السيد المكاوي
14/11/2005, 01:47
تعريف جامع :
المستهبلون..
هم أولئك الذين يفضلون دخول التاريخ عبر بالوعة المطبخ
وما أكثر البواليع .. فى تاريخ هذا الكوكب البالى !!
تجربتى الشخصية مع الإستهبال كانت متأخرة إلى حد ما.. مفزعة
على إرتفاع خمسة عشر ألف قدم أفقى فى الفراغ..
فى محاولة للوصول إلى بلدة تبعد عنا خمسون كيلو متراً
جاءتنى تدفع التروللى بإبتسامة كادت تطيح بعدساتها اللاصقة من شدة التكلف
خلعتْ قناع التبسم.. وإرتدت قناع السرفيس.. لتقديم الغداء الساخن
سألتنى بصوت يتردد بين أطياف الأحمر المسخسخ والأسود الشفتشى
- مساء الخير
- مساء النور
- حضرتك تحب دجاج أم لحم مشوى أم سمك ؟!
(بعد تفكير عميق إستغرق عدة أجزاء من الثانية)
- أختار الـــ.....
(طراااااااخ) صوت الصينية يرتطم بالطاولة الصغيرة التى أمامى
- شكراً على إختيارك.. إتفضل الدجاج !!
- لكن أنا لم أختر شيئاً.. فضلاً عن أنى لا أحب الدجاج
- مافيش عندنا غير الدجاج
- طيب .. لماذا الإختيارات إذن.. وفشخرة الأسئلة الكدابة !؟
- تقدر تسميه..... إستهبال !
- شكراً جزيلاً
المستهبلون فى هذا العالم هم (بالترتيب الأبجدى) :
أنا وأنت.. هن و هؤلاء.. ذلكم وأولاء.. الغائب والحاضر
كلنا نمارس هذه الطقوس بشكل أو بآخر
بدءً من الحكومة التى أقنعتنا بأكل الجراد قبل أن يأكلنا.. لأنه مصدر هام للبروتين الحيوانى
ورئيسك فى العمل الذى يرفدك لأنه يحبك.. ويتمنى لك مستقبلاً باهراً فى شركات المنافسين له
إلى ممارستنا اليومية فى إستهبال الأولاد.. بحضهم على المذاكرة الجدية الفعالة
لأن أوطانهم بحاجة لهم فى بناء الغد المشرق
نتسلسل مرير لا ينقطع.. حتى صار الإستهبال "ضرورة" من ضرورات الحياة الكريمة !
والسبب فى ذلك : أن كل واحد منا يجد فى طريقه أو على الأرصفة من يستهبله بعناية..
ويمارس عليه كل عقد الإستهبال التى مورست على قفاه من قِبل مستهبلين آخرين
وكلنا ذلك الشخص.. الذى يملك قدرة فائقة على الإستهبال.. وقناعة جاهزة ليستهبله الآخرون
شخص كالعضو المحترم سيمون
متهم بالهبل الحقيقى.. يجلس متدلياً على قمة الهرم الإستهبالى فى منتدي اخوية
يشير باصبعه إلى متهما اياي بأنني سافل وواطي وانه سينيحب من المنتدي بسببي
ولا شك عندى أن الرجل يعانى من هوس خاص.. بسبب الشحط على العسكرية فهو يمارس طقوس الإستهبال ويري ان معه الحق فى إستهبال الآخرين !
أزعم أن "هُـبل" قد اشتق اسمه من كثرة "إستهباله" لأجداد العرب
وأظنه من الذين كانوا يستهبلون فى القديم..
أى أنه كان مُستهبلاً ذا قدرات خاصة على أقل تقدير
وبضربة حظ .. ساعده فيها جماهير الحمقى المحبين لفن الإستهبال
صار إلهاً !
حظوظ.......
تمارس كافة الدول "المتحضرة" تطبيقاً عملياً لقانون حماية "المستهلك"
وذلك لحماية المواطنين من الجشع.. والإستغلال.. والإرهاب أحياناً
ولأننا لا نقل عنهم فى شئ البتة.. ونضاهيههم فى عملية "إستخراع" القوانين المشبوهة
فقد علمت أننا نملك قانوناً مشابهاً.. تفخر به كافة الدول العربية "المتحضرة"
إسمه : قانون حماية المُستهبل
وهو من أعظم إنجازات الأمة العربية فى العهد الحديث.. طبعاً بعد الأغانى الوطنية
فلا يخلو أى دستور من دساتير العرب من هذا القانون.. وغالباً ما يشغل البند الثانى
والذى ينص صراحة على عصمة المستهبل الأكبر... حفظه الله
محاولة إبليس الفاشلة لممارسة الإستهبال كانت أسوأ محاولة على مر التاريخ بكافة المقاييس
ليس لأنه أول المحاولين لترسيخ مفهوم "المُستهبل" للآخرين
ولا لأنه تقدم بحجة غبية فى هذا الصدد .. حاول تمريرها بعفوية وسذاجة
أو لأنه لم يجد فى قواميس الإستهبال أى حجة سوى أنه خُلق من نار وخُلق آدم من طين..
