-
دخول

عرض كامل الموضوع : قانون يدرأ الجريمة.. وآخر يقول: أقتل!


حسون
13/10/2005, 14:06
بقلم: فاديا نصرة خاص: "نساء سورية" إلى كل من يزرع نبتة في حقل ووردة في حديقة وضحكة في وجه طفل، أهدي سلامي... إلى كل من يزرع الأمل في الحياة والسعادة للآخر، إلى كل من يشعل شمعة في ظلام الأحقاد وفاقدي البصيرة أشد على يده بقوة.
إلى كل من يفسد الطبيعة ويمنع الهواء العليل المنعش من أن يتدفق.. والانعتاق من أن ينفلت على أجنحة الحرية، وإلى كل من يزرع ضغينة ويولِّد حقداً، ويتجبر في الناس ويستبد بهم!
إلى كل من يزهق روحاً ويخمد نفساً..
إلى كل هؤلاء أقول: لا مناص من العدل ليأخذ مجراه. وإذا كانت مقاييسه أضيق من أن يستوعب بشاعتكم وفعلتكم.. واختزالات القضاء ليست على مقاسكم، فاعلموا أن الحياة أقوى من جميع التنظيرات، وأن القوانين المحددة لسلوك الإنسان في أي مجتمع تتطور مع تطور هذا المجتمع.
بالله عليكم إذن، أيها الساسة والقضاة الأفاضل، هل تتطور القوانين لتحاكي حركية المجتمع.. أو نؤقلم القوانين مع العصبية والقبلية؟!
فإلى كل من يقف مع المشككين في قدرة البشر على السمو فوق التشدد.. وبالتالي الصدامات بين المِلل والأديان والطقوس، أقول: إن من يحدد قربهم أو بعدهم من جوهر الإنسان ليس سوى المحبة والألفة والتعاطف.
إن عَظَمَة الإنسان تكمن في تعلم الحكمة.. وطموحه ليكون فعلاً أرقى الكائنات. وأعلموا أن العدل والمحبة صنوان لا يفترقان. أعطونا المحبة يوهب العدل، وأعطونا العدل تتلاشى البغضاء وتتساقط الأحقاد.
إلى كل من أضناه التعب في صراعه مع الحياة ومآسيها، وإلى كل من أُذلوا أو حرموا من متعة العيش: لا يسعنا أن نعيد الحياة، إلى هدى في سكينتها الأبدية.. ولا يسعنا أن نزيل أمراضاً اجتماعية بلمح البصر، بل باستطاعتنا أن نشفي الناس من الأوهام القاتلة بأن نحدّثهم بلغة بسيطة جداً وبليغة جداً...
أحبوا بعضكم بعضاً. حذارِ من العبث بالحياة!!!
ولكن.. أين لنا من هذا إذا لم يكن القانون بالمرصاد؟!
9/10/2005