attempt
21/12/2005, 12:41
لايستطيع الانسان ان يخطو خطوة الا اذا بدأ يحلم ويتمنى , ولايمكن له ان يطور اي شئ الا اذا كان واسع الخيال وسابق لزمانه.
طبعا الكل يعرف ان ما نتمتع به هذه الايام من رفاهية ( الكهرباء والالات والطائرات و..) كانت حلم اجدادنا العقلاء , غير ان عامة الناس وقتها كانوا يصفونهم بالمجانين والغير واقعيين, ونصيحتي لكل من يقرأ ان يحلم ويتخيل , وليس هناك شيئا مستحيلا.
وبدأ في القرن التاسع عشر شيء أو نوع جديد من الأدب سميَّ «الخيال العلمي».
هناك كاتب، خارق المخيلة، مثل الفرنسي جول فيرن، يجلس في غرفته ويتأمل، مثلاً، رحلة الى القمر. او التوصل الى غواصة يمكنها النزول «20 الف فرسخ الى قاع البحر».
وفي منتصف القرن الماضي ظهر من هو أبعد مخيلة من المسيو فيرن. فقد أثار البريطاني الدوس هكسلي العالم بكتاب عنوانه «عالم شجاع جديد». وأخذ العنوان من الكوميديا الشكسبيرية «العاصفة». وتروي «العاصفة» حكاية شابة تدعى ميراندا نشأت وحيدة على جزيرة جميلة، لم تقابل أحدا عليها سوى والدها.
وعندما تقابل فجأة اناساً من العالم الخارجي (بينهم طبعاً أمير وسيم شاب) تهتف قائلة «آه، يا له من عالم شجاع جديد فيه هؤلاء الناس». في عالم هكسلي الجديد يعطى الناس كل شيء: لا أحد يجوع. لا أحد يعاني ألماً جسدياً او نفسياً. ولكن ثمن ذلك غياب الميزة الفردية والإبداع والحرية. الحب ممنوع والفنون ممنوعة والعلوم ممنوعة لأنها تؤدي إلى عدم الاستقرار. وفي هذا العالم الشجاع الجديد، تؤخذ البويضات البشرية من الأرحام وتحفظ في أوعية وتخصَّب. وفي هذه الأوعية تنتقى «الأجنّة» وفق متطلبات المجتمع وحاجته.
ما هو علم الجينات الوراثية التي نقرأ عنها اليوم؟ لقد تخيل هكسلي «بنك الجينات» أو «براد الجينات» القائم وسط لندن منذ ثلاثة أرباع القرن.
ويكاد الاستنساخ اليوم يكون أمراً مألوفاً وعادياً. لم تترك مخيلة هكسلي الخصبة شيئاً من حقائق اليوم العلمية. ومنذ السبعينات بدأت عمليات الولادة من «الأنابيب» في بريطانيا. والآن يمكن تعديل أو تصحيح العيوب في الأجنة وهي لا تزال في أرحام أمهاتها. وفي كل العالم تقريباً «بنوك» للأعضاء التي تنقل من انسان الى آخر، تقريباً ببساطة الانتقال من محطة الى محطة. في براد هكسلي في وسط لندن، الجنين الواحد يمكن ان يعطي 96 توأماً. او 76. من ثمانية الى 96. يا لها من مخيلة.
ولكن الى أين سيأخذنا العلم؟ كيف سيغير في قوانيننا وعاداتنا وحقائقنا؟ هل نقبل شفاء عزيز علينا باستخدام ما يسمى الاستنساخ الجذعي؟ أن يصنع له طرف من خلية في إصبع؟ هل العلم هو الذي يأخذنا ويحكم بنا كما قال هكسلي أم نحن نأخذه؟
وهناك الكثير من الناس يعيشون بقلوب غيرهم وعيون وكلاوي و.... غيرهم .
