dimozi
23/12/2003, 13:05
قرأت هذه القصة من كتاب لوحات من الحياة لعبد الخالق الحموي , و أعجبتني فأحببت أن أتشاركها معكم .
كثرت مشاهدتي له , منذ عشر سنوات و أنا أراه يذرع شوارع المدينة مقبلا مدبرا ,لا يتكلم مع أحد , في جيب قميصه الأيسر صف متناسق من الأقلام التي تعمل بالحبر و غير الحبر , و يقال أنها أغطية فقط لأقلام منزوعة الجسد .
يدخّن بشراهة , يستحم وسط بيته العربي بأشعة الشمس – هكذا رآه سكان البيوت المجاورة – كان يعمل في إحدى شركات الدولة , و لما عرف من الجميع بصفته مثالا للنزاهة و العمل على أكل لقمته حلالا , فإنه لم يستكن لأية هفوة تصدر من غيره.
سمعت من أحد زملائه , أنه كان يحثهم على الامتناع عن رمي الأوساخ و أعقاب السجائر حيثما كان , ناصحا إياهم برميها في الأماكن المخصصة لهذا الغرض, فيعلق عليه أحدهم : (( الأخ أوروبي ))….
… ينتقد انتقادا شديدا الوسائل المتبعة من بعضهم في تنبيه بعضهم بزمور السيارة الذي يوقظ النيام و الموتى و ينهك الأعصاب و لكنه يسمع أحدهم يقول: (( الأخ حساس )) …
كان يكره بعض المصطلحات التي تنم عن الإنتهازية و النفعية كقول بعضهم : دبّر حالك يا أخي .. أو .. الدنيا صارت صعبة , و إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب , و كأن قدر الخراف أن تكون دوما قربانا للذئاب التي لا تشبع .
* * *
و لظروف معينة , و ربما لمكيدة حيكت له , صدر قرار المدير بتعيينه رئيسا للجنة المشتريات .. و بدأت الهموم و المتاعب .. كان يحمل حقيبة ملأى بالأوراق و الطلبات راكضا بين الأسواق .
… وتمر الأيام , و ينقل صاحبنا جزءا من عمله في الشركة و السوق إلى بيته , يتفقد الأوراق و يطابقها مع الأسعار مع الأسعار , ينهي عمله ثم يدخل إلى غرفة النوم راضيا مطمئنا ..
لكن اليوم الذي كان يخشاه قد أتى , و اضطر لتقديم استقالته من الشركة , فقد عرض عليه مبلغ من المال لقاء تمرير بعض البضائع و المعاملات التي لا يمكن مرورها, لإضرارها بمصلحة الشركة , ولكنه لم يشأ بيع ضميره و شرفه المهني .
ترك كل شيء و قدم استقالته , و لم تنفع محاولات زملائه في ثنيه عنها .
و في الجانب الآخر , كان هناك العارفون بحقيقة ما جرى , لقد ضحكوا حتى الثمالة , و يقال أن أحد العمال رأى معدة أحدهم من خلال حلقه لكثرة ما فتح شدقيه على مصراعيهما , و جميعهم قالوا باستهزاء : (( الأخ وطني ))……
و دمتم
dimozi :)
كثرت مشاهدتي له , منذ عشر سنوات و أنا أراه يذرع شوارع المدينة مقبلا مدبرا ,لا يتكلم مع أحد , في جيب قميصه الأيسر صف متناسق من الأقلام التي تعمل بالحبر و غير الحبر , و يقال أنها أغطية فقط لأقلام منزوعة الجسد .
يدخّن بشراهة , يستحم وسط بيته العربي بأشعة الشمس – هكذا رآه سكان البيوت المجاورة – كان يعمل في إحدى شركات الدولة , و لما عرف من الجميع بصفته مثالا للنزاهة و العمل على أكل لقمته حلالا , فإنه لم يستكن لأية هفوة تصدر من غيره.
سمعت من أحد زملائه , أنه كان يحثهم على الامتناع عن رمي الأوساخ و أعقاب السجائر حيثما كان , ناصحا إياهم برميها في الأماكن المخصصة لهذا الغرض, فيعلق عليه أحدهم : (( الأخ أوروبي ))….
… ينتقد انتقادا شديدا الوسائل المتبعة من بعضهم في تنبيه بعضهم بزمور السيارة الذي يوقظ النيام و الموتى و ينهك الأعصاب و لكنه يسمع أحدهم يقول: (( الأخ حساس )) …
كان يكره بعض المصطلحات التي تنم عن الإنتهازية و النفعية كقول بعضهم : دبّر حالك يا أخي .. أو .. الدنيا صارت صعبة , و إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب , و كأن قدر الخراف أن تكون دوما قربانا للذئاب التي لا تشبع .
* * *
و لظروف معينة , و ربما لمكيدة حيكت له , صدر قرار المدير بتعيينه رئيسا للجنة المشتريات .. و بدأت الهموم و المتاعب .. كان يحمل حقيبة ملأى بالأوراق و الطلبات راكضا بين الأسواق .
… وتمر الأيام , و ينقل صاحبنا جزءا من عمله في الشركة و السوق إلى بيته , يتفقد الأوراق و يطابقها مع الأسعار مع الأسعار , ينهي عمله ثم يدخل إلى غرفة النوم راضيا مطمئنا ..
لكن اليوم الذي كان يخشاه قد أتى , و اضطر لتقديم استقالته من الشركة , فقد عرض عليه مبلغ من المال لقاء تمرير بعض البضائع و المعاملات التي لا يمكن مرورها, لإضرارها بمصلحة الشركة , ولكنه لم يشأ بيع ضميره و شرفه المهني .
ترك كل شيء و قدم استقالته , و لم تنفع محاولات زملائه في ثنيه عنها .
و في الجانب الآخر , كان هناك العارفون بحقيقة ما جرى , لقد ضحكوا حتى الثمالة , و يقال أن أحد العمال رأى معدة أحدهم من خلال حلقه لكثرة ما فتح شدقيه على مصراعيهما , و جميعهم قالوا باستهزاء : (( الأخ وطني ))……
و دمتم
dimozi :)