-
دخول

عرض كامل الموضوع : طماشات العصر الحديث ... يعني هلّق


بدوي الجبل
16/10/2005, 13:51
طماشات العصر الحديث


كانوا فيالسابق يضعون طماشتين فقط للخيول على عيونهم من اليمين ومن اليسار كي لاتغير طريقهاأثناء الفلاحة, إلا أن أصدقاؤنا ‏المثقفين في عالمنا العربي أضافوا لأنفسهم طماشةثالثة من الأعلى كي لا يشاهدوا ماهو قادم من الأمام.

فهل سيساعدهم هذا على‏النجاة؟ كثيرا مايتبادر إلى أذهاننا سؤال كهذا, حيث أنه مازال يؤرقنا في الليلوالنهار. والغريب في الأمر أن هؤلاء المثقفون ‏لا يريدون الحوار ولا يرحبون فيالقراءة والسؤال. والغالبية تقول دعنا نائمون ولن يحصل إلا ما قدره الله, متناسونقوله سبحانه ‏وتعالى: واسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها واليه النشور.‏

نحدثهمعن نضوب الطاقة العالمية فيقولون يعوضنا الله, ونحدثهم عن القحط والجفاف فيقولونيرزقنا الله, ونحدثهم عن الكوارث البيئية ‏والمناخية فيقولون كلها بمشيئة الله. فلااله إلا الله!!!‏

احتل الأوروبيون ثلاثة أرباع هذا العالم, أي كل ماهو غيرأوروبي في القرنين الغابرين, بل انهم احتلوا بعضا من أجزاء الدول ‏الأوروبية التيكانت مستضعفة حينها, مثل أيرلندة الشمالية واسكوتلندة وغيرها. فهل جاء هذا كلهبمشيئة الله؟؟ واليوم, وبعد أن ‏مضى ماسماه المثقفين العرب بعصر النهضة, الذي كانمن الواجب أن نجد أنفسنا فيه, وفقا لهذه التسمية المغلوطة تاريخيا, بخير ونوع ‏منالطمأنينة والأمان, يتربع الأمريكيون على صدورنا وينتفون ذقوننا وينتهكون أعراضناويستنزفون خيراتنا ويمزقون بلادنا منتهزين ‏كل معاني الحرية والديموقراطية, فهل جاءكل هذا برغبة من الله؟؟؟ أرجوكم أنقذونا!!! والله إننا لانعلم ما يدور فيصدوركم!‏

لقد نشر عن ماهو قادم بالتأكيد عدد هائل من الدراسات العلمية التي تحذرالإنسانية بخطورة المستقبل القريب, الذي سيعم فيه المرض ‏والجوع والموت الجماعي. فهل منكم من قد اتعظ؟ لم نشاهد ولم نسمع أي حديث أو حتى تلميح لا في الصحف ولا فيالفضائيات ‏العربية عن الآثار الناجمة عن نضوب الطاقة العالمية وتداعيات مابعدالنفط في بلادنا! فهل لازلتم نائمون؟

علما بأن الولايات المتحدة الأمريكية وضعتذلك ضمن استراتيجيتها للسيطرة على منابع الطاقة العالمية, فاقتربت من بحر قزوين‏الغني بالنفط, ودخلت شركاتها النفطية كافة الدول القريبة منه, واحتلت العراق, ورفضت التوقيع على الاتفاقية الدولية لحماية البيئة, ‏وترغم العالم على تحويرالقرارات الدولية بما يخدم مصالحها فقط, دون المساس بحرية أي جندي من جنودها الذينارتكبوا المعاصي ‏والجرائم في كل أنحاء العالم, والقادم أعظم. فالمشاكل التي اختلقتبين بيروت ودمشق لاتشكل إلا البداية!‏
وان كنتم تريدون المزيد من الشواهدالواقعية لاقتراب الكارثة فما عليكم إلا أن تمعنوا التفكير بتضاؤل الغطاء الثلجي فينصف الكرة ‏الشمالية وكذلك تناقص الجليد البحري في القطب الشمالي واستمرار ذوبانالأنهار الجليدية في جبال الألب ومخاطر الانهيارات ‏الضخمة لهذه الجبال مع ذوبانالثلوج فيها والانهدامات الجليدية في الألاسكا والقطب المتجمد الجنوبي وارتفاعمستوى المياه البحرية ‏وتسونامي والزلازل والهزات الأرضية المتعاظمة في مختلف أنحاءالعالم. ونرجو أن لا تتناسوا الكميات الهائلة من الغازات القاتلة ‏مثل ثاني أوكسيدالكربون والميتان وغيرها التي بدأت تنطلق بمليارات الأطنان سنويا من المحيطاتوالمتجمدات. والجفاف الذي ‏يضرب العالم بأسره حاليا ونضوب مياه الشرب وجفاف أوشحاحة الأنهار والبحيرات والمساحات الضخمة من الأراضي التي تملحت ‏وتصحرت وكذلك تلكالتي أصابتها التعرية والتخريب في كل أنحاء هذه المعمورة والبطالة المستشرية في كلأرجاء العالم الثالث أو ‏العاشر لاندري, ولا نريد إعادة الحديث عن هذه الأموروإيراد الأمثلة.‏

