بدوي الجبل
03/11/2005, 23:51
اسمعوا شباب لا حدا يحكي انا عم احكي ...
اسكيت ولاااا . اسكيت خلي الشباب يسمعووو بقا...
ولك الله يلعنك ولاااا ولك عم قلك سد بلعك أحسن ما سدّوا بشي تاني
وهلق بعد ما سكتوا الشباب والصبايا ببدأ بالوصف و الحكي ...
المهم
قرطبة القديمة : ستفاجئك مهن كثيرة في شوارع قرطبة القديمة ناهيك عن الحوذية . سترى بائع يانصيب عجوزاً يصيح : لوتاريا . وتستوقفك . عرّافة تقرأ الكف . حاملة في يدها عشبات تطلب نقوداً ورقية لا معدنية .لأن اليورو الورقي الذي اطاح بالعملة المحلية في بلدان الاتحاد الأوربي , يبدأ بالخمسة . ولا أقل ستمسك العرّافة كفك اليسرى . لتقرأ خطوط العمر و الحب والمال .
وتقول كلمات بالاسبانية . وتهز هي رأسها كأنها تفهم أنك فهمت , و هي لا تعرف من الانجليزية غير كلمتين : نقود ,,, ورقية !؟ .
سيمر بك أيضا عازفوا الجيتار . نغمات تقليدية بأصابع دربة . شباب على الأغلب . يضع أحدهم صورته مع صورة عازف شهير راحل . كأنه يقول إنه وريث ذلك الفنان . وبجانب الصورة قبعة أو علبة أو سلة صغيرة تلقى فيها هبات المستمعين من المارة . أيضا ستؤجر لك بعض المحلات القبعات المكسيكية لتحتفظ بصورة لك ترتديها . ألف مهنة و مهنة . بعضها جاء من صندوق الماضي . والآخر فرضت فكرته آليات السوق الجديدة .
فاجأنا صوت أم كلثوم :" و عايزنا نرجع زي زمان , قل للزمان ارجع يا زمان . لم نكن نحن من يترنم بهذه الأغنية الشجية , بل عبر الصوت إلينا كأنه يدعونا للقاء كوكب الشرق في قرطبة !
دخلنا المكان عبر بهو قصير فإذا بنا في بيت أضبح مقهى .مثل بيوت تقليدية كثيرة هنا استجابت لرغبة السياحة المنفذ الرئيسي للدخل في مقاطعات الأندلس . ابتسامة النادل و ترحيبه جعلانا نتيقن أننا في أرض عربية خالصة . لولا أن زبائنه من الشرق الأقصى . و الغرب الأدنى . القهوة العربية . وكئوس الشاي و الإبريق النحاشي بلون الذهب . والحلوى الشرقية . و آلة الفونو غراف يصعد صوت أم كلثوم عالياً شجيا كراسي من الخشب و الخوص . و مرايا مطعمه بالصدف وتمثال لقارئ . وبئر مغطاة بثمار الجنة , وها نحن في الباحة ( لأ مو باحة المدرسة لأ ...؟.؟؟,؟
الباحة من بيت ذي دورين . تجولت غرفة إلى قاعات شرقية الأثاث .
لم أشعر بالغربة بل أحسست أن هذا المكان جزء من المدينة تراثية مغربية بتصميمه , وحاراته الضيقة . و أم كلثوم تؤنس و حشتنا ليلا ونهاراً . وقد عرفت منه أن مثله كثيرون , قادهم البحر والحنين إلى العمل في مقاطعات الأندلس .
وعايزنا نرجع زي زمان , قل للزمان ارجع يا زمان و صفة سحرية نطق بها صوت أم كلثوم هنا في قرطبة .. استعادة الزمان . و استحضار الأندلس . لا يعنيان في اعتقادي سوى استعادة الروح الوثانبة نحو السفر و الرغبة الوقادة للعلم . و ملغامرة الفنية التي جاءت مثلاً :بموسيقى من أقصى الشرق العربي مثل زرياب إلى قرطبة ليفجر ثورة لحنية لا يزال صداها يتردد حتى اليوم . إلى الأماكن التي تسترجع وقع موسيقاه .
أخاف عليك , من عيني و مني
ومنك . ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
يا من غدوت به في الناس مشتهرا
قلبي عليك يقاسسي الهم و الفكرا
إن غبت لم ألق إنسنا يؤنسني
وإن حضرت فكل الناس قد حضروا
عن مجلة العربي : العدد 555
اسكيت ولاااا . اسكيت خلي الشباب يسمعووو بقا...
