yass
10/10/2004, 00:55
عن صحيفة النهار البيروتية
يوماً بعد يوم تكتشف ألمانيا روح الثقافة العربية. شيء ما يشبه السحر الادبي جعل بلاد غوته بصحافتها وتلفزيوناتها ودور نشرها ومثقفيها تنحني على هذه الثقافة “المرذولة” لترفع النقاب عن وجهها، وربما لتقدم نوعا من الاعتذار المتأخر عن التغييب الفادح فيها لابرز المكونات الخلاقة في الادب العربي شعراً ورواية”.من فرانكفورت، مربض المعرض الدولي الاكبر للكتاب، كما من المدن الاخرى، تهجم وسائل الاعلام على كتاب العالم العربي لسؤالهم عن الاسرار والكنوز في بلاد الف ليلة وليلة.
الكتب العربية الصادرة للتو بالالمانية تنبئ بالخبر اليقين: صفحات وبرامج مخصصة بأكملها لتغطية هذا الحضور الذي راح فجره يبزغ ويحتل سماء اللغد الجرمانية. منذ الصباح الباكر كان ثمة ندوات تلفزيونية تعرض للكتب الصادرة عن دور النشر، وفي موازاتها حلقات نقاش لا تحصى في اروقة المعرض، ابرزها ندوة انعقدت بين الطاهر بن جلون والياس خوري وخالد المعالي ومنى نجار حول العلاقة بين الغرب والشرق من جهة، وعلاقة الكاتب بقارئه وناشره من ثانية.
المشكلة ليست كلها بين شرق وغرب، بل بين الكاتب العربي والمؤسسات الثقافية والتربوية، الرسمية والخاصة، التي تجعل الكتاب في غربة عن المجتمع. قد لا تكون هذه الاشكالية بالغة الحدة في المجتمعات الغربية، وقد لا يشعر بهولها الكتّاب العرب الذين يكتبون بلغات اجنبية، الا انها تدرك عمقها في البلدان العربية لتكشف عن شروخ وقطيعة شبه مطلقة بين الكاتب وجمهور قرائه.
لا مؤسسة الدولة، ولا مؤسسات التربية والتعليم، ولا وسائل الاعلام، تعير اهتمامها لهذه القضية، لذا ينحصر القراء بالكتاب انفسهم. اما اذا كانت الظروف متسامحة، فان الجمهور يتعدى هذا النطاق الضيق الى قراء افراديين اتاحت لهم تنشئتهم الاهلية ان ينفتحوا على عالم الكتاب والكتابة.
قال الياس خوري انه ليس معنياً ككاتب بالبحث عن قرّاء، فهو معني بالكتابة فحسب. لكن هذا لا يمنعه من ان يضع اصبعه على جرح الازمة الفعلية المتمثلة في الهوة بين الكاتب ومؤسسات المجتمع.
من جهته، نأى الطاهر بن جلون بنفسه عن هذه الازمة، ليوجه الانظار الى ازمة اخرى خطرة للغاية، تكمن في القرصنة التي يمارسها بعض دور النشر العربية من خلال سرقة الكتّاب وحقوقهم، لا بل تشويه مضامين مؤلفاتهم، بحسب ما يتلاءم مع اهواء الرقيب، الذي هو ناشر احياناً في الآن نفسه. وضرب المثال على ما تعرضت له اعماله من حذف وتحريف ومن تعريب سيئ على يد دار نشر سورية. واذا كان نشر الكتاب في الغرب والترويج له هما من مسؤولية الدار الناشرة، فان الكاتب العربي يجد نفسه اعزل في قلب هذه العاصفة. اذ لا دور نشر في العالم العربي تتولى الترويج للكتاب، في الخارج وفي الداخل على السواء، او عرضه على دور نشر اجنبية ليجد مكانه المستحق على رفوف المكتبات الغربية. هذا ما قالته الندوة واجمع عليه المنتدون الاربعة، لينصرفوا الى التصدي لمسألة الرقابة التي تضع الكتاب في غالبية البلدان العربية تحت سكين الخوف والقمع الذاتي. هذا ما رفضه الياس خوري، مؤكداً عدم وجود رقابة مسبقة على الكتب في لبنان، وموضحاً ان هذه الرقابة قد تستيقظ لاحقاً، بعد صدور الكتاب، اذا تنبه لضرورتها طرف سياسي او ديني او “اخلاقي”. وحينذاك تقع الواقعة.
اما خالد المعالي، فقد افاض حول مسألة الترجمات من العربية الى الالمانية، وحول موسوعة الادباء العرب التي وضعها هو ومنى نجار، والتي تضم ما يزيد على 380 كاتباً وكاتبة من البلدان العربية.
“مختارات من الشعر العربي الحديث”، “مختارات من القصة العربية الحديثة”، كتب لفؤاد التكرلي وناديا تويني وفؤاد كنعان وايتل عدنان والياس خوري ومحمود درويش وفؤاد رفقة وعبد الرحمن منيف وابرهيم نصرالله وسحر خليفة وربيع جابر، فضلاً عن انطولوجيا للشعر الحديث... اسماء واعمال وغيرها كثير بدأت تشق طريقها نحو عين القارئ الالماني.
ثمة علامة فارقة واساسية في المعرض تتجلى في المقر المخصص لـ”العملاء الادبيين” وهو مفهوم نفتقر اليه – ونفتقده – في عالمنا العربي. ففي هذا المقر بالذات تنعقد العلاقات المتينة على مستوى التعرف الادبي الى الآخر. هنا توقع العقود والاتفاقات بين هؤلاء العملاء ودور النشر العالمية المختلفة. هنا تباع حقوق الترجمة، وهنا فقط تصان حقوق الكاتب المادية والمعنوية، وتنفتح امامه الطريق الى العالم. وهذه مأساة اخرى يعيشها الكاتب العربي الذي لا يجد – الا في احيان نادرة – السبيل الموضوعي الى العالمية المستحقة.
لقد اتيحت لي فرصة التجوّل في هذا المقر المغلق، وتبادل الرأي حول علاقة الكاتب بعميله، وحول علاقتهما معاً بدور النشر، وادركت كم نحن بعيدون عن اجتياز هذا الباب الموصود.
دلف شميث
الفرصة نفسها اتيحت لي للتعرف الى دلف شميث، الناشر الذي تحتضن داره الالمانية (“برلين فيرلاغ”) كتب النمسوية الفائزة للتو بجائزة نوبل للآداب. وقد اسرّ لي شميث انه يعرف الفريده يلينيك منذ عام 1977، تاريخ دخوله الى دار “روفولت” البارزة في المانيا، كانت يلينيك قد نشرت حتى ذلك الحين ثلاثة كتب، فبقيا يعملان معاً حتى عام 2000 في تلك الدار، الى ان غادرها شميث نتيجة خلاف حول سياساتها النشرية التي شرعت تتجه نحو “البست سيلّر” وتبتعد عن الاعمال الادبية الجدية. الفريدة يلينيك لم تشأ التخلي عن ناشرها، فتبعته الى الدار الجديدة التي انتقل اليها، وهي دار “برلين فيرلاغ”.
يلينيك، العضو في الحزب الشيوعي والملتزمة سياسياً والمناضلة في سبيل حقوق المرأة وضد الطبقية الاجتماعية، تعشق اللعب بالكليشيهات وتستخدم ادوات اللغة استخداماً طليعياً يحتل مقدمة رواياتها القائمة غالباً على خلفية سياسية او بسيكولوجية. وقد اتجهت خلال الاعوام الاخيرة نحو كتابة المسرحيات، التي تعرض في اهم المسارح على غرار الـ”بورغ تياتر” في فيينا. هذا الصباح، اتصلت يلينيك بدلف شميث لتطلعه على نيتها عدم الذهاب الى اسوج لتسلم الجائزة. “هل من موقف ما وراء هذا القرار؟”، سألته؟ “لا، ابداً، لكن عليك ان تعرفي ان يلينيك امرأة لا تحب الاضواء وتتفادى الظهورات العلنية”.
نالت يلينيك هذه السنة ايضاً جائزة كافكا التي ستتسلمها في براغ في الشهر المقبل، على نحو متزامن مع عرض مسرحيتها “السدّ” التي تتناول فيها حياة العمال الاجانب في النمسا وبعض مراحل النازية فيها، مما يشكل “تابو” نظراً الى رفض بلادها الاعتراف بتعاونها مع المانيا في تلك الفترة.
