-
دخول

عرض كامل الموضوع : : العريس المغترب جسر الفتيات السوريات إلى فردوس الحياة الأ


شكو زولو
25/09/2004, 02:15
خمس سنوات "خطوبة شفهية" قضتها أمال على التلفون والإنترنت وهي تكلم خطيبها المنتظر "جورج" المغترب في أميركا. هي تحب كلامه لأن "كلامه حلو". دائماً يتغزل بها, بل ربما كان الشخص الوحيد الذي يتغزل بها, الرسائل العادية لم تعد تفي بالغرض لأن ليس لدى جورج وقت كاف لقراءتها.
إشارات متعددة لم تستقبلها امال كما يجب, فالصورة التي وصلتها بالبريد الإلكتروني والتي تجمع بين زوجها وعشر فتيات شقراوات وسمراوات جميلات وأنصاف عاريات, لم تكن مركبة تقنياً من طريق برنامج "الفوتوشوب" الذي تسمع عنه ولا تعرفه, بل حقيقية, والفتيات الموجودات فيها يعملن جميعاً في منزل خطيبها الذي لا يملك بيتاً للزوجية وإنما بيتاً لأعمال اخرى في أميركا, كان أخبرها عنه هي وأهلها: "فاعل خير".
بحثاً عن عروس من الوطن "صاغ سليم" قضى سامر أكثر من عامين ونصف العام وهو يتنقل مع أمه من بيت فلان إلى بيت علان, وحتى الآن لم يعثر على ضالته (بنت البلد, بنت العيلة, وياللي ما باس تما إلا إما). سامر صار حديثاً تتداوله صبايا إحدى القرى القريبة من دمشق ويتندرون حوله. فبعد غربة لا تقل عن خمس سنوات في كندا, عاد سامر الحاصل على شهادة الدراسة الثانوية لطلب يد "الطبيبة والمهندسة والمحامية" والتي تستأهل أن تتخذ منه جسراً تعبر عليه إلى عالم الحلم "أميركا".


مع اقتراب الصيف وبدء عودة الكثير من العائلات والشباب السوريين من المغتربات لقضاء عطلهم في الوطن, يصير أمثال "سامر" من طالبي بنت الحلال كثراً. ومثيلات أمال من ضحايا العريس المغترب أكثر وأكثر. بل إن عدداً من "الخطابات" يتحضرن قبل كل صيف للقيام بمجموعة زيارات الى العائلات "المستورة" لتسجيل أسماء بنات من ذوات الحسب والنسب واللواتي يليق بهن "نصيب حلو" في أوروبا وكندا وربما في بعض دول الخليج.

ربما كان البحث عن "النصف الآخر" مشروعاً وربما كانت ظروف العمل والحياة في المغتربات تجبر عدداً من هؤلاء الشبان على العودة إلى الوطن للبحث عنه, إلا أن ما يحمله الصيف من قصص غريبة وطريفة يعبر أكثر عن حال التناقض الواضحة التي يعيشها أمثال هؤلاء الشباب, الذين تظهر على وجوه معظمهم علائم المفاجأة جراء ما وصلت إليه البلد من حال متدهورة اجتماعياً وأخلاقياً, فبنات بلدهم يرتدن "البارات" ويسهرن, ويتأخرن في العودة إلى منازلهن, تماماً كما تفعل البنات في أميركا واوروبا, بل إنهن صرن يتعلمن وينلن شهادات عليا, بل ربما صارت الواحدة منهن تكسب من عملها مبالغ تماثل تلك التي يحصل عليها واحدهم في المغترب, فهي إذاً لا تستحق مكافأته لها بأن يحملها معه إلى إحدى الولايات الأميركية لتعيش هناك في معظم الأحيان أسيرة جدران أربعة, ولتعطر منزله الزوجي برائحة المأكولات الشرقية.

راما (29 عاماً) طبيبة تخدير في أحد المشافي الخاصة وتقدم لخطبتها أكثر من 6 شبان مغتربين خلال السنوات الأربع الماضية, لكنها لم تقتنع بأي منهم زوجاً, وذلك لأسباب مختلفة. وهي اخرجت دفتراً صغيراً كانت سجلت عليه بعض الملاحظات حول العريس الأخير الذي كان اسمه "فيليب". العمر 33 عاماً, الدراسة شهادة عليا في إدارة الأعمال, يعمل في شركة "بيبسي كولا", سبب عدم الزواج عدم وجود البنت المناسبة. أما الإجابة الأهم فكانت حول وجود معارف عرب لديه في أميركا, "لدينا معارف كثر من الجالية اللبنانية, وكلهم لديهم بنات ولكنهن مستقلات جداً وجميعهن مثل هيفا وهبي".

