الدغيم
05/12/2004, 01:21
الجمال والحب
شعر ، د. محمود السيد الدغيم
جرجناز – معرة النعمان – إدلب - سوريا
لندن : الاثنين 22/ 11/ 2004م
أَفْضَىْ لَنَاْ نُوْرُ الصَّبَاْحِ، وَأَخْبَرَاْ
عَنْ قِصَّةٍ فِيْهَا الْغَرَاْمُ تَحَيَّرَاْ
لَمَّاْ رَأَتْ شَمْسُ الصَّبَاْحِ صَبِيَّةً
أَبْهَىْ مِنَ الْبَدْرِ الْمُدَوَّرِ مَنْظَرَاْ
لَمَّتْ جَدَاْئِلَهَاْ، وَأَخْفَتْ وَجْهَهَاْ
وَالنُّوْرُ فِيْ وَضَحِ(1) الظَّهِيْرَةِ أَزْهَرَاْ
فَاسْتَغْرَبَ الْوَرْدُ الْجَمِيْلُ فِعَاْلَهَاْ
وَاسْتَنْكَرَتْ طَيْرُ الْخَمَاْئِلِ(2) مَاْ جَرَىْ
فَأَفَاْدَ نُوْرُ النُّوْرِ أَنَّ قَضِيَّةً
تَمْتَدُّ مَاْ بَيْنَ الثُّرَيَّاْ(3) وَالثَّرَىْ
شَمْسٌ تَغَاْرُ، وَنَجْمَةٌ تَلْهُوْ ، وَمَاْ
مِنْ حُلْوَةٍ إِلاَّ وَتُسْكِرُ سُكَّرَاْ
وَالشَّهْدُ(4) يَقْطُرُ مِنْ شِفَاْهِ عَرَاْئِسٍ
جَاْدَتْ، فَحَيَّاْهَا الْجَمَاْلُ، وَكَبَّرَاْ
وَالْحُسْنُ يَقْتَاْدُ الْقُلُوْبَ بِسِحْرِهِ
مَبْهُوْرَةً(5)، أَمَّا الْعُيُوْنُ، فَلاْ تَرَىْ
إِلاَّ الْجَمَاْلَ لأَنَّهَاْ مَسْحُوْرَةٌ
بِالأَبْيَضِ الْفِضِّيِّ مَاْزَجَ أَحْمَرَاْ
فَاغْرَوْرَقَتْ(6) بِدُمُوْعِهَاْ، وَتَكَسَّرَتْ
أَجْفَاْنُهَاْ؛ لَمَّا الْغَرَاْمُ تَكَسَّرَاْ
وَاللَّيْلُ أَمْسَىْ – لِلرِّيَاْضِ(7) – سِتَاْرَةً
وَالْغَيْمُ أَصْبَحَ - لِلْحَدَاْئِقِ(8)- مِئْزَرَاْ(9)
فَتَسَتَّرَ الرَّوْضُ النَّضِيْرُ(10)، وَأَسْفَرَتْ
قِمَمٌ(11) بِهَاْ طَيْفُ(12) الْجَمَاْلِ تَبَخْتَرَاْ(13)
وَاسْتَيْقَظَتْ أَبْهَى الطُّيُوْرِ، وَلَحَّنَتْ
أَلْحَاْنَهَاْ، وَتَرَنَّمَتْ لَمَّاْ سَرَىْ
طَيْفُ الْغَرَاْمِ، وَأَشْرَقَتْ أَنْوَاْرُهُ
وَالْقَلْبُ - بِالْعِشْقِ الْعَفِيْفِ - تَزَنَّرَاْ(14)
وَبَدَاْ ضِيَاْءُ الْحُسْنِ فِيْ لَيْلِ الْهَوَىْ
وَالْحُبُّ - مِنْ ثَمَرِ الْفَضَاْئِلِ - أَثْمَرَاْ
وَتَعَاْنَقَ الأَحْبَاْبُ فِيْ فَجْرِ الْمُنَىْ
وَالْحُبُّ - فِيْ بَحْرِ الْمَحَبَّةِ - أَبْحَرَاْ
فَتَحَدَّثَ الْعِشْقُ الْمُظَلَّلُ بِاللَّمَىْ(15)
وَالصُّبْحُ عَنْ سُوْقِ(16) الْحَقَاْئِقِ شَمَّرَاْ
وَرَوَى الرُّوَاْةُ رِوَاْيَةً مَوْثُوْقَةً
حُفِظَتْ زَمَاْناً كَيْ تُذَاْعَ، وَتُنْشَرَاْ
مَضْمُوْنُهَاْ: أَنَّ الْجَمَاْلَ مُعَزَّزٌ
وَمُقَدَّمٌ، مَهْمَا اخْتَفَىْ، وَتَأَخَّرَاْ
وَالْحُسْنُ لَيْسَ بِضَاْعَةً مَعْرُوْضَةً
حَتَّىْ تُسَعَّرَ بِالنُّقُوْدِ، وَتُشْتَرَىْ
هُوَ جَوْهَرٌ - يَسْمُوْ سُمُوًّا ظَاْهِرًا
- فَرْدٌ فَرِيْدٌ، لاْ يُشَاْبِهُ آخَرَاْ(17)
أَسَرَ الْغَرَاْمَ، وَزَجَّهُ فِيْ قُمْقُمٍ(18)
مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ، وَاسْتَمَرَّ مُظَفَّرَاْ
وَالْعِشْقُ مِنْ صُنْعِ الْجَمَاْلِ، وَجُوْدِهِ(19)
وَقَبُوْلُهُ سَرَّ الْقُلُوْبَ، وَأَسْهَرَاْ
وَسَلاْمَةُ الْعُشَّاْقِ فِي اسْتِسْلاْمِهِمْ
كَيْ لاْ يَعُوْدُوْا فِي الْغَرَاْمِ الْقَهْقَرَىْ(20)
أَسْفَاْرُهُمْ(21) تُتْلَىْ، وَتُحْفَظُ، وَالْهَوَىْ
كَالصُّبْحِ فِيْ لَيْلِ الْمَحَبَّةِ أَسْفَرَاْ
فَتَنَفَّسَ - الصُّعَدَاْءَ - كُلُّ مُتَيَّمٍ(22)
وَبِفَضْلِ أَنْوَاْرِ الْمَحَبَّةِ أَبْصَرَاْ
وَبَدَتْ وُرُوْدُ الْحُبِّ مِنْ أَكْمَاْمِهَاْ(23)
وَتَرَاْقَصَتْ أَغْصَاْنُ عُشَاْقِ الْوَرَىْ
وَبَدَتْ بُدُوْرُ الْحُبِّ؛ بَعْدَ غِيَاْبِهَاْ
وَأَتَىْ الْغَرَاْمُ إِلَى الْغَرَاْمِ مُبَشِّرَاْ
فَهَتَفْتُ: إِنَّ الْحُبَّ يَبْقَىْ مَرْجِعاً(24)
وَمُوَجِّهاً لِلْعَاْشِقِيْنَ، وَمَصْدَرَاْ(25)
وَالْحُبُّ يَبْقَىْ بِالْجَمَاْلِ مُعَلَّقاً
حَتَّىْ يَجُوْدَ عَلَى الْقُلُوْبَ، وَيُشْهَرَاْ
يَضَعُ الْقُلُوْبَ عَلَى الْقُلُوْبِ بِحُنْكَةٍ(26)
وَيَزُوْرُهَاْ مَهْمَاْ نَأَىْ، أَوْ هُجِّرَاْ
وَيُرَوِّضُ الْعُشَّاْقَ فِيْ بَحْرِ الْهَوَىْ
وَيُصَيِّرُ الذِّئْبَ الْمُعَاْنِدَ(27) جُؤْذُرَاْ(28)
وَيُغَيِّرُ الْحَاْلاْتِ فِيْ أَحْوَاْلِهِمْ
فَكَأَنَّهُ قَدَرٌ عَلَيْهِمْ قُدِّرَاْ
يُعْطِي الضِّعَاْفَ شَجَاْعَةً؛ وَبَلاْغَةً
وَفَصَاْحَةً؛ وَتَسَلُّطاً؛ وَتَجَبُّرَاْ
فَتَرَى الْحِسَاْنَ يَصُلْنَ(29) دُوْنَ تَرَدُّدٍ
وَالظَّبْيُ يَصْرَعُ - بِالْغَرَاْمِ - غَضَنْفَرَاْ(30)
وَالْحُسْنُ لَوْ زَاْرَ الصَّحَاْرَىْ أَمْرَجَتْ(31)
وَالْحُبُّ لَوْ مَسَّ السَّحَاْبَ لأَمْطَرَاْ
وَأَعَاْدَ لِلشَّيْخِ الْعَلِيْلِ شَبَاْبَهُ
مِنْ بَعْدِ مَاْ أَفْنَى الشَّبَاْبَ؛ وَعَمَّرَاْ
فَرَمَى الْعَصَاْةَ، وَرَاْمَ ظَبْياً شَاْرِداً
قَبْلَ الْغُرُوْبِ إِلَى التَّلاْقِيْ بَكَّرَاْ
وَمَشَىْ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ، فَلَعَلَّهُ
يَصْطَاْدُ خَوْداً(32)، أَوْ يُغَاْزِلُ مُعْصِرَاْ(33)
وَيَعِيْشُ بَيْنَ الْحُسْنِ وَالْحُبِّ الَّذِيْ
أَخَذَ الْقُلُوْبَ أَسِيْرَةً؛ وَتَغَيَّرَاْ
إِنَّ الْجَمَاْلَ مَعَ الْمَحَبَّةِ نِعْمَةٌ
أَوْ نِقْمَةٌ تَفْرِي الشَّبَاْبَ الأَخْضَرَاْ
وَالْعَاْشِقُ الْوَلْهَاْنُ يَقْصِدُ حَتْفَهُ
بِجُنُوْنِهِ حَتَّىْ نَرَىْ مَاْ قُدِّرَاْ
هذه القصيدة من البحر الكامل
الهوامش
1: الوَضَحُ: بياضُ الصبح، والقمرُ، والبَرَصُ والغرةُ، والتحجيلُ في القوائم، وغير ذلك من الأَلوان، والعرب تسمي النهار: الوَضَّاحَ، والليلَ: الدُّهْمانَ; وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة, وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة.
والوَضَحُ: بياض غالب في أَلوان الشاء، قد فشا في جميع جسدها, والجمع أَوضاح وفي التهذيب: في الصدر والظهر والوجه, يقال له: تَوْضيح شديد, وقد تَوَضَّح ويقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ, وقد يكنى به عن البَرَصِ, ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ. وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً و وضَحَةً و ضِحَةً و اتَّضَحَ أَي بان, وهو واضح، و وَضَّاح و أَوضَحَ، و تَوَضَّح: ظهر.
والوَضَحُ: البياضُ من كل شيء; ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ" أَي من الضَّوء إِلى الضوء; وقيل: من الهلال إِلى الهلال; قال ابن الأَثير: وهو الوجه، لأَن سياق الحديث يدل عليه, وتمامه: "فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً"; وفي الحديث: "غَيِّرُوا الوَضَحَ" أَي: الشَّيْب، يعني اخْضِبُوه. والواضحةُ: الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك. ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ . و الوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه. و أَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ.
وقال ثعلب: هو منكَ أَدنى واضحةٍ، إِذا وَضَحَ لك، وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ. ورجل واضحُ الحَسَبِ، ووَضَّاحُه : ظاهره نَقِيُّه مبيضه, على المثل. ودرهم وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض , على النسب . والوَضَحُ : الدِّرْهم الصحيح . و الأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح، و الواضِحة: من الشِّجاج: التي تُبْدي وَضَحَ العظم، و المُوضِحةُ من الشِّجاج: التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه; وقيل: هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم، أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم, وهي التي يكون فيها القصاص خاصة, لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها, وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها, وجمع المُوضِحة: المَواضِح، والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل: هي ما كان منها في الرأْس والوجه, فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة, ويقال للنَّعَم: وَضِيحةٌ و وَضائِح، والوَضَحُ: اللبنُ، والوَضَحُ: حَلْيٌ من فضة, والجمع أَوضاح, سميت بذلك لبياضها, واحدها وَضَح، وقيل : الوَضَحُ :الخَلْخالُ, فَخَصَّ. و الوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل; قال الليث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ.
2 : الخامِل الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له. يقال: هو خامل الذِّكْرِ والصوتِ, خَمَل يَخْمُل خُمولاً و أَخْمَله الله، والقول الخامل: الخَفِيض.
والخَمِيلة : المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل, وقيل: الخَمِيلة مَفْرَج بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات, وقيل: الخَمِيلة رمل ينبت الشجر, وقيل: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها ويبقى شيء من لَيِّنها. و الخَمِيلة الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا وقع في وَسَطه, وقيل: الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان. والخَمِيلة: الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت, شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة. ويقال: الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر, ولا تكون الخَمِيلة إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض. و الخَمْل و الخَمَالة و الخَمِيلة ريش النَّعام, والجمع الخَمِيل و الخَمْلة و الخِمْلة والخَمِيلة : القَطِيفة.
ويقال لريش النَّعام خَمْل. والخَمِيل: القَطِيفة ذات الخَمْل، والخَمْلة: ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء ونحوه له خَمْل والخَمْل: الطِّنْفِسة، والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة.
قال الفراء: الخِمْلة: باطن أَمر الرجل, يقال: فلان كريم الخِمْلة، ولئيم الخِمْلة. و الخَمَلة: السَّفِلة من الناس, واحدهم: خامل، و خَمَلَ البُسْرَ: وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين. والخَمِيل, بغير هاء: ما لان من الطعام, يعني الثريد.
3 : الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال. يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، وثَرِيّاً أَي: كثيراً؛ ومنه سمي الرجل: ثَرْوانَ، والمرأَة: ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى، و الثَّرى: التراب النَّدِيٌّ, وقيل هو التراب الذي إِذا بُلَّ يَصِرْ طيناً لازباً. والثَّرَى: ما تحت الأَرض, وتثنيته: ثَرَيانِ و ثَرَوانِ, والجمع: أَثْراء، و ثَرىً مَثْرِيٌّ، بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل ؛ قال ابن سيدة: وإِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له، فنحمل مَثْرِيَّه عليه. وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً, فهي ثَرِيَّةٌ نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدُوبة واليُبْس, وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى المطر: بلَّ الثَّرَى.
أَرض ثَرِيَّةٌ: إِذا اعتدل ثَراها, فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قلت: أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة و ثَرْياء أَي ذات ثَرَىً ونَدىً. و ثَرَّى فلان الترابَ والسَّويقَ إِذا بَلَّه. ويقال: ثَرِّ هذا المكانَ، ثم قِفْ عليه أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ: إِذا لم يجِفَّ ترابُها
والعرب تقول : شَهْرٌ ثرَى، وشهرٌ ترَى، وشهرٌ مَرْعى، وشهرٌ اسْتَوى.
أَي: تمطر أَوّلاً، ثم يَطْلُعُ النبات فتراه، ثم يَطول فترعاه النَّعَم , وهو في المحكم , فأَمّا قولهم: ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض. وتبتلُّ التُّربة وتَلين، فهذا معنى قولهم ثرى, والمعنى: شَهْرٌ ذو ثَرىً, فحذفوا المضاف, وقولهم: وشهر ترى، أَي: أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه, فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا, وهو من باب كُلَّه لم أَصنع, وأَما قولهم: مرعى، فهو إِذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه، ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع، فذلك وجه قولهم استوى.
وفلان قريب الثَّرَى: أَي الخير. و الثَّرْوانُ الغَزِير, وبه سمي الرجل: ثَرْوان، والمرأَة: ثُرَيَّا, وهي تصغير ثَرْوَى.
و الثُّرَيَّا من الكواكب, سميت لغزارة نَوْئها, وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها , فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل, لا يتكلم به إِلا مصغراً, وهو تصغير على جهة التكبير، والثُّريا: النجم المعروف. ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد، والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم. والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة. والثُّرَيّا: ماء معروف. وأَبو ثَرْوان رجل من رواة الشعر.