يلينيك هي ايضاً “باتاي” امرأة، وقد حاز كتابها “الشهوة” شهرة واسعة تكاد تجاور شهرة كتابها “عازفة البيانو” الذي تحول فيلماً والذي انتشلته من حياتها الخاصة وعلاقتها المعقدة بأمها. لكنها، على ما اكد لي دلف شميث، تتمتع بحس الفكاهة وتحب المزاح على غرار معظم النمساويين، رغم ظروف حياتها الصعبة، وهي التي نشأت في بلاد “ثقافة المقاهي”. “كتابها “اولاد الموتى” كان سوف يصدر بعد عامين بالفرنسية عن دار “سوي”، لكنه سوف يصدر على الارجح بعد شهرين نظراً الى نيلها الجائزة”، ختم شميث بابتسامة ساخرة سوداء.
ادونيس
الامسية المخصصة للشاعر ادونيس تحولت حفلة لم يكن هو النجم الوحيد فيها. فعود نصير شمة اوجد مناخاً شرقياً آسراً ومثله غناء المطربتين اللتين انشدتا من قصائد الشاعر وشنفتا الآذان، حتى لكأن الغناء بات احد شروط ايصال الشعر الى الجمهور العريض.
الخيمة الكبيرة جمعت تحت سقفها عدداً هائلاً من الالمان والعرب على السواء، كانت عواطفهم موزعة هنا وهناك. بعض آذانهم على العود والغناء، وبعض قلوبهم على الشعر مقروءا مرة بصوت الشاعر ومرة اخرى بصوت مترجمه.
اول من امس تحولت حفلة مارسيل خليفة احتفاء بشعر محمود درويش. هنا ايضاً لجأ الشعر الى الاغنية من دون ان ينتقص هذا الامر من شأن دار الادب التي اجتمعت حول الشاعر محمود درويش وفاضت جماهيرها حتى الشارع الرئيسي، الامر الذي لم يتح حتى لمصور “النهار” التقاط صورة للحفلة.
وبعد، قراءات لآسيا جبار واحمد ابودهمان وحنان الشيخ وايتل عدنان، والبقية تأتي.
يوماً بعد يوم تكتشف ألمانيا روح الثقافة العربية. شيء ما يشبه السحر الادبي جعل بلاد غوته بصحافتها وتلفزيوناتها ودور نشرها ومثقفيها تنحني على هذه الثقافة “المرذولة” لترفع النقاب عن وجهها، وربما لتقدم نوعا من الاعتذار المتأخر عن التغييب الفادح فيها لابرز المكونات الخلاقة في الادب العربي شعراً ورواية”.من فرانكفورت، مربض المعرض الدولي الاكبر للكتاب، كما من المدن الاخرى، تهجم وسائل الاعلام على كتاب العالم العربي لسؤالهم عن الاسرار والكنوز في بلاد الف ليلة وليلة.
الكتب العربية الصادرة للتو بالالمانية تنبئ بالخبر اليقين: صفحات وبرامج مخصصة بأكملها لتغطية هذا الحضور الذي راح فجره يبزغ ويحتل سماء اللغد الجرمانية. منذ الصباح الباكر كان ثمة ندوات تلفزيونية تعرض للكتب الصادرة عن دور النشر، وفي موازاتها حلقات نقاش لا تحصى في اروقة المعرض، ابرزها ندوة انعقدت بين الطاهر بن جلون والياس خوري وخالد المعالي ومنى نجار حول العلاقة بين الغرب والشرق من جهة، وعلاقة الكاتب بقارئه وناشره من ثانية.
المشكلة ليست كلها بين شرق وغرب، بل بين الكاتب العربي والمؤسسات الثقافية والتربوية، الرسمية والخاصة، التي تجعل الكتاب في غربة عن المجتمع. قد لا تكون هذه الاشكالية بالغة الحدة في المجتمعات الغربية، وقد لا يشعر بهولها الكتّاب العرب الذين يكتبون بلغات اجنبية، الا انها تدرك عمقها في البلدان العربية لتكشف عن شروخ وقطيعة شبه مطلقة بين الكاتب وجمهور قرائه.
