attempt
13/12/2005, 01:46
لا شك أن الاختلافات بين البشر مؤكدة، بل ومحسومة، ليس في أشكالهم وصفاتهم وقدراتهم فقط، ولكن أيضاً في أحاسيسهم ونظراتهم للأشياء والحوادث، فلو أخذنا حاسة التذوق مثلا، فهي تختلف من شخص إلى آخر حتى لو كانت التجربة لصنف واحد محدد،
فيقال إن فريقاً كبيراً من العلماء قد خضعوا لتجربة مذاق مادة (الفتيل ـ تيوكرباميد) ولو أنكم سألتموني عن ماهية هذه المادة لقلت لكم:
لا أدري، لهذا من الممكن أن تعتبروني مثل (الأطرش بالزفة)، المهم أن العلماء عندما ذاقوا تلك المادة اختلفوا، فعند بعضهم كان مريراً، وبعضهم أصر أنها لا طعم بها.
كما أن الألوان كذلك يتباين تأثيرها من إنسان إلى الآخر، فاللون الأحمر قد يزيد من سرعة نبض الواحد منهم ويثيره مثلما يثير ثور المصارعة، بينما هو عند شخص آخر لا يعدو غير (ناثينغ)
وقد يتأثر شخص بمنظر غروب الشمس وشفقها الأرجواني الذي يملأ صفحة الأفق، في حين أن غيره لا يعني له شيئاً ولا تأثيراً بعكس ما يبعث به منظر القمر عندما يكتمل بدراً.
وعلى ذكر القمر فيقال إن هناك أحد الإخوة الجزائريين كان مسافراً مع زوجته بالبحر، وعندما كانا واقفين على حافة السفينة، ظهر القمر بكامل سطوعه وجماله، فأرادت الزوجة أن تغازل زوجها وتثيره، فقالت على الطريقة المصرية وهي تشير إلى القمر: شايف (الأمر) يا حبيبي، فعاجلها زوجها ملتفتا نحوها بغضب: علاش أنا أعمى؟!..
وهكذا ترون أن منظر القمر قد فعل بالزوجة الأفاعيل وجعلها (تسوسح) في حين أن زوجها لم يكن سوى جلمود صخر على ظهر سفينة.
كما أن الذكاء قد يكون محدودا ونسبيا، فمثلاً إن (انشتاين) الذي يعتبر فلتة العبقرية،
قد لا يستوعب ولا ينجح في اختبارات في أمور معينة، فليس هناك ذكي كل الذكاء ولا غبي كل الغباء، وهناك تجربة أجريت في عيادة خاصة، حيث جمع ناظر مدرسة كتلة واحدة وفككها، وأتى بشاب ضعيف العقل ليتسابق معه في إعادة تركيبها، فاستغرق ذلك العمل 18 دقيقة من الناظر في حين أن ذلك الشاب أنهاه في دقيقة واحدة. وبما أننا لا زلنا في مجال اختلال العقل، فقد حدث انقلاب سيارة كان فيها احد المعارف، وحصل له ارتجاج بالمخ ووصل إلى مرحلة الخطر،
ثم خرج من المستشفى شبه معافى، غير انه كان (لا يجمّع)، وذهبت لزيارته في منزله، وكان جالسا في حديقة منزله وأمامه شجرة كبيرة، وحيث أنني كنت اشكك بعقله وبصره كذلك، فإنني أردت أن اختبره من شدة محبتي وخوفي عليه، فأشرت للشجرة اسأله: ما هذه؟!،
فأخذ يتأملها عدة دقائق ثم قال لي:
عصفور،
الواقع انه عندما قال ذلك انخلع قلبي، وازداد إشفاقي عليه، وضربت كفا بكف وقلت بيني وبين نفسي:
(يا خسارة)
لقد راحت على المسكين وذهب عقله مع بصره جميعا، وبينما أنا في حالتي (الدرامية) هذه، وإذا بعصفور (يطير) فجأة من قلب الشجرة، واخذ الرجل يلكزني بكوعه قائلاً بفرح: هذا هو.
فيقال إن فريقاً كبيراً من العلماء قد خضعوا لتجربة مذاق مادة (الفتيل ـ تيوكرباميد) ولو أنكم سألتموني عن ماهية هذه المادة لقلت لكم:
لا أدري، لهذا من الممكن أن تعتبروني مثل (الأطرش بالزفة)، المهم أن العلماء عندما ذاقوا تلك المادة اختلفوا، فعند بعضهم كان مريراً، وبعضهم أصر أنها لا طعم بها.
كما أن الألوان كذلك يتباين تأثيرها من إنسان إلى الآخر، فاللون الأحمر قد يزيد من سرعة نبض الواحد منهم ويثيره مثلما يثير ثور المصارعة، بينما هو عند شخص آخر لا يعدو غير (ناثينغ)
وقد يتأثر شخص بمنظر غروب الشمس وشفقها الأرجواني الذي يملأ صفحة الأفق، في حين أن غيره لا يعني له شيئاً ولا تأثيراً بعكس ما يبعث به منظر القمر عندما يكتمل بدراً.
وعلى ذكر القمر فيقال إن هناك أحد الإخوة الجزائريين كان مسافراً مع زوجته بالبحر، وعندما كانا واقفين على حافة السفينة، ظهر القمر بكامل سطوعه وجماله، فأرادت الزوجة أن تغازل زوجها وتثيره، فقالت على الطريقة المصرية وهي تشير إلى القمر: شايف (الأمر) يا حبيبي، فعاجلها زوجها ملتفتا نحوها بغضب: علاش أنا أعمى؟!..
وهكذا ترون أن منظر القمر قد فعل بالزوجة الأفاعيل وجعلها (تسوسح) في حين أن زوجها لم يكن سوى جلمود صخر على ظهر سفينة.
كما أن الذكاء قد يكون محدودا ونسبيا، فمثلاً إن (انشتاين) الذي يعتبر فلتة العبقرية،
قد لا يستوعب ولا ينجح في اختبارات في أمور معينة، فليس هناك ذكي كل الذكاء ولا غبي كل الغباء، وهناك تجربة أجريت في عيادة خاصة، حيث جمع ناظر مدرسة كتلة واحدة وفككها، وأتى بشاب ضعيف العقل ليتسابق معه في إعادة تركيبها، فاستغرق ذلك العمل 18 دقيقة من الناظر في حين أن ذلك الشاب أنهاه في دقيقة واحدة. وبما أننا لا زلنا في مجال اختلال العقل، فقد حدث انقلاب سيارة كان فيها احد المعارف، وحصل له ارتجاج بالمخ ووصل إلى مرحلة الخطر،
ثم خرج من المستشفى شبه معافى، غير انه كان (لا يجمّع)، وذهبت لزيارته في منزله، وكان جالسا في حديقة منزله وأمامه شجرة كبيرة، وحيث أنني كنت اشكك بعقله وبصره كذلك، فإنني أردت أن اختبره من شدة محبتي وخوفي عليه، فأشرت للشجرة اسأله: ما هذه؟!،
فأخذ يتأملها عدة دقائق ثم قال لي:
عصفور،
الواقع انه عندما قال ذلك انخلع قلبي، وازداد إشفاقي عليه، وضربت كفا بكف وقلت بيني وبين نفسي:
(يا خسارة)
لقد راحت على المسكين وذهب عقله مع بصره جميعا، وبينما أنا في حالتي (الدرامية) هذه، وإذا بعصفور (يطير) فجأة من قلب الشجرة، واخذ الرجل يلكزني بكوعه قائلاً بفرح: هذا هو.