بالحديث عن الخصمين الكبيرين الريال والبرسا..والريال الاهم...
برشلونة X أوساسونا..
المباراة على ملعب الكامب نو..
المضيف برشلونة دخل المباراة وفي نيته إيقاف مسلسل التعادلات المزعج.. وهذا لا يكون إلا بتحقيق إنتصار يعيد للفريق ثقته بنفسه.. ويكون الإنطلاقة الرسمية للعودة إلى الطريق الصحيح..
أما أوساسونا أحد مفاجآت الموسم الجميلة.. والذي كان قبل هذا المباراة يتقاسم الصدارة مع فريق الريال.. فدخل المباراة وعينه على تفادي الخسارة ويكتفي ولو بنقطة يتيمة.. وهذا لا يكون إلا بعدم إستقبال الأهداف.. والعمل على مفاجآة الخصم بالمرتدات.. عن طريق فالدو الجناح الأيمن السريع واللاعب السابق لريال مدريد.. ورأس الحربة سافو ميليسوفيتش.. والإعتماد على إغلاق المناطق الخلفية وعدم ترك أي مساحات للاعبي البرسا.. والرقابة شديدة القوة على مفاتيح لعب البرشا.. والضغط على لاعبي الخصم.. وهذا ما نجح به أوساسونا بنسبة 100% في الشوط الأول.. والذي جاء شديد الرتابة.. قريباً إلى الملل.. وقليل الفرص.. قام لاعبو أوساسونا بمراقبة رونالدينهو وإستخدام الخشونة الشديدة معه.. وذلك لمنعه من استلام الكرة.. فقبل أن يستلم رونالدينهو الكرة نجد لاعبين يحيطان به ويعرقلانه.. ليحتسب الحكم ركلة حرة غير مباشرة للبرشا تقتل رتم المباراة.. حاول البرشا إيجاد الحلول البديلة.. عاد إيتو للخلف.. إخترق ميسي.. لكن هذا لم يجدي في شيء..
كان هناك تبديلين إضطراريين للبرشا في الشوط الأول.. فأصيب بيلتي في الدقيقة 20 دون إحتكاك جسدي قوي مع أحد.. فتم إستبداله بإيدميلسون.. وتبع ذلك تغيير تكتيكي.. فعاد ماركيز لمحور الدفاع بجوار بيول.. وتقدم أوليغير ليلعب كظهير أيمن كبديل لبيليتي.. وفي الدقيقة 38 سقط ديكو أرضاً ممسكاً بفخذه الأيمن.. وقام ريكارد بتغييره فأخرجه ودفع بالهولندي فان بوميل..
وكان هناك فرصتين فقط يمكن أن نتحدث عنهما.. الأولى رأسية ميسي والتي إرتطمت في العارضة.. والثانية تمريرة رونالدينهو والتي انفرد بها إيتو بالحارس فقام بتسديدها بجانب القائم الأيسر.. بطريقة غريبة جداً.. لا يمكن أن تحدث.. ليطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي..
كانت تشكيلة البرشا التي نزلت الملعب كالتالي:

فالديز

سيلفينيو أوليغير بيول بيليتي
ماركيز
اكسافي ديكو
رونالدينيو ميسي
إيتو


تشكيلة البرشا بعد التغييرين الإضطراريين أصبحت كالتالي:

فالديز

سيلفينيو ماركيز بيول أوليغير
إدميلسون
إكسافي
فان بوميل
رونالدينيو ميسي
إيتو


ملاحظات سريعة عن الشوط الأول:

