keko
02/01/2004, 12:03
بعد ان اثار القرار الفرنسي بمنع الحجاب في المدارس ردود فعل سلبية وصلت احيانا الى حد الاستياء في العالم، ايد الفرنسيون فرض هذا القانون في بلدهم الذي يعتبر واحدا اكثر الدول الاوروبية علمانية ويواجه وجودا اسلاميا متناميا لم يحسن دمجه في مجتمعه. وايد 69% من الفرنسيين هذا القانون بينما ارتفعت شعبية الرئيس جاك شيراك ورئيس الحكومة جان بيار رافاران بعد موقف الاول شيراك الصدد. فبعد اشهر من الجدل الحاد، بت الرئيس الفرنسي في المسألة عملا
بتوصيات لجنة "حكماء" فوافق على قانون يحظر اللاموز والاشارات الدينية الواضحة بما فيها الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية. واعتبر هذا القانون موجها بالمرتبة الاولى الى مجموعة مسلمي فرنسا وبدا وكانه رد على الخوف من التيار الاسلامي او الاصولي او الارهابي الذي ينسب في بعض الاحيان وبشكل متسرع الى هذه المجموعة. وقوبل هذا القانون بالرفض من جانب مسلمي فرنسا. واثار تظاهرات شارك فيها حوالى اربعة الاف شخص بينهم العديد من النساء المحجبات، في عطلة نهاية الاسبوع الماضي في باريس وستراسبورج (شرق). وسارت المتظاهرات على انغام النشيد الوطني الفرنسي للمطالبة بـ"حرية
الخيار". ومن المقرر تنظيم تظاهرات جديدة فى يناير. وتضم فرنسا اكبر مجموعة مسلمة في اوروبا يتراوح عدد افرادها بين اربعة وخمسة ملايين شخص وتمثل حوالى 8% من الفرنسيين. وقد ازدادت هذه المجموعة بشكل ملفت خلال العقود الاخيرة ومن المتوقع ان تواصل نموها في المستقبل. وخلافا للدول الاوروبية المجاورة لها، تحظر فرنسا الطائفية باسم العلمانية التي اقرها القانون منذ العام 1905، غير انها لم تنجح في دمج المجموعة المسلمة التي يتوزع وجودها على بعض الاحياء الاقرب الى المعازل، مع ما يترتب عن ذلك من مشكلات اقتصادية واجتماعية، فضلا عن مشكلات الهوية والانتماء.
ويشكل الحجاب بالنسبة للعديد من الفتيات اعلان هوية، وقد اخترن وضعه في حين تخلت عنه والداتهن. اما الفرنسيون، فينتقدونه معتبرين انه "سلاحا سياسيا"، كما اعلن معظم المشاركين في مناقشة نظمتها الاذاعة الخاصة "اوروب 1" الخميس. واثار قرار جاك شيراك دهشة كبيرة في العالم العربي والاسلامي، خصوصا وانه يعتبر صديقا للعرب، ولا سيما بعد موقفه الحازم في النزاع الامريكي العراقي.
غير ان الرئيس الفرنسي اضطر الى اتخاذ اجراء بشكل عاجل في مواجهة تصاعد معاداة السامية وسط انباء الانتفاضة ونسب التأييد التي يسجلها اليمين المتطرف الداعي الى عداء الاجانب والمهاجرين مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في 2004. غير ان اصواتا عديدة ارتفعت معتبرة ان القرار لم يكن متناسبا مع دافعه. ودعا عالم الاجتماع ادغار موران الى تجاوز "التناقض بين التمايز الطائفي وفرض تماثل" من اجل تطوير نموذج متعدد الثقافات.
ورأى البعض وبينهم رئيس اساقفة ليون شرق فيليب بربران ان هذا القانون "قد يشكل مهد الاصولية". واذا كان العديدون مثل بول تيبو رئيس رابطة الصداقة اليهودية المسيحية، يبررون هذا الموقف المرتبك ازاء الاسلام ب"حصر" الديانة في مساحة خاصة، فان البعض يعتبرون ان الفرنسيين انفسهم يواجهون مشكلة اخلاقية، فضلا عن مشكلة في تحديد هويتهم.