ولك الله يلعنك ولاااا ولك عم قلك سد بلعك أحسن ما سدّوا بشي تاني
وهلق بعد ما سكتوا الشباب والصبايا ببدأ بالوصف و الحكي ...
المهم
قرطبة القديمة : ستفاجئك مهن كثيرة في شوارع قرطبة القديمة ناهيك عن الحوذية . سترى بائع يانصيب عجوزاً يصيح : لوتاريا . وتستوقفك . عرّافة تقرأ الكف . حاملة في يدها عشبات تطلب نقوداً ورقية لا معدنية .لأن اليورو الورقي الذي اطاح بالعملة المحلية في بلدان الاتحاد الأوربي , يبدأ بالخمسة . ولا أقل ستمسك العرّافة كفك اليسرى . لتقرأ خطوط العمر و الحب والمال .
وتقول كلمات بالاسبانية . وتهز هي رأسها كأنها تفهم أنك فهمت , و هي لا تعرف من الانجليزية غير كلمتين : نقود ,,, ورقية !؟ .
سيمر بك أيضا عازفوا الجيتار . نغمات تقليدية بأصابع دربة . شباب على الأغلب . يضع أحدهم صورته مع صورة عازف شهير راحل . كأنه يقول إنه وريث ذلك الفنان . وبجانب الصورة قبعة أو علبة أو سلة صغيرة تلقى فيها هبات المستمعين من المارة . أيضا ستؤجر لك بعض المحلات القبعات المكسيكية لتحتفظ بصورة لك ترتديها . ألف مهنة و مهنة . بعضها جاء من صندوق الماضي . والآخر فرضت فكرته آليات السوق الجديدة .
فاجأنا صوت أم كلثوم :" و عايزنا نرجع زي زمان , قل للزمان ارجع يا زمان . لم نكن نحن من يترنم بهذه الأغنية الشجية , بل عبر الصوت إلينا كأنه يدعونا للقاء كوكب الشرق في قرطبة !
دخلنا المكان عبر بهو قصير فإذا بنا في بيت أضبح مقهى .مثل بيوت تقليدية كثيرة هنا استجابت لرغبة السياحة المنفذ الرئيسي للدخل في مقاطعات الأندلس . ابتسامة النادل و ترحيبه جعلانا نتيقن أننا في أرض عربية خالصة . لولا أن زبائنه من الشرق الأقصى . و الغرب الأدنى . القهوة العربية . وكئوس الشاي و الإبريق النحاشي بلون الذهب . والحلوى الشرقية . و آلة الفونو غراف يصعد صوت أم كلثوم عالياً شجيا كراسي من الخشب و الخوص . و مرايا مطعمه بالصدف وتمثال لقارئ . وبئر مغطاة بثمار الجنة , وها نحن في الباحة ( لأ مو باحة المدرسة لأ ...؟.؟؟,؟
الباحة من بيت ذي دورين . تجولت غرفة إلى قاعات شرقية الأثاث .
لم أشعر بالغربة بل أحسست أن هذا المكان جزء من المدينة تراثية مغربية بتصميمه , وحاراته الضيقة . و أم كلثوم تؤنس و حشتنا ليلا ونهاراً . وقد عرفت منه أن مثله كثيرون , قادهم البحر والحنين إلى العمل في مقاطعات الأندلس .
وعايزنا نرجع زي زمان , قل للزمان ارجع يا زمان و صفة سحرية نطق بها صوت أم كلثوم هنا في قرطبة .. استعادة الزمان . و استحضار الأندلس . لا يعنيان في اعتقادي سوى استعادة الروح الوثانبة نحو السفر و الرغبة الوقادة للعلم . و ملغامرة الفنية التي جاءت مثلاً :بموسيقى من أقصى الشرق العربي مثل زرياب إلى قرطبة ليفجر ثورة لحنية لا يزال صداها يتردد حتى اليوم . إلى الأماكن التي تسترجع وقع موسيقاه .
أخاف عليك , من عيني و مني
ومنك . ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
يا من غدوت به في الناس مشتهرا
قلبي عليك يقاسسي الهم و الفكرا
إن غبت لم ألق إنسنا يؤنسني
وإن حضرت فكل الناس قد حضروا
عن مجلة العربي : العدد 555