-
دخول

عرض كامل الموضوع : المراة .....


Tarek007
01/01/2006, 18:51
رأي في المراة
بقلم : سليم الحكم.

بعد عصر الصيد عرف الإنسان الزراعة وتربية الحيوانات مما جعله يمتلك أرضاً وثروة، فتنامى لديه الشعور بحاجةإلى أشخاص آخرين يساعدوه في عمله هذا فبدأ يغزو القبائل الأخرى ويسوق منها أسرى ليكونوا عبيداً وخدماً له، ولأنه لم يكن يورث أبناؤه أرضه وثروته (فالأبناء كانوا ينسبون لأمهاتهم) بدأ البحث عن حقه في نسبة أولاده إليه فكانت أن بدأت الأم بفقد حريتها شيئاً فشيئاً لتضمن للأب حقيقة نسب أولاده إليه!!! فكل طفل هو ابن أمه بنسبة مئة في المئة وابن أبيه بنسبة تتراوح بين الصفر والتسعة والتسعين في المئة!! حيث لا يمكن أن تصل هذه النسبة إلى المئة إلا بحبس الأنثى بين أربعة جدران لضمان عدم التغرير بها أو خيانتها مع أحد ذكور المجتمع!!!

منذ ذلك الحين بدأ النظام الذكوري بالتطور وبدأت الأنثى بخسارة كل مكاسبها الطبيعية.
تتلخص خسارة الأنثى بالعديد من الأمور:

- أولا : أكثر الأمور أهمية على الإطلاق كان احتكار الذكر لجميع آلهة هذا الكون بعد أن كانت تشاركه الأنثى هذه الألوهية وفي بعض الأحيان كانت تفوقه أهمية!!! فتوحدت الآلهة جميعاً بمفهوم الله الذي وإن نزهه أتباعه عن صفات الذكورة والأنوثة إلا أنهم يصرون على التعامل والتخاطب معه بصيغة المذكر، وقد ساعدت عملية ولادة المسيح المزعومة من أم دون أب على ترسيخ مفهوم أبوية هذا الإله وتأكيد ذكورته!

- ثانيا : بعد احتكار الذكر لمفهوم الإله بدأ بتكريس مفهوم آخر هو أن الله بناءً على ذكوريته هذه لا يخاطب الأنثى ولا يثق بها فبالتالي كل رسله وأنبياؤه سيكونون من الذكور حصراً!! وهؤلاء بدورهم كرسوا مفهوم ذكورية المجتمع باعتبارهم المشرعين الرئيسيين فيه فخضعت الأنثى لكل ذلك لأنه ببساطة يتم ويحدث باسم الله شخصياً!! ولأنها فقدت (فيما فقدته من حريتها) حرية الكفر والإيمان فقد كانت مرغمة على أن تكون مؤمنة وتقية فصدقت كل ما قيل عنها!!! ثم أتت بعد ذلك ذكورية العلماء لتكون الشعرة التي قسمت ظهر البعير بحق المرأة!!! فقد أُلصق في المرأة الكثير من الصفات الغير حقيقية باسم العلم كالعمر الحيوي لها وأنه أقل بكثير من عمر الرجل وقولهم أيضاً أنها كتلة عواطف وتصرفاتها بعيدة عن المنطق والعقلانية..!! فلم يميزوا بين صفاتها الأصيلة وصفاتها المكتسبة من خلال وجودها في مجتمعات ذكورية بالكامل.

- ثالثاً : (اللغة)
إن اللغة هي الوسيلة المثلى للتخاطب بين الناس، ولكنها كما آلت إليه الآن فهي ترسخ تماماً تفوق الذكر على الأنثى!!! وبالرغم من أنني لست ضليعاً في علوم فقه اللغات، إلا أنني سأورد بعضاً من الملاحظات اللغوية التي وجدتها تنتقص من قدر المرأة.
إذا أردنا التحدث عن عدة ذكور نستعمل جمع المذكر، وإذا أردنا التحدث عن عدد من الإناث نستعمل جمع المؤنث، ولكن إذا أردنا أن التحدث عن عدد من الإناث ربما بلغ الألف وأضفنا لهم ذكراً واحداً فتخبرنا قواعد اللغة وجوب استخدام صيغة جمع المذكر!!! فهل بعد ذلك امتيازاً أكبر للذكر على الأنثى؟؟ إن هذه الأفضلية الذكورية تتحول من مجرد وسيلة تخاطب وتفاهم إلى عقيدة نتبناها وندافع عنها!!! (هذه القاعدة اللغوية موجودة في العربية والفرنسية).
هناك قاعدة لغوية أخرى بمنتهى الغرابة هي وضع الأنثى دائماً في مكان المفعول به عند وصف الممارسة الجنسية ووضع الذكر مكان الفاعل بالرغم من مشاركتها له تماماً بالفعل!!!