وإنما نقول في مدينة دمشق هذه العاصمة التاريخية التي تتعرضإلى نقص كبير في مواردها المائية حاليا, كيف سيكون حالها في ‏المستقبل؟ تذكروا فقطنهر بردى الذي كان يغمر ساحة المرجة لعدة شهور في فصلي الشتاء والربيع منذ عقودقليلة وليس منذ قرون. ‏أين ذهبت تلك المياه؟ ومن الممتع أيضا القيام بزيارة إلىمناطق الجزيرة لمشاهدة الأراضي الزراعية الخصبة سابقا التي تملحت ‏وأصابتها التعريةالطبيعية في مناطق كثيرة من أراضي محافظتي دير الزور والحسكة ولا تنسوا أراضيمحافظة حماة أيضا ونواعير ‏نهر العاصي التي توقفت وأضربت عن العمل. أما مؤسساتناالصناعية الإنتاجية!!! والكل يعلم!!!!‏

فالجهل والتجهيل هما الوسيلتان الناجعتانللسيطرة والسيادة في بعض مؤسساتنا وإداراتنا, وهما اللتان تمكناننا من وضع الطماشةالثالثة ‏على العيون من الأمام وأحيانا الرابعة على الأذان كي لانرى ولا نسمع. ولننسمح بالمشاركة في الرأي لأن ذلك قد يقلل من شأننا ‏العظيم, الذي لو فكرنا مليا فيقيمته لوجدناها ضئيلة جدا. ولا يوجد لدينا من يفكر لأبعد من بضعة أيام وان تمادىلبضعة أشهر, ‏فالخطط الاستراتيجية البعيدة المنظور مفقودة تماما في مؤسساتنا, ناهيكعن عدم ترابطها مابين المؤسسات وفقا لأدائها الاجتماعي ‏الاقتصادي. وقد أصبحتالأفلام التلفزيونية والكتابات الناقدة والتي كثرت في أيامنا هذه متعة يتسلى عليهاالجمهور وينتظرها بفارغ ‏الصبر, بدون أن يكون لها أي مردود فعلي. اكتب ماتشاء وتحدثعن ما تهواه, سوف نستمع إليك ولكن تأكد بأننا لم نراك ولم نسمعك, ‏وقد قالها ليطبيب مسؤول ذات مرة.‏

ولا يريد أحدا منا مشاهدة خطأ ارتكبه, وخصوصا عندما يعتليالعلالي, فهو أصبح منزها عن الخطأ, له وحده كل الحقوق ولا ينطبق ‏عليه سوى المديحلأنه يعلم مالا يعلم وليس لأحد عليه أي حق – سبحانه تعالى. إلا أن التطوير فيالمؤسسات الإنتاجية يعني بالضبط ‏الانتقال من آلية فنية واقتصادية وإدارية نوعا مامتخلفة نسبة إلى الزمن الذي نتحدث فيه, إلى آلية أكثر تطورا. وكذلك التحديث, أي أن‏نأتي بآليات إدارية وفنية ومالية أكثر حداثة. وهذا يعني أن الآليات التي نتحدثعنها والمستخدمة سابقا أو بالأحرى التي لازالت قائمة ‏حاليا أصبحت متخلفة, وعلىالأقل غير اقتصادية فيجب تغييرها. وان كنا جادين فيما نسميه إصلاحا, فانه لابد لنامن الاعتراف بأن ‏هناك خطأ ما لازال قائما نريد إصلاحه, وان لم يكن كذلك فلماذاالإصلاح, وهل من المنطق أن نصلح شيئا صالحا؟ إذا لماذا هذه ‏الغطرسة التي يتمتع بهاهؤلاء العظام في مختلف مؤسساتنا ويعتبرون أي حديث عن الخطأ هو خطأ وأحيانا جريمةيعاقب عليها القانون ‏الذي يسخرونه؟

بدوي الجبل
16/10/2005, 13:53
فبالإضافة إلى أن الفساد ينهك كاهل الشعوب والدول اقتصاديا ويدمرها, فانه لا يمكنها من تطوير والمحافظة لا على مواردها الطبيعية ‏والبشرية ولا على نظافة بيئتها أيضا. والدول التي لا تتمتع شعوبها بحس حقيقي بالمسؤولية وخصوصا تجاه المستقبل تموت سريعا. ‏انظروا ما يحدث في العديد من الدول الأفريقية حاليا.‏


وبما أننا من هؤلاء الذين نتحدث عنهم هنا فإننا سوف نبتعد قليلا عن الإصلاح والمصلحين لنعطي بعض الأمثلة عن الكوارث ‏والأضرار التي تؤدي إليها التغيرات المناخية العالمية وفقا لمراجعها.‏
‏-‏ تقدر الأضرار التي سببتها الفيضانات في نهر الميسيسيبي لوحده عام 1993 بحوالي 10 إلى 20 مليار دولار أمريكي‏


‏-‏ أدى الجفاف الذي ضرب أمريكا عام 1988 إلى خسارة تقدر بحوالي 4 مليارات من الدولارات فقط في أمريكا‏