إذ لم يعن ذلك فى عقله الملتهب سوى تفضيل واجب على جنس آدم.. فرفض السجود !
فالقضية ليست فى ضعف الحجة..
فقد رأينا فى عصرنا الحديث من هم أوهى حجة وأضعف عقلاً.. إعتلوا كراسى الإستهبال لعقود طويلة
وإنما أشعر أن مصيبته كانت فى أنه لم يجد من يستهبله !!
فخرج منها مذءوما مدحورا
لم يكن فرعون أحسن حالاً.. إلا أنه وجد شعوباً بأكملها تطلب منه بإلحاحٍ أن يستهبلهم !
فقال لهم –بصفته المستهبل الأعظم- أنه بعد تحرٍ وبحثٍ طويل فى مجرات الكون
لم يصل لعلمه أن هناك إله فى الكون غيره
وأقسم لهم أنه إلههم الكامل.. المفدى.. طويل العمر.. صاحب العظمة والجلالة !
وأذكر جيداً هذه الحادثة :
فقد تهور أحدهم فى أحد الإحتفالات الوطنية التى كانت منتشرة -أيضاً- آنذاك
و سأل فرعون بدهاءٍ عن كيفية الجمع بين الألوهية.. وقضاء الحاجة ؟
فأفتاه هامان بعد أن نزعوا رموشه بكماشة مثبتة بطرف الخازوق الذى خرج من جوفه :
أنه لا تعارض بين المنصبين.. ولا فرق فى واقع الأمر بين المجلسين !
ففى كليهما : يقوم المستهبل الأكبر بإتخاذ كافة الإجراءات والقرارات الكريهة
بكل صدق.. الإستهبال حماقة لا يقدر عليها إلا الأذكياء
المستهبلون..
هم أولئك الذين يفضلون دخول التاريخ عبر بالوعة المطبخ
وما أكثر البواليع .. فى تاريخ هذا الكوكب البالى !!
تجربتى الشخصية مع الإستهبال كانت متأخرة إلى حد ما.. مفزعة
على إرتفاع خمسة عشر ألف قدم أفقى فى الفراغ..
فى محاولة للوصول إلى بلدة تبعد عنا خمسون كيلو متراً
جاءتنى تدفع التروللى بإبتسامة كادت تطيح بعدساتها اللاصقة من شدة التكلف
خلعتْ قناع التبسم.. وإرتدت قناع السرفيس.. لتقديم الغداء الساخن
سألتنى بصوت يتردد بين أطياف الأحمر المسخسخ والأسود الشفتشى
- مساء الخير
- مساء النور
- حضرتك تحب دجاج أم لحم مشوى أم سمك ؟!
(بعد تفكير عميق إستغرق عدة أجزاء من الثانية)
- أختار الـــ.....
(طراااااااخ) صوت الصينية يرتطم بالطاولة الصغيرة التى أمامى
- شكراً على إختيارك.. إتفضل الدجاج !!
- لكن أنا لم أختر شيئاً.. فضلاً عن أنى لا أحب الدجاج
- مافيش عندنا غير الدجاج
- طيب .. لماذا الإختيارات إذن.. وفشخرة الأسئلة الكدابة !؟
- تقدر تسميه..... إستهبال !
- شكراً جزيلاً
المستهبلون فى هذا العالم هم (بالترتيب الأبجدى) :
أنا وأنت.. هن و هؤلاء.. ذلكم وأولاء.. الغائب والحاضر
كلنا نمارس هذه الطقوس بشكل أو بآخر
بدءً من الحكومة التى أقنعتنا بأكل الجراد قبل أن يأكلنا.. لأنه مصدر هام للبروتين الحيوانى
ورئيسك فى العمل الذى يرفدك لأنه يحبك.. ويتمنى لك مستقبلاً باهراً فى شركات المنافسين له
إلى ممارستنا اليومية فى إستهبال الأولاد.. بحضهم على المذاكرة الجدية الفعالة
لأن أوطانهم بحاجة لهم فى بناء الغد المشرق
نتسلسل مرير لا ينقطع.. حتى صار الإستهبال "ضرورة" من ضرورات الحياة الكريمة !
