-
دخول

عرض كامل الموضوع : دراسة عن خطر مشاهدة المسلسلات !!!


Kakabouda
16/11/2004, 11:15
وقد شهدت الفترة الماضية تحذيرات شديدة أطلقتها دراسات أجريت في أنحاء شتي من العالم تحذر من طول تعاطي المسلسلات لخطورتها الشديدة علي الصحة العامة
ومنها دراسة بريطانية حديثة حذرت من متابعة أحداث المسلسلات بشغف شديد . فقد اكتشف الباحثون أن مسلسلات التليفزيون تجلب الأمراض لآلاف المتابعين لها، حيث يتفاعلون مع أحداثها لحد الشعور بأعراض الأمراض الخطيرة التي يشكو منها إبطال المسلسلات. وكانت الدراسة قد أظهرت أن أعداداً كبيرة من المرضى الذين تدافعوا لزيارة أطبائهم اشتكوا من أعراض أصيبت بها شخصيات في مسلسلات بريطانية!! وذكر باحث بريطاني إن بعض ممن يصاب بصداع ويندمج في أحداث عمل تلفزيوني ما يتساءل عما إذا كانت آلام رأسه مجرد صداع أم شيء أسوأ بكثير من ذلك. ويفسر د. معتز سيد عبد الله رئيس مركز الدراسات والبحوث النفسية بجامعة القاهرة هذا الأمر بنظرية التعلم من خلال القدوة والنموذج ، فيعمد الشباب إلي تقليد سلوكيات النماذج التي يحبونها.

مسلسلات التلفزيون تجلب الأمراض

وكانت دراسة أمريكية علي نفس المنوال قد اكتشفت أيضاً أن آلاف المتابعين للمسلسلات التليفزيونية يتفاعلون مع أحداث المسلسلات إلى حد أنهم يشعرون بأعراض الأمراض الخطيرة التي يشتكي منها أبطالهم على الشاشة. وتقدم الدراسة كثيرا من الأدلة على مدى تأثير المسلسلات التليفزيونية في طريقة إدراك المشاهدين لحالتهم الصحية. ويرى الاختصاصيون أن المخاوف الصحية التي يكتسبها البعض من خلال مشاهدة التليفزيون تساهم في زيادة حجم الأعباء التي يواجهها الأطباء.
ويشرح اختصاصي الأمراض الباطنية جيريمي فيفرز بأن المخاوف الصحية التي يكتسبها البعض من خلال مشاهدة التلفزيون تساهم في زيادة حجم الأعباء التي يواجهها الأطباء لكنه يؤيد على حد قوله كل ما من شأنه أن يزيد من اهتمام الناس بصحتهم.


المشاهدة تتحول إلي إدمان

ويري بعض الخبراء أن مشاهدة التليفزيون قد تحولت بالفعل لدى الكثيرين إلى إدمان، فالمخدرات أو ما شابهها تتيح للمدمن حالة عقلية سارة مؤقتة وسلبية دائمة! فهي تؤجل الهم والغم الذي قد يصيب المدمن .. والتليفزيون أقرب إلى ذلك. إننا نتعاطى التليفزيون !! والواقع يؤكد ذلك ولا سيما في شهر رمضان الفضيل الذي يتميز في بلداننا العربية بظهور فيضان من المسلسلات والبرامج والسهرات التي تجذب كل أفراد الأسرة.
ولقد قام العلماء بإجراء أبحاث عديدة خلال العشرين سنة الماضية حول ظاهرة إدمان التليفزيون وما تنطوي عليه من أخطار. وتشير الدراسات في أوروبا وأمريكا إلى أن المشاهدين يكرسون ما بين 3 و4 ساعات يوميا للمشاهدة، أي إنهم يقضون نصف وقت الفراغ في هذا المجال وحده، أكثر من أي مجال آخر، باستثناء العمل والنوم.. ووفق هذا المعدل، فإن من يعيش حتى عمر 75 عاما، يكون قد أمضى حوالي 10 سنوات أمام هذا الجهاز الساحر!


أعراض الإدمان

ويحدد الخبراء بعض الأعراض التي ترتبط بمشاهدة التليفزيون بإسراف منها الضيق والتوتر الذي ينتاب مدمن التليفزيون عند إصابة الجهاز بخلل أو انقطاع التيار الكهربائي أثناء الجلوس أمامه تلك الأعراض التي تشبه إلي حد كبير ما تفعله العقاقير المهدئة التي تسبب إدمانا عند افتقادها. بل يذهب بعض العلماء إلى حد تشبيه إدمان التليفزيون بالمخدرات، فالناس يعانون أعراضا مشابهة لأعراض الإقلاع عن المخدرات، عندما تقل أو تتوقف مشاهدتهم للتليفزيون.
ولدراسة ردود أفعال من يفرطون في مشاهدة التليفزيون، قام فريق من الباحثين الأمريكيين بتجارب مهمة اعتمدت على رصد أمواج المخ وسرعة ضربات القلب أثناء المشاهدة الطويلة. وأظهرت النتائج التي سجلها جهاز موجات المخ، أن النشاط الفكري كان محدودا جدا، وأن موجات "ألفا" المعبرة عن درجة هذا النشاط تقل خلال المشاهدة عما تكون عليه أثناء القراءة. كما كشفت هذه التجربة أن الإحساس بالاسترخاء ينتهي عند إطفاء الجهاز ويستمر انخفاض النشاط الذهني. وأشار فحص المشاركين إلى أن التليفزيون استحوذ عليهم، وامتص في الوقت نفسه بعض طاقاتهم الفكرية!
وتمكن الباحثون من جمع بيانات عن آلام التوقف عن المشاهدة شبيهة بمعاناة الإقلاع عن المخدرات. وأظهرت النتائج أن التليفزيون أشد إغراء من العلاقات الاجتماعية، وتبين أن حياة الذين يفرطون في مشاهدة التليفزيون حياة غير متوازنة بسبب هذه العادة التليفزيونية وهي أقرب إلى حياة مدمني المخدرات أو الكحول! فهم يعيشون في نمط مسيطر عليهم، ولا يهتمون بالأنشطة المؤدية إلى التطور والإحساس