4: الشَّهْدُ و الشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة؛ و شُهْدَة؛ ويُكَسَّر على الشِّهادِ، وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ و الشَّهْدَة: العَسَلُ ما كان. و أَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ الغلام: أَمْذَى وأدرك، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ، وأَشْهَدت الجاريةُ: إِذا حاضَتْ وأَدْركتْ.
5 : البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. و البُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ, وقيل: هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ. و بُهْرَةُ الوادي: سَرارَتُه وخيره. وبُهْرَةُ كل شيء: وسطُه. وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس: وسطه. وابْهارَّ النهارُ: وذلك حين ترتفع الشمس. و ابْهارَّ الليلُ و ابْهِيراراً: إِذا انتصف; وقيل : ابْهارَّ: تراكبت ظلمته, وقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه. وابْهارَّ علينا: أَي طال. و تَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت.
و البُهْرُ: الغلبة. و بَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وعلاه وغلبه. وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه; وهي ليلة البُهْرِ.
والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيها ضوءُ القمر النجومَ, وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة. يقال: قمر باهر: إِذا علا الكواكبُ ضَوؤه، وغلب ضوؤُه ضوأَها، وفي الحديث: "صلاة الضحى: إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ" أَي: غلبها نورها وضوْؤُها. ويقال لليالي البيض: بُهْرٌ: جمع باهر، ويقال: بُهَرٌ، بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب.
وأَما البَهِيرَةُ من النساء، فهي: السيدة الشريفة. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ; و بَهْراً له، أَي: تَعْساً وغَلَبَةً; وبَهَرَهُم الله بَهْراً: كَرَبَهُم ; عن ابن الأَعرابي . وبَهْراً لَهُ أَي: عَجَباً. و أَبْهَرَ: إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابي: البَهْرُ: الغلبة. والبَهْرُ: المَلْءُ, والبَهْرُ: البُعْدُ, والبَهْرُ: المباعدة من الخير, والبَهْرُ: الخَيْبَةُ, والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَبْهَرَ: إِذا تلوّن في أَخلاقه دَمًّاثَةً مَرّةً، وخُبْثاً أُخْرى.
والعرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ مَهْرٍ, وزوجُ بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ.
فأَما زوج مهرٍ: فرجل لا شرف، له فهو يُسنْي المهرَ ليرغب فيه. أَو يؤخذ منه المهر
وأَما زوج بهر: فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به.
زووج دهر: كفؤها، أَو يُعدّ لنوائب الدهر. وقيل: يَبْهَرُ العيون بحسنه.
6 : الغَرَقُ: الرُّسُوب في الماء. ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا، يقال: رجل غَرِق و غَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ؛ ويقال: فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي: تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها.
واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع: امتلأتا، زاد في التهذيب: ولم تَفِيضا، وقال : كذلك قال ابن السكيت. وفي الحديث: فلما رآهم رسول الله، احمرَّ وجهه، واغْرَوْرَقَت عيناه، أَي: غَرِقتا بالدموع، وهو افْعَوْعَلَت من الغَرَق. و الغُرْقة بالضم : القليل من اللبن قدْر القدح، وقيل: هي الشَّرْبة من اللبن، والجمع غُرَق.
7: الرَّوْضةُ: الأَرض ذات الخُضْرةِ. والرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ; عن ثعلب. والرَّوْضةُ: الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه، ولا يقال في موضع الشجر روضة، وقيل: الروضة عُشْب وماء، ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها، أَو إِلى جنبها.
وقال أَبو زيد الكِلابيّ: الروضة: القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر، وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ. والرَّوْضةُ أَيضاً: من البَقْل والعُشْب، وقيل: الروضةُ: قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "بَيْن قَبْرِي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة". معناه: أَنه مَن أَقام بهذا الموضع، فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة، يُرَغِّب في ذلك ، والجمع من ذلك كله: رَوْضاتٌ و رِياضٌ و رَوْضٌ و رِيضانٌ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها، وقال ابن سيده: وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة، لأَن لفظ روض، وإِن كان جمعاً، قد طابق وزنَ ثَوْر، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء. و أَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ. و أَراضَها اللّه: جَعَلَها رِياضاً، وروَّضها السيْلُ: جعلها رَوضة.
وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تنبت نباتاً جيّداً، أَو اسْتَوَى بَقْلُها. و المُسْتَرْوِضُ من النبات: الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله. و رَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. وأَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ: إِذا كَثُرَتْ رِياضُه. و أَراضَ الوادي و اسْتراضَ أَي: استْتَنْقَعَ فيه الماء، وكذلك أَراضَ الحوْضُ; ومنه قولهم: شربوا حتى أَراضُوا أَي: رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ. وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً. قال ابن بري: يقال: أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً. وَرَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء.
واستراضَ الوادِي: اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ. وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها،
و الرَّوْضُ: نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء. وأَراضَهم : أَرْواهُم بعضَ الرّيّ. ويقال: في المَزادةِ: روضةٌ من الماء، كقولك: فيها شَوْلٌ من الماء، وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء: إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه، وهي الرَّوْضةُ و الرِّيضةُ و الأَرِيضةُ و الإِراضةُ و المُسْتَرِيضةُ.
وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي: إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ. وأَمرٌ رَيِّضٌ: إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه. قال أَبو منصور: رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية: أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب، ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ: فهي السُّلْقانُ، واحدها سَلَقٌ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ: فهي رياضٌ ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي: قِيعانٌ، واحدها قاعٌ. وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي، فهو رَوْضةٌ. وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه. والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل: ضدُّ الذَّلُولِ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.
8 : حدَقَ به الشيءُ و أَحدقَ: اسْتَدارَ; وكل شيء اسْتَدار بشيء وأَحاطَ به، فقد أَحدَقَ به. وتقول: عليه شامةٌ سوداء قد أحدقَ بها بياض. قال الأَخطل:
المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، وقد حَدَقَتْ
بيَ المَنِيّةُ ، واسْتَبْطأْتُ أَنصارِي
و الحَدِيقة من الرِّياض: كلُّ أَرض استدارت، وأَحدق بها حاجزٌ، أو أَرض مرتفعة; قال عنترة:
جادَتْ عليها كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ
فتَرَكْنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِّرْهمِ
وقيل: الحَدِيقةُ: كل أَرض ذات شجر مُثمر ونخل، وقيل: الحديقةُ: البُسْتانُ والحائط، وخص بعضهم به الجَنةَ من النخل والعنب;
وقيل : الحَدِيقةُ: حُفرة تكون في الوادي تَحْبِسُ الماء، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الماء في الوادي وإِن لم يكن الماء في بطنه، فهو حديقةٌ. والحدِيقةُ : أَعْمقُ من الغَديِر. والحديقةُ: القِطعة من الزرع، وكله في معنى الاستدارة.
والحدائقُ: البَساتين والشجر الملتف. و حدِيقُ الرَّوْضِ: ما أَعشب منه والتَفَّ. يقال: رَوْضة بني فلان ما هي إلا حديقة ما يجوز فيها شيء. وقد أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، وإذا لم يكن فيها عشب فهي رَوْضة.
و الحَدَقةُ: السواد المستدير وسط العين، وقيل: هي في الظاهر سواد العين، وفي الباطن خَرَزَتها. قال الجوهري: حدَقةُ العين سوادها الأَعظم، والجمع: حَدَقٌ وأَحداقٌ وحِداقٌ. وقال غيره: السواد الأَعظم في العين هو الحدقة، والأَصغر هو الناظر، وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمِرآة إذا استقبلتها رأيتَ فيها شخصك. و الحَدَقُ: الباذِنْجانُ، واحدتها حَدَقة، شبّه بحدَق المَها. وقيل: الحذَقُ: الباذنجان ، بالذال المنقوطة، ويقال للباذنجان: الحدق والمَغْد.
9 : أَزَرَ به الشيءُ: أَحاطَ. والإِزارُ: معروف. والإِزار: المِلْحَفَة, يذكر ويؤنث; قال أَبو ذؤيب الهذلي:
تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه
وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها
كانوا إِذا قتل رجلٌ رجلاً، قيل: دم فلان في ثوب فلان، أَي: هو قتله, والجمع آزِرَةٌ، مثل حِمار وأَحْمِرة, وأُزُر مثل: حمار وحُمُر. و الإِزارَةُ: الإِزار,كما قالوا للوِساد: وسادَة.
والإِزْرُ و المِئْزَرُ و المِئْزَرَةُ: الإِزارُ; وفي حديث الاعتكاف : "كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ، أَيقظ أَهله، وشَدَّ المئْزَرَ". المئزَرُ: الإِزار , وكنى بشدّهِ عن اعتزال النساء, وقيل: أَراد تشميره للعبادة.
يقال : شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري، أَي: تشمرت له; وقد ائْتَزَرَ به، و تأَزَّرَ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً، و تأَزَّرَ لبس المئزر, وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ, ويجوز أَن تقول: اتَّزَرَ بالمئزر أَيضًا فيمن يدغم الهمزة في التاء, كما تقول: اتَّمَنْتُهُ, والأَصل: ائْتَمَنْتُهُ. ويقال : أَزَّرْتهُ تأْزيرًا فَتَأَزَّرَ. ونصره نَصْرًا مُؤَزَّرًا، أَي: بالغًا شديدًا. يقال : أَزَرَهُ و آزَرَهُ: أَعانه وأَسعده , من الأَزْر : القُوَّةِ والشِّدّة ; ومنه حديث أَبي بكر الصديق أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ : لقد نَصَرْتُم، و آزَرْتُمْ، وآسَيْتُمْ.
وجمعُ الإِزارِ: أُزُرٌ، وأَزَرْتُ فلانًا: إِذا أَلبسته إِزارًا، فَتَأَزَّرَ تَأَزُّرًا.
وفي الحديث: قال الله تعالى: "العَظَمَة إِزاري، والكِبْرياء ردائي". ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء، أَي: ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازًا كالرحمة والكرم وغيرهما, وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان, وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ, فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ. ومنه الحديث الآخر: "تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ، وتَردّى بالكبرياء، وتسربل بالعز". وفيه: ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار، أَي: ما دونه من قدَم صاحبه في النار، عقوبةً له, أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار; ومنه الحديث: "إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين الإِزرة" والإِزرة، بالكسر: الحالة وهيئة الائتزار;
والأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ, وقيل: الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك. وقال القائل: داري: إِزاري. والإِزارُ: العَفافُ , على المثل; وفلان عفيف المِئْزَر، وعفيف الإِزارِ: إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء, ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة.
وقول القائل: فِدىً لك , من أَخي ثقة , إِزاري. أَي: أَهلي ونفسي; وقيل: يريد بالإِزار ههنا المرأَة.
10 : النَّضْرة: النَّعْمة والعَيْش والغِنىُ، وقيل: الحُسْن والرَّوْنَق؛ وقد نَضَر الشجرُ، والورقُ، والوَجهُ، واللونُ، وكل شيء يَنْضُر نَضْرًا و نَضْرة و نَضارة و نُضُورًاُ و نَضِر و نَضُرُ، فهو ناضِر و نَضِير و نَضِرٌ، أَي: حَسَنُ، والأُنثى: نَضِرَة، و أَنْضَر: كنَضَر. و نَضَره الله، و نَضَّره و أَنْضَره، ونَضَر اللهُ وجهه يَنْضُره نَضْرة أَي: حَسَّن. ونَضَر وجهه يتعدى ولا يتعدى. ويقال : نَضُرُ بالضمُ نَضَارةُ، وفيه لغة ثالثة: نَضِرُ بالكسر؛ حكاها أَبو عبيد. ويقال: نَضَّر الله وجههُ، بالتشديدُ، وأَنْضَر الله وجهه بمعنى واحد. وإِذا قلت: نَضَر الله امرأً، يعني: نَعَّمَه، ومَنْضُور: لا يكون إِلا من نَضَرهُ، بالتخفيف.
وأَنَضَر النَّبْتُ: نَضَر ورَقُه. وغلام نَضِير: ناعمُ، والأُنثى: نَضِيرة. ويقال: غلام غَضُّ نَضِير، وجارية غَضَّة نَضِيرة. وقد أَنْضَر الشجرُ: إِذا اخضرَّ ورقهُ، وربما صار النَّضْر نعتًاُ يقال: شيء نَضْر ونَضِير وناضِر. والنَّاضِر: الأَخضر الشديدُ الخضرة. يقال: أَخضر ناضِر كما يقال: أَبيض ناصِع، وأَصفرُ فاقِعُ، وقد يبالغ بالناضِر في كل لون. يقال: أَحمر ناضِر؛ وأَخضر ناضِر معناه: ناعِم. والناضِر في جميع الأَلوان: أَبيض ناضِر، وأَحمر ناضِر، ومعناه: الناعم الذي له بَرِيق في صَفائه. و النَّضِيرُ و النُّضار و الأَنْضَر: اسم الذهب، والفضةُ، وقد غلب على الذهبُ، وهو النَّضْر، وجمعه: نِضار و أَنْضُر. و النَّضْرة: السَّبِيكة من الذهب. وذهب نُضَار: صار ههنا نعتًا. و نُضارة كلِّ شيء: خالِصُه. والنُّضَار: الخالص من كل شيء.
و النَّضْر أَبو قُرَيْشُ وهو النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بنِ إِلياس بنِ مُضَر، ومَن لم يَلِدْه النَّضْر فليس من قريش.
والنُّضَار: الأَثْلُ، وقيل: هو ما كان عِدْيًا على غير ماءُ وقيل: هو الطويل منه المُسْتقيم الغُصونُ، وقيل: هو ما نبت منه في الجبلُ وهو أَفضله؛ والنُّضار: أَجود الخشب للآنية لأَنه يُعمل منه ما رَقَّ من الأَقداح واتَّسع وما غَلُظ ولا يحتمله من الخشب غيره. ومِنْبر سيدِنا رسول اللهُ صلي الله عليه وسلمُ نُضار. وقدَح نُضارٌ: اتُّخِذ من نُضار الخشبُ، وقيل: هو يُتخذ من أَثْل وَرْسِيّ اللَّونُ، يُضافُ ولا يُضافُ، يكون بالغَوْرِ. والغَرَب و النُّضار: ضَرْبان من الشجر تُعمل منهما الأَقداح. وقال الليث: النُّضار الخالص: من جَوْهَرِ التِّبر والخشبُ، وجمعه أَنْضُر.
11 : يقال: شد الفرسُ على الحِجْر فَتَقَمَّمها، أَي: تَسَنَّمها. وجاء القَومُ القِمَّة أي: جميعاً, دخلت الأَلف واللام فيه كما دخلت في الجَمَّاء الغَفير.
والقِمّةُ: أعلى الرأْسِ، وأَعلى كلِّ شيء. وقِمَّةُ النخلة: رأْسها. و تَقَمَّمها: ارتقى فيها حتى يبلغ رأسَها. وقِمَّةُ كل شيء: أَعلاه ووسطه. و تَقْمِيم النجم: أَن يتوسط السماء، فتراه على قِمَّة الرأس. والقِمَّة, بالكسر: القامةُ; وهو حَسن القِمَّة أَي: اللِّبْسةِ والشخص والهيئة, وقيل: القِمّة: شَخْص الإنسان ما دام قائماً, وقيل: ما دام راكباً. ويقال: فلان حَسَنُ القامةِ و القِمّةِ و القُومِيّةِ بمعنى. والقِمَّةُ أيضاً: وسط الرأْس. والقِمّة: رأْس الإنسان.
والقِمّة والقُمامةُ جماعة القَوْم. و تَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ: علاها. و القَمْقامُ، والقُماقِمُ من الرجال: السيّد الكثير الخير، الواسع الفضل. ويقال: سيد قُماقِمٌ, بالضم, لكثرة خيره; ووقع في قَمْقام من الأَمر، أي: وقع في أَمر عظيم كبير. و القَمْقامُ: الماء الكثير. وقَمْقام البحر: مُعْظَمه لاجتماع مائه, وقيل: هو البحر كله, والبحر: القَمْقام أَيضاً.
