RAMI 1up
06/01/2006, 16:10
أولاد المسؤولين
في معظم دول العالم لا يسمع بأولاد المسؤولين إلا عندما يخالفون قانوناً أو يرتكبون إثماً أو يسلكون سلوكاً شائناً، كأن يقال بنت فلان تحشش وابن فلان شاذ جنسياً أو ابن كوفي عنان لهف من نفط العراق أو بنت كلينتون عملت كذا، وفردة التوأم تبع بوش عملت كذا أو ابن بلير عمل كذا.. وهكذا..
أولاد المسؤولين عندنا دعوات أمهاتهم مستجابة بأن يمسكوا التراب فيتحول بين أيديهم ذهباً، فمعظمهم، ما شاء الله، رجال أعمال ناجحون، وسيدات أعمال ناجحات، والأموال تتوالد بين أيديهم بسرعة عجيبة وغريبة، معظمهم، ما شاء الله حولهم وحواليهم، نابغون ونابغات وشطار وتجار ومتفوقون، تفوقوا في المدارس والجامعات وحازوا أعلى المراتب والدرجات والشهادات، وكل ذلك من عرق جبينهم، حصنتهم بالله، وبشبة وخرزة زرقاء من عين الحسد.
لم يطرقوا باباً إلا وبرعوا فيه، ولم يلجوا مجالاً إلا وأبدعوا فيه، والدليل الذي يفجأ العيون على ما نقول، هذه الملايين من الدولارات واليورووات التي تجري من فوقهم ومن تحتهم وعلى جنوبهم وفي جيوبهم..
ولأن نجاحاتهم أكبر من أن يحدها وطن، انطلقوا في أرض الله الواسعة، فأقاموا المشاريع وأنشأوا المصانع فنجحوا كما نجحوا في بلدهم في (البيزنس) وغير (البيزنس)، وصاروا من متعددي الجنسيات والهويات والهوايات والانتماءات..
لا يعرفون البارات ولا الخمارات، ولا يرتادون دور اللهو ولا الكازينوهات، لا يدخنون ولا يسكرون ولا يقامرون ولا يمجنون ولا يفسقون..
الوطن شغلهم الشاغل ومحبته تضج في رؤوسهم وتؤرقهم ليل نهار.
منافستهم شريفة، وأساليبهم مستقيمة، لا يخالفون القوانين ولا يتجاوزون إشارات المرور، ولا يضربون الشرطة، ولا يحتقرون الناس.
لا يتطاولون في البنيان ولا في المزارع والأطيان، يصونون أعراض الآخرين، ولا يتنافسون فيما بينهم في السيارات واليخوت والطيارات، ويواظبون على الطاعات وحضور الجُمع والجماعات.
لا يخالفون قوانين البناء ولا قوانين الأرض والسماء، قنوعون بما آتاهم الله من فضله، متفكرون في خلق السماوات والأرض، مرددون قوله تعالى (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك)..
النبوغ والعبقرية عندهم لا تقتصر عليهم، ببل يمتد اشعاعها ليصيب كل ما حولهم من رفاق وأصدقاء وشلل ومحاسيب، لذا ترى الجميع متفوقين ورجال أعمال ناجحين وسيدات أعمال ناجحات.
لا أحد يعرف الحرام، لا في السر ولا في العلن، لا في الخارج ولا في الوطن.
يتحلون بمكارم الأخلاق، فلا فسق ولا مجون ولا فجور ولا عظائم أمور، مخافة الله رأس حكمتهم وخدمة الناس والوطن غاية أمانيهم.
هنيئاً لنا لوطننا بكم، فأنتم قرة أعين آبائكم وأمهاتكم، ولنا وطيد الأمل بأن يسير أولادكم وبناتكم على نهجكم وعلى دروبكم، عندها كلنا بإذن الله سنسير وإلى جهنم سنصير..
رئيس تحرير صحيفة الدبور
في معظم دول العالم لا يسمع بأولاد المسؤولين إلا عندما يخالفون قانوناً أو يرتكبون إثماً أو يسلكون سلوكاً شائناً، كأن يقال بنت فلان تحشش وابن فلان شاذ جنسياً أو ابن كوفي عنان لهف من نفط العراق أو بنت كلينتون عملت كذا، وفردة التوأم تبع بوش عملت كذا أو ابن بلير عمل كذا.. وهكذا..
أولاد المسؤولين عندنا دعوات أمهاتهم مستجابة بأن يمسكوا التراب فيتحول بين أيديهم ذهباً، فمعظمهم، ما شاء الله، رجال أعمال ناجحون، وسيدات أعمال ناجحات، والأموال تتوالد بين أيديهم بسرعة عجيبة وغريبة، معظمهم، ما شاء الله حولهم وحواليهم، نابغون ونابغات وشطار وتجار ومتفوقون، تفوقوا في المدارس والجامعات وحازوا أعلى المراتب والدرجات والشهادات، وكل ذلك من عرق جبينهم، حصنتهم بالله، وبشبة وخرزة زرقاء من عين الحسد.
لم يطرقوا باباً إلا وبرعوا فيه، ولم يلجوا مجالاً إلا وأبدعوا فيه، والدليل الذي يفجأ العيون على ما نقول، هذه الملايين من الدولارات واليورووات التي تجري من فوقهم ومن تحتهم وعلى جنوبهم وفي جيوبهم..
ولأن نجاحاتهم أكبر من أن يحدها وطن، انطلقوا في أرض الله الواسعة، فأقاموا المشاريع وأنشأوا المصانع فنجحوا كما نجحوا في بلدهم في (البيزنس) وغير (البيزنس)، وصاروا من متعددي الجنسيات والهويات والهوايات والانتماءات..
لا يعرفون البارات ولا الخمارات، ولا يرتادون دور اللهو ولا الكازينوهات، لا يدخنون ولا يسكرون ولا يقامرون ولا يمجنون ولا يفسقون..
الوطن شغلهم الشاغل ومحبته تضج في رؤوسهم وتؤرقهم ليل نهار.
منافستهم شريفة، وأساليبهم مستقيمة، لا يخالفون القوانين ولا يتجاوزون إشارات المرور، ولا يضربون الشرطة، ولا يحتقرون الناس.
لا يتطاولون في البنيان ولا في المزارع والأطيان، يصونون أعراض الآخرين، ولا يتنافسون فيما بينهم في السيارات واليخوت والطيارات، ويواظبون على الطاعات وحضور الجُمع والجماعات.
لا يخالفون قوانين البناء ولا قوانين الأرض والسماء، قنوعون بما آتاهم الله من فضله، متفكرون في خلق السماوات والأرض، مرددون قوله تعالى (ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك)..
النبوغ والعبقرية عندهم لا تقتصر عليهم، ببل يمتد اشعاعها ليصيب كل ما حولهم من رفاق وأصدقاء وشلل ومحاسيب، لذا ترى الجميع متفوقين ورجال أعمال ناجحين وسيدات أعمال ناجحات.
لا أحد يعرف الحرام، لا في السر ولا في العلن، لا في الخارج ولا في الوطن.
يتحلون بمكارم الأخلاق، فلا فسق ولا مجون ولا فجور ولا عظائم أمور، مخافة الله رأس حكمتهم وخدمة الناس والوطن غاية أمانيهم.
هنيئاً لنا لوطننا بكم، فأنتم قرة أعين آبائكم وأمهاتكم، ولنا وطيد الأمل بأن يسير أولادكم وبناتكم على نهجكم وعلى دروبكم، عندها كلنا بإذن الله سنسير وإلى جهنم سنصير..
رئيس تحرير صحيفة الدبور