aboziad
12/11/2004, 01:04
البحث العلمي حق مقدس ، وتتجلى قدسيته في تحريه للحقيقة مهما كانت صعبة أو مؤلمة ..لكن البحث العلمي يفقد اعتباراته الفكرية والعلمية ويهوي الى الحضيض عندما يُوظف لخدمة غايات دينية أو طائفية ضيقة ويستهدف الانتصار لعصبيات مذهبية على حساب العلمية والموضوعية .. وهو سلوك مارسه ويمارسه الكثيرون اليوم على اختلاف توجهاتهم الدينية والمذهبية ..
مارس الكثير من الباحثين الاسلاميين هذا التوظيف الطائفي للبحث العلمي في دراستهم للمسيحية ، ومارس المسيحيون بدورهم ذات التوظيف في ابحاثهم عن الاسلام .. وقل مثل ذلك عن السنة والشيعة ايضا.. والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى ..
وقد اخترنا في هذا المقال أن نأخذ عينة من حالات توظيف البحث العلمي هذا ، وهذه العينة هي الأب لويس شيخو ..
الأب لويس شيخو باحث معروف للتاريخ وآداب العرب والاسلام ، وقدم عددا من المراجع والدراسات الشهيرة كان من أهمها : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية ، وشعراء النصرانية قبل الاسلام ..
في هذه الكتب والدراسات حاول الأب شيخو أن يضخم من تأثير المسيحية في تاريخ العرب قبل الاسلام ، واذا كان البحث العلمي والموضوعي قد اقر بوجود رافد مسيحي ساهم مع روافد اخرى كثيرة في بلورة مجتمع العرب قبل الاسلام لكن الأب شيخو يأبى الا ان يضخم من تأثير هذا الرافد بحيث يجعله محور تاريخ العرب قبل الاسلام !!!!!!!! ولو على حساب حقائق التاريخ وابسط مبادئ الموضوعية والتجرد العلمي ..
فعندما يتكلم عن طائفة الحنيفية ( وهي جماعة دينية عربية كانت تؤمن بالتوحيد ومهدت لظهور الاسلام ) يقول عنها بمنتهى البساطة ( الحنيفية في الجاهلية يراد بها النصرانية أو شيعة من شيعها ) !!!!!!!!!!
هكذا بكل حسم وتعميم دون أن يقدم أدلة أو براهين مقنعة .. بل ضاربا عرض الحائط بكل أخبار الرواة التي لم تشر لا من قريب ولا من بعيد الى صلة الحنيفية بالنصارى .. وهذا ما دعا الكثير من الباحثين الى انتقاد راي الأب شيخو هذا ، فقال عنه الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي : ( لعل العصبية هي التي دفعت الأب شيخو الى تحدي أصول البحث الموضوعي ، فراح ينصر هذا ويهود ذاك .. وكون الحنيفية يراد بها النصرانية فذلك لم يقل به أحد لا من القدماء ولا من المحدثين ، بل قيل العكس ) .
كما رد بروكلمان على الأب شيخو بقوله ( ان التعرف على دين من الأديان ليس معناه الاعتراف بذلك الدين واعتناقه من قبل من يعرفه، ومن ثم كان خطأ تاما ما زعمه لويس شيخو حيث ادعى أن جميع شعراء الجاهلية تقريبا من شعراء النصرانية )
بل لقد أنجز أحد الباحثين المعاصرين وهو الأب حشيمة رسالة دكتوراة لنقد كتاب الأب شيخو ، وأكد في دراسته تلك التسرع الكبير غير المبرر الذي وقع فيه الأب شيخو هو يصف كل شعراء العرب قبل الاسلام بالمسيحية ، ومن بين جميع الشعراء الذين حسم الأب شيخو بنصرانيتهم أنتهى الأب حشيمة بأن من تأكدت نصرانيته حقا هو واحد فقط ( وهو عدي بن زيد ) واثنان فقط يُرجح احتمال كونهم نصارى .. أما الباقون فهم قطعا ليسوا نصارى ..
أما ادعاء الأب شيحو بأن الوجود المسيحي في جزيرة العرب يرجع الى القرن الأول الميلادي فهو قول غريب لا يستند الى أي دليل !!! بل أن البحث العلمي الموضوعي قد انتهى الى تأخر الوجود المسيحي في جزيرة العرب ( راجع المسيحية العربية وتطوراتها للدكتورة سلوى بالحاج صالح )
وبعد ..........