- رابعاً : (الزواج وفارق السن)
يتعامل أغلب الناس مع مسألة أفضلية وجود فرق في السن بين الزوج والزوجة كبديهية مسلم بها ويستندون في ذلك إلى أن المرأة تكبر قبل الرجل!!! قد يبدو للقارئ هذا الأمر منطقياً نظراً لما يلحظه في مجتمعاتنا من وقائع تؤكد هذا الأمر، ولكن إذا أمعنا النظر في عدة أمور سيتبين لنا السبب الحقيقي الذي يجعل المرأة تكبر قبل الرجل (هناك فرق طفيف لا يتجاوز السنتين أو ثلاثة في الوصول لسن البلوغ). فالمرأة في أغلب المجتمعات (ومجتمعاتنا خاصة) هي وعاء للجنس أولى مهامها إمتاع الرجل وضمان حصوله على اللذة دون أن يفكر هذا الرجل بمشاركتها الشعور بهذه اللذة!! وغني عن البيان ما ينتهي إليه حال المرأة التي تحرم من هذه الحاجة والتي أصبحنا نعلم يقيناً أنها كسائر حاجات الإنسان الأخرى كالطعام والشراب والنوم والحركة، ولابد لهذا الحرمان من أن يؤثر في بنيتها الجسدية فتصاب بخمول جسدي أحد نتائجه وصولها سن الشيخوخة مبكراً!!! أضف إلى هذا أن مجتمعاتنا تعتبر المرأة آلة لتفريخ الأطفال فتنجب المرأة خمسة أطفال في على الأقل في حياتها مما يؤدي إلى إعاقة عملية تعويض الجسد لما يخسره في كل حمل وولادة.
باختصار يطلب الرجل المرأة شابة دوماً بصرف النظر عن تجاوزه هو لمرحلة الشباب!!!

- خامساً : (الحجاب الديني و الحجاب اللاديني)
أحد أقسى أنواع الظلم الذي وقع على المرأة هو حرمان جسدها من الهواء والشمس والطبيعة إجمالاً، فعند الدينيين المتزمتين لا تخفي المرأة جسدها عن الذكور فقط بل تعتزل العالم الخارجي كله وتعيش كأنها تقضي عقوبة سجن أبدي فقط لكونها أنثى!!! فالطفلة المسلمة منذ نعومة أظفارها تتعلم أن الطهارة والعفة هي في اعتزالها للذكر فتنشأ وهي تهاب أي فكرة تربطها به، فتقع مستقبلاً في تناقض حاد جداً، تريد الرجل ولا تريده!! تقول لا في أغلب الأحيان وهي تقصد بها نعم!! من واجبها أن تكون باردة عفيفة طاهرة لا تحس بالجنس وفي نفس الوقت يجب أن تكون أداة متعة تشبع زوجها لدرجة الثمالة!!! وعند اللادينيين أو من لا يتمسكون بتعاليم الدين تتدرب الطفلة على الاهتمام بجسدها وملابسها وزينتها فيصبح شغلها الشاغل استيفاء مقاييس الجمال وبالتالي تشعر الأنثى أن مستقبلها مهدد بسبب طول أنفها أو اتساع شفتيها، وكم تنزعج من بضع قطرات مطر أو نسمة هواء عليل لأنها تفسد تسريحتها!! فما نسميها الآن امرأة متحررة هي امرأة سجينة مساحيق وكريمات وملابس زينة تحجبها عن العالم الخارجي ولا تدع لها مجالاً لأن تهتم بأي شيء آخر سوى مظهرها فيؤثر ذلك على نمو قدراتها العقلية والنفسية.
إن هذا التناقض الذي تعيشه المرأة هو ما يجعل المجتمع يعتقد أنه يشكل جزءً من طبيعتها وينسى أنه هو تحديداً من فرض هذا التناقض!!

- سادساً : (غشاء البكارة)
إن أثمن مافي الوجود عند المرأة هو ما يسمى بغشاء بكارتها وأثمن ما في الوجود عند الرجل هو ذلك الدم الذي يسيل عندما يُفض هذا الغشاء ونتيجة لهذا المفهوم حاز هذا الغشاء على قداسة لم يحوزها أي عضو ذكري أم أنثوي!!!
إن تخلف الذكر في هذه الناحية يفوق جداً تخلف المرأة نظراً لربط غشاء البكارة بمفهوم الشرف لديه!!! فالشرف لا يتعلق بالشخصية أو العلاقة مع الآخرين أو الصدق والأمانة فقد ينهار هذا الشرف إن فقدت أختاً أو بنتاً هذا الغشاء!!! لذلك نجد أن الأنثى التي تقيم علاقات مع الذكور دون أن تفقد بكارتها تبقى في نظر المجتمع إنسانة شريفة رغم كذبها ونفاقها!! والتي تفقد غشاءها في ساعة متعة ثم تقوم بترقيعه تبقى أيضاً إنسانة شريفة رغم غشها وخداعها!!
إن معظم الذكور يقيمون علاقات جنسية قبل ارتباطهم برابط الزواج لكنهم لا يتقبلوا أبداً فكرة أن تكون الأنثى التي سيرتبط بها أحدهم قد أقامت علاقة قبل ارتباطها وإذا سألتهم لماذا جاءت الإجابات مفككة مبعثرة تفتقد الكثير من المنطق!! فللأسف يفضل الذكر أن تعيد الأنثى على مسامعه أنه الأول في حياتها حتى ولو كانت كاذبة!! وما أقسى العقوبة التي ينزلها بها إن حاولت أن تخبره الحقيقة!!! فالشرف المقدس هو المرادف للخيانة والكذب!!!




خاتمة…
إن الذكر مسكين جداً ً كالأنثى!!!
إن الأنثى مسكينة للأسباب التي ذكرت.. أما كون الذكر مسكين فلأنه استخدم في معركته معها أسلحة كان أغلبها ذو حدين!!!
لقد حرمها من العمل وكسب الرزق فأرهقته بمتطلباتها المالية!!!
لقد حرمها من التفكير فأرغم نفسه بالعيش مع مجنونة!!!
لقد حرمها حرية اختيار شريك حياتها فعاش حياته يشك في إخلاصها!!
لقد حبسها في المنزل فجعلته يكره هذا المنزل من كثرة الأطفال!!
لقد فرض عليها مفهومه للعفة والطهارة فعاش حياته مع امرأة باردة لا حس فيها!!!
لقد خسر الذكر كثيراً كالأنثى… ولكن الخسارة الكبيرة كانت في فقدهما إنسانيتهما معاً !!!!