дьявол
11/11/2005, 21:08
الحديث هذه المرة ليس عن أمر خارق للطبيعة أو لغز من ألغاز الكون.. بل هو لغز تاريخي يدفع المؤرخون نصف أعمارهم لإيجاد التفسير الصحيح له.. إنه لغز الرجل ذو القناع الحديدي.. أكثر سجناء التاريخ غموضا.. والذي عاش ومات دون أن يعلم مخلوق واحد عنه أي شيء.
ويعود هذا اللغز إلى عصر الملك ( لويس الرابع عشر ).. ففي صباح الخامس من سبتمبر من عام 1661م.. وصلت عربة ملكية فاخرة إلى سجن ( الباستيل ) الفرنسي الرهيب الذي كان يثير الرعب في قلوب الناس لقسوة حراسه.. وكان على متن العربة عدد من الحراس الذين يحيطون برجل يرتدي ثيابا فاخرة جدا.. ويخفي وجهه خلف قناع حديدي لا يترك له سوى فتحتين لعينيه وأخرى لفمه.. وقد وضع على القناع قفل كبير لمنع فتحه.. واستقبل محافظ السجن ذلك السجين الغامض في احترام شديد مبالغ فيه.. وطلب منه المحافظ وعدا قاطعا ألا يخبر أحدا على الإطلاق بحقيقته.. وقد وعده ذو القناع الحديدي بذلك بنبرة صوت قوية وكبرياء شديد كما لا حظ الحراس.. وبعد ذلك تم نقل السجين إلى زنزانة خاصة مؤثثة على نحو فاخر.. وقد كانت الأوامر تقضي بقتله حال محاولته نزع القناع الحديدي.. فيما عدا ذلك.. كانت الأوامر مشددة بضرورة معاملته معاملة النبلاء.. وكان ذو القناع الحديدي سجينا مثاليا يقضي معظم وقته في القراءة.. ومراقبة الطيور.. وكان يعامل جميع الحراس في تهذيب شديد.. إلا أن حارس الزنزانة الخاص قد أشار إلى أنه كثيرا ما كان يسمع ذلك السجين الغامض يبكي بحرقة.. وينتحب.. عندما يبدو له أن لا أحد يستمع إليه.. واستمر الوضع على ما هو عليه.. ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعه على الإطلاق.. حتى عندما أصابه مرض شديد.. واضطر الأمر إلى إحضار طبيب خاص لمعالجته.. لم يسمح الحراس له بكشف وجهه لقياس درجة حرارته من لسانه كما كان متبعا في ذلك الوقت.. وقضى ذو القناع الحديدي ما يقرب من ربع قرن في تلك الزنزانة الانفرادية.. إلى أن توفي في هدوء.. وعندما تم نقله من زنزانته إلى قبره.. حضرت عربة ملكية خاصة حملته إلى قبر فاخر جدا صنع من الرخام.. وأحيط القبر بعد ذلك بحراسة مشددة لمدة شهر كامل.. حتى يضمن الملك ( لويس الرابع عشر ) بقاء هذا اللغز في طي الكتمان.. وقد دفن ذو القناع الحديدي تحت اسم مستعار.. وهو ( مارشيولي ).. وأثار هذا اللغز خيال المؤرخين.. والأدباء إلى أبعد الحدود.. وخرج أحد الأدباء الفرنسيين بفكرة عجيبة ومنطقية للغاية من وجهة نظره استغلب في عمل فيلم سينمائي قام ببطولته الممثل الأمريكي الشهير ( ليوناردو ديكابريو ) يحمل عنوان: ( الرجل ذو القناع الحديد ).. حيث ذكر هذا الأديب أن السجين الغامض ليس سوى شقيق الملك ( لويس الرابع عشر ) التوأم.. وأن الملك ( لويس الرابع عشر ) قد أودعه في ذلك السجن طيلة عمره حتى لا ينازعه على العرش.. وأنه قد أخفى وجهه بهذا القناع الحديدي.. حتى لا ينتبه أي مخلوق إلى الشبه الواضح بين التوأمين.. وعلى الرغم من طرافة هذه النظرية ومنطقيتها.. إلا أنها لم تلق استحسان المؤرخين الذين لم يضعوا بدورهم تفسيرا آخر لهذه القضية التي ظلت إلى يومنا هذا مجرد حدث غامض.. ولغز.. لم يحسمه التاريخ.