12 : طيف، يقال: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم; وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً و مطَافاً: أَلَمَّ في النوم. و الطَّيْفُ و الطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه. والطَّيْفُ: المَسّ من الشيطان. وطَيفٌ من الشيطان، كقولهم: لَمَم من الشيطان; وأَصل الطيف: الجنون، ثم استعْمل في الغضب، ومَسِّ الشيطان. يقال: طاف يَطيف و يَطُوفُ طَيْفاً و طَوْفاً فهو طائف, ثم سمي بالمصدر; ومنه طيف الخيال: الذي يراه النائم. و الطِّيافُ: سَوادُ الليل.
13 : البَخْتَرَةُ و التَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ; وقد بَخْتَرَ و تَبَخْتَرَ، وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ، وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ، ويَتَبَخْتَى; وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج:
جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
فقال يزيد:
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ
البَخْتَريُّ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ, وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه. ورجل بِخْتِيرٌ و بَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ وقيل: حَسَنُ المشي والجسم, والأُنثى بَخْتَرِيَّة، والبَخْتَريُّ من الإِبل: الذي يَتَبَخْتَرُ أَي: يختال.
14 : زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: ملأَه. و تَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ. و الزُّنَّارُ، والزُّنَّارَةُ: الحزام، ويشدّه على وسطه, و الزُّنَّيْرُ: لغة فيه; وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طويلة عظيمة الجسم. وفي النوادر: زَنَّرَ فلان عينَه إِليَّ: إِذا شدَّ نظره إِليه. والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون في الحُشُوشِ, واحدها: زُنَّارٌ و زُنَّيْرٌ، و الزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ.
15 : لَمَاْ لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. و أَلْمى على الشيء: ذهَب به; واللُّمةُ الجَماعة من الناس. وقيل اللُّمةُ من الرجال: ما بين الثلاثة إلى العشرة. واللُّمة: الأُسْوة. ويقال: لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة. واللُّمةُ : المثل يكون في الرجال والنساء, يقال : تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله. واللُّماتُ المُتَوافِقُون من الرجال. يقال : أَنتَ لي لُمةٌ، وأَنا لَكَ لُمةٌ, واللُّمَى: الأَتْراب.
واللُّمْيُ على فُعْلٍ: جماعة لَمْياء, مثل العُمْي جمع عَمْياء: الشِّفاهُ السود.
واللَّمَى, مقصور: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن, وقيل: شَرْبة سَوادٍ, وقد لَمِيَ لَمًى، ويَلْمِي لُمِيّاً: إِذا اسودَّت شفته. و اللُّمَى بالضم: لغة في اللَّمَى.
ورجل أَلْمَى، وامرأَة لَمْياء، وشَفَةٌ لَمْياء: بَيِّنَةُ اللَّمَى. وقيل: اللَّمْياء من الشِّفاهِ: اللطِيفةُ القليلةُ الدم, وكذلك اللِّثةُ اللَّمْياء: القليلة اللحم.
وقال بعضهم: الأَلَمى: البارد الرِّيق, والتُمِيَ لونُه: مثل التُمِعَ, قال: وربما هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ; وشجرة لَمْياء الظل: خضراء كثيفة الورق; وشجر أَلمَى الظِّلال: من الخُضرة المائلة إِلى السواد، تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة، واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو سواد.
16 : سوق: السَّوق معروف. وساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً و سِياقاً وهو سائقٌ و سَوَّاق شدِّد للمبالغة; وسَوَّقَها كساقَها; وساقَ فلانٌ من امرأته أي: أعطاها مهرها. والسِّياق المهر.
ويقال : فلان في السِّياق أي في النَّزْع. ويقال: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي: بالموت، يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح.
والسُّوق: موضع البياعات التي يُتعامل فيها, تذكر وتؤنث. والجمع: أسواق، والسُّوقة لغة فيه. و تَسَوَّق القومُ: إذا باعوا واشتَروا.
و سُوقُ القتالِ والحربِ و سوقَتُه: حَوْمتُه, وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.
الساقُ: لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم. والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم, ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوَظِيف, ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع; قال مجنون ليلى:
فَعَيْناكِ عَيْناها, وجِيدُك جِيدُها
ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ
وامرأة سوْقاء: تارَّةُ الساقين، ذات شعر. و الأَسْوَق: الطويل عَظْمِ الساقِ, والمصدر: السَّوَق. وقال الجوهري: امرأة سَوْقاء: حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين;
في قوله تعالى: [يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ] إنما يريد به: شدة الأمر، كقولهم: قامت الحربُ على ساق, ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم, وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها، فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً، وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر; ويقال للأَمر الشديد: ساقٌ، لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه, ثم قيل للأَمر الشديد: ساقٌ.
وأَما قوله تعالى: [فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ] فالسُّوق: جمع ساقٍ، مثل دارٍ ودُورٍ ; الجوهري، و سِيقانٌ و أَسْوقٌ.
وفي الحديث: "لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ" هما تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها, وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة.
و ساقُ الشجرةِ: جِذْعُها, وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها, وجمع ذلك كله: أَسْوُقٌ و أَسْؤُقٌ و سُوُوق و سؤوق و سُوْق و سُوُق الأَخيرة نادرة, توهموا ضمة السين على الواو،
و سَوَّقَ النَّبتُ : صار له ساقٌ; وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. و السَّوَقُ: حُسْن الساقِ وغلظها, و سَوِق سَوَقاً، وهو أَسْوَقُ.
والسُّوقة :بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك, سُمُّوا سُوقة: لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم, يقال للواحد: سُوقة، وللجماعة: سُوقة. والسُّوقة خلاف المَلِك, يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر; وربما جمع على سُوَق
17 : ومعنى آخَرُ: شيءٌ غيرُ الأَوّلِ; وقولُهُم: لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي، أَي: أَبدًا, وأُخْرَى المنونِ أَي: آخِرَ الدهرِ; وأُخَرُ: جمع أُخْرَى، وأُخْرَى: تأْنيثُ آخَرَ، وهو غيرُ مصروفٍ، أي: اسم ممنوع من الصرف.
18 : القُمْقُمُ: الجَرَّة. والقُمْقُم: ضرب من الأَواني. والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس, والقُمقم: ما يسخن فيه الماء، وهو من نحاس وغيره, ويكون ضيّق الرأْس, والقُمْقُم: الحُلْقوم.
وفي المثل: على هذا دارَ القُمْقُم، أي: إلى هذا صار معنى الخبر, يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر, وكذلك قولهم: على يَديَّ دارَ الحديثُ, والجمع: قَماقِمُ. والقِمْقِم: البُسْر اليابس, بالكسر, وقيل: هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ.
19 : الجَوْد: مصدرٌ، والمطر الغزير، أو ما لا مطر فوقه، وهو جمع جائد، وقد يأْتِي وصفًا فيُقال: هاجت لنا سماءٌ جَوْدٌ، ومُطِرنا مطرًا جَوْدًا، والْجُود: إفادة ما ينبغي، لا لِعوضٍ، وهو صفةٌ ذاتيَّةٌ للجوَّاد، ولا يُسْتَحَقُّ بالاستحقاق ولا بالسؤال، والكرم مسبوقٌ باستحقاق السائل والسؤال منه.
والجَيِّدُ: ككَيِّس: ضِدُّ الرَّدِيءِ، والجمع: جِيادٌ وجِياداتٌ وجَيائِدُ، وجادَ يَجُودُ جُودَةً وجَوْدَةً: صارَ جَيِّداً، وأجادَهُ غيرُهُ وأجْوَدَهُ. وجادَ وأجادَ: أتَى بالجَيِّدِ، فهو مِجْوادٌ, واسْتَجادَهُ: وجَدَهُ أو طَلَبَه جَيِّداً.
والْجُود: السخاءِ، والجَوادُ: السَّخِيُّ والسَّخِيَّةُ والجمع: أجْوادٌ وأجاوِدُ وجُوُدٌ، كقُذُلٍ، وجُوَدَاءُ، وقد جادَ جُوداً، واسْتَجادَه: طَلَبَ جُودَهُ، فأَجادَه دِرْهَماً: أعطاهُ إياهُ
وفَرَسٌ جَوادٌ: بَيِّنُ الجُودَة بالضم رائِعٌ، والجمع: جِيادٌ، وقَد جادَ في عَدْوِهِ جُودَةً وجَوْدَةً وجَوَّدَ وأجْوَدَ، واسْتَجادَ: الفَرَسَ طَلَبَه جَوَاداً، والجَوْدُ: المَطَرُ الغَزيرُ، جمعُ جائِدٍ وهاجَتْ سَماءٌ جَوْدٌ، ومَطَرتانِ جَوْدانِ، وجِيدَتِ الأرضُ وأُجيدَتْ فهي مَجُودةٌ، وجادتِ العيْنُ جَوْداً وجُؤُداً: كثُرَ دَمْعُها، وجاد بنَفْسهِ: قَاربَ أن يَقضِيَ، وحتْفٌ مُجيدٌ: حاضرٌ. والْجُوْدُ، بالضم: الجُوعُ.
ويقال: جوّد في عدوه تجويداً، و جَاد المطر جَوْداً، وَبَلَ فهو جَائد، والجمع جَوْد، مثل صاحب وصَحْب، وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً، ومطرٌ جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وقيل : الجود من المطر: الذي لا مطر فوقه البتة، وأَجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت، يَجُودُ جَوْداً، و جووداً قارب أَن يِقْضِيَ; ويقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو يَجُود بنفسه ، معناه يسوق بنفسه.
20 : القَهْقَرُ و القَهْقَرُّ بتشديد الراء: الحجر الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ, والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضخمة, وجمعها أَيضاً قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَى: الرجوع إِلى خلف, فإِذا قلت: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قلت: رجعت الرجوعَ الذي يعرف بهذا الاسم، لأَن القَهْقَرَى ضرب من الرجوع; و قَهْقَر الرجلُ في مِشْيَته: فعل ذلك. و تَقَهْقَر: تَراجَعَ على قفاه. ويقال : رجع فلانٌ القَهْقَرَى. والرجل يُقَهْقِرُ في مِشْيَته: إِذا تَراجَعَ على قفاه قَهْقَرة.
والقَهْقَرَى : مصدر قَهْقَرَ: إِذا رجع على عقبيه. وإِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الياء فقلت: القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ, استثقالاً للياء مع أَلف التثنية، وياء التثنية, والقَهْقَرَى: الإرتداد. وقيل: إِنه من باب القَهْرِ.
21 : سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً: كنسه. والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ, وأَصله الكشف. وقد سَفَرَه: كَشَطَه . وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فتفرق، وكشطته عن وجه السماء.
و السَّفَرُ: خِلافُ الحَضَرِ , وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء, والجمع: أَسفار. ورَجُلٌ سافرٌ: ذو سَفَرٍ, وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ; وقومٌ سافِرَةٌ و سَفْرٌ و أَسْفَارٌ و سُفَّارٌ، وقد يكون السَّفْرُ للواحد.
و المُسافِرُ كالسَّافِر،. وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة; يعني المُسافِرَ منهم, يقول: رُمُوا بالحجارة حيث كانوا، يقال: رجل سَفْرٌ، وقوم سَفْرٌ, ثم أَسافر: جمع الجمع، وكثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي: المسافرون، والسَّفْر: جمع سافر كما يقال: شارب وشَرْبٌ, ويقال: رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. والسَّفَرُ: قطع المسافة, والجمع الأَسفار، و المِسْفَرُ: الكثير الأَسفار القويُّ عليها.
و السِّفْرُ: بالكسر: الكتاب, وقيل: هو الكتاب الكبير, والجمع: أَسْفارٌ، والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ, واحدهم: سافِرٌ، وهو بالنَّبَطِيَّةِ: سافرا. وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وقوله تعالى: [كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا]. الأَسفار: الكتب الكبار، واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالى: أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها، كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب, وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها. والسَّفَرَةُ : كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال. و السافِرُ في الأَصل: الكاتب , سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه.
22 : التَّيْمُ: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى، وقد تامَه؛ ومنه تَيْمُ الله: وهو ذَهابُ العقل من الهَوى، ورجل مُتَيَّم. وقيل: التَّيم: ذهاب العقل وفساده؛ و مُتَيَّم: أَي مُعَبَّد مُذَلَّل. و تيَّمَه الحبُّ: إِذا اسْتولى عليه. قال الأَصمعي: تَيَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ، و تامَتْه تَتِيمُه تَيْماً: فهو مُتَيَّم بالنساء، و مَتِيمٌ بهنَّ. وقيل: المُتَيَّم: المُضَلَّل؛ ومنه قيل للفَلاة تَيْماء، لأَنه يُضَلُّ فيها. وأَرض تَيْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، وقيل: وقال الأَصمعي: التَّيْماء: التي لا ماء بها من الأَرَضِين ، ونحو ذلك. وتامَ: إِذا عَشِق، و تامَ: إِذا تَخَلَّى من الناس. و التَّيم: العبد ، وتَيمُ الله منه، كما تقولُ عبد الله.
23 : كمم، الكُمُّ: كمُّ القَمِيص، والكُمُّ من الثوب: مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها, والجمع أَكْمام لا يكسَّر على غير ذلك, وقيل في جمعه: كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ. و أَكَمَّ القَميص: جعل له كُمَّين. وكُمُّ السبُع: غِشاء مَخالِبه. والكُمُّ: للطَّلْعِ. وقد كُمِّتِ النَّخلة, على صيغة ما لم يسم فاعله, كَمّاً و كُمُوماً، وكُمُّ كل نَوْر: وِعاؤه, والجمع أَكْمام و أَكامِيم، وهو الكِمام، وجمعه: أَكِمَّةٌ. والكُمُّ: كُمُّ الطلع, ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ, وهو بُرْعُومته. وكِمامُ العُذوق: التي تجعل عليها, واحدها كُمٌّ. والكُمَّةُ: كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف, ومن ذلك أَكمام الزرع: غُلُفها التي يَخرج منها. وأَكمامُ النخلة: ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع. وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام, فالطَّلْعة كُمُّها قشرها, ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة، لأنها تُغَطِّي الرأْس, ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين; و الكِمّ بالكسر, والكِمامة: وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور, والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام.
24 : المَرْجع : الرّجُوع، ومحل الرجوع، وهو في الأصْل: أُسفل الكتف، وما: ما يرجَع إليه في علم أو أدبٍ من عالِم أوكتاب؛ والجمع: مراجِع.
ورَجَع يَرْجِع رَجْعاً، و رُجُوعاً و رُجْعَى و رُجْعاناً و مَرْجِعاً و مَرْجِعةً: انصرف. والمَرجِع: مصدر على فُعْلى; وفي القرآن الكريم: [إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا] أَي: رُجُوعكم; وهذا فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى، وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل، بفتح العين. و راجَع الشيءَ ورَجع إِليه; ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً و مَرْجِعاً و مَرْجَعاً و أَرْجَعْتُه في لغة هذيل.
ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه. و الرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها. والرَّجْعُ و الرُّجْعَى و الرُّجْعان و المَرْجُوعَةُ و المَرْجُوعُ: جواب الرسالة; و رُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده وجَوابه. ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا : يعني رَدّه الجواب. ومتاع مُرْجِعٌ : له مَرْجُوع.
25 : المَصْدَرُ: ما يصْدُر عنه الشيْءُ؛ والشمسُ هي مَصْدر النّور في النهار. والمصدر: موضع الصُّدور؛ ومصدر الأخبار، ومصدر الطَّاقةِ. والمصدر في اللغة العربية: هو كلمة تدلّ على الحدث من غير زمان؛ مثل كلمة خروج: هي مصدر. والمَصادِرُ: هي الأصول من المؤلَّفات الّتي يُرجَعُ إليها مثل مصادر الشعر الجاهلي. المصادر والمراجع بالنسبة إلى دراسةٍ ما هي: البِيبلُيوغَرَافيَا والجمع: مصادِرُ.
و التَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس. وصَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً; و صَدَّره في المجلس فتصدَّر، وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر, كلاهما: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي: رَجَعُوا عنه, وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه; والوارِدُ: الجائِي, و الصَّادِرُ المنصرف، والمَصْدَرُ: أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال, وتفسيره: أَن المصادر كانت أَول الكلام, كقولك: الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ, وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها, فيقال: ذهب ذهاباً، وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً، وحَفِظ حِفْظاً.
26 : الحَنَكُ من الإنسان والدابة: باطن أَعلى الفم من داخل، وقيل: هو الأَسفل في طرف مقدّم اللَّحيْين من أَسفلهما، والجمع أَحْناك لا يكسّر على غير ذلك. وقيل: الحَنَكُ: الأَسفل، والفَقْمُ: الأَعلى من الفم، والحَنَكان: الأَعلى والأسفل ، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأَعْلى حَنَك.
و حَنَّكَ الدابة: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. و المِحْنَكُ و الحِناكُ: الخيط الذي يُحنََّك به. والتَّحْنِيك: أَن تمضغ التمر، ثم تدلُكه بحَنَك الصبي داخل فمه; يقال منه : حَنَكْتُه و حَنَّكْتُه فهو مَحْنوك و مُحَنَّك.
وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها و يَحْنُكها: جعل الرَّسَنَ في فيها من غير أَن يشتق من الحنك; واسْتَحْنك الرجلُ: قوي أَكله واشتد بعد ضعف وقلة،
والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك. والحُنْكةُ: السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور. وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً و حَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه، واحْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل، والاسم: الحُنْكة و الحُنْك و الحِنْك.
وحَنّكَته السِّنُّ: إذا نبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل، وحَنّكتْه السنُّ: إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فهو مْحَنَّك و مُحْنَك، والجمع هم: أَهل الحُنْك و الحِنْك والحُنْكة، أَي: أَهل السن والتجارِبِ. واحْتَنك الرجلُ أي: استحكم. وحَنَّكَتْك الأُمور أَي: راضتك وهذبتك، يقال بالتخفيف والتشديد، وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه: إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلاً يقوده به. ورجل مُحْتَنَك و حَنيك: مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك وإِن لم يستعمل. وحَنَكْتُ الشيءَ: فهمته وأَحكمته. ورجل حُنُك، وامرأَة حُنُكة: إذا كانا لبيبين عاقلين ورجل مُحَنَّك: وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور. و المُحْتَنَك: الرجل المتناهي عقله وسنه. والحُنُك: العقلاء جمع حَنِيك. يقال: رجل مَحْنوك و حَنِيك و مُحْتَنَك و مُحَنَّك: إذا كان عاقلاً. والحَنيك: الشيخ;
و الحَنَكَةُ: الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ. يقال: أَشرف على هاتِيك الحنَكة، وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ. والحَنَكُ: آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَدَّان. والحُنْكة و الحِناك: الخشبة التي تضم الغَراضِيف، وقيل: هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل.
27 : العنيدُ: المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى. وعَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً و عُنُوداً و عَنَداً: عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه. ورجل عَنِيدٌ عانِدٌ, وهو من التجبُّرِ. والعَنُودُ و العَنِيدُ: بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو مُفاعَل. و عنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ و يَعْنِدُ: مالَ. والمُعانَدَةُ و العِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه.
قال ابن منظور في لسان العرب: وكان كفر أَبي طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال: تَبِعَ ابن أَخيه, فصار بذلك كافراً. و عانَدَ مُعانَدَةً أَي: خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه, فهو عَنِيدٌ و عانِدٌ.
والمُعانِدُ هو: المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ, وهذا الذي تعرفه العوام, وقد يكون العِنادُ: معارضةً لغير الخلاف, و أَعْنَدَ الرجلُ: عارَضَ بالخلاف. و أَعْنَدَ: عارَض بالاتفاق. و عانَدَ البعيرُ خِطامَه: عارضَه. و عانَدَه معانَدَةً و عِناداً: عارَضَه.
28 : جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قطعه واستأْصله. و جَذْرُ كل شيء: أَصلُه. و الجَذْرُ: أَصل اللسان، وأَصل كل شيء.
و الجُؤْذُرُ والجُوذَرُ: ولد البقرة الوحشية، والجمع: جآذِرُ. وبقرة مُجْذِرٌ: ذات جُؤْذَر; وجمع تكسيره على جَواذِرَ، فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ، وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ. ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه. وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ، وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة. و الجَيْذَرُ: لغة في الجَوْذَرِ. قال ابن سيده: وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان، والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان.
29 : صالَ على قِرْنِه صَوْلاً و صِيالاً و صُؤُولاً و صَوَلاناً و صالاً و مَصالةً: سَطا; والصَّؤُول من الرجال: الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم; و صالَ عليه: إِذا اسْتطال. و صالَ عليه: وَثَبَ. صَوْلاً وصَوْلةً. يقال: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل. والمُصاوَلَةُ المُواثَبة, وكذلك الصِّيالُ و الصِّيالة، ويَتَصاولانِ أَي: يَتَواثَبانِ. والصَّولة: الوَثْبة.
30 : الغَضْفَرُ: الجافي الغليظ، والغَضَنْفرُ: الغليظ المُتَغَضِّن؛ وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غليظة كثيرة الشعر؛ وهي التي غلظت وكثر لحمها. وأَسد غَضَنْفَر: غليظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. ورجل غَضَنْفَرٌ: إذا كان غليظاً أَو غليظ الجثّة، وأَصله: الغَضْفَر، والنون زائدة. وفي نوادر الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ، وقد غَضْفَرَ وقَنْدَلَ: إِذا ثَقُل.
31 : أمرجت: المَرْجُ: الفضاء، وقيل: المَرْجُ: أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها الدوابُّ؛ وقيل: أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ، والجمع: مُروجٌ.
وفي الصحاح: المَرْجُ: الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ. و مَرَجَ الدابَّةَ يَمْرُجُها: إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج. و أَمْرَجَها: تركها تذهب حيث شاءت، وقيل: مرج دابته: خَلاَّها، وأَمْرَجَها: رَعاها. وإِبلٌ مَرَجٌ: إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى. ودابة مَرَجٌ، لا يثنى ولا يجمع.
و المَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتم في إِصْبَعِي مَرَجاً: أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، والكسر أَعلى مثل جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ ، كذلك.
وأَمْرَجَه الدم: إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط. وسهم مَرِيجٌ: قَلِقٌ . و المَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وكذلك مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل المَرَجِ: القَلَقُ. وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي: مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم يَفِ به. ومَرِجَ الناسُ: اختلطوا. ومَرِجَتْ أَماناتُ الناس: فسدت، ومنه الهَرْجُ و المَرْجُ ويقال : إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً للكلام. والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ.
ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً. وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ: إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ غِرْساً ودَماً.
32 : الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً; وقيل: الجارية الناعمة, والجمع: خَوْدات و خُود بضم الخاء, مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن، ولا فعل له. والتَّخْويد: سرعة السير,
33 : العَصْر و العِصْر و العُصْر و العُصُر: الدهر. والجمع: أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصْرٌ وعُصورٌ؛ والعَصْران: الليل والنهار. والعَصْر الليلة. والعَصْر اليوم.
والمُعْصِر: التي بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها وأَدركت, وقيل : أَول ما أَدركت وحاضت, يقال: أَعْصَرَت كأَنها دخلت عصر شبابها؛ والجمع: مَعاصِرُ و مَعاصِيرُ؛ ويقال: هي التي قاربت الحيض لأَنّ الإِعصارَ في الجارية كالمُراهَقة في الغُلام, وقيل: المُعْصِرُ: هي التي راهقت العِشْرِين, وقيل : المُعْصِر: ساعة تَطْمِث، أَي تحيض لأَنها تُحْبَسُ في البيت, يجعل لها عَصَراً، وقد عَصَّرَت و أَعْصَرَت، ويقال: أَعْصَرَت الجارية وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت: إِذا أَدْرَكَت. فهي مُعْصِرٌ: بلغت عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ بلغت عَصْرَها وعُصورَها؛ وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه: مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْصِرُه عَصْراً فهو مَعْصُور وعَصِير، و اعْتَصَرَه: استخرج ما فيه, وقيل: عَصَرَه: وَليَ عَصْرَ ذلك بنفسه, واعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصة, واعْتَصَر عَصِيراً اتخذه, وقد انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشيء وعُصارهُ، وعَصِيرُه: ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته؛ و المُعْصِرات: السحاب فيها المطر, وقيل: المُعْصِر السحابة التي قد آن لها أَن تصُبّ؛ وجارية مُعْصِرٌ منه. وقال الفراء: السحابة المُعْصِر: التي تتحلَّب بالمطر، ولمَّا تجتمع مثل الجارية المُعْصِر قد كادت تحيض ولمّا تَحِضْ, وقال قوم: إِن المُعْصِرات: الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير.
شعر ، د. محمود السيد الدغيم
جرجناز – معرة النعمان – إدلب - سوريا
لندن : الاثنين 22/ 11/ 2004م
أَفْضَىْ لَنَاْ نُوْرُ الصَّبَاْحِ، وَأَخْبَرَاْ
عَنْ قِصَّةٍ فِيْهَا الْغَرَاْمُ تَحَيَّرَاْ
لَمَّاْ رَأَتْ شَمْسُ الصَّبَاْحِ صَبِيَّةً
أَبْهَىْ مِنَ الْبَدْرِ الْمُدَوَّرِ مَنْظَرَاْ
لَمَّتْ جَدَاْئِلَهَاْ، وَأَخْفَتْ وَجْهَهَاْ
وَالنُّوْرُ فِيْ وَضَحِ(1) الظَّهِيْرَةِ أَزْهَرَاْ
فَاسْتَغْرَبَ الْوَرْدُ الْجَمِيْلُ فِعَاْلَهَاْ
وَاسْتَنْكَرَتْ طَيْرُ الْخَمَاْئِلِ(2) مَاْ جَرَىْ
فَأَفَاْدَ نُوْرُ النُّوْرِ أَنَّ قَضِيَّةً
تَمْتَدُّ مَاْ بَيْنَ الثُّرَيَّاْ(3) وَالثَّرَىْ
شَمْسٌ تَغَاْرُ، وَنَجْمَةٌ تَلْهُوْ ، وَمَاْ
مِنْ حُلْوَةٍ إِلاَّ وَتُسْكِرُ سُكَّرَاْ
وَالشَّهْدُ(4) يَقْطُرُ مِنْ شِفَاْهِ عَرَاْئِسٍ
جَاْدَتْ، فَحَيَّاْهَا الْجَمَاْلُ، وَكَبَّرَاْ
وَالْحُسْنُ يَقْتَاْدُ الْقُلُوْبَ بِسِحْرِهِ
مَبْهُوْرَةً(5)، أَمَّا الْعُيُوْنُ، فَلاْ تَرَىْ
إِلاَّ الْجَمَاْلَ لأَنَّهَاْ مَسْحُوْرَةٌ
بِالأَبْيَضِ الْفِضِّيِّ مَاْزَجَ أَحْمَرَاْ
فَاغْرَوْرَقَتْ(6) بِدُمُوْعِهَاْ، وَتَكَسَّرَتْ
أَجْفَاْنُهَاْ؛ لَمَّا الْغَرَاْمُ تَكَسَّرَاْ
وَاللَّيْلُ أَمْسَىْ – لِلرِّيَاْضِ(7) – سِتَاْرَةً
وَالْغَيْمُ أَصْبَحَ - لِلْحَدَاْئِقِ(8)- مِئْزَرَاْ(9)
فَتَسَتَّرَ الرَّوْضُ النَّضِيْرُ(10)، وَأَسْفَرَتْ
قِمَمٌ(11) بِهَاْ طَيْفُ(12) الْجَمَاْلِ تَبَخْتَرَاْ(13)
وَاسْتَيْقَظَتْ أَبْهَى الطُّيُوْرِ، وَلَحَّنَتْ
أَلْحَاْنَهَاْ، وَتَرَنَّمَتْ لَمَّاْ سَرَىْ
طَيْفُ الْغَرَاْمِ، وَأَشْرَقَتْ أَنْوَاْرُهُ
وَالْقَلْبُ - بِالْعِشْقِ الْعَفِيْفِ - تَزَنَّرَاْ(14)
وَبَدَاْ ضِيَاْءُ الْحُسْنِ فِيْ لَيْلِ الْهَوَىْ
وَالْحُبُّ - مِنْ ثَمَرِ الْفَضَاْئِلِ - أَثْمَرَاْ
وَتَعَاْنَقَ الأَحْبَاْبُ فِيْ فَجْرِ الْمُنَىْ
وَالْحُبُّ - فِيْ بَحْرِ الْمَحَبَّةِ - أَبْحَرَاْ
فَتَحَدَّثَ الْعِشْقُ الْمُظَلَّلُ بِاللَّمَىْ(15)
وَالصُّبْحُ عَنْ سُوْقِ(16) الْحَقَاْئِقِ شَمَّرَاْ
وَرَوَى الرُّوَاْةُ رِوَاْيَةً مَوْثُوْقَةً
حُفِظَتْ زَمَاْناً كَيْ تُذَاْعَ، وَتُنْشَرَاْ
مَضْمُوْنُهَاْ: أَنَّ الْجَمَاْلَ مُعَزَّزٌ
وَمُقَدَّمٌ، مَهْمَا اخْتَفَىْ، وَتَأَخَّرَاْ
وَالْحُسْنُ لَيْسَ بِضَاْعَةً مَعْرُوْضَةً
حَتَّىْ تُسَعَّرَ بِالنُّقُوْدِ، وَتُشْتَرَىْ
هُوَ جَوْهَرٌ - يَسْمُوْ سُمُوًّا ظَاْهِرًا
- فَرْدٌ فَرِيْدٌ، لاْ يُشَاْبِهُ آخَرَاْ(17)
أَسَرَ الْغَرَاْمَ، وَزَجَّهُ فِيْ قُمْقُمٍ(18)
مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ، وَاسْتَمَرَّ مُظَفَّرَاْ
وَالْعِشْقُ مِنْ صُنْعِ الْجَمَاْلِ، وَجُوْدِهِ(19)
وَقَبُوْلُهُ سَرَّ الْقُلُوْبَ، وَأَسْهَرَاْ
وَسَلاْمَةُ الْعُشَّاْقِ فِي اسْتِسْلاْمِهِمْ
كَيْ لاْ يَعُوْدُوْا فِي الْغَرَاْمِ الْقَهْقَرَىْ(20)
أَسْفَاْرُهُمْ(21) تُتْلَىْ، وَتُحْفَظُ، وَالْهَوَىْ
كَالصُّبْحِ فِيْ لَيْلِ الْمَحَبَّةِ أَسْفَرَاْ
فَتَنَفَّسَ - الصُّعَدَاْءَ - كُلُّ مُتَيَّمٍ(22)
وَبِفَضْلِ أَنْوَاْرِ الْمَحَبَّةِ أَبْصَرَاْ
وَبَدَتْ وُرُوْدُ الْحُبِّ مِنْ أَكْمَاْمِهَاْ(23)
وَتَرَاْقَصَتْ أَغْصَاْنُ عُشَاْقِ الْوَرَىْ
وَبَدَتْ بُدُوْرُ الْحُبِّ؛ بَعْدَ غِيَاْبِهَاْ
وَأَتَىْ الْغَرَاْمُ إِلَى الْغَرَاْمِ مُبَشِّرَاْ
فَهَتَفْتُ: إِنَّ الْحُبَّ يَبْقَىْ مَرْجِعاً(24)
وَمُوَجِّهاً لِلْعَاْشِقِيْنَ، وَمَصْدَرَاْ(25)
وَالْحُبُّ يَبْقَىْ بِالْجَمَاْلِ مُعَلَّقاً
حَتَّىْ يَجُوْدَ عَلَى الْقُلُوْبَ، وَيُشْهَرَاْ
يَضَعُ الْقُلُوْبَ عَلَى الْقُلُوْبِ بِحُنْكَةٍ(26)
وَيَزُوْرُهَاْ مَهْمَاْ نَأَىْ، أَوْ هُجِّرَاْ
وَيُرَوِّضُ الْعُشَّاْقَ فِيْ بَحْرِ الْهَوَىْ
وَيُصَيِّرُ الذِّئْبَ الْمُعَاْنِدَ(27) جُؤْذُرَاْ(28)
وَيُغَيِّرُ الْحَاْلاْتِ فِيْ أَحْوَاْلِهِمْ
فَكَأَنَّهُ قَدَرٌ عَلَيْهِمْ قُدِّرَاْ
يُعْطِي الضِّعَاْفَ شَجَاْعَةً؛ وَبَلاْغَةً
وَفَصَاْحَةً؛ وَتَسَلُّطاً؛ وَتَجَبُّرَاْ
فَتَرَى الْحِسَاْنَ يَصُلْنَ(29) دُوْنَ تَرَدُّدٍ
وَالظَّبْيُ يَصْرَعُ - بِالْغَرَاْمِ - غَضَنْفَرَاْ(30)
وَالْحُسْنُ لَوْ زَاْرَ الصَّحَاْرَىْ أَمْرَجَتْ(31)
وَالْحُبُّ لَوْ مَسَّ السَّحَاْبَ لأَمْطَرَاْ
وَأَعَاْدَ لِلشَّيْخِ الْعَلِيْلِ شَبَاْبَهُ
مِنْ بَعْدِ مَاْ أَفْنَى الشَّبَاْبَ؛ وَعَمَّرَاْ
فَرَمَى الْعَصَاْةَ، وَرَاْمَ ظَبْياً شَاْرِداً
قَبْلَ الْغُرُوْبِ إِلَى التَّلاْقِيْ بَكَّرَاْ
وَمَشَىْ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ، فَلَعَلَّهُ
يَصْطَاْدُ خَوْداً(32)، أَوْ يُغَاْزِلُ مُعْصِرَاْ(33)
وَيَعِيْشُ بَيْنَ الْحُسْنِ وَالْحُبِّ الَّذِيْ
أَخَذَ الْقُلُوْبَ أَسِيْرَةً؛ وَتَغَيَّرَاْ
إِنَّ الْجَمَاْلَ مَعَ الْمَحَبَّةِ نِعْمَةٌ
أَوْ نِقْمَةٌ تَفْرِي الشَّبَاْبَ الأَخْضَرَاْ
وَالْعَاْشِقُ الْوَلْهَاْنُ يَقْصِدُ حَتْفَهُ
بِجُنُوْنِهِ حَتَّىْ نَرَىْ مَاْ قُدِّرَاْ
هذه القصيدة من البحر الكامل
الهوامش
1: الوَضَحُ: بياضُ الصبح، والقمرُ، والبَرَصُ والغرةُ، والتحجيلُ في القوائم، وغير ذلك من الأَلوان، والعرب تسمي النهار: الوَضَّاحَ، والليلَ: الدُّهْمانَ; وبِكْرُ الوَضَّاحِ: صلاةُ الغَداة, وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشاءُ الآخرة.
