-
دخول

عرض كامل الموضوع : معالجة خطر الاصابة بالربو قـبل الولادة


Anmar
29/10/2004, 02:09
كشفت دراسة علمية أجريت حديثة عن إنه يمكن تفادي احتمالات الاصابة بمرض الربو عند الأطفال قبل ولادتهم.

فقد وجد الباحثون أن الأطفال حديثي الولادة الذين يحتوي الدم الموجود في حبلهم السري على نسبة كبيرة من الأجسام المضادة يتعرضون لخطر الاصابة أكثر من غيرهم، حيث يمثل وجود هذه الأجسام علامة على أن جهاز المناعة قد بدأ يعمل ويستجيب لمسببات الربو.

وقد نشر البحث الذي أجري بواسطة مركز أبحاث الربو والحساسية في جزيرة ويت في بريطانيا في دورية ثوراكس العلمية.

وشمل البحث تحليل عينات من الحبال السرية أخذت من 1,300 طفل ولدوا بين عامي 1989 و 1990، وقد تم قياس نسب مادة كيمائية تدعى، آي جي إي، التي يفرزها جهاز المناعة في حال وجود مسببات الربو الموجودة في كل عينة.

تقييم دوري
وقد تم فحص حالة الأطفال في عامهم الأول وفي عامهم الثاني وفي الرابعة من عمرهم و في العاشرة أيضا لمعرفة إذا ماكانوا قد أصيبوا بحساسية الصدر أو الربو.

ووجد البحث أن واحدا من كل خمسة أطفال في سن الرابعة من عمرهم أصيبوا بالحساسية بينما وصلت نسبة من أصيبوا بالحساسية في سن العاشرة إلى أكثر من 27 بالمئة.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين حوى دماء حبلهم السري نسبا كبيرة من مادة، آي جي إي، كانت احتمالات تعرضهم للحساسية ضعف احتمالات إصابة الأطفال الآخرين.

وأصيب طفل من كل عشرة اطفال بالربو بعد بلوغه عامه الأول بينما ارتفعت نسبة الاصابة إلى واحد من كل سبعة أو 15.2 بالمئة عند بلوغ الأطفال الرابعة من عمرهم بينما كانت نسبة المصابين بين الأطفال 13 بالمئة عند بلوغهم سن العاشرة.

إلا أن الأطفال ذوي المعدل المرتفع لمادة ، آي جي إي، في الحبل السري لم يصابوا بالربو عند بلوغهم الرابعة، إلا أن نفس هؤلاء الأطفال شكلوا 66 بالمئة ممن يحتمل اصابتهم بالربو عند بلوغهم العاشرة.

ووجد الباحثون أيضا أن الأطفال الذين لم يظهروا أي أنواع من الحساسية ترتفع عندهم نسبة الاصابة بالربو إلى ثلاث مرات إذا ما وجدت نسب عالية من، آي جي إي، في حبالهم السرية عند الولادة.

ولتفسير هذا التناقض يقول العلماء إن الجهاز المناعي ربما يتسبب في إلتهاب الشعب الهوائية بدون أي حساسية ضد أي مسببات معروفة.

المناعة تبدأ مبكرا
ويقول الباحثون إن التغيرات الكبيرة التي تحدث للجهاز المناعي خلال شهور الحمل يمكن أن يحفز الجهاز المناعي للجنين، بافراز معدلات عالية من الأجسام المضادة التي تحتوي على مادة، آي جي إي، في وقت مبكر للغاية ربما يصل إلى الأسبوع الحادي عشر من الحمل.

كما أن المؤثرات البيئية التي تحيط بالأم قد تكون من مسببات التحفيز المبكر للجهاز المناعي حيث تصل هذه المؤثرات إلى الجنين من خلال المشيمة.

ويعتقد هؤلاء العلماء أن ما يحدث للجهاز المناعي للجنين الذي لم يولد بعد أهم من كل التأثيرات الأخرى التي تحدث بعد الولادة وفي سنوات العمر الأولى في التأثير على الاصابة بالحساسية في الطفولة.

وقال قائد فريق البحث الدكتور، حسن أرشد، ل بي بي سي نيوز أونلاين: "طوال الخمسة عشر سنة الماضية إنصبت البحوث على التأثيرات التي تساهم في الاصابة بمرض الربو والتي تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة إلا أنه يبدو أنه علينا أن نبحث في بيئة الأم أثناء حملها في طفلها".

عوامل أخرى
إلا أن الدكتور، سيف شاهين، من كلية كنجز كوليج بجامعة لندن وزميل جمعية الربو البريطانية قال إنه سيكون من الخطأ تجاهل تأثير مسببات الحساسية التي يتعرض لها الطفل بعد الولادة وأضاف: "وبينما توجد أدلة قوية على أن الظروف المحيطة بالرحم تؤثر على تطور حالات الحساسية والربو فإن البيئة التي يولد فيها الطفل تلعب دورا لا يمكن إنكاره في تطور المرض أيضا".

ويضيف الدكتور شاهين قائلا: " نحن نولد جميعا وجهازنا المناعي بشكل ما لديه ميل للاستجابة بشكل تجاه بعض مسببات الحساسية، وتلعب البيئة المحيطة دورا كبيرا في ظهور هذه الحساسية أو في اختفاءها".

ويقول البروفيسور، آندرو بيكوك، من الجمعية البريطانية لأمراض الصدر: "هذا البحث يقيم الدليل على أن دم الحبل السري يقدم تفسير إصابة واحد من خمسة اطفال في بريطانيا بالربو وإصابة واحد من ثلاثة بالحساسية".

واضاف: "ونحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال لكي نستطيع عكس تضاعف أسباب الاصابة بالحساسية بنسبة أربع مرات في بريطانيا في العشرين عاما الماضية".