والسبب فى ذلك : أن كل واحد منا يجد فى طريقه أو على الأرصفة من يستهبله بعناية..
ويمارس عليه كل عقد الإستهبال التى مورست على قفاه من قِبل مستهبلين آخرين
وكلنا ذلك الشخص.. الذى يملك قدرة فائقة على الإستهبال.. وقناعة جاهزة ليستهبله الآخرون
شخص كالعضو المحترم سيمون
متهم بالهبل الحقيقى.. يجلس متدلياً على قمة الهرم الإستهبالى فى منتدي اخوية
يشير باصبعه إلى متهما اياي بأنني سافل وواطي وانه سينيحب من المنتدي بسببي
ولا شك عندى أن الرجل يعانى من هوس خاص.. بسبب الشحط على العسكرية فهو يمارس طقوس الإستهبال ويري ان معه الحق فى إستهبال الآخرين !
أزعم أن "هُـبل" قد اشتق اسمه من كثرة "إستهباله" لأجداد العرب
وأظنه من الذين كانوا يستهبلون فى القديم..
أى أنه كان مُستهبلاً ذا قدرات خاصة على أقل تقدير
وبضربة حظ .. ساعده فيها جماهير الحمقى المحبين لفن الإستهبال
صار إلهاً !
حظوظ.......
تمارس كافة الدول "المتحضرة" تطبيقاً عملياً لقانون حماية "المستهلك"
وذلك لحماية المواطنين من الجشع.. والإستغلال.. والإرهاب أحياناً
ولأننا لا نقل عنهم فى شئ البتة.. ونضاهيههم فى عملية "إستخراع" القوانين المشبوهة
فقد علمت أننا نملك قانوناً مشابهاً.. تفخر به كافة الدول العربية "المتحضرة"
إسمه : قانون حماية المُستهبل
وهو من أعظم إنجازات الأمة العربية فى العهد الحديث.. طبعاً بعد الأغانى الوطنية
فلا يخلو أى دستور من دساتير العرب من هذا القانون.. وغالباً ما يشغل البند الثانى
والذى ينص صراحة على عصمة المستهبل الأكبر... حفظه الله
محاولة إبليس الفاشلة لممارسة الإستهبال كانت أسوأ محاولة على مر التاريخ بكافة المقاييس
ليس لأنه أول المحاولين لترسيخ مفهوم "المُستهبل" للآخرين
ولا لأنه تقدم بحجة غبية فى هذا الصدد .. حاول تمريرها بعفوية وسذاجة
أو لأنه لم يجد فى قواميس الإستهبال أى حجة سوى أنه خُلق من نار وخُلق آدم من طين..
إذ لم يعن ذلك فى عقله الملتهب سوى تفضيل واجب على جنس آدم.. فرفض السجود !
فالقضية ليست فى ضعف الحجة..
فقد رأينا فى عصرنا الحديث من هم أوهى حجة وأضعف عقلاً.. إعتلوا كراسى الإستهبال لعقود طويلة
وإنما أشعر أن مصيبته كانت فى أنه لم يجد من يستهبله !!
فخرج منها مذءوما مدحورا
لم يكن فرعون أحسن حالاً.. إلا أنه وجد شعوباً بأكملها تطلب منه بإلحاحٍ أن يستهبلهم !
فقال لهم –بصفته المستهبل الأعظم- أنه بعد تحرٍ وبحثٍ طويل فى مجرات الكون
لم يصل لعلمه أن هناك إله فى الكون غيره
وأقسم لهم أنه إلههم الكامل.. المفدى.. طويل العمر.. صاحب العظمة والجلالة !
وأذكر جيداً هذه الحادثة :
فقد تهور أحدهم فى أحد الإحتفالات الوطنية التى كانت منتشرة -أيضاً- آنذاك
و سأل فرعون بدهاءٍ عن كيفية الجمع بين الألوهية.. وقضاء الحاجة ؟
فأفتاه هامان بعد أن نزعوا رموشه بكماشة مثبتة بطرف الخازوق الذى خرج من جوفه :
أنه لا تعارض بين المنصبين.. ولا فرق فى واقع الأمر بين المجلسين !
ففى كليهما : يقوم المستهبل الأكبر بإتخاذ كافة الإجراءات والقرارات الكريهة
بكل صدق.. الإستهبال حماقة لا يقدر عليها إلا الأذكياء