-----------------------------------
المصدر: من كتاب وراء الباب المغلق:jakoush: :jakoush: :jakoush:
ويعود هذا اللغز إلى عصر الملك ( لويس الرابع عشر ).. ففي صباح الخامس من سبتمبر من عام 1661م.. وصلت عربة ملكية فاخرة إلى سجن ( الباستيل ) الفرنسي الرهيب الذي كان يثير الرعب في قلوب الناس لقسوة حراسه.. وكان على متن العربة عدد من الحراس الذين يحيطون برجل يرتدي ثيابا فاخرة جدا.. ويخفي وجهه خلف قناع حديدي لا يترك له سوى فتحتين لعينيه وأخرى لفمه.. وقد وضع على القناع قفل كبير لمنع فتحه.. واستقبل محافظ السجن ذلك السجين الغامض في احترام شديد مبالغ فيه.. وطلب منه المحافظ وعدا قاطعا ألا يخبر أحدا على الإطلاق بحقيقته.. وقد وعده ذو القناع الحديدي بذلك بنبرة صوت قوية وكبرياء شديد كما لا حظ الحراس.. وبعد ذلك تم نقل السجين إلى زنزانة خاصة مؤثثة على نحو فاخر.. وقد كانت الأوامر تقضي بقتله حال محاولته نزع القناع الحديدي.. فيما عدا ذلك.. كانت الأوامر مشددة بضرورة معاملته معاملة النبلاء.. وكان ذو القناع الحديدي سجينا مثاليا يقضي معظم وقته في القراءة.. ومراقبة الطيور.. وكان يعامل جميع الحراس في تهذيب شديد.. إلا أن حارس الزنزانة الخاص قد أشار إلى أنه كثيرا ما كان يسمع ذلك السجين الغامض يبكي بحرقة.. وينتحب.. عندما يبدو له أن لا أحد يستمع إليه.. واستمر الوضع على ما هو عليه.. ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعه على الإطلاق.. حتى عندما أصابه مرض شديد.. واضطر الأمر إلى إحضار طبيب خاص لمعالجته.. لم يسمح الحراس له بكشف وجهه لقياس درجة حرارته من لسانه كما كان متبعا في ذلك الوقت.. وقضى ذو القناع الحديدي ما يقرب من ربع قرن في تلك الزنزانة الانفرادية.. إلى أن توفي في هدوء.. وعندما تم نقله من زنزانته إلى قبره.. حضرت عربة ملكية خاصة حملته إلى قبر فاخر جدا صنع من الرخام.. وأحيط القبر بعد ذلك بحراسة مشددة لمدة شهر كامل.. حتى يضمن الملك ( لويس الرابع عشر ) بقاء هذا اللغز في طي الكتمان.. وقد دفن ذو القناع الحديدي تحت اسم مستعار.. وهو ( مارشيولي ).. وأثار هذا اللغز خيال المؤرخين.. والأدباء إلى أبعد الحدود.. وخرج أحد الأدباء الفرنسيين بفكرة عجيبة ومنطقية للغاية من وجهة نظره استغلب في عمل فيلم سينمائي قام ببطولته الممثل الأمريكي الشهير ( ليوناردو ديكابريو ) يحمل عنوان: ( الرجل ذو القناع الحديد ).. حيث ذكر هذا الأديب أن السجين الغامض ليس سوى شقيق الملك ( لويس الرابع عشر ) التوأم.. وأن الملك ( لويس الرابع عشر ) قد أودعه في ذلك السجن طيلة عمره حتى لا ينازعه على العرش.. وأنه قد أخفى وجهه بهذا القناع الحديدي.. حتى لا ينتبه أي مخلوق إلى الشبه الواضح بين التوأمين.. وعلى الرغم من طرافة هذه النظرية ومنطقيتها.. إلا أنها لم تلق استحسان المؤرخين الذين لم يضعوا بدورهم تفسيرا آخر لهذه القضية التي ظلت إلى يومنا هذا مجرد حدث غامض.. ولغز.. لم يحسمه التاريخ.
-----------------------------------
المصدر: من كتاب وراء الباب المغلق:jakoush: :jakoush: :jakoush: