attempt
06/11/2005, 16:49
من يتحمل سبب توحش الانسان ووحشيته .
لابد من وقفة , وقفة جادة مع مراعاة تعميل الضمير , ايقاظه ان كان نائما .
اما اذا كان الضمير ميتا ( فما لجرح بميت ايلامُ ) فلاداعي لتلويع الاخرين ومعاملتهم من منطلق ضمير ميت.
اننا نعيش ظاهريا في العصر الحديث، لكننا كما يقول ديوي في «البيت المنقسم على نفسه»، نعيش فعليا في قرن أقدم يقع بين الثالث عشر والثامن عشر، حين كانت الوحشية على أشدها ولم يكن البشر قد ابتكروا كل ذلك الكم الهائل من وسائل تغطية الجرائم أو تلطيفها، اذا جاز القول، ان الجرائم يمكن ان تخفف وتلطف.
لقد أفرد ذلك المعلم الأميركي الكبير كتابا خاصا للفردية، وخص بالنقد من أنواعها ما سماه الفردية الخشنة، التي تجعل الإنسان أقرب ما يكون الى الحيوان، الذي يعيش دون منظومة أخلاق وقيم تشذب سلوكه وتمنعه من التمادي في الوحشية.
ان سر تلك الفردية المريضة المتوحشة، يكمن كما يقول فيلسوف التربية المتجددة في اننا نجعل من المال مقياس كل شيء: «نحن نعيش من منظور طبائع البشر في حضارة مادية نقدية، تفرض عقائدها وطقوسها، فالفلوس وسيلة التعامل والتبادل، وكل الفاعليات البشرية تدور حول اكتسابها. ان هذا التمركز المادي هو الذي يكيف جذريا جميع فاعليات الناس الأخرى».
مع بوصلة مادية من هذا النوع، وفلسفة تتمركز حول الفردية والمصلحة الذاتية، يصبح القتل سهلا والتعذيب كذلك، فالضمير يغيب والاحاسيس تتبلد والمشاعر الانسانية المرهفة التي نولد بها تسافر الى غير رجعة، وتستيقظ كل قوانين الغابة وغرائزها في نفوس من تحولهم العسكرتاريا الى أدوات لتدوير المكاسب والمصالح وضخها على الدوام باتجاه من يمتلك المال والسلطة. إن من يقتل طفلا بالملح، ليس اكثر أو أقل اجراما ممن يعذب الأسرى، ويصفي بعضهم، فالشخصيتان نتاج مجتمعات تحرم قوانينها هذه الممارسات، لكنها دوما تقع لأن الفردية المتوحشة تلغي الآخرين، لا ترى غير نفسها، فهي لا تطيق سماع صراخ طفل متعب، فما بالك بصراخ شعوب كاملة تتألم منذ قرون، ولا تجد من يصغي لعذابها.
لابد من وقفة , وقفة جادة مع مراعاة تعميل الضمير , ايقاظه ان كان نائما .
اما اذا كان الضمير ميتا ( فما لجرح بميت ايلامُ ) فلاداعي لتلويع الاخرين ومعاملتهم من منطلق ضمير ميت.
اننا نعيش ظاهريا في العصر الحديث، لكننا كما يقول ديوي في «البيت المنقسم على نفسه»، نعيش فعليا في قرن أقدم يقع بين الثالث عشر والثامن عشر، حين كانت الوحشية على أشدها ولم يكن البشر قد ابتكروا كل ذلك الكم الهائل من وسائل تغطية الجرائم أو تلطيفها، اذا جاز القول، ان الجرائم يمكن ان تخفف وتلطف.
لقد أفرد ذلك المعلم الأميركي الكبير كتابا خاصا للفردية، وخص بالنقد من أنواعها ما سماه الفردية الخشنة، التي تجعل الإنسان أقرب ما يكون الى الحيوان، الذي يعيش دون منظومة أخلاق وقيم تشذب سلوكه وتمنعه من التمادي في الوحشية.
ان سر تلك الفردية المريضة المتوحشة، يكمن كما يقول فيلسوف التربية المتجددة في اننا نجعل من المال مقياس كل شيء: «نحن نعيش من منظور طبائع البشر في حضارة مادية نقدية، تفرض عقائدها وطقوسها، فالفلوس وسيلة التعامل والتبادل، وكل الفاعليات البشرية تدور حول اكتسابها. ان هذا التمركز المادي هو الذي يكيف جذريا جميع فاعليات الناس الأخرى».
مع بوصلة مادية من هذا النوع، وفلسفة تتمركز حول الفردية والمصلحة الذاتية، يصبح القتل سهلا والتعذيب كذلك، فالضمير يغيب والاحاسيس تتبلد والمشاعر الانسانية المرهفة التي نولد بها تسافر الى غير رجعة، وتستيقظ كل قوانين الغابة وغرائزها في نفوس من تحولهم العسكرتاريا الى أدوات لتدوير المكاسب والمصالح وضخها على الدوام باتجاه من يمتلك المال والسلطة. إن من يقتل طفلا بالملح، ليس اكثر أو أقل اجراما ممن يعذب الأسرى، ويصفي بعضهم، فالشخصيتان نتاج مجتمعات تحرم قوانينها هذه الممارسات، لكنها دوما تقع لأن الفردية المتوحشة تلغي الآخرين، لا ترى غير نفسها، فهي لا تطيق سماع صراخ طفل متعب، فما بالك بصراخ شعوب كاملة تتألم منذ قرون، ولا تجد من يصغي لعذابها.