والوَضَحُ: بياض غالب في أَلوان الشاء، قد فشا في جميع جسدها, والجمع أَوضاح وفي التهذيب: في الصدر والظهر والوجه, يقال له: تَوْضيح شديد, وقد تَوَضَّح ويقال: بالفرس وَضَحٌ إِذا كانت به شِيَةٌ, وقد يكنى به عن البَرَصِ, ومنه قيل لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ: الوَضَّاحُ. وقد وَضَحَ الشيءُ يَضِحُ وُضُوحاً و وضَحَةً و ضِحَةً و اتَّضَحَ أَي بان, وهو واضح، و وَضَّاح و أَوضَحَ، و تَوَضَّح: ظهر.
والوَضَحُ: البياضُ من كل شيء; ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "صوموا من الوَضَح إِلى الوَضَحِ" أَي من الضَّوء إِلى الضوء; وقيل: من الهلال إِلى الهلال; قال ابن الأَثير: وهو الوجه، لأَن سياق الحديث يدل عليه, وتمامه: "فإِن خَفِيَ عليكم فأَتِمُّوا العِدَّة ثلاثين يوماً"; وفي الحديث: "غَيِّرُوا الوَضَحَ" أَي: الشَّيْب، يعني اخْضِبُوه. والواضحةُ: الأَسْنانُ التي تبدو عند الضحك. ورجل وَضَّاحٌ حَسَنُ الوجه أَبيضُ بَسَّامٌ . و الوَضَّاحُ الرجلُ الأَبيضُ اللون الحَسَنُه. و أَوضَحَ الرجلُ والمرأَة: وُلِدَ لَهما أَولادٌ وُضَّحٌ بيضٌ.
وقال ثعلب: هو منكَ أَدنى واضحةٍ، إِذا وَضَحَ لك، وظهر حتى كأَنه مُبْيَضُّ. ورجل واضحُ الحَسَبِ، ووَضَّاحُه : ظاهره نَقِيُّه مبيضه, على المثل. ودرهم وَضَحٌ: نَقِيّ أَبيض , على النسب . والوَضَحُ : الدِّرْهم الصحيح . و الأَوضاحُ حَلْيٌ من الدراهم الصحاح، و الواضِحة: من الشِّجاج: التي تُبْدي وَضَحَ العظم، و المُوضِحةُ من الشِّجاج: التي بلغت العظم فأَوضَحَتْ عنه; وقيل: هي التي تَقْشِر الجلدةَ التي بين اللحم والعظم، أَو تشقها حتى يبدو وَضَحُ العظم, وهي التي يكون فيها القصاص خاصة, لأَنه ليس من الشجاج شيء له حدَّ ينتهي إِليه سواها, وأَما غيرها من الشجاج ففيها ديتها, وجمع المُوضِحة: المَواضِح، والتي فُرِضَ فيها خمس من الإِبل: هي ما كان منها في الرأْس والوجه, فأَما المُوضِحة في غيرهما ففيها الحكومة, ويقال للنَّعَم: وَضِيحةٌ و وَضائِح، والوَضَحُ: اللبنُ، والوَضَحُ: حَلْيٌ من فضة, والجمع أَوضاح, سميت بذلك لبياضها, واحدها وَضَح، وقيل : الوَضَحُ :الخَلْخالُ, فَخَصَّ. و الوُضَّحُ: الكواكبُ الخُنَّسُ إِذا اجتمعت مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل; قال الليث: إِذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِّين جميعاً الوُضَّحَ.
2 : الخامِل الخَفِيُّ الساقط الذي لا نَباهة له. يقال: هو خامل الذِّكْرِ والصوتِ, خَمَل يَخْمُل خُمولاً و أَخْمَله الله، والقول الخامل: الخَفِيض.
والخَمِيلة : المُنْهَبَط الغامض من الرّمْل, وقيل: الخَمِيلة مَفْرَج بين هَبْطة وصلابة وهي مَكْرَمة للنبات, وقيل: الخَمِيلة رمل ينبت الشجر, وقيل: هي مُسْتَرَقُّ الرَّمْلة حيث يذهب مُعْظَمها ويبقى شيء من لَيِّنها. و الخَمِيلة الشجر الكثير المجتمع الملتفُّ الذي لا يرى فيه الشيء إِذا وقع في وَسَطه, وقيل: الخَمِيلة كل موضع كثر فيه الشجر حيثما كان. والخَمِيلة: الأَرض السَّهْلة التي تُنْبِت, شُبِّه نَبْتها بخَمْل القَطِيفة. ويقال: الخَمِيلة مَنْقَعة ماء ومَنْبِت شجر, ولا تكون الخَمِيلة إِلا في وَطِيءٍ من الأَرض. و الخَمْل و الخَمَالة و الخَمِيلة ريش النَّعام, والجمع الخَمِيل و الخَمْلة و الخِمْلة والخَمِيلة : القَطِيفة.
ويقال لريش النَّعام خَمْل. والخَمِيل: القَطِيفة ذات الخَمْل، والخَمْلة: ثوب مُخْمَل من صوف كالكساء ونحوه له خَمْل والخَمْل: الطِّنْفِسة، والخَمِيل: الثِّياب المُخْمَلة.
قال الفراء: الخِمْلة: باطن أَمر الرجل, يقال: فلان كريم الخِمْلة، ولئيم الخِمْلة. و الخَمَلة: السَّفِلة من الناس, واحدهم: خامل، و خَمَلَ البُسْرَ: وضعه في الجِرَار ونحوها ليَلِين. والخَمِيل, بغير هاء: ما لان من الطعام, يعني الثريد.
3 : الثَّرْوَة: كثرة العَدَد من الناس والمال. يقال: ثَرْوة رجالٍ وثَرْوة مالٍ، وثَرِيّاً أَي: كثيراً؛ ومنه سمي الرجل: ثَرْوانَ، والمرأَة: ثُرَيَّا، وهو تصغير ثَرْوى، و الثَّرى: التراب النَّدِيٌّ, وقيل هو التراب الذي إِذا بُلَّ يَصِرْ طيناً لازباً. والثَّرَى: ما تحت الأَرض, وتثنيته: ثَرَيانِ و ثَرَوانِ, والجمع: أَثْراء، و ثَرىً مَثْرِيٌّ، بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل ؛ قال ابن سيدة: وإِنما قلنا هذا لأَنه لا فعل له، فنحمل مَثْرِيَّه عليه. وثَرِيَتِ الأَرضُ ثَرىً, فهي ثَرِيَّةٌ نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدُوبة واليُبْس, وأَثْرَتْ: كثُرَ ثَراها. وأَثْرَى المطر: بلَّ الثَّرَى.
أَرض ثَرِيَّةٌ: إِذا اعتدل ثَراها, فإِذا أَردت أَنها اعْتَقَدَت ثَرىً قلت: أَثْرَتْ. وأَرض ثَرِيَّة و ثَرْياء أَي ذات ثَرَىً ونَدىً. و ثَرَّى فلان الترابَ والسَّويقَ إِذا بَلَّه. ويقال: ثَرِّ هذا المكانَ، ثم قِفْ عليه أَي بُلَّهُ. وأَرض مُثْرِيَةٌ: إِذا لم يجِفَّ ترابُها
والعرب تقول : شَهْرٌ ثرَى، وشهرٌ ترَى، وشهرٌ مَرْعى، وشهرٌ اسْتَوى.
أَي: تمطر أَوّلاً، ثم يَطْلُعُ النبات فتراه، ثم يَطول فترعاه النَّعَم , وهو في المحكم , فأَمّا قولهم: ثَرَى فهو أَوّل ما يكون المطر فيرسخ في الأَرض. وتبتلُّ التُّربة وتَلين، فهذا معنى قولهم ثرى, والمعنى: شَهْرٌ ذو ثَرىً, فحذفوا المضاف, وقولهم: وشهر ترى، أَي: أَن النبت يُنْقَف فيه حتى ترى رؤوسه, فأَرادوا شهراً ترى فيه رؤوس النبات فحذفوا, وهو من باب كُلَّه لم أَصنع, وأَما قولهم: مرعى، فهو إِذا طال بقدر ما يمكن النَّعَم أَن ترعاه، ثم يستوي النبات ويَكْتَهِل في الرابع، فذلك وجه قولهم استوى.
وفلان قريب الثَّرَى: أَي الخير. و الثَّرْوانُ الغَزِير, وبه سمي الرجل: ثَرْوان، والمرأَة: ثُرَيَّا, وهي تصغير ثَرْوَى.
و الثُّرَيَّا من الكواكب, سميت لغزارة نَوْئها, وقيل: سميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها , فكأَنها كثيرة العدد بالإِضافة إِلى ضيق المحل, لا يتكلم به إِلا مصغراً, وهو تصغير على جهة التكبير، والثُّريا: النجم المعروف. ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد، والثَّرْوةُ: ليلة يلتقي القمر والثُّرَيَّا. والثُّرَيَّا من السُّرُج: على التشبيه بالثُّريا من النجوم. والثُّريَّا: اسم امرأَة من أُميّة الصغرى شَبَّب بها عمر بن أَبي ربيعة. والثُّرَيّا: ماء معروف. وأَبو ثَرْوان رجل من رواة الشعر.
4: الشَّهْدُ و الشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة؛ و شُهْدَة؛ ويُكَسَّر على الشِّهادِ، وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ و الشَّهْدَة: العَسَلُ ما كان. و أَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ الغلام: أَمْذَى وأدرك، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ، وأَشْهَدت الجاريةُ: إِذا حاضَتْ وأَدْركتْ.
5 : البُهْرُ: ما اتسع من الأَرض. و البُهْرَةُ: الأَرضُ السَّهْلَةُ, وقيل: هي الأَرض الواسعة بين الأَجْبُلِ. و بُهْرَةُ الوادي: سَرارَتُه وخيره. وبُهْرَةُ كل شيء: وسطُه. وبُهْرَةُ الليل والوادي والفرس: وسطه. وابْهارَّ النهارُ: وذلك حين ترتفع الشمس. و ابْهارَّ الليلُ و ابْهِيراراً: إِذا انتصف; وقيل : ابْهارَّ: تراكبت ظلمته, وقيل: ابْهارَّ: ذهبت عامّته وأَكثره وبقي نحو من ثلثه. وابْهارَّ علينا: أَي طال. و تَبَهَّرَتِ السحابةُ: أَضاءت.
و البُهْرُ: الغلبة. و بَهَرَهُ يَبْهَرُهُ بَهْراً: قَهَرَهُ وعلاه وغلبه. وبَهَرَتْ فُلانةُ النساء: غلبتهن حُسْناً. وبَهَرَ القمرُ النجومَ بُهُوراً: غَمَرَها بضوئه; وهي ليلة البُهْرِ.
والثلاث البُهْرُ: التي يغلب فيها ضوءُ القمر النجومَ, وهي الليلة السابعة والثامنة والتاسعة. يقال: قمر باهر: إِذا علا الكواكبُ ضَوؤه، وغلب ضوؤُه ضوأَها، وفي الحديث: "صلاة الضحى: إِذا بَهَرَت الشَّمسُ الأَرضَ" أَي: غلبها نورها وضوْؤُها. ويقال لليالي البيض: بُهْرٌ: جمع باهر، ويقال: بُهَرٌ، بوزن ظُلَمٍ بُهْرَةٍ، كل ذلك من كلام العرب.
وأَما البَهِيرَةُ من النساء، فهي: السيدة الشريفة. وبَهَرَ الرجلُ: بَرَعَ; و بَهْراً له، أَي: تَعْساً وغَلَبَةً; وبَهَرَهُم الله بَهْراً: كَرَبَهُم ; عن ابن الأَعرابي . وبَهْراً لَهُ أَي: عَجَباً. و أَبْهَرَ: إِذا جاء بالعَجَبِ. ابن الأَعرابي: البَهْرُ: الغلبة. والبَهْرُ: المَلْءُ, والبَهْرُ: البُعْدُ, والبَهْرُ: المباعدة من الخير, والبَهْرُ: الخَيْبَةُ, والبَهْرُ: الفَخْرُ. وأَبْهَرَ: إِذا تلوّن في أَخلاقه دَمًّاثَةً مَرّةً، وخُبْثاً أُخْرى.
والعرب تقول: الأَزواج ثلاثة: زوجُ مَهْرٍ, وزوجُ بَهْرٍ، وزوج دَهْرٍ.
فأَما زوج مهرٍ: فرجل لا شرف، له فهو يُسنْي المهرَ ليرغب فيه. أَو يؤخذ منه المهر
وأَما زوج بهر: فالشريف وإِن قل ماله تتزوجه المرأَة لتفخر به.
زووج دهر: كفؤها، أَو يُعدّ لنوائب الدهر. وقيل: يَبْهَرُ العيون بحسنه.
6 : الغَرَقُ: الرُّسُوب في الماء. ويشبّه الذي ركبه الدَّيْن وغمرَتْه البَلايا، يقال: رجل غَرِق و غَريق وقد غَرِقَ غَرَقاً وهو غارِقٌ؛ ويقال: فلانة تَغْتَرِقُ نظر الناس أَي: تَشْغَلُهم بالنظر إِليها عن النظر إِلى غيرها بحسنها.