بالإنجاز! فالمشاهدة في كثير من الأحيان تشوه معنى الوقت وتقلل العلاقات الإنسانية، وتهدر فرص التواصل بين الناس، بل أحيانا تزيلها!! لذلك يوصف الإدمان بأنه المفرق للصداقات، والممزق للعلاقات الاجتماعية، فضلا عن إهمال الهوايات والعادات الأخرى المفيدة.

مساكين أطفال التليفزيون

أما الأطفال فيعاني العديد منهم اضطرابات نفسية ومشكلات سلوكية وصحية نتيجة تعرضهم المكثف للتليفزيون منها الاكتئاب والسلوك العدواني والخوف وغير ذلك. وكانت دراسة علمية حول نمو الأطفال قد أظهرت أن إدمان التليفزيون يؤدي لانخفاض المهارات اليدوية وزيادة السمنة وضعف التخيل والابتكار. وأشارت إلى تأثير أفلام العنف والجريمة على الأطفال، مؤكدة أن هذه النوعية ذات تأثيرات بالغة على العقول الصغيرة. كما بينت الدراسة أن معدل حرق الجسم للسعرات الحرارية أو الهضم وتمثيل الجسم للمواد الغذائية يقل في المتوسط بمقدار 14% عند مشاهدة التليفزيون عنه عند النوم.
وأضافت الدراسة أن المشاهدة المكثفة للتليفزيون تؤثر تأثيرا سلبياً على القوى والوظائف العقلية التي تقف خلف التخيل الابتكاري بصورة عامة والطلاقة الفكرية، كما ‏ ‏تؤثر على مستوى الوعي عند الأطفال وتكسبهم أنماطا من السلبية واللامبالاة، وأن الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لفترات طويلة يفقدون الإحساس بالزمن ‏وعدم الحاجة أو الرغبة في ممارسة أية أنشطة عقلية أو حركية؛ وهو ما يساعد على نمو الإحساس بالبلادة والبطء الاستجابي والانفعالي.


تطور صناعة التليفزيون


وقد مر التليفزيون بالعديد من مراحل الصناعة والتطور حتي وصل علي صورته الحالية ، والبداية كانت عام 1929 عندما انطلق أول إرسال تجريبي يوم 30 سبتمبر ولمدة دقيقتين بواسطة إذاعة B.B.C البريطانية بالصورة فقط بدون الصوت، وكان صاحب هذا الاختراع العجيب هو العالم البريطاني "جون لوجي بيرد".
وفي عام 1930 تم عرض أول تمثيلية تليفزيونية من أستديوهات بيرد، رغم أنه لم يتواجد في ذلك الوقت سوى 29 جهازا تليفزيونيا. وأجريت بعد ذلك عدة تجارب واختراعات لتحسين عمل الكاميرات لتتمكن من نقل اللقطات كاملة، إلا أن التجارب لم تتوقف حتى بدأت هيئة الإذاعة البريطانية عام 1936 في نقل أول إرسال تليفزيوني منتظم، وكان هو الأول من نوعه في العالم، ولم يكن موجودا غير 400 جهاز تليفزيوني.
وتوقف الإرسال في سبتمبر عام 1939، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث خشي الحلفاء أن يستفيد الأعداء من الإشعاع التليفزيوني في غاراتهم الجوية على المدن البريطانية، وعقب الحرب أعيد افتتاح التليفزيون البريطاني لينتظم إرساله يوم 7 يونيو عام 1946.
تطورت صناعة التليفزيون بشكل ملحوظ وخاصة في السنوات التالية على الحرب، فارتفع عدد محطات الإرسال من 10 محطات عام 1946 إلى 217 محطة عام 1950، حيث أصبح لخمسة بلدان خدمات دورية من البث التليفزيوني، ازدادت بعد 10 سنوات ليصبح العدد أكثر من مائة بلد، وبلغت عام 1980، 138 دولة، إلى أن انتشر التليفزيون بصورة مذهلة، حتى لا تكاد تكون هناك دولة تخلو من الخدمات التليفزيونية، وأصبح التليفزيون جزءاً من كيان الإنسان؛ حيث لا يخلو بيت في معظم بلاد العالم من جهاز تليفزيوني.
وبعد ففي عصرالديجتال والسماوات المفتوحة هل يجب أن نرشد ساعات مشاهداتنا للتليفزيون؟ .. هل ينبغي أن يصدر بيان رسمي من منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة والجهات المعنية بخطورة التعرض لهذا الساحر العجيب؟ . . هل يمكننا تقليل الاعتماد عليه بشكل أو بآخر رفقاً بعقولنا من التحجر وبصحتنا من التدهور؟ .. ربما يأتي ذلك وكل آت قريب .


منقول