أجابت :
_ أنا كذلك لأنني أتيت من بلاد السماء الصافية التي ملأها السواد , والحقول الخضراء
التي انتشرت فيها الغربان .
فسألها :
_ هـل هذه هي البلاد التي حدثني عنها جدي ؟
أجابت :
_ إنـها هي بعينها .
قـال :
_ إذن خذيني إليها , ودعينا نضحك ونمرح .
لكن الغيمة بكت بدموع غزيرة , وقالت :
_ كيف آخذك إلى تلك البلاد وأطفالها لم يعودوا يعرفون الفرح والحزن يملأ عيونهم .
نفض عنه حبات المطر ثم قال :
_ إذن قولي لهم أن يخرجوا إلى الحقول ويستمتعوا بجمال الطبيعة .
أجابت الغيمة :
_ حتى الطبيعة أصبحت حزينة . والحقول صامتة تشتاق إلى أهلها وتتوق إلى حريـّتها .
وعند المساء قص الطفل على جده ما أخبرته به الغيمة وقال له :
_ لماذا لا تأخذني أنت يا جدي إلى هناك ما دمت مشتاقاً إلى تلك الأرض .
أجاب الجد :
_ إنّـا نناضل ونسعى وغداً عندما تكبر يا بني .. ويكبر كل الأطفال الذين هم في عمرك
سنزور تلك الحقول , لأن الحزن لا يتحول إلى فرح إلا بالجد والنشاط والنضال .

عبير
05/01/2004, 19:20
nice