‏-‏ يمكن للتغيرات في معدلات هبوط الأمطار وكذلك ازدياد التبخر الناجم عن الارتفاع الحراري أن تؤثر على الموارد المائية ‏وكذلك على جودة المياه, مهددة بذلك محطات الطاقة الهيدروليكية والري وصيد الأسماك ومياه الشرب أيضا


‏-‏ ويتوقع بأن الفيضانات سوف تتزايد في مناطق محددة نتيجة للأمطار الغزيرة والمتكررة التي سوف تهطل فيها مسببة الدمار ‏الحقيقي في بعض من أرجاء العالم


‏-‏ أما في مناطق أخرى فإنها سوف تصاب بالجفاف الحاد نتيجة للارتفاع الحراري الذي يؤدي إلى زيادة التبخر مما يسرع في ‏جفاف التربة خلال الفترات التي لاتتساقط فيها الأمطار نهائيا أو يتساقط القليل منها مسببة القحط والجوع فيها


‏-‏ وسوف تتضرر وتشح مختلف الأنهار والبحيرات في العالم, وخصوصا في دول أفريقيا والشرق الأوسط التي ستتفاقم فيها ‏أزمة المياه بشكل مخيف, وقد بدأت هذه الأزمة منذ سنوات عدة تقريبا في كل تلك الدول


‏-‏ ووفقا لتقديرات المعاهد الأمريكية المختصة فان ارتفاع نصف متر فقط في مياه البحار سوف يؤدي إلى غمر أكثر من 5 آلاف ‏ميل مربع من الأراضي الجافة بالإضافة إلى غمر 4 آلاف ميل مربع من الأراضي الرطبة في الولايات المتحدة لوحدها‏


‏-‏ المناطق المعرضة للخطر الكبير هي المناطق التي تعرضت إلى التعرية وألحت الشديد حاليا, وكذلك تلك الأراضي الواقعة في ‏منخفضات كبيرة مثل بعض الأجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية وسواحل الأطلسي والخلجان وكذلك المناطق المنخفضة ‏من ملضافيا ومصر وبنجلاديش التي سوف تغمرها مياه البحار والمحيطات عندما يرتفع مستوى المياه فيها نصف متر فقط


‏-‏ ويمكن للتغيرات المناخية أن توسع مجال الأمراض المعدية, وفقا للدراسات الطبية العالمية, ومن المتوقع ازدياد خطورة ‏انتشار الملاريا وأمراض الحمى في العالم. ويمكن للتغيرات الحرارية واختلاف معدلات هطول الأمطار خلق مناخ جديد ‏لولادة الأوبئة وتكاثر الجراثيم


‏-‏ ويمكن للتغيرات الحراري أن تزيد الوفيات الناجمة عن الاجهادات الحرارية وخصوصا بين الأطفال الصغار والكبار في السن‏


‏-‏ وسوف تؤدي التغيرات البيئية إلى جفاف مساحات شاسعة من الأراضي في مختلف بقاع الأرض
‏-‏ ويتوقع أن يصيب الضرر الأعظم في إنتاج الأغذية دول العالم النامي لضعف قدرتها على تحمل مثل هذه النكسات الاقتصادية ‏المدمرة ولعدم إمكانيتها في التفاعل مع التغيرات البيئية القاسية لتدني مستوى تقنياتها وعجز إنتاجها الصناعي


‏-‏ ويقول العلماء أن التغيرات البيئية التي سنشهدها خلال العقود القليلة القادمة سوف تؤدي إلى دحر الغابات في بعض مناطق ‏أمريكا الشمالية لمسافة تقدر بحوالي 400 كيلو مترا نحو الشمال, فهل هناك من يعلم كيف سيكون الحال في بلادنا؟


‏-‏ وسوف يتزايد ضرر الغابات من الحرائق وموت الأشجار من العطش والجفاف, وكذلك التخريب الناجم عن تزايد الحشرات ‏والأمراض الزراعية.‏

فهل ستنقذنا من الموت المحتوم تلك الطماشات؟ أم أن علينا الإمعان في التفكير ووضع الخطط والبرامج الناجحة لتخفيف الصدمة ‏القادمة! فالتباهي بإنتاج كميات أكبر وأكبر من النفط والغاز وبأسرع مايمكن لايعني إلا الفرح باقتراب نضوب حقولنا ومن ثم السقوط ‏والموت الحقيقي لمجتمعاتنا. وفي هذا المجال لن يكون لنا معين في هذا العالم وعلى الإطلاق.‏


الترشيد الصارم لإنتاج واستهلاك الطاقة والحد الصارم للولادات والاستثمار الأمثل لمياه الشرب والأراضي الزراعية وكذلك الحد من ‏تلوث البيئة السطحية والجوفية في بلادنا تشكل الأهداف الأولى التي يجب التأكيد عليها, فهل منكم من وصل بقراءته حتى هذه الكلمات؟ ‏وهل ستغفر لنا الأجيال القادمة للكنس الذي ننفذه على الثروات الطبيعية التي هي ليست من حقنا فقط؟ حماكم الله!‏

محسوبكم بدوي الجبل