عبير
06/11/2004, 13:37
منذ زمن بعيد، في إحدى البلاد البعيدة، كانت توجد كاتدرائية لها منارة عالية، فيها أجراس كبيرة وجميلة. وكان الناس يقولون نقلاَ عن أجدادهم: إنَّ هذه الأجراس تدق من تلقاء نفسها ليلة عيد الميلاد، عندما يقدّم أحد أفراد الشعب أفضل هدية لطفل المذود... ولذا كان الناس يتوافدون من كل الأقطار في عيد الميلاد، ومعهم هدايا غالية الثمن ليقدمونها، لعلهم يسمعون تلك الأجراس تدق، ولكنها لعشرات السنين لم تُسمع.
سمع بهذه الكنيسة أخوان يقطنان قريةَ بعيدة عن هذه الكاتدرائية الجميلة، فقررا ان يذهبا ليحتفلا بقداس عيد الميلاد فيها.
وهكذا بدأا رحلتهما حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، ليصلا إلى الكنيسة في موعد القداس... وبعد فترة فيما هما سائران، رأيا سيدةَ مسنةَ ملقاةَ على قارعة الطريق وسط الزرع... ومن شدة البرد يبست أطرافها. فاخذا يسعفانها، حتى فتحت عينيها، ونظرت إليهما.
هنا قال الأخ الأكبر لأخيه:
" اذهب انت يا اخي لحضور القداس، وأما أنا فسأرعى هذه السيدة حتى تتعافى، ثم أنقلها إلى بيتها"
هز الأخ الأصغر رأسه بشدة والدموع تسقط من عينيه، " لا، لن أذهب بدونك. لقد تمنينا أن نصلي في هذه الكاتدرائية معاَ، وأنا لن أتركك وأذهب وحدي". فأصر الأخ الأكبر قائلاَ: " بل يجب عليك أن تذهب وتصلي لأجلي. وعندما تعود ستروي لي كل ماشاهدت، وسأكون كأني ذهبت معك. والآن خذ خمسة القروش هذه، فهي كل ما معي، وضعها في صندوق الكنيسة، كهدية لطفل المذود ".
وهكذا ذهب الأخ الأصغر لحضور القداس، تاركاَ أخاه خلفه... ووصل إلى الكنيسة، ووجدها ممتلئةَ بأغنياء البلد، إذ كان الأمير يصلي فيها تلك السنة. أما هو فوقف في خشوع أثناء القداس، رافعاَ قلبه، مسبحاَ الله الذي من تحننه أتى، وصار إنسانا َمن أجل خلاص العالم .
وفي نهاية القداس، وكما جرت العادة، بدأ الجميع بتقديم هداياهم لطفل المذود، في طريقهم للخروج من الكنيسة . أتى الأمير، والقى في الصندوق جواهر ثمينة، وهو ينظر حوله. ثم أتى بعده الأغنياء، يلقون بأموالهم من ذهبٍ وفضةٍ... وأخيراَ جاء دور الأخ الأصغر، فأخرج خمسة القروش، وألقاها... وهنا دقت الأجراس بنغماتٍ سماوية جميلة، لم تُسمع من قبلُ .
تسمّر الناس في طريقهم للخروج، وأمر الأميُر أحد الحراس أن يجري ويستطلع الأمر ليرى من الذي قدم هديةَ أثمن منه، جعلت الأجراس تدق. وأما الحارس، فعدما وصل إلى الكنيسة، رأى ولداَ فقيراَ مبتسماَ يغادرها، ولم يفهم شيئاَ.
شكو زولو
سمع بهذه الكنيسة أخوان يقطنان قريةَ بعيدة عن هذه الكاتدرائية الجميلة، فقررا ان يذهبا ليحتفلا بقداس عيد الميلاد فيها.
وهكذا بدأا رحلتهما حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر، ليصلا إلى الكنيسة في موعد القداس... وبعد فترة فيما هما سائران، رأيا سيدةَ مسنةَ ملقاةَ على قارعة الطريق وسط الزرع... ومن شدة البرد يبست أطرافها. فاخذا يسعفانها، حتى فتحت عينيها، ونظرت إليهما.
هنا قال الأخ الأكبر لأخيه:
" اذهب انت يا اخي لحضور القداس، وأما أنا فسأرعى هذه السيدة حتى تتعافى، ثم أنقلها إلى بيتها"
هز الأخ الأصغر رأسه بشدة والدموع تسقط من عينيه، " لا، لن أذهب بدونك. لقد تمنينا أن نصلي في هذه الكاتدرائية معاَ، وأنا لن أتركك وأذهب وحدي". فأصر الأخ الأكبر قائلاَ: " بل يجب عليك أن تذهب وتصلي لأجلي. وعندما تعود ستروي لي كل ماشاهدت، وسأكون كأني ذهبت معك. والآن خذ خمسة القروش هذه، فهي كل ما معي، وضعها في صندوق الكنيسة، كهدية لطفل المذود ".
وهكذا ذهب الأخ الأصغر لحضور القداس، تاركاَ أخاه خلفه... ووصل إلى الكنيسة، ووجدها ممتلئةَ بأغنياء البلد، إذ كان الأمير يصلي فيها تلك السنة. أما هو فوقف في خشوع أثناء القداس، رافعاَ قلبه، مسبحاَ الله الذي من تحننه أتى، وصار إنسانا َمن أجل خلاص العالم .
وفي نهاية القداس، وكما جرت العادة، بدأ الجميع بتقديم هداياهم لطفل المذود، في طريقهم للخروج من الكنيسة . أتى الأمير، والقى في الصندوق جواهر ثمينة، وهو ينظر حوله. ثم أتى بعده الأغنياء، يلقون بأموالهم من ذهبٍ وفضةٍ... وأخيراَ جاء دور الأخ الأصغر، فأخرج خمسة القروش، وألقاها... وهنا دقت الأجراس بنغماتٍ سماوية جميلة، لم تُسمع من قبلُ .
تسمّر الناس في طريقهم للخروج، وأمر الأميُر أحد الحراس أن يجري ويستطلع الأمر ليرى من الذي قدم هديةَ أثمن منه، جعلت الأجراس تدق. وأما الحارس، فعدما وصل إلى الكنيسة، رأى ولداَ فقيراَ مبتسماَ يغادرها، ولم يفهم شيئاَ.
شكو زولو