واغْرَوْرَقَت عيناه بالدُّموع: امتلأتا، زاد في التهذيب: ولم تَفِيضا، وقال : كذلك قال ابن السكيت. وفي الحديث: فلما رآهم رسول الله، احمرَّ وجهه، واغْرَوْرَقَت عيناه، أَي: غَرِقتا بالدموع، وهو افْعَوْعَلَت من الغَرَق. و الغُرْقة بالضم : القليل من اللبن قدْر القدح، وقيل: هي الشَّرْبة من اللبن، والجمع غُرَق.
7: الرَّوْضةُ: الأَرض ذات الخُضْرةِ. والرَّوْضةُ: البُسْتانُ الحَسَنُ; عن ثعلب. والرَّوْضةُ: الموضِع يجتمع إِليه الماء يَكْثُر نَبْتُه، ولا يقال في موضع الشجر روضة، وقيل: الروضة عُشْب وماء، ولا تَكُونُ رَوْضةً إِلا بماء معها، أَو إِلى جنبها.
وقال أَبو زيد الكِلابيّ: الروضة: القاعُ يُنْبِتُ السِّدْر، وهي تكون كَسَعةِ بَغْدادَ. والرَّوْضةُ أَيضاً: من البَقْل والعُشْب، وقيل: الروضةُ: قاعٌ فيه جَراثِيمُ ورَوابٍ، سَهْلةٌ صِغار في سَرارِ الأَرض، يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ، وأَصْغَرُ الرِّياضِ مائةُ ذِراع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "بَيْن قَبْرِي ومِنْبرِي رَوْضةٌ من رياضِ الجنة". معناه: أَنه مَن أَقام بهذا الموضع، فكأَنه أَقام في رَوْضةٍ من رِياضِ الجنة، يُرَغِّب في ذلك ، والجمع من ذلك كله: رَوْضاتٌ و رِياضٌ و رَوْضٌ و رِيضانٌ، صارت الواو ياء في رياضٍ للكسرة قبلها، وقال ابن سيده: وعندي أَن ريضاناً ليس بجمع رَوْضَة إِنما هو رَوْض الذي هو جمع رَوْضة، لأَن لفظ روض، وإِن كان جمعاً، قد طابق وزنَ ثَوْر، وهم ممّا قد يجمعون الجَمْعَ إِذا طابَق وزْنُ الواحِد جَمْعَ الواحد، وقد يكون جمعَ رَوْضةٍ على طرح الزائد الذي هو الهاء. و أَرْوَضَتِ الأَرضُ وأَراضَتْ: أُلبِسَها النباتُ. و أَراضَها اللّه: جَعَلَها رِياضاً، وروَّضها السيْلُ: جعلها رَوضة.
وأَرْضٌ مُسْتَرْوِضةٌ: تنبت نباتاً جيّداً، أَو اسْتَوَى بَقْلُها. و المُسْتَرْوِضُ من النبات: الذي قد تَناهَى في عِظَمِه وطُوله. و رَوَّضْتُ القَراحَ: جَعَلْتُها رَوْضةً. وأَراضَ هذا المكانُ وأَرْوِضَ: إِذا كَثُرَتْ رِياضُه. و أَراضَ الوادي و اسْتراضَ أَي: استْتَنْقَعَ فيه الماء، وكذلك أَراضَ الحوْضُ; ومنه قولهم: شربوا حتى أَراضُوا أَي: رَووا فنَقَعُوا بالرّيّ. وأَتانا بإِناءٍ يُرِيضُ كذا وكذا نفْساً. قال ابن بري: يقال: أَراض اللّه البلاد جعلها رياضاً. وَرَوْضَةُ الحَوْض: قَدْرُ ما يَغَطِّي أَرْضَه من الماء.
واستراضَ الوادِي: اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ. وكأَنّ الروضة سميت رَوْضَةً لاسْتِراضةِ الماء فيها،
و الرَّوْضُ: نَحْوٌ من نصف القِرْبة ماء. وأَراضَهم : أَرْواهُم بعضَ الرّيّ. ويقال: في المَزادةِ: روضةٌ من الماء، كقولك: فيها شَوْلٌ من الماء، وفي الحوض رَوْضةٌ من الماء: إِذا غَطَّى الماء أَسفَلَه وأَرْضَه، وهي الرَّوْضةُ و الرِّيضةُ و الأَرِيضةُ و الإِراضةُ و المُسْتَرِيضةُ.
وقَصِيدةٌ رَيِّضةُ القوافي: إِذا كانت صَعْبة لم تَقْتَضِبْ قَوافِيها الشُّعراءُ. وأَمرٌ رَيِّضٌ: إِذا لم يُحْكَمْ تدبيرُه. قال أَبو منصور: رِياضُ الصَّمّانِ والحَزْنِ في البادية: أَماكن مطمئنة مستوية يَسْتَرِيضُ فيها ماء السماء، فتُنْبِتُ ضُروباً من العُشْب، ولا يُسْرِعُ إِليها الهَيْج والذُّبُول، فإِذا كانت الرِّياضُ في أَعالي البِراقِ والقِفافِ: فهي السُّلْقانُ، واحدها سَلَقٌ، وإِذا كانت في الوَطاءاتِ: فهي رياضٌ ، ورُبَّ رَوْضةٍ فيها حَرَجاتٌ من السِّدْر البَرِّيّ، وربما كانت الروْضةُ مِيلاً في ميل، فإِذا عَرُضَتْ جدّاً فهي: قِيعانٌ، واحدها قاعٌ. وكل ما يجتمع في الإِخاذِ والمَساكاتِ والتَّناهي، فهو رَوْضةٌ. وفلان يُراوِضُ فلاناً على أَمر كذا أَي يُدارِيهِ لِيُدْخِلَه فيه. والرَّيِّضُ من الدوابِّ والإِبل: ضدُّ الذَّلُولِ ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء.
8 : حدَقَ به الشيءُ و أَحدقَ: اسْتَدارَ; وكل شيء اسْتَدار بشيء وأَحاطَ به، فقد أَحدَقَ به. وتقول: عليه شامةٌ سوداء قد أحدقَ بها بياض. قال الأَخطل:
المُنْعِمُون بنُو حَرْبٍ، وقد حَدَقَتْ
بيَ المَنِيّةُ ، واسْتَبْطأْتُ أَنصارِي
و الحَدِيقة من الرِّياض: كلُّ أَرض استدارت، وأَحدق بها حاجزٌ، أو أَرض مرتفعة; قال عنترة:
جادَتْ عليها كلُّ بِكْرٍ حُرًةٍ
فتَرَكْنَ كلَّ حَديقةٍ كالدِّرْهمِ
وقيل: الحَدِيقةُ: كل أَرض ذات شجر مُثمر ونخل، وقيل: الحديقةُ: البُسْتانُ والحائط، وخص بعضهم به الجَنةَ من النخل والعنب;
وقيل : الحَدِيقةُ: حُفرة تكون في الوادي تَحْبِسُ الماء، وكلُّ وَطِيءٍ يَحْبس الماء في الوادي وإِن لم يكن الماء في بطنه، فهو حديقةٌ. والحدِيقةُ : أَعْمقُ من الغَديِر. والحديقةُ: القِطعة من الزرع، وكله في معنى الاستدارة.
والحدائقُ: البَساتين والشجر الملتف. و حدِيقُ الرَّوْضِ: ما أَعشب منه والتَفَّ. يقال: رَوْضة بني فلان ما هي إلا حديقة ما يجوز فيها شيء. وقد أَحدقت الرَّوْضةُ عُشْباً، وإذا لم يكن فيها عشب فهي رَوْضة.
و الحَدَقةُ: السواد المستدير وسط العين، وقيل: هي في الظاهر سواد العين، وفي الباطن خَرَزَتها. قال الجوهري: حدَقةُ العين سوادها الأَعظم، والجمع: حَدَقٌ وأَحداقٌ وحِداقٌ. وقال غيره: السواد الأَعظم في العين هو الحدقة، والأَصغر هو الناظر، وفيه إنسان العين، وإنما الناظر كالمِرآة إذا استقبلتها رأيتَ فيها شخصك. و الحَدَقُ: الباذِنْجانُ، واحدتها حَدَقة، شبّه بحدَق المَها. وقيل: الحذَقُ: الباذنجان ، بالذال المنقوطة، ويقال للباذنجان: الحدق والمَغْد.
9 : أَزَرَ به الشيءُ: أَحاطَ. والإِزارُ: معروف. والإِزار: المِلْحَفَة, يذكر ويؤنث; قال أَبو ذؤيب الهذلي:
تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه
وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها
كانوا إِذا قتل رجلٌ رجلاً، قيل: دم فلان في ثوب فلان، أَي: هو قتله, والجمع آزِرَةٌ، مثل حِمار وأَحْمِرة, وأُزُر مثل: حمار وحُمُر. و الإِزارَةُ: الإِزار,كما قالوا للوِساد: وسادَة.
والإِزْرُ و المِئْزَرُ و المِئْزَرَةُ: الإِزارُ; وفي حديث الاعتكاف : "كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ، أَيقظ أَهله، وشَدَّ المئْزَرَ". المئزَرُ: الإِزار , وكنى بشدّهِ عن اعتزال النساء, وقيل: أَراد تشميره للعبادة.
يقال : شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري، أَي: تشمرت له; وقد ائْتَزَرَ به، و تأَزَّرَ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً، و تأَزَّرَ لبس المئزر, وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ, ويجوز أَن تقول: اتَّزَرَ بالمئزر أَيضًا فيمن يدغم الهمزة في التاء, كما تقول: اتَّمَنْتُهُ, والأَصل: ائْتَمَنْتُهُ. ويقال : أَزَّرْتهُ تأْزيرًا فَتَأَزَّرَ. ونصره نَصْرًا مُؤَزَّرًا، أَي: بالغًا شديدًا. يقال : أَزَرَهُ و آزَرَهُ: أَعانه وأَسعده , من الأَزْر : القُوَّةِ والشِّدّة ; ومنه حديث أَبي بكر الصديق أَنه قال للأَنصار يوم السَّقِيفَةِ : لقد نَصَرْتُم، و آزَرْتُمْ، وآسَيْتُمْ.
وجمعُ الإِزارِ: أُزُرٌ، وأَزَرْتُ فلانًا: إِذا أَلبسته إِزارًا، فَتَأَزَّرَ تَأَزُّرًا.
وفي الحديث: قال الله تعالى: "العَظَمَة إِزاري، والكِبْرياء ردائي". ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء، أَي: ليسا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازًا كالرحمة والكرم وغيرهما, وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ الإِنسان, وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ, فكذلك لا ينبغي أَن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ. ومنه الحديث الآخر: "تَأَزَّرَ بالعَظَمَةِ، وتَردّى بالكبرياء، وتسربل بالعز". وفيه: ما أَسْفَلَ من الكعبين من الإِزارِ فَفِي النار، أَي: ما دونه من قدَم صاحبه في النار، عقوبةً له, أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار; ومنه الحديث: "إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين الإِزرة" والإِزرة، بالكسر: الحالة وهيئة الائتزار;
والأُزْرُ: مَعْقِدُ الإِزارِ, وقيل: الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك. وقال القائل: داري: إِزاري. والإِزارُ: العَفافُ , على المثل; وفلان عفيف المِئْزَر، وعفيف الإِزارِ: إِذا وصف بالعفة عما يحرم عليه من النساء, ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة.
وقول القائل: فِدىً لك , من أَخي ثقة , إِزاري. أَي: أَهلي ونفسي; وقيل: يريد بالإِزار ههنا المرأَة.
10 : النَّضْرة: النَّعْمة والعَيْش والغِنىُ، وقيل: الحُسْن والرَّوْنَق؛ وقد نَضَر الشجرُ، والورقُ، والوَجهُ، واللونُ، وكل شيء يَنْضُر نَضْرًا و نَضْرة و نَضارة و نُضُورًاُ و نَضِر و نَضُرُ، فهو ناضِر و نَضِير و نَضِرٌ، أَي: حَسَنُ، والأُنثى: نَضِرَة، و أَنْضَر: كنَضَر. و نَضَره الله، و نَضَّره و أَنْضَره، ونَضَر اللهُ وجهه يَنْضُره نَضْرة أَي: حَسَّن. ونَضَر وجهه يتعدى ولا يتعدى. ويقال : نَضُرُ بالضمُ نَضَارةُ، وفيه لغة ثالثة: نَضِرُ بالكسر؛ حكاها أَبو عبيد. ويقال: نَضَّر الله وجههُ، بالتشديدُ، وأَنْضَر الله وجهه بمعنى واحد. وإِذا قلت: نَضَر الله امرأً، يعني: نَعَّمَه، ومَنْضُور: لا يكون إِلا من نَضَرهُ، بالتخفيف.
وأَنَضَر النَّبْتُ: نَضَر ورَقُه. وغلام نَضِير: ناعمُ، والأُنثى: نَضِيرة. ويقال: غلام غَضُّ نَضِير، وجارية غَضَّة نَضِيرة. وقد أَنْضَر الشجرُ: إِذا اخضرَّ ورقهُ، وربما صار النَّضْر نعتًاُ يقال: شيء نَضْر ونَضِير وناضِر. والنَّاضِر: الأَخضر الشديدُ الخضرة. يقال: أَخضر ناضِر كما يقال: أَبيض ناصِع، وأَصفرُ فاقِعُ، وقد يبالغ بالناضِر في كل لون. يقال: أَحمر ناضِر؛ وأَخضر ناضِر معناه: ناعِم. والناضِر في جميع الأَلوان: أَبيض ناضِر، وأَحمر ناضِر، ومعناه: الناعم الذي له بَرِيق في صَفائه. و النَّضِيرُ و النُّضار و الأَنْضَر: اسم الذهب، والفضةُ، وقد غلب على الذهبُ، وهو النَّضْر، وجمعه: نِضار و أَنْضُر. و النَّضْرة: السَّبِيكة من الذهب. وذهب نُضَار: صار ههنا نعتًا. و نُضارة كلِّ شيء: خالِصُه. والنُّضَار: الخالص من كل شيء.
و النَّضْر أَبو قُرَيْشُ وهو النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بنِ إِلياس بنِ مُضَر، ومَن لم يَلِدْه النَّضْر فليس من قريش.
والنُّضَار: الأَثْلُ، وقيل: هو ما كان عِدْيًا على غير ماءُ وقيل: هو الطويل منه المُسْتقيم الغُصونُ، وقيل: هو ما نبت منه في الجبلُ وهو أَفضله؛ والنُّضار: أَجود الخشب للآنية لأَنه يُعمل منه ما رَقَّ من الأَقداح واتَّسع وما غَلُظ ولا يحتمله من الخشب غيره. ومِنْبر سيدِنا رسول اللهُ صلي الله عليه وسلمُ نُضار. وقدَح نُضارٌ: اتُّخِذ من نُضار الخشبُ، وقيل: هو يُتخذ من أَثْل وَرْسِيّ اللَّونُ، يُضافُ ولا يُضافُ، يكون بالغَوْرِ. والغَرَب و النُّضار: ضَرْبان من الشجر تُعمل منهما الأَقداح. وقال الليث: النُّضار الخالص: من جَوْهَرِ التِّبر والخشبُ، وجمعه أَنْضُر.
11 : يقال: شد الفرسُ على الحِجْر فَتَقَمَّمها، أَي: تَسَنَّمها. وجاء القَومُ القِمَّة أي: جميعاً, دخلت الأَلف واللام فيه كما دخلت في الجَمَّاء الغَفير.
والقِمّةُ: أعلى الرأْسِ، وأَعلى كلِّ شيء. وقِمَّةُ النخلة: رأْسها. و تَقَمَّمها: ارتقى فيها حتى يبلغ رأسَها. وقِمَّةُ كل شيء: أَعلاه ووسطه. و تَقْمِيم النجم: أَن يتوسط السماء، فتراه على قِمَّة الرأس. والقِمَّة, بالكسر: القامةُ; وهو حَسن القِمَّة أَي: اللِّبْسةِ والشخص والهيئة, وقيل: القِمّة: شَخْص الإنسان ما دام قائماً, وقيل: ما دام راكباً. ويقال: فلان حَسَنُ القامةِ و القِمّةِ و القُومِيّةِ بمعنى. والقِمَّةُ أيضاً: وسط الرأْس. والقِمّة: رأْس الإنسان.
