Barada
06/01/2006, 04:14
عبد الحليم خدام لـ«الشرق الاوسط»: النظام السوري لم يبق سوى إسقاطه
صعد نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، لهجة انتقاده للرئيس السوري بشار الاسد، ردا على الحملات التي تعرض لها من اركان النظام بعد مقابلته التلفزيونية مع قناة «العربية».
وفي حوار مع «الشرق الاوسط» في باريس أمس قال خدام ان بشار الاسد أتاح لعائلته وأصحابه «ان ينهبوا» سورية فيما وصل الفساد في لبنان (ابان الوجود السوري فيه) «الى حد العهر».
وقال خدام، ردا على الحملات السورية التي تخوِّنه، ان «الخائن هو رأس النظام» مضيفا انه «اذا كان هناك من تجب محاكمته فهو بشار الاسد». واعتبر ان النظام السوري «لا يمكن اصلاحه ولم يبق سوى اسقاطه». وفيما اعتبر ان التغيير في سورية يجب ان «ينضج من الداخل» أكد انه لا يسعى الى اسقاط النظام بانقلاب عسكري.
* كيف كان تقويمك لردود الفعل السورية الرسمية على تصريحاتك الأخيرة وإزاء الاتهامات التي وجهت إليك بالخيانة والفساد والبدء بإجراءات لمحاكمتك؟
ـ الحقيقة أن الإدارة السورية أسدت لي خدمة كبيرة، فقد كشفت زيف المؤسسات الدستورية وتغييب القيادات الحزبية تماما، وتبين أن دورها هو أن تكون فقط غطاء لما يقوله بشار الأسد . مشهد مجلس الشعب كان محزنا للسوريين الذين تساءلوا : هل هذا المجلس يمثلنا ؟ كانوا يرددون الشتائم كالببغاوات. كانت الشتائم تنهال على شخص كان له الدور الأساسي في رفع شأن سورية خلال 30 عاما، فحتى العام 1998 كانت سورية في الأوج وكل السوريين كانوا يتحدثون عن السياسة الخارجية ويشيدون بها فيما كانوا ينتقدون السياسة الداخلية. وأنا أسأل : من كان يخطط ويدير السياسة الخارجية طيلة هذه الفترة ؟ السوريون يعرفون الخدمات التي قدمتها للبلد. وأنا أسأل: هل أصبح نقد بشار الأسد الذي دفع بالبلد الى هذه الحالة كفرا ؟ لقد أتاح لعائلته وأصحابه أن ينهبوا البلد. هل نقدهم كفر؟
البلد يئن من الجوع وبشار الأسد أعطى أحد اقاربه امتياز الخليوي وامتيازا لصديقه وبموجبه تخسر الميزانية مبلغ 700 مليون دولار. وأتحدث أيضا عن الفساد في لبنان. وصل الفساد الى حد العهر: أمثلة؟ بنك المدينة. رستم غزالي أؤكد أنه أخذ 35 مليون دولار من هذا البنك.
* لكنه نفى أن يكون أخذ قرشا واحدا؟
ـ أنا أعرف حقيقة الأمر من شخص موثوق به جدا. ثم لماذا الإصرار على لحود؟ لأنهم أقنعوا بشار الأسد أن مجيء رئيس آخر يعني فتح الملفات. لقد سعيت أربع مرات لإقناع بشار الأسد بإزاحة رستم غزالي ولكن لم أنجح.
* أعود الى السؤال الأول، النظام يخونك وبدأت إجراءات محاكمتك.
ـ الخائن هو الذي يلحق الضرر بشعبه ووطنه. انظروا ماذا فعل بشار الأسد بالشعب السوري؟ زاد الفساد ونهب الأموال العامة من غير حدود. ثم انظروا أين أصبحت الأوضاع الاقتصادية. أكثر من نصف الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر. عشرات الآلاف من المتخرجين من الجامعات لا عمل لهم. في السياسة الخارجية: انظروا الكارثة التي وصلنا إليها. اتخذ قرار التمديد للحود ونبهته من أن سورية لا تستطيع تحمل تبعات هذا القرار. وهنا أكشف أنه جاءته فرصة قبل صدور القرار 1559 لتفادي ذلك ولكنها ضيعت. فقد طلب بشار الأسد من الشرع أن يتصل بوزير خارجية اسبانيا، موراتينوس، لمساعدة سورية على تفادي صدور القرار المذكور مقابل التخلي عن التمديد للحود. وطلب موراتينوس أن يتصل بشار برئيس الوزراء الإسباني. هذا ما تم. ومن جهته قام موراتينوس بمشاورة شيراك وبلير وشرويدر وبوش وتم التوصل الى اتفاق على أن يصرف النظر عن القرار شرط أن يلغي رئيس البرلمان اللبناني الدعوة لاجتماع البرلمان. وأبلغ موراتينوس هذا الموقف للشرع الذي أصر على أن يقوم موراتينوس شخصيا بالاتصال ببري. وعندما فعل أجابه هذا الأخير: لبنان بلد مستقل وسورية لا تستطيع أن «تمون» علينا. ولم يلغ الاجتماع. وبعد ساعتين اجتمع مجلس الأمن وصدر القرار المذكور. وهنا أنا أسأل: لماذا غير الأسد موقفه؟ وانظر نتائج التمديد: صدر القرار 1559، قتل الحريري، أخرجت القوات السورية من لبنان بمهانة، ضربت العلاقات مع لبنان ووجدت سورية نفسها في عزلة عربية ودولية. وأنا أقول: أليس ذلك إضرارا بالمصالح السورية؟ أليست هذه الخيانة؟ إذا كان هناك من تجب محاكمته، فهو رأس النظام.
