fr.samir
21/12/2003, 19:56
الأنتروبولوجيا كعلم مستقل له ميدانه ومنهجه وله طريقته الخاصة ومقارنته المستقلة لم يظهر إلا في نهاية القرن التاسع عشر ،فالانتروبولوجيا كانت في الحقيقة في البداية موجودة في المقامات الفلسفية وفي الأمثلة الشعبية ،في الملاحم وفي الحكايات وفي الأناشيد الدينية ،كانت نظرة الإنسان إلى علاقته مع ذاته ومع الآخرين ومع الكون وما وراء الكون ،فالعملية الأساسية كانت أن الإنسان كائن مولود من الثقافة وللثقافة ،كائن رمزي مولود للرموز وقارئ للرموز ومتلق الرموز ومرسل الرموز ،البعد الرمزي المتجسد خاصة في الطقوس ،وفي اللغة هو البعد الأنتروبولوجي الحقيقي ،كل ذلك يتجلى بطريقة خاصة في عالم الأساطير والحكايات والطقوس،طقوس الموت والحياة ،طقوس البدايات والنهايات،طقوس الخصب والقحط، يختزل كل ذلك بما يسمى "الميتة يجب أن نفرق الكلمات التالية :الخرافة ، الأسطورة ،الحكاية ، القصة…الميثة . الخرافة تترجم ب FABLE أي استعمال الطبيعة لغاية أخلاقية… خرافات لافونتين… اما الاسطورة بالفرنسية LEGENDE اي ما يمكن ان تعرف او ما يجب ان يقرأ. اما الحكاية فهي RECIT … اذا قلنا ان الكتاب المقدس هي ميثة فلا نقلّل من قيمته.فالميثة تحمل حقيقة يعبّر عنها بطريقة رمزية لمجتمع في محيط جغرافي معيّن لا يجد جواباً على تساؤلاته، الميثة هي الجواب المعقول لأسئلة صعب الجابة عنهامثلاً : لماذا الموت؟ لماذا الشقاء؟ لماذا الكوارث؟ لماذا الحرب ؟ لماذا المرض ؟… الميثة تحمل الكنز الفكري الحقيقي للبعد الانتروبولوجي الأول. هنا يظهر لنا الفرق بين المفاهيم الانتروبولوجية والمفاهيم الفلسفية. فالمفاهيم الفلسفية هي من التجريد - مجردة- اما المفاهيم الانتروبولوجية فهي مفاهيم مجسدة. مثلاً: لو طلب الينا رسم طاولة ، طاولة هي مفهوم عام فيمكن أن ترسم طاولة مستديرة او مربعة او مستطيلة ، المفهوم هو في التجريد - طاولة مفهوم مجرد - أيضاً لو قلت إنسان يمكن ان يكون لبناني او سوري … فكلمة إنسان بالمعنى الفلسفي هي كلمة في التجريد ويمكن أن تطبق بمفهومها على كل الناس ، أما في المعنى الانتروبولوجي فلا يمكننا الكلام عن الإنسان إلا في تجسداته في الزمان والمكان والثقافة: التربية ، الدين، الطقوس نظام الحياة …هذه هي الثقافة اي انه في الانتربولوجيا ينبغي علي ان اتكلم عن اللبناني المسيحي او المسلم ، السوري الشامي او ابن البادية … لذلك هناك فصل وفرق كامل بين انسان الفلسفة وانسان الانتروبولوجيا، هذا الانسان تجلى لنا كما قلنا سابقاً في الكتابات الفلسفية في الملاحم في الحكايات وفي القصص …
لو أخذنا مثلاً النظرة للإنسان من الوجهة اليونانية خاصة بعد سقراط صاحب مبدأ أيها الانتروبوس اعرف نفسك . هذه الدعوة تصبح بداية الانتروبولوجيا. إذا أخذنا نظرة الإغريق إلى الانسان التي يمكن أن تتجلى لنا خاصة مع بارمنيد ومع هيراقليطس صاحبَي نظرية أن كل شيء يزول ويتحول أي كل شيء يتغير ولا يوجد شيء ثابت، فلا يمكن أن تستحم بالمياه الواحدة مرتين. ومع أفلاطون ومع زينون الصوري ومع مارت اوريليوس … هذا التحول هو من الوحدة إلى الكثرة أم بالعكس؟ هل هو من المتعدد إلى المنفرد أم بالعكس ؟ كل شيء يتغير حتى أنا، الذي علي الاستعداد إلى التحول الكوني الكبير…
لو أخذنا مثلاً النظرة للإنسان من الوجهة اليونانية خاصة بعد سقراط صاحب مبدأ أيها الانتروبوس اعرف نفسك . هذه الدعوة تصبح بداية الانتروبولوجيا. إذا أخذنا نظرة الإغريق إلى الانسان التي يمكن أن تتجلى لنا خاصة مع بارمنيد ومع هيراقليطس صاحبَي نظرية أن كل شيء يزول ويتحول أي كل شيء يتغير ولا يوجد شيء ثابت، فلا يمكن أن تستحم بالمياه الواحدة مرتين. ومع أفلاطون ومع زينون الصوري ومع مارت اوريليوس … هذا التحول هو من الوحدة إلى الكثرة أم بالعكس؟ هل هو من المتعدد إلى المنفرد أم بالعكس ؟ كل شيء يتغير حتى أنا، الذي علي الاستعداد إلى التحول الكوني الكبير…