بدوي الجبل
11/10/2005, 15:03
بنات البحر
هنالك في الأعماق حيث الدر الكثير جثّة هامدة بقربها بنات البحر ذوات الشعور الذهبية قد جلسن بين نبات المرجان ينظرون إليها بعيونهن الزرقاء الجميلة و بتحدثن بأصوات موسيقية , فحملته الأمواج إلى الشواطئ فجاء به النسيم إلى نفسي .
قالت واحدة :
هذا بشري هبط بالأمس إذ كان البحر حانقاً .
فقالت الثانية :
لم يكن البحر حانقاً و لكن الإنسان وهو الذي يدّعي بأنه من سلالة الآلهة . كان في حرب حامية أرهقت فيها الدماء حتى صار لون الماء قرمزياً . وهذا البشري هو قتيل الحرب.
فقالت الثالثة :
لا أدري ما هي الحرب و لكنّي أعلم أن الإنسان بعد أن تغلّب على اليابسة طمع بالسيادة على البحر فابتدع الآلات الغريبة , فرأى نبتون إله البحار و غضب من هذا التعدّي فالأشياء التي رأيناها بالأمس هابطة هي آخر تقدمة من الإنسان إلى نبتون العظيم .
فقالت الرابعة :
ما أعظم نبتون و ما أقسى قلبه ! لو كنت أنا سلطانه البحار لما رضيت بالذبائح الدموية . تعالي لنرى جثّة هذا الشاب فربّما أفادتنا شيئاً عن طائفة البشر , اقتربت بنات البحر من جثمان الشاب و بحثن في جيوب أثوابه (( طبعا مو منشان المصاري ) لأ
فعثرن على رسالة في الثوب الملاصق قلبه , فأخذت الرسالة واحدة منهن و قرأت :
حبيبي ! أملي برجوعك إليّ من بين مخالب الحرب , ولا أقدر أن أفكر إلا بما قلته لي عند الوداع بأن عند كل إنسان أمانة من الدمع لا بد من ردّها يوماً .. لا أدري يا حبيبي ماذا اكتب بل أترك نفسي تسيل على الورق .. نفس يعّزيها الشقاء و يعزبها الذي يجعل الألم لّغة و الأحزان مسرّة .. لما وحد الحب قلبينا وصرنا نتوقع ضم جسمين تجول فيهما روج واحدة . نادتك الحرب فاتبعتها مدفوعاً بعوامل الواجب و الوطنية . ما هذا الواجب الذي يفرّق المحبّين و يرمل النساء و ييتم الأطفال ؟ ما هذه الوطنيّة التي من أجل أسباب صغيرة تدعو الحرب لتخريب البلاد ؟ ما هذا الواجب المحترم على القروي المسكين و الذي لا يحفل به القوى و ابن الشرف الموروث .
إذا كان الواجب ينفي السلم من بين الأمم و الوطنيّة تزعج سكينة حياة الإنسان , فسلام على الواجب و الوطنيّة ...
لا ... لا يا حبيبي لا تحفل بكلامي بل كن شجاعاً و محبّاً لوطنك و لا تسمع كلام ابنة أعماها الحب و أضاع بصيرتها الفراق ... إذا كان الحب لا يرجعك إليّ في هذه الحياة فالحب يضمنّي إليك في الحياة الآتية .
وضعت بنات البحر تلك الرسالة تحت أثواب الشاب و سبحن بسكينه محزنة , ولما بعدن قالت واحدة منهن :
إن قلب الإنسان أقسى من قلب بنتون ..
بنتون : إلاه البحر بحسب الرواية
هنالك في الأعماق حيث الدر الكثير جثّة هامدة بقربها بنات البحر ذوات الشعور الذهبية قد جلسن بين نبات المرجان ينظرون إليها بعيونهن الزرقاء الجميلة و بتحدثن بأصوات موسيقية , فحملته الأمواج إلى الشواطئ فجاء به النسيم إلى نفسي .
قالت واحدة :
هذا بشري هبط بالأمس إذ كان البحر حانقاً .
فقالت الثانية :
لم يكن البحر حانقاً و لكن الإنسان وهو الذي يدّعي بأنه من سلالة الآلهة . كان في حرب حامية أرهقت فيها الدماء حتى صار لون الماء قرمزياً . وهذا البشري هو قتيل الحرب.
فقالت الثالثة :
لا أدري ما هي الحرب و لكنّي أعلم أن الإنسان بعد أن تغلّب على اليابسة طمع بالسيادة على البحر فابتدع الآلات الغريبة , فرأى نبتون إله البحار و غضب من هذا التعدّي فالأشياء التي رأيناها بالأمس هابطة هي آخر تقدمة من الإنسان إلى نبتون العظيم .
فقالت الرابعة :
ما أعظم نبتون و ما أقسى قلبه ! لو كنت أنا سلطانه البحار لما رضيت بالذبائح الدموية . تعالي لنرى جثّة هذا الشاب فربّما أفادتنا شيئاً عن طائفة البشر , اقتربت بنات البحر من جثمان الشاب و بحثن في جيوب أثوابه (( طبعا مو منشان المصاري ) لأ
فعثرن على رسالة في الثوب الملاصق قلبه , فأخذت الرسالة واحدة منهن و قرأت :
حبيبي ! أملي برجوعك إليّ من بين مخالب الحرب , ولا أقدر أن أفكر إلا بما قلته لي عند الوداع بأن عند كل إنسان أمانة من الدمع لا بد من ردّها يوماً .. لا أدري يا حبيبي ماذا اكتب بل أترك نفسي تسيل على الورق .. نفس يعّزيها الشقاء و يعزبها الذي يجعل الألم لّغة و الأحزان مسرّة .. لما وحد الحب قلبينا وصرنا نتوقع ضم جسمين تجول فيهما روج واحدة . نادتك الحرب فاتبعتها مدفوعاً بعوامل الواجب و الوطنية . ما هذا الواجب الذي يفرّق المحبّين و يرمل النساء و ييتم الأطفال ؟ ما هذه الوطنيّة التي من أجل أسباب صغيرة تدعو الحرب لتخريب البلاد ؟ ما هذا الواجب المحترم على القروي المسكين و الذي لا يحفل به القوى و ابن الشرف الموروث .
إذا كان الواجب ينفي السلم من بين الأمم و الوطنيّة تزعج سكينة حياة الإنسان , فسلام على الواجب و الوطنيّة ...
لا ... لا يا حبيبي لا تحفل بكلامي بل كن شجاعاً و محبّاً لوطنك و لا تسمع كلام ابنة أعماها الحب و أضاع بصيرتها الفراق ... إذا كان الحب لا يرجعك إليّ في هذه الحياة فالحب يضمنّي إليك في الحياة الآتية .
وضعت بنات البحر تلك الرسالة تحت أثواب الشاب و سبحن بسكينه محزنة , ولما بعدن قالت واحدة منهن :
إن قلب الإنسان أقسى من قلب بنتون ..
بنتون : إلاه البحر بحسب الرواية