واخيرا استطاع الانسان ان يزرع وجها لامرأة فرنسية في لندن ( ولسه ياما حانشوف)
وقرأت هذا اليوم خبرا مفاده:
لندن: أسامة نعمان
في تطور علمي قد يؤدي الى استنساخ حيوانات منقرضة، وربما استنساخ أجداد الانسان، قال علماء عكفوا على دراسة الحمض النووي المنقوص الأوكسجين «دي.ان.ايه» لبقايا حيوان الماموث الصوفي، انهم يأملون في «إحيائه» قريبا، عبر استنساخه داخل رحم انثى الفيل. وينتمي الماموث الذي انقرض من على سطح الارض قبل 10 آلاف عام، والفيل، إلى نفس صنف الحيوانات، وعثر على الماموث الصوفي المغطى بالفراء، في سيبيريا في روسيا، حيث ظل محفوظا في جليد سيبريا لفترة 27 ألف عام.
وخضع الماموث الى دراستين منفصلتين لفريقين علميين، الأول برئاسة باحثين في جامعتي مكماستر الكندية وبنسلفانيا الاميركية، درسوا نواة الخلايا في الحمض النووي «دي.ان.ايه» التي تحمل غالبية المادة الجينية والكروموسومات، وتم نشر النتائج في مجلة «ساينس» العلمية، بينما كان الفريق الثاني بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك الالماني في لايبزغ حيث درسوا الحمض النووي في منطقة المايتوكوندريا، وهي جزء من الخلية يعمل على إدامتها، ويعنى بالتمثيل الغذائي والطاقة، لدى الماموث وتم نشر النتائج في مجلة «نيتشر».
وفيما قال الباحثون الالمان ان الماموث الصوفي، اقرب الى الفيل الآسيوي منه إلى الفيل الافريقي، وأن الاندماج في خصائص الانواع الثلاثة جرى لاحقا، فإن الفريق الاول قال انه اقرب الى الفيل الافريقي. وقال باحثو الفريق الاول انهم نجحوا في التعرف على السلسلة الجينية لنحو 1 في المائة (حوالي 30 مليون رمز) من الحمض النووي للماموث.
وقد يستغرق زمن التعرف على كل جينوم (الاطلس الوراثي) للماموث عاما كاملا.
طبعا الكل يعرف ان ما نتمتع به هذه الايام من رفاهية ( الكهرباء والالات والطائرات و..) كانت حلم اجدادنا العقلاء , غير ان عامة الناس وقتها كانوا يصفونهم بالمجانين والغير واقعيين, ونصيحتي لكل من يقرأ ان يحلم ويتخيل , وليس هناك شيئا مستحيلا.
وبدأ في القرن التاسع عشر شيء أو نوع جديد من الأدب سميَّ «الخيال العلمي».
هناك كاتب، خارق المخيلة، مثل الفرنسي جول فيرن، يجلس في غرفته ويتأمل، مثلاً، رحلة الى القمر. او التوصل الى غواصة يمكنها النزول «20 الف فرسخ الى قاع البحر».
وفي منتصف القرن الماضي ظهر من هو أبعد مخيلة من المسيو فيرن. فقد أثار البريطاني الدوس هكسلي العالم بكتاب عنوانه «عالم شجاع جديد». وأخذ العنوان من الكوميديا الشكسبيرية «العاصفة». وتروي «العاصفة» حكاية شابة تدعى ميراندا نشأت وحيدة على جزيرة جميلة، لم تقابل أحدا عليها سوى والدها.
وعندما تقابل فجأة اناساً من العالم الخارجي (بينهم طبعاً أمير وسيم شاب) تهتف قائلة «آه، يا له من عالم شجاع جديد فيه هؤلاء الناس». في عالم هكسلي الجديد يعطى الناس كل شيء: لا أحد يجوع. لا أحد يعاني ألماً جسدياً او نفسياً. ولكن ثمن ذلك غياب الميزة الفردية والإبداع والحرية. الحب ممنوع والفنون ممنوعة والعلوم ممنوعة لأنها تؤدي إلى عدم الاستقرار. وفي هذا العالم الشجاع الجديد، تؤخذ البويضات البشرية من الأرحام وتحفظ في أوعية وتخصَّب. وفي هذه الأوعية تنتقى «الأجنّة» وفق متطلبات المجتمع وحاجته.