لا مؤسسة الدولة، ولا مؤسسات التربية والتعليم، ولا وسائل الاعلام، تعير اهتمامها لهذه القضية، لذا ينحصر القراء بالكتاب انفسهم. اما اذا كانت الظروف متسامحة، فان الجمهور يتعدى هذا النطاق الضيق الى قراء افراديين اتاحت لهم تنشئتهم الاهلية ان ينفتحوا على عالم الكتاب والكتابة.
قال الياس خوري انه ليس معنياً ككاتب بالبحث عن قرّاء، فهو معني بالكتابة فحسب. لكن هذا لا يمنعه من ان يضع اصبعه على جرح الازمة الفعلية المتمثلة في الهوة بين الكاتب ومؤسسات المجتمع.
من جهته، نأى الطاهر بن جلون بنفسه عن هذه الازمة، ليوجه الانظار الى ازمة اخرى خطرة للغاية، تكمن في القرصنة التي يمارسها بعض دور النشر العربية من خلال سرقة الكتّاب وحقوقهم، لا بل تشويه مضامين مؤلفاتهم، بحسب ما يتلاءم مع اهواء الرقيب، الذي هو ناشر احياناً في الآن نفسه. وضرب المثال على ما تعرضت له اعماله من حذف وتحريف ومن تعريب سيئ على يد دار نشر سورية. واذا كان نشر الكتاب في الغرب والترويج له هما من مسؤولية الدار الناشرة، فان الكاتب العربي يجد نفسه اعزل في قلب هذه العاصفة. اذ لا دور نشر في العالم العربي تتولى الترويج للكتاب، في الخارج وفي الداخل على السواء، او عرضه على دور نشر اجنبية ليجد مكانه المستحق على رفوف المكتبات الغربية. هذا ما قالته الندوة واجمع عليه المنتدون الاربعة، لينصرفوا الى التصدي لمسألة الرقابة التي تضع الكتاب في غالبية البلدان العربية تحت سكين الخوف والقمع الذاتي. هذا ما رفضه الياس خوري، مؤكداً عدم وجود رقابة مسبقة على الكتب في لبنان، وموضحاً ان هذه الرقابة قد تستيقظ لاحقاً، بعد صدور الكتاب، اذا تنبه لضرورتها طرف سياسي او ديني او “اخلاقي”. وحينذاك تقع الواقعة.
اما خالد المعالي، فقد افاض حول مسألة الترجمات من العربية الى الالمانية، وحول موسوعة الادباء العرب التي وضعها هو ومنى نجار، والتي تضم ما يزيد على 380 كاتباً وكاتبة من البلدان العربية.
“مختارات من الشعر العربي الحديث”، “مختارات من القصة العربية الحديثة”، كتب لفؤاد التكرلي وناديا تويني وفؤاد كنعان وايتل عدنان والياس خوري ومحمود درويش وفؤاد رفقة وعبد الرحمن منيف وابرهيم نصرالله وسحر خليفة وربيع جابر، فضلاً عن انطولوجيا للشعر الحديث... اسماء واعمال وغيرها كثير بدأت تشق طريقها نحو عين القارئ الالماني.
ثمة علامة فارقة واساسية في المعرض تتجلى في المقر المخصص لـ”العملاء الادبيين” وهو مفهوم نفتقر اليه – ونفتقده – في عالمنا العربي. ففي هذا المقر بالذات تنعقد العلاقات المتينة على مستوى التعرف الادبي الى الآخر. هنا توقع العقود والاتفاقات بين هؤلاء العملاء ودور النشر العالمية المختلفة. هنا تباع حقوق الترجمة، وهنا فقط تصان حقوق الكاتب المادية والمعنوية، وتنفتح امامه الطريق الى العالم. وهذه مأساة اخرى يعيشها الكاتب العربي الذي لا يجد – الا في احيان نادرة – السبيل الموضوعي الى العالمية المستحقة.
لقد اتيحت لي فرصة التجوّل في هذا المقر المغلق، وتبادل الرأي حول علاقة الكاتب بعميله، وحول علاقتهما معاً بدور النشر، وادركت كم نحن بعيدون عن اجتياز هذا الباب الموصود.