والقِمّة والقُمامةُ جماعة القَوْم. و تَقَمَّمَ الفرَسُ الحِجْرَ: علاها. و القَمْقامُ، والقُماقِمُ من الرجال: السيّد الكثير الخير، الواسع الفضل. ويقال: سيد قُماقِمٌ, بالضم, لكثرة خيره; ووقع في قَمْقام من الأَمر، أي: وقع في أَمر عظيم كبير. و القَمْقامُ: الماء الكثير. وقَمْقام البحر: مُعْظَمه لاجتماع مائه, وقيل: هو البحر كله, والبحر: القَمْقام أَيضاً.
12 : طيف، يقال: طَيْفُ الخيال: مجيئه في النوم; وطافَ الخَيالُ يَطِيفُ طَيْفاً و مطَافاً: أَلَمَّ في النوم. و الطَّيْفُ و الطِّيفُ: الخَيالُ نفسُه. والطَّيْفُ: المَسّ من الشيطان. وطَيفٌ من الشيطان، كقولهم: لَمَم من الشيطان; وأَصل الطيف: الجنون، ثم استعْمل في الغضب، ومَسِّ الشيطان. يقال: طاف يَطيف و يَطُوفُ طَيْفاً و طَوْفاً فهو طائف, ثم سمي بالمصدر; ومنه طيف الخيال: الذي يراه النائم. و الطِّيافُ: سَوادُ الليل.
13 : البَخْتَرَةُ و التَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ; وقد بَخْتَرَ و تَبَخْتَرَ، وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ، وفلان يَتَبَخْتَرُ في مِشْيَتِهِ، ويَتَبَخْتَى; وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ أَسيراً فقال الحجاج:
جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
فقال يزيد:
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ
البَخْتَريُّ المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ, وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب بنفسه. ورجل بِخْتِيرٌ و بَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ وقيل: حَسَنُ المشي والجسم, والأُنثى بَخْتَرِيَّة، والبَخْتَريُّ من الإِبل: الذي يَتَبَخْتَرُ أَي: يختال.
14 : زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: ملأَه. و تَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ. و الزُّنَّارُ، والزُّنَّارَةُ: الحزام، ويشدّه على وسطه, و الزُّنَّيْرُ: لغة فيه; وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طويلة عظيمة الجسم. وفي النوادر: زَنَّرَ فلان عينَه إِليَّ: إِذا شدَّ نظره إِليه. والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون في الحُشُوشِ, واحدها: زُنَّارٌ و زُنَّيْرٌ، و الزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ.
15 : لَمَاْ لَمْواً: أَخذ الشيءَ بأَجمعه. و أَلْمى على الشيء: ذهَب به; واللُّمةُ الجَماعة من الناس. وقيل اللُّمةُ من الرجال: ما بين الثلاثة إلى العشرة. واللُّمة: الأُسْوة. ويقال: لك فيه لُمةٌ أَي أُسْوة. واللُّمةُ : المثل يكون في الرجال والنساء, يقال : تزوّج فلان لُمَتَه من النساء أَي مثله. واللُّماتُ المُتَوافِقُون من الرجال. يقال : أَنتَ لي لُمةٌ، وأَنا لَكَ لُمةٌ, واللُّمَى: الأَتْراب.
واللُّمْيُ على فُعْلٍ: جماعة لَمْياء, مثل العُمْي جمع عَمْياء: الشِّفاهُ السود.
واللَّمَى, مقصور: سُمْرة الشفَتين واللِّثاتِ يُسْتحسن, وقيل: شَرْبة سَوادٍ, وقد لَمِيَ لَمًى، ويَلْمِي لُمِيّاً: إِذا اسودَّت شفته. و اللُّمَى بالضم: لغة في اللَّمَى.
ورجل أَلْمَى، وامرأَة لَمْياء، وشَفَةٌ لَمْياء: بَيِّنَةُ اللَّمَى. وقيل: اللَّمْياء من الشِّفاهِ: اللطِيفةُ القليلةُ الدم, وكذلك اللِّثةُ اللَّمْياء: القليلة اللحم.
وقال بعضهم: الأَلَمى: البارد الرِّيق, والتُمِيَ لونُه: مثل التُمِعَ, قال: وربما هُمِز. وظِلٌّ أَلْمَى: كثيفٌ أَسودُ; وشجرة لَمْياء الظل: خضراء كثيفة الورق; وشجر أَلمَى الظِّلال: من الخُضرة المائلة إِلى السواد، تشبيهاً باللَّمى الذي يُعمل في الشفة، واللِّثة من خُضرة أَو زُرْقة أَو سواد.
16 : سوق: السَّوق معروف. وساقَ الإبلَ وغيرَها يَسُوقها سَوْقاً و سِياقاً وهو سائقٌ و سَوَّاق شدِّد للمبالغة; وسَوَّقَها كساقَها; وساقَ فلانٌ من امرأته أي: أعطاها مهرها. والسِّياق المهر.
ويقال : فلان في السِّياق أي في النَّزْع. ويقال: رأيت فلاناً بالسَّوْق أي: بالموت، يُساق سوقاً، وإنه نَفْسه لتُساق. والسِّياق: نزع الروح.
والسُّوق: موضع البياعات التي يُتعامل فيها, تذكر وتؤنث. والجمع: أسواق، والسُّوقة لغة فيه. و تَسَوَّق القومُ: إذا باعوا واشتَروا.
و سُوقُ القتالِ والحربِ و سوقَتُه: حَوْمتُه, وقد قيل: إن ذلك مِنْ سَوْقِ الناس إليها.
الساقُ: لكل شجرة ودابة وطائر وإنسان. والساقُ: ساقُ القدم. والساقُ من الإنسان: ما بين الركبة والقدم, ومن الخيل والبغال والحمير والإبل: ما فوق الوَظِيف, ومن البقر والغنم والظباء: ما فوق الكُراع; قال مجنون ليلى:
فَعَيْناكِ عَيْناها, وجِيدُك جِيدُها
ولكنّ عَظْمَ السَّاقِ منكِ رَقيقُ
وامرأة سوْقاء: تارَّةُ الساقين، ذات شعر. و الأَسْوَق: الطويل عَظْمِ الساقِ, والمصدر: السَّوَق. وقال الجوهري: امرأة سَوْقاء: حسنَة الساقِ. والأَسْوَقُ: الطويل الساقين;
في قوله تعالى: [يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ] إنما يريد به: شدة الأمر، كقولهم: قامت الحربُ على ساق, ولسنا ندفع مع ذلك أَنَ الساق إذا أُريدت بها الشدة فإنما هي مشبَّهة بالساق هي التي تعلو القدم, وأَنه إنما قيل ذلك لأن الساقَ هذه الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها، فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً، وقد يكون يُكْشَفُ عن ساقٍ لأن الناس يَكِشفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدَّة الأَمر; ويقال للأَمر الشديد: ساقٌ، لأن الإنسان إذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه, ثم قيل للأَمر الشديد: ساقٌ.
وأَما قوله تعالى: [فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ] فالسُّوق: جمع ساقٍ، مثل دارٍ ودُورٍ ; الجوهري، و سِيقانٌ و أَسْوقٌ.
وفي الحديث: "لا يسْتَخرجُ كنْزَ الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ" هما تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها, وإنما صَغَّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقَّة والحُموشة.
و ساقُ الشجرةِ: جِذْعُها, وقيل ما بين أَصلها إلى مُشَعّب أَفنانها, وجمع ذلك كله: أَسْوُقٌ و أَسْؤُقٌ و سُوُوق و سؤوق و سُوْق و سُوُق الأَخيرة نادرة, توهموا ضمة السين على الواو،
و سَوَّقَ النَّبتُ : صار له ساقٌ; وساقَه: أَصابَ ساقَه. وسُقْتُه: أصبت ساقَه. و السَّوَقُ: حُسْن الساقِ وغلظها, و سَوِق سَوَقاً، وهو أَسْوَقُ.
والسُّوقة :بمنزلة الرعية التي تَسُوسُها الملوك, سُمُّوا سُوقة: لأن الملوك يسوقونهم فينساقون لهم, يقال للواحد: سُوقة، وللجماعة: سُوقة. والسُّوقة خلاف المَلِك, يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث والمذكر; وربما جمع على سُوَق
17 : ومعنى آخَرُ: شيءٌ غيرُ الأَوّلِ; وقولُهُم: لا أَفْعلهُ أُخْرَى الليالي، أَي: أَبدًا, وأُخْرَى المنونِ أَي: آخِرَ الدهرِ; وأُخَرُ: جمع أُخْرَى، وأُخْرَى: تأْنيثُ آخَرَ، وهو غيرُ مصروفٍ، أي: اسم ممنوع من الصرف.
18 : القُمْقُمُ: الجَرَّة. والقُمْقُم: ضرب من الأَواني. والقُمْقُمُ: ما يُسْتَقى به من نحاس, والقُمقم: ما يسخن فيه الماء، وهو من نحاس وغيره, ويكون ضيّق الرأْس, والقُمْقُم: الحُلْقوم.
وفي المثل: على هذا دارَ القُمْقُم، أي: إلى هذا صار معنى الخبر, يُضرب للرجل إذا كان خبيراً بالأَمر, وكذلك قولهم: على يَديَّ دارَ الحديثُ, والجمع: قَماقِمُ. والقِمْقِم: البُسْر اليابس, بالكسر, وقيل: هو ما يبس من البُسر إذا سقط اخضرّ ولانَ.
19 : الجَوْد: مصدرٌ، والمطر الغزير، أو ما لا مطر فوقه، وهو جمع جائد، وقد يأْتِي وصفًا فيُقال: هاجت لنا سماءٌ جَوْدٌ، ومُطِرنا مطرًا جَوْدًا، والْجُود: إفادة ما ينبغي، لا لِعوضٍ، وهو صفةٌ ذاتيَّةٌ للجوَّاد، ولا يُسْتَحَقُّ بالاستحقاق ولا بالسؤال، والكرم مسبوقٌ باستحقاق السائل والسؤال منه.
والجَيِّدُ: ككَيِّس: ضِدُّ الرَّدِيءِ، والجمع: جِيادٌ وجِياداتٌ وجَيائِدُ، وجادَ يَجُودُ جُودَةً وجَوْدَةً: صارَ جَيِّداً، وأجادَهُ غيرُهُ وأجْوَدَهُ. وجادَ وأجادَ: أتَى بالجَيِّدِ، فهو مِجْوادٌ, واسْتَجادَهُ: وجَدَهُ أو طَلَبَه جَيِّداً.
والْجُود: السخاءِ، والجَوادُ: السَّخِيُّ والسَّخِيَّةُ والجمع: أجْوادٌ وأجاوِدُ وجُوُدٌ، كقُذُلٍ، وجُوَدَاءُ، وقد جادَ جُوداً، واسْتَجادَه: طَلَبَ جُودَهُ، فأَجادَه دِرْهَماً: أعطاهُ إياهُ
وفَرَسٌ جَوادٌ: بَيِّنُ الجُودَة بالضم رائِعٌ، والجمع: جِيادٌ، وقَد جادَ في عَدْوِهِ جُودَةً وجَوْدَةً وجَوَّدَ وأجْوَدَ، واسْتَجادَ: الفَرَسَ طَلَبَه جَوَاداً، والجَوْدُ: المَطَرُ الغَزيرُ، جمعُ جائِدٍ وهاجَتْ سَماءٌ جَوْدٌ، ومَطَرتانِ جَوْدانِ، وجِيدَتِ الأرضُ وأُجيدَتْ فهي مَجُودةٌ، وجادتِ العيْنُ جَوْداً وجُؤُداً: كثُرَ دَمْعُها، وجاد بنَفْسهِ: قَاربَ أن يَقضِيَ، وحتْفٌ مُجيدٌ: حاضرٌ. والْجُوْدُ، بالضم: الجُوعُ.
ويقال: جوّد في عدوه تجويداً، و جَاد المطر جَوْداً، وَبَلَ فهو جَائد، والجمع جَوْد، مثل صاحب وصَحْب، وجادهم المطر يَجُودهم جَوْداً، ومطرٌ جَوْد بَيِّنُ الجَوْد غزيز، وقيل : الجود من المطر: الذي لا مطر فوقه البتة، وأَجاده: قتله. وجاد بنفسه عند الموت، يَجُودُ جَوْداً، و جووداً قارب أَن يِقْضِيَ; ويقال: هو يجود بنفسه إِذا كان في السياق، والعرب تقول: هو يَجُود بنفسه ، معناه يسوق بنفسه.
20 : القَهْقَرُ و القَهْقَرُّ بتشديد الراء: الحجر الأَمْلَسُ الأَسود الصُّلْبُ, والقَهْقَرة: الصَّخْرة الضخمة, وجمعها أَيضاً قَهْقَرٌ.
والقَهْقَرَى: الرجوع إِلى خلف, فإِذا قلت: رَجَعْتُ القَهْقَرَى، فكأَنك قلت: رجعت الرجوعَ الذي يعرف بهذا الاسم، لأَن القَهْقَرَى ضرب من الرجوع; و قَهْقَر الرجلُ في مِشْيَته: فعل ذلك. و تَقَهْقَر: تَراجَعَ على قفاه. ويقال : رجع فلانٌ القَهْقَرَى. والرجل يُقَهْقِرُ في مِشْيَته: إِذا تَراجَعَ على قفاه قَهْقَرة.
والقَهْقَرَى : مصدر قَهْقَرَ: إِذا رجع على عقبيه. وإِذا ثَنَّيْتَ القَهْقَرَى والخَوْزَلى ثَنَّيْتَه بإِسقاط الياء فقلت: القَهْقَرانِ والخَوْزَلانِ, استثقالاً للياء مع أَلف التثنية، وياء التثنية, والقَهْقَرَى: الإرتداد. وقيل: إِنه من باب القَهْرِ.
21 : سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً: كنسه. والمِسْفَرَةُ: المِكْنَسَةُ, وأَصله الكشف. وقد سَفَرَه: كَشَطَه . وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ: فَرَّقَتْه فتفرق، وكشطته عن وجه السماء.
و السَّفَرُ: خِلافُ الحَضَرِ , وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء, والجمع: أَسفار. ورَجُلٌ سافرٌ: ذو سَفَرٍ, وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ; وقومٌ سافِرَةٌ و سَفْرٌ و أَسْفَارٌ و سُفَّارٌ، وقد يكون السَّفْرُ للواحد.
و المُسافِرُ كالسَّافِر،. وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة; يعني المُسافِرَ منهم, يقول: رُمُوا بالحجارة حيث كانوا، يقال: رجل سَفْرٌ، وقوم سَفْرٌ, ثم أَسافر: جمع الجمع، وكثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي: المسافرون، والسَّفْر: جمع سافر كما يقال: شارب وشَرْبٌ, ويقال: رجل سافِرٌ وسَفْرٌ أَيضاً. والسَّفَرُ: قطع المسافة, والجمع الأَسفار، و المِسْفَرُ: الكثير الأَسفار القويُّ عليها.
و السِّفْرُ: بالكسر: الكتاب, وقيل: هو الكتاب الكبير, والجمع: أَسْفارٌ، والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ, واحدهم: سافِرٌ، وهو بالنَّبَطِيَّةِ: سافرا. وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً. وقوله تعالى: [كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا]. الأَسفار: الكتب الكبار، واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالى: أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة وما فيها، كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب, وهو لا يعرف ما فيها ولا يعيها. والسَّفَرَةُ : كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال. و السافِرُ في الأَصل: الكاتب , سمي به لأَنه يبين الشيء ويوضحه.
