fr.samir
26/11/2003, 20:51
// كلمات الرّجاء العشر //
نقطةٌ تكادُ تمرُّ دونَ أن تُلحظ. فالوصايا في نصّها الأصلي، ليست موضوعة بصيغة الأمر: " لا تقتل.. لا تسرق.." لكن بصيغة المستقبل: "لن يكونَ لك آلهةٌ أخرى.. لن تقتل". وبصورةٍ أصحّ، يعبَّر عنها بصيغ "التصريف" العبراني، وهي صيغةٌ تدلّ دون تفريق على الحاضر والمستقبل في تصريف الأفعال عندنا (الغرب): هي تعني "ما لم يحصل بعد". بدلاً من صيغ الماضي والحاضر والمستقبل في لغتنا (اللغة الفرنسيّة)، فالعبريّة لا تتوافق إلاّ مع اثنين: "الكامل" (الماضي) يدلّ على ما انتهى، وغير الكامل (المضارع) الذي يدلّ على ما هو في حال الحدوث أو ما سيحدث، ولكنّه لم ينتهِ بعد. فالحاضر في لغتنا (الفرنسيّة) والمستقبل يعبّر عنهما بصيغة الفعل العبرانيّة ذاتها. ويعود إلى المترجم أن يلتقطَ في النص الترجمة الفضلى ويؤدّيها في لغاتنا (الغربيّة)، إمّا في الحاضر كشيء محقّق ("لا تسرق") وإمّا في المستقبل كتمنٍّ ("لن تسرق، كلا بالتأكيد"). بما أنّ الكلمات العشر هي شرعة للمستقبل، فإننا نؤديها عادةً بصيغة المستقبل: "لن يكونَ لك آلهةٌ أخرى تجاهي".
لكن، بما أنّ الأمر مرتبط أساساً بمحظورات، لماذا لا يستعمل الكتاب صيغة الأمر الموجودة في العبريّة ؟
نقع هنا على مرونة الروح العبراني ـ والرب ـ الذي يرغب في أن يأمر بصيغة الأمر، ولكنّه لا يريد أن يستعمل الشدّة نفسها في مجال الحظر. فبدلاً من أن تظهر الوصايا كمن يفاجئك في حال تلبّس بالجريمة: "ولا تأخذ لكَ آلهة أخرى"، مثل معلّم يضربك بالمسطرة على أصابعك، فإنها تؤثر، تلطفاً إزاءَك، أن تفكّر وتقرّر بأن "لن يكون لك آلهة أخرى.. ولن تقتل .. ولن تسرق.. ولن تكذب..".
ينبغي أن نتحسّس هنا درايةً وثقةً هما حقاً خاليتان من الأوهام الكبيرة، وستكونان مع الأسف، مئة مرّة عرضةً للمعاكسة والسخرية، ولكنّهما لن تُنكرا لأن الله ثابت.. بالحبّ، "والحبّ يستر كلّ شيء، يصدّق كلّ شيء، يرجو كلّ شيء، ويصبِر على كلّ شيء. الحبّ لا يغيب أبداً" (1 قور 13/ 7-8)
نقطةٌ تكادُ تمرُّ دونَ أن تُلحظ. فالوصايا في نصّها الأصلي، ليست موضوعة بصيغة الأمر: " لا تقتل.. لا تسرق.." لكن بصيغة المستقبل: "لن يكونَ لك آلهةٌ أخرى.. لن تقتل". وبصورةٍ أصحّ، يعبَّر عنها بصيغ "التصريف" العبراني، وهي صيغةٌ تدلّ دون تفريق على الحاضر والمستقبل في تصريف الأفعال عندنا (الغرب): هي تعني "ما لم يحصل بعد". بدلاً من صيغ الماضي والحاضر والمستقبل في لغتنا (اللغة الفرنسيّة)، فالعبريّة لا تتوافق إلاّ مع اثنين: "الكامل" (الماضي) يدلّ على ما انتهى، وغير الكامل (المضارع) الذي يدلّ على ما هو في حال الحدوث أو ما سيحدث، ولكنّه لم ينتهِ بعد. فالحاضر في لغتنا (الفرنسيّة) والمستقبل يعبّر عنهما بصيغة الفعل العبرانيّة ذاتها. ويعود إلى المترجم أن يلتقطَ في النص الترجمة الفضلى ويؤدّيها في لغاتنا (الغربيّة)، إمّا في الحاضر كشيء محقّق ("لا تسرق") وإمّا في المستقبل كتمنٍّ ("لن تسرق، كلا بالتأكيد"). بما أنّ الكلمات العشر هي شرعة للمستقبل، فإننا نؤديها عادةً بصيغة المستقبل: "لن يكونَ لك آلهةٌ أخرى تجاهي".
لكن، بما أنّ الأمر مرتبط أساساً بمحظورات، لماذا لا يستعمل الكتاب صيغة الأمر الموجودة في العبريّة ؟
نقع هنا على مرونة الروح العبراني ـ والرب ـ الذي يرغب في أن يأمر بصيغة الأمر، ولكنّه لا يريد أن يستعمل الشدّة نفسها في مجال الحظر. فبدلاً من أن تظهر الوصايا كمن يفاجئك في حال تلبّس بالجريمة: "ولا تأخذ لكَ آلهة أخرى"، مثل معلّم يضربك بالمسطرة على أصابعك، فإنها تؤثر، تلطفاً إزاءَك، أن تفكّر وتقرّر بأن "لن يكون لك آلهة أخرى.. ولن تقتل .. ولن تسرق.. ولن تكذب..".
ينبغي أن نتحسّس هنا درايةً وثقةً هما حقاً خاليتان من الأوهام الكبيرة، وستكونان مع الأسف، مئة مرّة عرضةً للمعاكسة والسخرية، ولكنّهما لن تُنكرا لأن الله ثابت.. بالحبّ، "والحبّ يستر كلّ شيء، يصدّق كلّ شيء، يرجو كلّ شيء، ويصبِر على كلّ شيء. الحبّ لا يغيب أبداً" (1 قور 13/ 7-8)