-
دخول

عرض كامل الموضوع : لغة الجسد: ما لا تقوله .. يفهمه الآخرون


Anmar
14/10/2004, 23:21
حينما يسافر المرء من بلد لاخر يعتقد أن عائق اختلاف اللغة هي مشكلته الوحيدة ولكن للاسف هذا ليس كل شيء.

ربما يعتقد الكثيرون أن لغة الجسد لغة عالمية وأن الاشارات وتعبيرات الوجه وحركات الاصابع والايدي هي لغة عالمية قد تساعد البعض على التغلب على عائق اختلاف اللغة. ولكن اتضح أن بعض هذه الاشارات قد تمثل عائقا إضافيا لا يلتفت إليه الكثيرين.

وتقول الدكتورة ديبورا روتر استاذة سياسات الصحة والادارة في كلية العلوم الاجتماعية والسلوكية بمعهد جون هوبكينز بلومبرج للصحة على احد المواقع الطبية على شبكة الانترنت أن الدراسات العلمية التي أجريت على أشكال الاتصال الانساني أثبتت أن أكثر من 93 في المئة من أشكال الاتصال الانساني لا تجرى عبر التحدث ومنها حركة العين ونبرة الصوت والايماءات وتعبيرات الوجه والابتسامة والتي يعتقد بعض العلماء أن هناك 50 نوعا مختلفا منها.

ولغة الجسد هي الاطار الذي يضم مختلف صور التواصل باستخدام حركات الجسد أو الايماءات بدلا من الاصوات أو مكملا لها. وهي إما أن تكون لا إرادية وتعكس رد فعل الانسان التلقائي على تواصله مع الآخرين أو إرادية ويستعين بها الانسان للتعبير عن مفهوم ما يريد إيصاله للآخرين.

وتختلف لغة الجسد أو الاشارات التي يستخدمها الانسان للتواصل مع الاخر من دولة لاخرى ومن ثقافة لاخرى.

يقول روجر إي أكستل مؤلف كتاب (المسموحات والمحرمات في لغة الجسد حول العالم) أن هناك 200 إيماءة تستخدم في 28 دولة.

وفي دراسة حديثة أجرتها شبكة سي إن إن فاينانشال الاخبارية الامريكية ومجلة (ماني) الاقتصادية بشأن تأثير لغة الجسد على العلاقات الاقتصادية الدولية أنه قد لا ينتبه الكثيرون لاختلاف تفسير الاشارات والايماءات من دولة لاخرى.

ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تدل الاشارة التي تؤدى بعقد السبابة والابهام على شكل دائرة مع مد الاصابع الثلاثة الاخرى إلى التعبير عن الموافقة وأن كل شيء على ما يرام. بينما تشير هذه الاشارة في فرنسا مثلا إلى انعدام قيمة الامر المشار إليه.

وقال خبير السلوك الانساني آلان بيز لصحيفة نيوزيلاند هيرالد إن هذه الاشارة في اليابان تعني المال. أما في مصر فتشير إلى التهديد والوعيد.

وفي اليونان ومناطق في قارة إفريقيا كما يقول كتاب (ذا فينجر: دليل حركات الاصابع) للكاتب إم جي لوهيد ومات باترسون وإيدي شميدت) فإن بسط راحة اليد مقلوبة لاسفل في وجه شخص تعد إهانة كبيرة تعني (إذهب للجحيم). أما في الخليج فان وضع الاصبع السبابة والوسطى لاسفل ووضع إصبع سبابة اليد الاخرى بينهما تعني (سأمتطيك كما الحمار).

وفي اليابان عندما يشير أحدهم للاخر بأربعة أصابع في وجهه فهو يهينه لانه يشبهه بالحيوانات ذوات الاربع.

ومن الاشارات التي غالبا ما تؤدي لسوء فهم بين الثقافات نتيجة لتغير معناها من دولة لاخرى إيماءة الرأس. فإذا كنت في أي مكان في العالم فقد تعي جيدا أن إيماءة الرأس تعني الموافقة أو القبول ولكن في دول مثل بلغاريا واليونان وتركيا فان إيماءة الرأس تعني الرفض. بل وفي إيطاليا فيعد تلويح الرأس من اليسار إلى اليمين والعكس وهي الاشارة المعتادة للرفض تدل على القبول كما يقول الكتاب.

وعندما تربت على رأس طفل صغير في بريطانيا مثلا فهذا يعني انك تحاول أن تظهر مودتك تجاه هذا الطفل ولكنك إذا حاولت إظهار مودتك هذه بنفس الطريقة في النيبال فسيعتقد الجميع أنك توجه له إهانة عظمى حيث أن الرأس هي موطن الروح في المعتقدات البوذية.

ويعتقد الكثيرون أن الابتسامة لا تخطئ أبدا في أي مكان حيث لا يمكن إساءة فهمها على الاطلاق. ولكن إذا ذهبت إلى اليابان مثلا فسوف تغير رأيك بشأن الابتسامة التي تعني في اليابان تعبيرا عن الحزن فتقول صحيفة ديلي ميرور البريطانية أن اليابانيين يبتسمون حينما يشعرون بالاحباط والحزن.

أما إشارة شد الاذن فلها أكثر من معنى في عدد من الدول والثقافات ففي الهند شد الاذن علامة على الندم ولكن في البرازيل تدل على الاعتراف بالفضل أو التقدير. أما في الشرق الاوسط فشد أذن طفل صغير يعني تأديبه وتوبيخه.

وفي أغلب مناطق العالم يعد البصق أمرا بذيئا غير مستحب ولكن في كوريا الامر مختلف تماما فإذا دعيت على العشاء عند مضيف كوري فيتعين عليك البصق بعد تناول العشاء لانه علامة على استحسان الطعام وإشارة لتقدير المضيف.

وفي البرازيل إذا أراد أحدهم أن يتمنى حظا سعيدا للاخر فعليه أن يقبض قبضته مع مد إصبع السبابة والخنصر تعبيرا عن تمني الحظ السعيد ولكن في إيطاليا إذا حاول استخدام نفس الاشارة فسيلقي ردا قد لا يعجبه حيث أن هذه الاشارة إذا ما وجهت لاحدهم في إيطاليا تعني أن زوجته تخونه.

وفي اليابان إذا طلب منك أحدهم أن تعطيه شيئا ومددت يدك ببساطة وأعطيته إياه فقد يرى أن في ذلك فظاظة شديدة منك حيث يتعين عليك أن تمد يديك الاثنتين وإذا ما أعطاك بطاقته مثلا فيجب أن تضعها في الجيب الامامي لقميصك بجوار القلب دلالة على الاهتمام.

أما أكثر الاشارات إثارة الجدل فهي إشارة النصر أو حرف (في) في اللغة الانجليزية. وكان أشهر من استخدمها هو وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية في عام 1941 فإذا استخدمت هذه الاشارة في بريطانيا وضع معكوس تمثل إهانة كبيرة وغالبا ما لا يلقي من يستخدمها بالا لهذا الاختلاف الذي يمثل فرقا كبيرا في المعنى حسبما تفيد سي إن إن. (دبا)