دلف شميث
الفرصة نفسها اتيحت لي للتعرف الى دلف شميث، الناشر الذي تحتضن داره الالمانية (“برلين فيرلاغ”) كتب النمسوية الفائزة للتو بجائزة نوبل للآداب. وقد اسرّ لي شميث انه يعرف الفريده يلينيك منذ عام 1977، تاريخ دخوله الى دار “روفولت” البارزة في المانيا، كانت يلينيك قد نشرت حتى ذلك الحين ثلاثة كتب، فبقيا يعملان معاً حتى عام 2000 في تلك الدار، الى ان غادرها شميث نتيجة خلاف حول سياساتها النشرية التي شرعت تتجه نحو “البست سيلّر” وتبتعد عن الاعمال الادبية الجدية. الفريدة يلينيك لم تشأ التخلي عن ناشرها، فتبعته الى الدار الجديدة التي انتقل اليها، وهي دار “برلين فيرلاغ”.
يلينيك، العضو في الحزب الشيوعي والملتزمة سياسياً والمناضلة في سبيل حقوق المرأة وضد الطبقية الاجتماعية، تعشق اللعب بالكليشيهات وتستخدم ادوات اللغة استخداماً طليعياً يحتل مقدمة رواياتها القائمة غالباً على خلفية سياسية او بسيكولوجية. وقد اتجهت خلال الاعوام الاخيرة نحو كتابة المسرحيات، التي تعرض في اهم المسارح على غرار الـ”بورغ تياتر” في فيينا. هذا الصباح، اتصلت يلينيك بدلف شميث لتطلعه على نيتها عدم الذهاب الى اسوج لتسلم الجائزة. “هل من موقف ما وراء هذا القرار؟”، سألته؟ “لا، ابداً، لكن عليك ان تعرفي ان يلينيك امرأة لا تحب الاضواء وتتفادى الظهورات العلنية”.
نالت يلينيك هذه السنة ايضاً جائزة كافكا التي ستتسلمها في براغ في الشهر المقبل، على نحو متزامن مع عرض مسرحيتها “السدّ” التي تتناول فيها حياة العمال الاجانب في النمسا وبعض مراحل النازية فيها، مما يشكل “تابو” نظراً الى رفض بلادها الاعتراف بتعاونها مع المانيا في تلك الفترة.
يلينيك هي ايضاً “باتاي” امرأة، وقد حاز كتابها “الشهوة” شهرة واسعة تكاد تجاور شهرة كتابها “عازفة البيانو” الذي تحول فيلماً والذي انتشلته من حياتها الخاصة وعلاقتها المعقدة بأمها. لكنها، على ما اكد لي دلف شميث، تتمتع بحس الفكاهة وتحب المزاح على غرار معظم النمساويين، رغم ظروف حياتها الصعبة، وهي التي نشأت في بلاد “ثقافة المقاهي”. “كتابها “اولاد الموتى” كان سوف يصدر بعد عامين بالفرنسية عن دار “سوي”، لكنه سوف يصدر على الارجح بعد شهرين نظراً الى نيلها الجائزة”، ختم شميث بابتسامة ساخرة سوداء.
ادونيس
الامسية المخصصة للشاعر ادونيس تحولت حفلة لم يكن هو النجم الوحيد فيها. فعود نصير شمة اوجد مناخاً شرقياً آسراً ومثله غناء المطربتين اللتين انشدتا من قصائد الشاعر وشنفتا الآذان، حتى لكأن الغناء بات احد شروط ايصال الشعر الى الجمهور العريض.
الخيمة الكبيرة جمعت تحت سقفها عدداً هائلاً من الالمان والعرب على السواء، كانت عواطفهم موزعة هنا وهناك. بعض آذانهم على العود والغناء، وبعض قلوبهم على الشعر مقروءا مرة بصوت الشاعر ومرة اخرى بصوت مترجمه.
اول من امس تحولت حفلة مارسيل خليفة احتفاء بشعر محمود درويش. هنا ايضاً لجأ الشعر الى الاغنية من دون ان ينتقص هذا الامر من شأن دار الادب التي اجتمعت حول الشاعر محمود درويش وفاضت جماهيرها حتى الشارع الرئيسي، الامر الذي لم يتح حتى لمصور “النهار” التقاط صورة للحفلة.
وبعد، قراءات لآسيا جبار واحمد ابودهمان وحنان الشيخ وايتل عدنان، والبقية تأتي.