* عم تسعى اليوم؟ هل تريد إصلاح النظام أم تغييره وإسقاطه؟
ـ هذا النظام لا يمكن إصلاحه فلا يبقى سوى إسقاطه.
* ولكن كيف ستسقطه؟
ـ الشعب السوري هو الذي سيسقط النظام. هناك تيار ينمو في البلد سريعا. المعارضة تنمو بسرعة. أنا لا أسعى الى التغيير عبر انقلاب عسكري، الانقلاب أخطر أنواع التغيير. لكن أنا اعمل لإنضاج الظروف من أجل أن ينزل السوريون الى الشارع وأن يتخذوا ما يجب اتخاذه من أجل إسقاط النظام وهذا الأمر يسير بشكل جدي.
* هل تسعى الى تشكيل جبهة معارضة؟
ـ قبل مقابلتي التلفزيونية، كانت المشكلة أنه لم يكن هناك شخص ذو وزن يمكن أن يقف بوجه النظام. المعارضة السورية تعرف مواقفي وأنا كنت على اتصال بها حتى يوم كنت في سورية. المقابلة زادت من ثقة المعارضة بنفسها وهي ستلتحم مع بعضها البعض بكل أطرافها وأنا أسعى الى ذلك.
* هل في سعيك لتوفير العوامل التي تنضج التغيير تقوم باتصالات عربية وأجنبية؟
ـ لم أتصل بأحد لأنني أعتقد أن التغيير يجب أن ينضج في الداخل.
* لكن هناك عوامل مساعدة؟
ـ اسمها عوامل مساعدة. الأساس هو الداخل. إذا كان العامل الرئيسي للتغيير خارجيا سيكون مضرا بمصلحة البلد ومقيدا لحركته. الخارج إذا ما تدخل للتغيير فسيفرض شروطه على البلد وأنا أرفض ذلك.
* هل طلب لجنة التحقيق الدولية مقابلة الرئيس بشار الاسد من العوامل التي تضعف النظام، وما هو تأثيرها عليه؟
ـ نعم من الطبيعي أن تكون عامل إضعاف. مشكلة بشار ومن حوله أنهم سيقرأون الأمور بشكل خاطئ. لقد فسروا القرار 1644 بأنه انتصار لسورية وأشاعوا أنهم قادرون على التفاهم مع الأميركيين حول العراق وإرسال 50 الف جندي عربي الى هذا البلد. بشار الأسد سيكون مضطرا لاستقبال اللجنة والا ستقوم مشكلة مع مجلس الأمن. أميركا تريد سورية ضعيفة وإسرائيل ضد التغيير في دمشق.
* هل قمت باتصالات عربية أو أجنبية؟ حكي عن اتصال الرئيس مبارك بك؟
ـ كلا الرئيس مبارك لم يتصل بي. وأنا أركز في الوقت الحاضر على الداخل السوري والعمل فيه.
* ما الذي يسعى اليه الرئيس مبارك؟
ـ الرئيس مبارك بحسب تقديري لا يعمل لتجنيب بشار الأسد الاجتماع بلجنة التحقيق. ولكن فقط من أجل مراعاة الشكليات المتعلقة بكرامته كرئيس. المشكلة أن حدود المسؤوليات في اغتيال الحريري لا يمكن أن تقف عند مستوى معين لأن اتخاذ قرار بحجم اغتيال الرئيس الحريري لا يمكن أن يتم من غير معرفة الرئيس. القرار يأتي من رأس الهرم. لماذا يريد رستم غزالة أن يقتل رفيق الحريري؟ هل ينافسه على رئاسة الوزارة؟
صعد نائب الرئيس السوري السابق، عبد الحليم خدام، لهجة انتقاده للرئيس السوري بشار الاسد، ردا على الحملات التي تعرض لها من اركان النظام بعد مقابلته التلفزيونية مع قناة «العربية».