متى ينتصر البحث العلمي المجرد الذي يستهدف الحقيقة أيا كان شكلها على هذه الابحاث المسيرة والموجهة لاثبات فكرة مفترضة سلفا ولو على حساب الحقيقة !!!!!
(ماخوذ عن شبكة اللادينيين العرب)
مارس الكثير من الباحثين الاسلاميين هذا التوظيف الطائفي للبحث العلمي في دراستهم للمسيحية ، ومارس المسيحيون بدورهم ذات التوظيف في ابحاثهم عن الاسلام .. وقل مثل ذلك عن السنة والشيعة ايضا.. والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى ..
وقد اخترنا في هذا المقال أن نأخذ عينة من حالات توظيف البحث العلمي هذا ، وهذه العينة هي الأب لويس شيخو ..
الأب لويس شيخو باحث معروف للتاريخ وآداب العرب والاسلام ، وقدم عددا من المراجع والدراسات الشهيرة كان من أهمها : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية ، وشعراء النصرانية قبل الاسلام ..
في هذه الكتب والدراسات حاول الأب شيخو أن يضخم من تأثير المسيحية في تاريخ العرب قبل الاسلام ، واذا كان البحث العلمي والموضوعي قد اقر بوجود رافد مسيحي ساهم مع روافد اخرى كثيرة في بلورة مجتمع العرب قبل الاسلام لكن الأب شيخو يأبى الا ان يضخم من تأثير هذا الرافد بحيث يجعله محور تاريخ العرب قبل الاسلام !!!!!!!! ولو على حساب حقائق التاريخ وابسط مبادئ الموضوعية والتجرد العلمي ..
فعندما يتكلم عن طائفة الحنيفية ( وهي جماعة دينية عربية كانت تؤمن بالتوحيد ومهدت لظهور الاسلام ) يقول عنها بمنتهى البساطة ( الحنيفية في الجاهلية يراد بها النصرانية أو شيعة من شيعها ) !!!!!!!!!!
هكذا بكل حسم وتعميم دون أن يقدم أدلة أو براهين مقنعة .. بل ضاربا عرض الحائط بكل أخبار الرواة التي لم تشر لا من قريب ولا من بعيد الى صلة الحنيفية بالنصارى .. وهذا ما دعا الكثير من الباحثين الى انتقاد راي الأب شيخو هذا ، فقال عنه الدكتور بهجة عبد الغفور الحديثي : ( لعل العصبية هي التي دفعت الأب شيخو الى تحدي أصول البحث الموضوعي ، فراح ينصر هذا ويهود ذاك .. وكون الحنيفية يراد بها النصرانية فذلك لم يقل به أحد لا من القدماء ولا من المحدثين ، بل قيل العكس ) .
كما رد بروكلمان على الأب شيخو بقوله ( ان التعرف على دين من الأديان ليس معناه الاعتراف بذلك الدين واعتناقه من قبل من يعرفه، ومن ثم كان خطأ تاما ما زعمه لويس شيخو حيث ادعى أن جميع شعراء الجاهلية تقريبا من شعراء النصرانية )
بل لقد أنجز أحد الباحثين المعاصرين وهو الأب حشيمة رسالة دكتوراة لنقد كتاب الأب شيخو ، وأكد في دراسته تلك التسرع الكبير غير المبرر الذي وقع فيه الأب شيخو هو يصف كل شعراء العرب قبل الاسلام بالمسيحية ، ومن بين جميع الشعراء الذين حسم الأب شيخو بنصرانيتهم أنتهى الأب حشيمة بأن من تأكدت نصرانيته حقا هو واحد فقط ( وهو عدي بن زيد ) واثنان فقط يُرجح احتمال كونهم نصارى .. أما الباقون فهم قطعا ليسوا نصارى ..
أما ادعاء الأب شيحو بأن الوجود المسيحي في جزيرة العرب يرجع الى القرن الأول الميلادي فهو قول غريب لا يستند الى أي دليل !!! بل أن البحث العلمي الموضوعي قد انتهى الى تأخر الوجود المسيحي في جزيرة العرب ( راجع المسيحية العربية وتطوراتها للدكتورة سلوى بالحاج صالح )
وبعد ..........
متى ينتصر البحث العلمي المجرد الذي يستهدف الحقيقة أيا كان شكلها على هذه الابحاث المسيرة والموجهة لاثبات فكرة مفترضة سلفا ولو على حساب الحقيقة !!!!!
(ماخوذ عن شبكة اللادينيين العرب)