ما هو علم الجينات الوراثية التي نقرأ عنها اليوم؟ لقد تخيل هكسلي «بنك الجينات» أو «براد الجينات» القائم وسط لندن منذ ثلاثة أرباع القرن.
ويكاد الاستنساخ اليوم يكون أمراً مألوفاً وعادياً. لم تترك مخيلة هكسلي الخصبة شيئاً من حقائق اليوم العلمية. ومنذ السبعينات بدأت عمليات الولادة من «الأنابيب» في بريطانيا. والآن يمكن تعديل أو تصحيح العيوب في الأجنة وهي لا تزال في أرحام أمهاتها. وفي كل العالم تقريباً «بنوك» للأعضاء التي تنقل من انسان الى آخر، تقريباً ببساطة الانتقال من محطة الى محطة. في براد هكسلي في وسط لندن، الجنين الواحد يمكن ان يعطي 96 توأماً. او 76. من ثمانية الى 96. يا لها من مخيلة.
ولكن الى أين سيأخذنا العلم؟ كيف سيغير في قوانيننا وعاداتنا وحقائقنا؟ هل نقبل شفاء عزيز علينا باستخدام ما يسمى الاستنساخ الجذعي؟ أن يصنع له طرف من خلية في إصبع؟ هل العلم هو الذي يأخذنا ويحكم بنا كما قال هكسلي أم نحن نأخذه؟
وهناك الكثير من الناس يعيشون بقلوب غيرهم وعيون وكلاوي و.... غيرهم .
واخيرا استطاع الانسان ان يزرع وجها لامرأة فرنسية في لندن ( ولسه ياما حانشوف)
وقرأت هذا اليوم خبرا مفاده:
لندن: أسامة نعمان
في تطور علمي قد يؤدي الى استنساخ حيوانات منقرضة، وربما استنساخ أجداد الانسان، قال علماء عكفوا على دراسة الحمض النووي المنقوص الأوكسجين «دي.ان.ايه» لبقايا حيوان الماموث الصوفي، انهم يأملون في «إحيائه» قريبا، عبر استنساخه داخل رحم انثى الفيل. وينتمي الماموث الذي انقرض من على سطح الارض قبل 10 آلاف عام، والفيل، إلى نفس صنف الحيوانات، وعثر على الماموث الصوفي المغطى بالفراء، في سيبيريا في روسيا، حيث ظل محفوظا في جليد سيبريا لفترة 27 ألف عام.
وخضع الماموث الى دراستين منفصلتين لفريقين علميين، الأول برئاسة باحثين في جامعتي مكماستر الكندية وبنسلفانيا الاميركية، درسوا نواة الخلايا في الحمض النووي «دي.ان.ايه» التي تحمل غالبية المادة الجينية والكروموسومات، وتم نشر النتائج في مجلة «ساينس» العلمية، بينما كان الفريق الثاني بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك الالماني في لايبزغ حيث درسوا الحمض النووي في منطقة المايتوكوندريا، وهي جزء من الخلية يعمل على إدامتها، ويعنى بالتمثيل الغذائي والطاقة، لدى الماموث وتم نشر النتائج في مجلة «نيتشر».
وفيما قال الباحثون الالمان ان الماموث الصوفي، اقرب الى الفيل الآسيوي منه إلى الفيل الافريقي، وأن الاندماج في خصائص الانواع الثلاثة جرى لاحقا، فإن الفريق الاول قال انه اقرب الى الفيل الافريقي. وقال باحثو الفريق الاول انهم نجحوا في التعرف على السلسلة الجينية لنحو 1 في المائة (حوالي 30 مليون رمز) من الحمض النووي للماموث.
وقد يستغرق زمن التعرف على كل جينوم (الاطلس الوراثي) للماموث عاما كاملا.