22 : التَّيْمُ: أَن يَسْتَعْبده الهَوَى، وقد تامَه؛ ومنه تَيْمُ الله: وهو ذَهابُ العقل من الهَوى، ورجل مُتَيَّم. وقيل: التَّيم: ذهاب العقل وفساده؛ و مُتَيَّم: أَي مُعَبَّد مُذَلَّل. و تيَّمَه الحبُّ: إِذا اسْتولى عليه. قال الأَصمعي: تَيَّمَتْ فلانةُ فلاناً تُتَيِّمهُ، و تامَتْه تَتِيمُه تَيْماً: فهو مُتَيَّم بالنساء، و مَتِيمٌ بهنَّ. وقيل: المُتَيَّم: المُضَلَّل؛ ومنه قيل للفَلاة تَيْماء، لأَنه يُضَلُّ فيها. وأَرض تَيْماءُ: مُضِلَّة مُهْلِكة، وقيل: وقال الأَصمعي: التَّيْماء: التي لا ماء بها من الأَرَضِين ، ونحو ذلك. وتامَ: إِذا عَشِق، و تامَ: إِذا تَخَلَّى من الناس. و التَّيم: العبد ، وتَيمُ الله منه، كما تقولُ عبد الله.
23 : كمم، الكُمُّ: كمُّ القَمِيص، والكُمُّ من الثوب: مَدْخَل اليد ومَخْرَجُها, والجمع أَكْمام لا يكسَّر على غير ذلك, وقيل في جمعه: كِمَمة مثل حُبٍّ وحِبَبةٍ. و أَكَمَّ القَميص: جعل له كُمَّين. وكُمُّ السبُع: غِشاء مَخالِبه. والكُمُّ: للطَّلْعِ. وقد كُمِّتِ النَّخلة, على صيغة ما لم يسم فاعله, كَمّاً و كُمُوماً، وكُمُّ كل نَوْر: وِعاؤه, والجمع أَكْمام و أَكامِيم، وهو الكِمام، وجمعه: أَكِمَّةٌ. والكُمُّ: كُمُّ الطلع, ولكل شجرة مُثمرة كُمٌّ, وهو بُرْعُومته. وكِمامُ العُذوق: التي تجعل عليها, واحدها كُمٌّ. والكُمَّةُ: كلُّ ظَرْف غطيَّت به شيئاً وأَلْبسته إياه فصار له كالغِلاف, ومن ذلك أَكمام الزرع: غُلُفها التي يَخرج منها. وأَكمامُ النخلة: ما غَطى جُمّارَها من السَّعَف والليف والجِذْع. وكلُّ ما أَخرجته النخلة فهو ذو أَكمام, فالطَّلْعة كُمُّها قشرها, ومن هذا قيل للقَلَنْسُوة كُمَّة، لأنها تُغَطِّي الرأْس, ومن هذا كُمّا القميص لأنهما يغطيان اليدين; و الكِمّ بالكسر, والكِمامة: وِعاءُ الطلع وغِطاءُ النَّور, والجمع كِمام وأَكِمَّة وأَكمام.
24 : المَرْجع : الرّجُوع، ومحل الرجوع، وهو في الأصْل: أُسفل الكتف، وما: ما يرجَع إليه في علم أو أدبٍ من عالِم أوكتاب؛ والجمع: مراجِع.
ورَجَع يَرْجِع رَجْعاً، و رُجُوعاً و رُجْعَى و رُجْعاناً و مَرْجِعاً و مَرْجِعةً: انصرف. والمَرجِع: مصدر على فُعْلى; وفي القرآن الكريم: [إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا] أَي: رُجُوعكم; وهذا فيما جاء من المصادر التي من فَعَلَ يَفْعِل على مَفْعِل، بالكسر، ولا يجوز أَن يكون ههنا اسمَ المكان لأَنه قد تعدَّى بإِلى، وانتصبت عنه الحالُ، واسم المكان لا يتعدَّى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إِلا أَنّ جُملة الباب في فَعَلَ يَفْعِل أَن يكون المصدر على مَفْعَل، بفتح العين. و راجَع الشيءَ ورَجع إِليه; ورَجَعْته أَرْجِعه رَجْعاً و مَرْجِعاً و مَرْجَعاً و أَرْجَعْتُه في لغة هذيل.
ورَجْعُ الجَوابِ ورَجْع الرَّشْقِ في الرَّمْي: ما يَرُدُّ عليه. و الرَّواجِعُ: الرِّياح المُخْتلِفَةُ لمَجِيئها وذَهابها. والرَّجْعُ و الرُّجْعَى و الرُّجْعان و المَرْجُوعَةُ و المَرْجُوعُ: جواب الرسالة; و رُجْعان الكتاب: جَوابه. يقال: رجَع إِليَّ الجوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعاناً. ويقال: ما كان من مَرْجُوعِ أَمر فلان عليك أَي من مَردُوده وجَوابه. ورجَع إِلى فلان من مَرْجوعِه كذا : يعني رَدّه الجواب. ومتاع مُرْجِعٌ : له مَرْجُوع.
25 : المَصْدَرُ: ما يصْدُر عنه الشيْءُ؛ والشمسُ هي مَصْدر النّور في النهار. والمصدر: موضع الصُّدور؛ ومصدر الأخبار، ومصدر الطَّاقةِ. والمصدر في اللغة العربية: هو كلمة تدلّ على الحدث من غير زمان؛ مثل كلمة خروج: هي مصدر. والمَصادِرُ: هي الأصول من المؤلَّفات الّتي يُرجَعُ إليها مثل مصادر الشعر الجاهلي. المصادر والمراجع بالنسبة إلى دراسةٍ ما هي: البِيبلُيوغَرَافيَا والجمع: مصادِرُ.
و التَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس. وصَدَّر كتابه: جعل له صَدْراً; و صَدَّره في المجلس فتصدَّر، وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر, كلاهما: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي: رَجَعُوا عنه, وصَدَرُوا إِلى المكان صاروا إِليه; والوارِدُ: الجائِي, و الصَّادِرُ المنصرف، والمَصْدَرُ: أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها صَوادِرُ الأَفعال, وتفسيره: أَن المصادر كانت أَول الكلام, كقولك: الذّهاب والسَّمْع والحِفْظ, وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها, فيقال: ذهب ذهاباً، وسمِع سَمْعاً وسَمَاعاً، وحَفِظ حِفْظاً.
26 : الحَنَكُ من الإنسان والدابة: باطن أَعلى الفم من داخل، وقيل: هو الأَسفل في طرف مقدّم اللَّحيْين من أَسفلهما، والجمع أَحْناك لا يكسّر على غير ذلك. وقيل: الحَنَكُ: الأَسفل، والفَقْمُ: الأَعلى من الفم، والحَنَكان: الأَعلى والأسفل ، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأَعْلى حَنَك.
و حَنَّكَ الدابة: دلَكَ حَنَكَها فأَدماه. و المِحْنَكُ و الحِناكُ: الخيط الذي يُحنََّك به. والتَّحْنِيك: أَن تمضغ التمر، ثم تدلُكه بحَنَك الصبي داخل فمه; يقال منه : حَنَكْتُه و حَنَّكْتُه فهو مَحْنوك و مُحَنَّك.
وحَنَكَ الدابةَ يَحنِكها و يَحْنُكها: جعل الرَّسَنَ في فيها من غير أَن يشتق من الحنك; واسْتَحْنك الرجلُ: قوي أَكله واشتد بعد ضعف وقلة،
والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك. والحُنْكةُ: السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور. وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً و حَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه، واحْتَنَكَتْهُ: هَذَّبته، وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل، والاسم: الحُنْكة و الحُنْك و الحِنْك.
وحَنّكَته السِّنُّ: إذا نبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل، وحَنّكتْه السنُّ: إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فهو مْحَنَّك و مُحْنَك، والجمع هم: أَهل الحُنْك و الحِنْك والحُنْكة، أَي: أَهل السن والتجارِبِ. واحْتَنك الرجلُ أي: استحكم. وحَنَّكَتْك الأُمور أَي: راضتك وهذبتك، يقال بالتخفيف والتشديد، وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه: إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلاً يقوده به. ورجل مُحْتَنَك و حَنيك: مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك وإِن لم يستعمل. وحَنَكْتُ الشيءَ: فهمته وأَحكمته. ورجل حُنُك، وامرأَة حُنُكة: إذا كانا لبيبين عاقلين ورجل مُحَنَّك: وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور. و المُحْتَنَك: الرجل المتناهي عقله وسنه. والحُنُك: العقلاء جمع حَنِيك. يقال: رجل مَحْنوك و حَنِيك و مُحْتَنَك و مُحَنَّك: إذا كان عاقلاً. والحَنيك: الشيخ;
و الحَنَكَةُ: الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ. يقال: أَشرف على هاتِيك الحنَكة، وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ. والحَنَكُ: آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَدَّان. والحُنْكة و الحِناك: الخشبة التي تضم الغَراضِيف، وقيل: هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل.
27 : العنيدُ: المُعْرِضُ عن طاعة الله تعالى. وعَنَدَ الرجلُ يَعْنُد عَنْداً و عُنُوداً و عَنَداً: عتا وطَغَا وجاوزَ قَدْرَه. ورجل عَنِيدٌ عانِدٌ, وهو من التجبُّرِ. والعَنُودُ و العَنِيدُ: بمعنىً وهما فَعِيلٌ وفَعُولٌ بمعنى فاعل أَو مُفاعَل. و عنَدَ عن الحق وعن الطريق يَعْنُدُ و يَعْنِدُ: مالَ. والمُعانَدَةُ و العِنادُ: أَن يَعْرِفَ الرجلُ الشيء فيأْباه ويميل عنه.
قال ابن منظور في لسان العرب: وكان كفر أَبي طالب مُعاندة لأَنه عرف وأَقرَّ وأَنِفَ أَن يقال: تَبِعَ ابن أَخيه, فصار بذلك كافراً. و عانَدَ مُعانَدَةً أَي: خالف وردَّ الحقَّ وهو يعرفه, فهو عَنِيدٌ و عانِدٌ.
والمُعانِدُ هو: المُعارِضُ بالخلاف لا بالوِفاقِ, وهذا الذي تعرفه العوام, وقد يكون العِنادُ: معارضةً لغير الخلاف, و أَعْنَدَ الرجلُ: عارَضَ بالخلاف. و أَعْنَدَ: عارَض بالاتفاق. و عانَدَ البعيرُ خِطامَه: عارضَه. و عانَدَه معانَدَةً و عِناداً: عارَضَه.
28 : جَذَرَ الشيءَ يَجْذُرُه جَذْراً: قطعه واستأْصله. و جَذْرُ كل شيء: أَصلُه. و الجَذْرُ: أَصل اللسان، وأَصل كل شيء.
و الجُؤْذُرُ والجُوذَرُ: ولد البقرة الوحشية، والجمع: جآذِرُ. وبقرة مُجْذِرٌ: ذات جُؤْذَر; وجمع تكسيره على جَواذِرَ، فإِن كان ذلك فَجُؤْذُر فُؤْعُلٌ، وجُؤْذَرٌ فُؤْعَلٌ. ويكون جُوذُرٌ وجُوذَرٌ مخففاً من ذلك تخفيفاً بدلياً أَو لغة فيه. وحكى ابن جني أَن جَوْذَراً على مثال كَوْثَرٍ لغة في جُوذَرٍ، وهذا مما يشهد له أَيضاً بالزيادة لأَن الواو ثانِيةً لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة. و الجَيْذَرُ: لغة في الجَوْذَرِ. قال ابن سيده: وعندي أَن الجَيْذَرَ والجَوْذَر عربيان، والجُؤْذُر والجُؤْذَر فارسيان.
29 : صالَ على قِرْنِه صَوْلاً و صِيالاً و صُؤُولاً و صَوَلاناً و صالاً و مَصالةً: سَطا; والصَّؤُول من الرجال: الذي يَضْرب الناسَ ويَتَطاول عليهم; و صالَ عليه: إِذا اسْتطال. و صالَ عليه: وَثَبَ. صَوْلاً وصَوْلةً. يقال: رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْل. والمُصاوَلَةُ المُواثَبة, وكذلك الصِّيالُ و الصِّيالة، ويَتَصاولانِ أَي: يَتَواثَبانِ. والصَّولة: الوَثْبة.
30 : الغَضْفَرُ: الجافي الغليظ، والغَضَنْفرُ: الغليظ المُتَغَضِّن؛ وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غليظة كثيرة الشعر؛ وهي التي غلظت وكثر لحمها. وأَسد غَضَنْفَر: غليظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. ورجل غَضَنْفَرٌ: إذا كان غليظاً أَو غليظ الجثّة، وأَصله: الغَضْفَر، والنون زائدة. وفي نوادر الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ، وقد غَضْفَرَ وقَنْدَلَ: إِذا ثَقُل.
31 : أمرجت: المَرْجُ: الفضاء، وقيل: المَرْجُ: أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها الدوابُّ؛ وقيل: أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ، والجمع: مُروجٌ.
وفي الصحاح: المَرْجُ: الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ. و مَرَجَ الدابَّةَ يَمْرُجُها: إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج. و أَمْرَجَها: تركها تذهب حيث شاءت، وقيل: مرج دابته: خَلاَّها، وأَمْرَجَها: رَعاها. وإِبلٌ مَرَجٌ: إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى. ودابة مَرَجٌ، لا يثنى ولا يجمع.
و المَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتم في إِصْبَعِي مَرَجاً: أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، والكسر أَعلى مثل جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ ، كذلك.
وأَمْرَجَه الدم: إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط. وسهم مَرِيجٌ: قَلِقٌ . و المَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ الأَمرُ مَرَجاً فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وكذلك مَرَجُ العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل المَرَجِ: القَلَقُ. وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي: مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم يَفِ به. ومَرِجَ الناسُ: اختلطوا. ومَرِجَتْ أَماناتُ الناس: فسدت، ومنه الهَرْجُ و المَرْجُ ويقال : إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ، ازْدِواجاً للكلام. والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ.
ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً. وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ: إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ غِرْساً ودَماً.
32 : الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً; وقيل: الجارية الناعمة, والجمع: خَوْدات و خُود بضم الخاء, مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن، ولا فعل له. والتَّخْويد: سرعة السير,
33 : العَصْر و العِصْر و العُصْر و العُصُر: الدهر. والجمع: أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصْرٌ وعُصورٌ؛ والعَصْران: الليل والنهار. والعَصْر الليلة. والعَصْر اليوم.
والمُعْصِر: التي بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها وأَدركت, وقيل : أَول ما أَدركت وحاضت, يقال: أَعْصَرَت كأَنها دخلت عصر شبابها؛ والجمع: مَعاصِرُ و مَعاصِيرُ؛ ويقال: هي التي قاربت الحيض لأَنّ الإِعصارَ في الجارية كالمُراهَقة في الغُلام, وقيل: المُعْصِرُ: هي التي راهقت العِشْرِين, وقيل : المُعْصِر: ساعة تَطْمِث، أَي تحيض لأَنها تُحْبَسُ في البيت, يجعل لها عَصَراً، وقد عَصَّرَت و أَعْصَرَت، ويقال: أَعْصَرَت الجارية وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت: إِذا أَدْرَكَت. فهي مُعْصِرٌ: بلغت عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ بلغت عَصْرَها وعُصورَها؛ وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه: مما له دُهْن أَو شراب أَو عسل يَعْصِرُه عَصْراً فهو مَعْصُور وعَصِير، و اعْتَصَرَه: استخرج ما فيه, وقيل: عَصَرَه: وَليَ عَصْرَ ذلك بنفسه, واعْتَصَره إِذا عُصِرَ له خاصة, واعْتَصَر عَصِيراً اتخذه, وقد انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشيء وعُصارهُ، وعَصِيرُه: ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته؛ و المُعْصِرات: السحاب فيها المطر, وقيل: المُعْصِر السحابة التي قد آن لها أَن تصُبّ؛ وجارية مُعْصِرٌ منه. وقال الفراء: السحابة المُعْصِر: التي تتحلَّب بالمطر، ولمَّا تجتمع مثل الجارية المُعْصِر قد كادت تحيض ولمّا تَحِضْ, وقال قوم: إِن المُعْصِرات: الرِّياحُ ذوات الأَعاصِير.