قالت راما: "لم أعلق يومها سوى على أمر واحد, ألا وهو موضوع الشبه الكبير بين فتيات الجالية اللبنانية في أميركا وبين هيفا وهبي, أوَليست هيفا وهبي مغنية, وفنانة مغريـة, ولنسمِّها ما شئنا, إلا أنها تشبه عشـرات من المغنيات المغريات والمحبوبات في أميركا, ومن قال له إنه ليس لدينا في سورية المئات ممن يتشبهن بهيفا وهبي ويحاولن تقليدها".

بعد يوم واحد فقط, تجاوزت راما خجلها وسألت مديرها في العمل الذي عاد من أميركا أخيراً بعد قضائة 32 عاماً هناك أن يسدي إليها خدمة, وهي السؤال عن "فيليب" لدى أحد معارفه في أميركا, وجاءت إجابته كالآتي: "أنا أعرف فيليب تمام المعرفة, لأننا كنا جيران في أميركا, عمره من عمري أي 39, وهو غير حاصل على أي شهادة جامعية, كنا نسكن معاً في مدينة بوسطن ثم انتقل هو للحياة في مدينة قريبة ليعيش مع إحدى صديقاته والتي أنجب منها ابنته البالغة من العمر الآن 12 عاماً. أما عمله فهو توزيع بعض المواد الغذائية على محلات بيع المأكولات العربية".

أضافت راما: "لقد كان سؤالي لمديري مصادفة, لكنها كانت مصادفة جيدة, فكل ما عرفته من ذلك الشخص كان كذباً, فكيف لحياة زوجية أن تبدأ بالكذب وتستمر, ربما الكثير من الشبان يأتون إلى سورية بعدما جربوا كل شيء في الخارج, ويستكثرون على بنت البلد خوضها علاقة حب حقيقية مع شخص ما, بل ويظنون أن الحياة في البلد متوقفة إلى حين رجعتهم".

فراس شاب سوري يعيش في ولاية تكساس في أميركا منذ 25 عاماً, وهو لم يفكر يوماً بالمجيء إلى سورية للبحث عن شريكة عمره, لأن السبب في رأيه يعود إلى استحالة إقامة علاقة مع أي فتاة من طريق المراسلة أو التلفون, ولأن الزواج أعقد من ذلك بكثير, أما هؤلاء الشبان الذين يجدون أن أميركا خالية من الفتيات المناسبات لهم كزوجات فيشكلون دليلاً على عدم قدرتهم على التكيف مع الحياة في أميركا على رغم قضائهم وقتاً غير قصير فيها, وهو بالتالي دليل على نوع من قصور ربما كان نفسياً أو فكرياً, إلى جانب الرغبة بالتفوق اللامشروع على البنت العربية التي تعيش في الوطن واستغلال ظروف الحياة الصعبة في سورية أو غيرها من أجل الحصول على فتاة جميلة وعذراء, والأمر بمجمله يبدو "صفقة مخجلة لا أرضى بها لنفسي أبداً".

وأضاف: "إن مثل هذه الزيجات يسيء الى الفتيات العربيات ويبخسهن حقهن, ونحن هنا في أميركا نسمع الكثير من القصص المأسوية حول فتيات تزوجن بهذه الطريقة وتعرضن بالنتيجة لإساءات جسدية ونفسية كبيرة, والكثيرات منهن صابرات على أوضاعهن في مقابل استمرار حياتهن في الفردوس الأميركي".

فاديا ( 32 عاماً) صيدلانية تعمل مع راما في المشفى نفسه, وهي لا تمانع أبداً بالزواج بهذه الطريقة لأن أخواتها الأربع تزوجن من أقاربهن في أميركا وهن الآن يعشن هناك في ولايات مختلفة. الأمر بالنسبة الى فادية هو "قسمة ونصيب", ففي كثير من الأحيان "تنجح هذه الزيجات وأحياناً تخفق".

وتابعت فاديا: "لقد تزوجت في سورية من زميلي في الجامعة بعد علاقة عاطفية استمرت 7 سنوات, ولكننا سرعان ما اختلفنا وافترقنا, بينما استمرت أخواتي بحياتهن الزوجية, على رغم أن زيجاتهن تمت جميعها في شكل تقليدي".

ربما كانت الرغبة في البحث عن الحياة الأفضل والجنسية الأجنبية مشروعة لدى الكثير من الشبان والبنات السوريين, وربما كان الخوف من العنوسة التي ترتفع نسبتها بصورة ملحوظة, سبباً وجيهاً للقيام بمثل هذه الزيجات المتسرعة, إلا أن ما يرد من المغتربات من قصص مؤلمة وحزينة يجعل الأمر بحاجة الى التروي و التفكير

Abo rafik
28/09/2004, 13:55
شكرا" لطرحك هذا الموضوع المهم والموجود عند شريحة كبيرة بمجتمعنا...

دانيا22
31/05/2007, 13:42
مشكور على الموضوع :D

امة الرب
31/05/2007, 19:52
مشكور كتير