وتساءلت صحيفة "لو فيجارو" المحافظة مختصرة المسألة "اي طموح يمكن ان يساور فرنسا؟ ما معنى ان نكون فرنسيين؟"، مشيرة الى ان "العلمانية هي مبدأ تنظيمي وليست مصيرا".
المصدر: وكالات
بتوصيات لجنة "حكماء" فوافق على قانون يحظر اللاموز والاشارات الدينية الواضحة بما فيها الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية. واعتبر هذا القانون موجها بالمرتبة الاولى الى مجموعة مسلمي فرنسا وبدا وكانه رد على الخوف من التيار الاسلامي او الاصولي او الارهابي الذي ينسب في بعض الاحيان وبشكل متسرع الى هذه المجموعة. وقوبل هذا القانون بالرفض من جانب مسلمي فرنسا. واثار تظاهرات شارك فيها حوالى اربعة الاف شخص بينهم العديد من النساء المحجبات، في عطلة نهاية الاسبوع الماضي في باريس وستراسبورج (شرق). وسارت المتظاهرات على انغام النشيد الوطني الفرنسي للمطالبة بـ"حرية
الخيار". ومن المقرر تنظيم تظاهرات جديدة فى يناير. وتضم فرنسا اكبر مجموعة مسلمة في اوروبا يتراوح عدد افرادها بين اربعة وخمسة ملايين شخص وتمثل حوالى 8% من الفرنسيين. وقد ازدادت هذه المجموعة بشكل ملفت خلال العقود الاخيرة ومن المتوقع ان تواصل نموها في المستقبل. وخلافا للدول الاوروبية المجاورة لها، تحظر فرنسا الطائفية باسم العلمانية التي اقرها القانون منذ العام 1905، غير انها لم تنجح في دمج المجموعة المسلمة التي يتوزع وجودها على بعض الاحياء الاقرب الى المعازل، مع ما يترتب عن ذلك من مشكلات اقتصادية واجتماعية، فضلا عن مشكلات الهوية والانتماء.
ويشكل الحجاب بالنسبة للعديد من الفتيات اعلان هوية، وقد اخترن وضعه في حين تخلت عنه والداتهن. اما الفرنسيون، فينتقدونه معتبرين انه "سلاحا سياسيا"، كما اعلن معظم المشاركين في مناقشة نظمتها الاذاعة الخاصة "اوروب 1" الخميس. واثار قرار جاك شيراك دهشة كبيرة في العالم العربي والاسلامي، خصوصا وانه يعتبر صديقا للعرب، ولا سيما بعد موقفه الحازم في النزاع الامريكي العراقي.
غير ان الرئيس الفرنسي اضطر الى اتخاذ اجراء بشكل عاجل في مواجهة تصاعد معاداة السامية وسط انباء الانتفاضة ونسب التأييد التي يسجلها اليمين المتطرف الداعي الى عداء الاجانب والمهاجرين مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في 2004. غير ان اصواتا عديدة ارتفعت معتبرة ان القرار لم يكن متناسبا مع دافعه. ودعا عالم الاجتماع ادغار موران الى تجاوز "التناقض بين التمايز الطائفي وفرض تماثل" من اجل تطوير نموذج متعدد الثقافات.
ورأى البعض وبينهم رئيس اساقفة ليون شرق فيليب بربران ان هذا القانون "قد يشكل مهد الاصولية". واذا كان العديدون مثل بول تيبو رئيس رابطة الصداقة اليهودية المسيحية، يبررون هذا الموقف المرتبك ازاء الاسلام ب"حصر" الديانة في مساحة خاصة، فان البعض يعتبرون ان الفرنسيين انفسهم يواجهون مشكلة اخلاقية، فضلا عن مشكلة في تحديد هويتهم.
وتساءلت صحيفة "لو فيجارو" المحافظة مختصرة المسألة "اي طموح يمكن ان يساور فرنسا؟ ما معنى ان نكون فرنسيين؟"، مشيرة الى ان "العلمانية هي مبدأ تنظيمي وليست مصيرا".
المصدر: وكالات