برشلونة:
لم يتم إختبار فالديز في الشوط الأول..
يستمر نجاح ريكارد في التغطية من الهجمات المرتدة للمباراة الثانية على التوالي.. فلم نشاهد أي خطر من هجمات أوساسونا المرتدة الخجولة..
يستمر فشل ريكارد في استغلال مهارات ميسي وإيجاد المكان الأفضل له في التشكيلة.. وأستمر بالقول أن مكان ميسي إما في وسط الملعب الهجومي.. أو على الجانب الأيسر.. لاحظنا أنه كلما هرب ميسي من الجناح الأيمن زادت خطورته.. فسدد.. وهدد المرمى برأسية.. ومرر كرتين بينيتين خطيريتين للهجوم..
أفرط إيتو في السقوط لوسط الملعب كما هو حاله في المبارايات الأخيرة.. وكأنه يتناسى أنه رأس الحربة الوحيد في التشكيلة..
كان هناك تغيير في المراكز بشكل مدروس وجميل بين لاعبي البرشا.. فشاهدنا إكسافي يلعب كرأس حربة.. وماركيز يبدل مركزه مع إدميلسون.. وإديملسون أصبح مكان أوليغير أكثر من مرة.. إكسافي وفان بوميل ظهر بينهما تفاهم جميل.. فتبادلا مركزيهما بسلاسة وبساطة..
علامة إستفهام على عدم تغيير ديكو سريعاً وقيام ريكارد بدفعه في ظهره لنزول الملعب!!!! بالله عليكم أهذا تصرف إحترافي!! وماذا لو نزل ديكو وتفاقمت إصابته وغاب لمدة طويلة!!.. ديكو لاعب محترف.. ومنذ أن سقط شعر أنه يجب أن يخرج!! فلماذا يفعل ريكارد ما فعل!!..
أوساسونا:
التشكيلة التي نزل بها أوساسونا لأرض الملعب فيها أخطاء كبيرة..
فكان يجب الدفع بالمغربي الرائع السريع محمد اليعقوبي منذ البداية.. وذلك لإستغلال سرعته الكبيرة.. بدلاً من اللاعب الفرنسي دي لابورتي والذي يمتلك الكثير من المهارة لكنه يفتقد للسرعة المطلوبة نظراً لكبر سنه..
لم يعطي مدرب أوساسونا الجناح الأيمن البرازيلي فالدو حرية حركة هجومية في الشوط الأول.. فلم نرى إختراقاته وتسديداته كما جرت العادة.. وفالدو معرفٌ عنه المهارة والسرعة والعرضيات الدقيقة.. وكان يجب عليه استغلال تقدم بيليتي للهجوم..نزل البرشا للشوط الثاني بنفس التشكيلة.. وهذا كان متوقعاً..
وفي أول ثواني المباراة يستلم الرائع ميسي الكرة ليراوغ مدافعين وينفرد بالحارس ريكاردو لتخرج الكرة ركلة ركنية على جهة اليسار..
ليتقدم لها رونالدينهو.. وهنا حدث أمرٌ شديد الغرابة.. ويطرح العديد من علامات الإستفهام!! حيث كان جميع لاعبي أوساسونا يعودون للتغطية في الركلات الركنية.. لكن هذا لم يحدث هذه المرة.. وكان إيتو محاطاً بثلاث لاعبين مقابل منتصف مرمى الحارس ريكاردو.. وعند تنفيذ رونالدينهو للركلة الركنية تقدم الثلاثة مرة واحدة ظناً منهم أن الركلة ستكون قصيرة.. وإذا برنالدينهو يرفعها على رأس إيتو والذي يتمركز أمام المرمى وحيداً.. وبكل أريحية يقوم الأسد الكاميروني بوضع الكرة في المرمى في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني..
ليشعر بعدها جميع لاعبو برشلونة بزوال الضغط عنهم.. وليبدأ بعدها الإعصار الكاتالوني بالعمل.. عرضيات.. إختراقات.. لمسات سريعة.. تبادل كروي قمة في الدقة والسرعة.. وهنا قام مدرب أوساسونا بعمل غريب.. حيث تخلى عن الدفاع!! وهذا يعتبر خاطئاً في ظل إندفاع لاعبي البرشا وإستعادتهم الروح.. حيث كان يتوجب على أوساسونا الصبر قليلاً لإمتصاص الإندفاع من البرشا.. ومن ثم المبادرة بالهجوم.. لكن البرشا لم يمهلهم.. فمن كعب قمة في المهاراة والإناقة من رونالدينهو للمندفع من الخلف سيلفينيو والذي يقوم بمجهود طيب ويلعب الكرة عرضية أرضية زاحفة نموذجية بعيدة عن الحارس ريكاردو.. والذي يخرج لها.. فيبعدها بأطراف أصابعه لتجد الأسد الكاميروني والذي يودعها بكل هدوء وسلاسة في المرمى معلناً عن الهدف الثاني له وللبرشا في الدقيقة الثامنة من الشوط الثاني..
وبعد هذا الهدف أحسسنا جميعاً أن المباراة إنتهت..
وهنا قام مدرب أوساسونا بالتغييرات.. فأنزل محمد اليعقوبي بديلاً لدي لبورتي.. والكاميروني ويبو بديلاً لسافو.. لكن هذا لم يجدي نفعاً.. في الدقيقة 38 من الشوط الثاني يقوم ريكارد بإخراج إيتو ولإدخال الفرنسي النشيط جولي.. والذي يحرز هدف الفوز الثالث في الدقيقة 43 من الشوط الثاني بعد تمريرة أقل ما يقال عنها خرافية من ظهر رونالدينيو!!!.. والله جعلني أصمت طويلاً!! البعض قد يراها تميرية غير مقصودة.. وأن رونالدينيو حاول أن يتفادى الكرة.. أو يتخلص من الخصم.. لكن هل كرة إدميلسون العرضية كانت شديدة القوة لدرجة أن يتفاداها رونالدينيو!! أم هل هذه طريقة لتفادي الخصم بأن تدير ظهرك للكرة!! ببساطة ما حدث قريبٌ من الإعجاز!! بعد تمريرة الظهر الساحرة يتابع جولي الكرة في المرمى ويستمر في فعاليته الهجومية المعهودة عنه.. وتنتهي المباراة..

نقاط سريعة عن الشوط الثاني:
فالديز.. الرعونة على شكل لاعب.. رعونة تمشي على قدمين!! يخلق خطورة على مرماه!!
ميسي جوهرة يجب على ريكارد معرفة كيفية إستغلالها على أكمل وجه..
سيلفينيو قدم مباراة ممتازة جداً جداً دفاعياً وهجومياً..
إيتو.. لأول مرة منذ فترة طويلة يكون فعالاً بهذه الدرجة.. فمن 4 فرص سجل هدفين.. نسبة نجاح 50%.. وهذا شيءٌ أكثر من رائع..
إدميلسون وفان بوميل قدما مباراة ممتازة.. ويبدو أنهما سيزيدان من حيرة ريكارد.. حيث أنهما يستحقان مركزاً أساسياً!..
رونالدينهو.. ساحر يمشي على قدمين..
ريكارد.. بدأ يصلح أخطائه ويعود للطريق الصحيح.. ومن رأيي لو فاز البرشا في مباراتهم القادمة على ملقا ساعتها سنبصم بالعشرة على عودة البرشا..