وفي حوار مع «الشرق الاوسط» في باريس أمس قال خدام ان بشار الاسد أتاح لعائلته وأصحابه «ان ينهبوا» سورية فيما وصل الفساد في لبنان (ابان الوجود السوري فيه) «الى حد العهر».
وقال خدام، ردا على الحملات السورية التي تخوِّنه، ان «الخائن هو رأس النظام» مضيفا انه «اذا كان هناك من تجب محاكمته فهو بشار الاسد». واعتبر ان النظام السوري «لا يمكن اصلاحه ولم يبق سوى اسقاطه». وفيما اعتبر ان التغيير في سورية يجب ان «ينضج من الداخل» أكد انه لا يسعى الى اسقاط النظام بانقلاب عسكري.
* كيف كان تقويمك لردود الفعل السورية الرسمية على تصريحاتك الأخيرة وإزاء الاتهامات التي وجهت إليك بالخيانة والفساد والبدء بإجراءات لمحاكمتك؟
ـ الحقيقة أن الإدارة السورية أسدت لي خدمة كبيرة، فقد كشفت زيف المؤسسات الدستورية وتغييب القيادات الحزبية تماما، وتبين أن دورها هو أن تكون فقط غطاء لما يقوله بشار الأسد . مشهد مجلس الشعب كان محزنا للسوريين الذين تساءلوا : هل هذا المجلس يمثلنا ؟ كانوا يرددون الشتائم كالببغاوات. كانت الشتائم تنهال على شخص كان له الدور الأساسي في رفع شأن سورية خلال 30 عاما، فحتى العام 1998 كانت سورية في الأوج وكل السوريين كانوا يتحدثون عن السياسة الخارجية ويشيدون بها فيما كانوا ينتقدون السياسة الداخلية. وأنا أسأل : من كان يخطط ويدير السياسة الخارجية طيلة هذه الفترة ؟ السوريون يعرفون الخدمات التي قدمتها للبلد. وأنا أسأل: هل أصبح نقد بشار الأسد الذي دفع بالبلد الى هذه الحالة كفرا ؟ لقد أتاح لعائلته وأصحابه أن ينهبوا البلد. هل نقدهم كفر؟
البلد يئن من الجوع وبشار الأسد أعطى أحد اقاربه امتياز الخليوي وامتيازا لصديقه وبموجبه تخسر الميزانية مبلغ 700 مليون دولار. وأتحدث أيضا عن الفساد في لبنان. وصل الفساد الى حد العهر: أمثلة؟ بنك المدينة. رستم غزالي أؤكد أنه أخذ 35 مليون دولار من هذا البنك.
* لكنه نفى أن يكون أخذ قرشا واحدا؟
ـ أنا أعرف حقيقة الأمر من شخص موثوق به جدا. ثم لماذا الإصرار على لحود؟ لأنهم أقنعوا بشار الأسد أن مجيء رئيس آخر يعني فتح الملفات. لقد سعيت أربع مرات لإقناع بشار الأسد بإزاحة رستم غزالي ولكن لم أنجح.
* أعود الى السؤال الأول، النظام يخونك وبدأت إجراءات محاكمتك.
ـ الخائن هو الذي يلحق الضرر بشعبه ووطنه. انظروا ماذا فعل بشار الأسد بالشعب السوري؟ زاد الفساد ونهب الأموال العامة من غير حدود. ثم انظروا أين أصبحت الأوضاع الاقتصادية. أكثر من نصف الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر. عشرات الآلاف من المتخرجين من الجامعات لا عمل لهم. في السياسة الخارجية: انظروا الكارثة التي وصلنا إليها. اتخذ قرار التمديد للحود ونبهته من أن سورية لا تستطيع تحمل تبعات هذا القرار. وهنا أكشف أنه جاءته فرصة قبل صدور القرار 1559 لتفادي ذلك ولكنها ضيعت. فقد طلب بشار الأسد من الشرع أن يتصل بوزير خارجية اسبانيا، موراتينوس، لمساعدة سورية على تفادي صدور القرار المذكور مقابل التخلي عن التمديد للحود. وطلب موراتينوس أن يتصل بشار برئيس الوزراء الإسباني. هذا ما تم. ومن جهته قام موراتينوس بمشاورة شيراك وبلير وشرويدر وبوش وتم التوصل الى اتفاق على أن يصرف النظر عن القرار شرط أن يلغي رئيس البرلمان اللبناني الدعوة لاجتماع البرلمان. وأبلغ موراتينوس هذا الموقف للشرع الذي أصر على أن يقوم موراتينوس شخصيا بالاتصال ببري. وعندما فعل أجابه هذا الأخير: لبنان بلد مستقل وسورية لا تستطيع أن «تمون» علينا. ولم يلغ الاجتماع. وبعد ساعتين اجتمع مجلس الأمن وصدر القرار المذكور. وهنا أنا أسأل: لماذا غير الأسد موقفه؟ وانظر نتائج التمديد: صدر القرار 1559، قتل الحريري، أخرجت القوات السورية من لبنان بمهانة، ضربت العلاقات مع لبنان ووجدت سورية نفسها في عزلة عربية ودولية. وأنا أقول: أليس ذلك إضرارا بالمصالح السورية؟ أليست هذه الخيانة؟ إذا كان هناك من تجب محاكمته، فهو رأس النظام.
* عم تسعى اليوم؟ هل تريد إصلاح النظام أم تغييره وإسقاطه؟
ـ هذا النظام لا يمكن إصلاحه فلا يبقى سوى إسقاطه.
* ولكن كيف ستسقطه؟
ـ الشعب السوري هو الذي سيسقط النظام. هناك تيار ينمو في البلد سريعا. المعارضة تنمو بسرعة. أنا لا أسعى الى التغيير عبر انقلاب عسكري، الانقلاب أخطر أنواع التغيير. لكن أنا اعمل لإنضاج الظروف من أجل أن ينزل السوريون الى الشارع وأن يتخذوا ما يجب اتخاذه من أجل إسقاط النظام وهذا الأمر يسير بشكل جدي.
* هل تسعى الى تشكيل جبهة معارضة؟
ـ قبل مقابلتي التلفزيونية، كانت المشكلة أنه لم يكن هناك شخص ذو وزن يمكن أن يقف بوجه النظام. المعارضة السورية تعرف مواقفي وأنا كنت على اتصال بها حتى يوم كنت في سورية. المقابلة زادت من ثقة المعارضة بنفسها وهي ستلتحم مع بعضها البعض بكل أطرافها وأنا أسعى الى ذلك.
* هل في سعيك لتوفير العوامل التي تنضج التغيير تقوم باتصالات عربية وأجنبية؟
ـ لم أتصل بأحد لأنني أعتقد أن التغيير يجب أن ينضج في الداخل.
* لكن هناك عوامل مساعدة؟
ـ اسمها عوامل مساعدة. الأساس هو الداخل. إذا كان العامل الرئيسي للتغيير خارجيا سيكون مضرا بمصلحة البلد ومقيدا لحركته. الخارج إذا ما تدخل للتغيير فسيفرض شروطه على البلد وأنا أرفض ذلك.
* هل طلب لجنة التحقيق الدولية مقابلة الرئيس بشار الاسد من العوامل التي تضعف النظام، وما هو تأثيرها عليه؟
ـ نعم من الطبيعي أن تكون عامل إضعاف. مشكلة بشار ومن حوله أنهم سيقرأون الأمور بشكل خاطئ. لقد فسروا القرار 1644 بأنه انتصار لسورية وأشاعوا أنهم قادرون على التفاهم مع الأميركيين حول العراق وإرسال 50 الف جندي عربي الى هذا البلد. بشار الأسد سيكون مضطرا لاستقبال اللجنة والا ستقوم مشكلة مع مجلس الأمن. أميركا تريد سورية ضعيفة وإسرائيل ضد التغيير في دمشق.
* هل قمت باتصالات عربية أو أجنبية؟ حكي عن اتصال الرئيس مبارك بك؟
ـ كلا الرئيس مبارك لم يتصل بي. وأنا أركز في الوقت الحاضر على الداخل السوري والعمل فيه.
* ما الذي يسعى اليه الرئيس مبارك؟
ـ الرئيس مبارك بحسب تقديري لا يعمل لتجنيب بشار الأسد الاجتماع بلجنة التحقيق. ولكن فقط من أجل مراعاة الشكليات المتعلقة بكرامته كرئيس. المشكلة أن حدود المسؤوليات في اغتيال الحريري لا يمكن أن تقف عند مستوى معين لأن اتخاذ قرار بحجم اغتيال الرئيس الحريري لا يمكن أن يتم من غير معرفة الرئيس. القرار يأتي من رأس الهرم. لماذا يريد رستم غزالة أن يقتل رفيق الحريري؟ هل ينافسه على رئاسة الوزارة؟