بدوي الجبل
06/10/2005, 22:37
الربيع
هلمّي يا محبوبتي نمش بين الطلول , فقد ذابت الثلوج , و هبّت الحياة من مراقدها و تمايلت في الأودية و المنحدرات , و سيري معي لنتبع آثار أقدام الربيع في الحقل البعيد , تعالي لنصعد إلى أعالي الربى و نتأمل تموجات اخضرار السهول حولها .
هل قد نشر فجر الربيع ثوباً طواه ليل الشتاء فاكتست به أشجار الخوخ و التفاح فظهرت كالعرائس في ليلة القدر , و استيقظت الكروم و تعانقت قصبائها كمعاشر العشّاق , و جرت الجداول راقصة بين الصخور مرددة أغنية الفرح , و انبثقت الأزهار من قلب الطبيعة انبثاق الزبد من البحر.
تعالي لنشرب بقايا دموع المطر من كؤوس النرجس و نملأ نفسيها بأغاني العصافير المسرورة و نغتم استنشاق عطر النسيمات .
لنجلس بقرب تلك الصخرة حيث يختبئ البنفسج و نتبادل قبلات المحبّة .
الصيف
هيّا بنا إلى الحقل يا حبيبتي فقد جاءت أيّام الحصاد و بلغ الزرع مبلغه و أنضجته حرارة محبّة الشمس للطبيعة . تعالي قبل أن تسبقنا الطيور فتستغل أتعابنا , و جماعة النمل فتأخذ أرضنا . هلمّي نجن ثمار الأرض مثلما جنّت النفس حبوب السعادة من بذور الوفاء التي زرعتها المحبّة في أعماق قلبينا , و نملأ المخازن من نتاج العناصر كما ملأت الحياة أهراء عواطفنا . هلمّي يا رفيقيّ نفترش الأعشاب و نلتحق السماء و نوسد رأسينا بالقش الناعم فنرتاح من عمل النهار و نسمع مسامرة غدير الوادي .
الخريف
لنذهب إلى الكرمة يا محبوبتي و نعصر العنب و نوعه في الأجران كثلما تعي النفس حكمة الأجيال و نجمع الأثمار اليابسة و نستقطر الأزهار و نستعض عن العين بالأثر .
لنرجع ! فالجداول قد وقفت عن مسيرها , و العيون نشفت الدموع فرحها , و الطلول خلعت باهي أثوابها . تعالي يا محبوبّي , فالطبيعة قد راودها النعاس فأمست تودع اليقظة بأغنية نهاوندية مؤثرة .
الشتاء
اقتربي يا شريكة حياتي , اقتربي مني و لا تدعي أنفاس الثلوج تفصل جسمينا . اجلسي بجانبي أمام هذا الموقد , فالنار فاكهة الشتاء الشهيّة . حدثيني بمآسي الأجيال , فأذناي قد تعبتا من تأوه الرياح و ندب العناصر . و أوصدي الأبواب و النوافذ فمرأى وجه الجو الغضوب يحزن نفسي , و النظر إلى المدينة الجالسة كالثكلى تحت أطباق الثلوج يدمي قلبي .. اسقي السراج زيتاً يا رفيقة عمري , فقد أوشك أن ينطفئ .
وضعيه بالقرب منك لأرى ما كتبته الليالي على وجهك .. آتي بجرّة الخمر لنشرب و نذكر أيّام العصر .اقتربي ! اقتربي مني يا حبيبة نفسي , فقد خمدت النار و كاد الرماد يخفيها .. ضميني , فقد انطفأ السراج و تغلّبت عليه الظلمة .. ها قد أثقلت أعيننا خمرة السنين .. ارمقيني بعين كحلها النعاس .. عانقيني قبل أن يعانقني الموت .. قبليني فالثلج قد تغلّب على كلّ شئ إلا قبلتك .. آه يا حبيبتي ما أعمق بحر النوم ! آه ما أبعد الصباح .. في هذا العالم ...
كتابة بدوي الجبل
هلمّي يا محبوبتي نمش بين الطلول , فقد ذابت الثلوج , و هبّت الحياة من مراقدها و تمايلت في الأودية و المنحدرات , و سيري معي لنتبع آثار أقدام الربيع في الحقل البعيد , تعالي لنصعد إلى أعالي الربى و نتأمل تموجات اخضرار السهول حولها .
هل قد نشر فجر الربيع ثوباً طواه ليل الشتاء فاكتست به أشجار الخوخ و التفاح فظهرت كالعرائس في ليلة القدر , و استيقظت الكروم و تعانقت قصبائها كمعاشر العشّاق , و جرت الجداول راقصة بين الصخور مرددة أغنية الفرح , و انبثقت الأزهار من قلب الطبيعة انبثاق الزبد من البحر.
تعالي لنشرب بقايا دموع المطر من كؤوس النرجس و نملأ نفسيها بأغاني العصافير المسرورة و نغتم استنشاق عطر النسيمات .
لنجلس بقرب تلك الصخرة حيث يختبئ البنفسج و نتبادل قبلات المحبّة .
الصيف
هيّا بنا إلى الحقل يا حبيبتي فقد جاءت أيّام الحصاد و بلغ الزرع مبلغه و أنضجته حرارة محبّة الشمس للطبيعة . تعالي قبل أن تسبقنا الطيور فتستغل أتعابنا , و جماعة النمل فتأخذ أرضنا . هلمّي نجن ثمار الأرض مثلما جنّت النفس حبوب السعادة من بذور الوفاء التي زرعتها المحبّة في أعماق قلبينا , و نملأ المخازن من نتاج العناصر كما ملأت الحياة أهراء عواطفنا . هلمّي يا رفيقيّ نفترش الأعشاب و نلتحق السماء و نوسد رأسينا بالقش الناعم فنرتاح من عمل النهار و نسمع مسامرة غدير الوادي .
الخريف
لنذهب إلى الكرمة يا محبوبتي و نعصر العنب و نوعه في الأجران كثلما تعي النفس حكمة الأجيال و نجمع الأثمار اليابسة و نستقطر الأزهار و نستعض عن العين بالأثر .
لنرجع ! فالجداول قد وقفت عن مسيرها , و العيون نشفت الدموع فرحها , و الطلول خلعت باهي أثوابها . تعالي يا محبوبّي , فالطبيعة قد راودها النعاس فأمست تودع اليقظة بأغنية نهاوندية مؤثرة .
الشتاء
اقتربي يا شريكة حياتي , اقتربي مني و لا تدعي أنفاس الثلوج تفصل جسمينا . اجلسي بجانبي أمام هذا الموقد , فالنار فاكهة الشتاء الشهيّة . حدثيني بمآسي الأجيال , فأذناي قد تعبتا من تأوه الرياح و ندب العناصر . و أوصدي الأبواب و النوافذ فمرأى وجه الجو الغضوب يحزن نفسي , و النظر إلى المدينة الجالسة كالثكلى تحت أطباق الثلوج يدمي قلبي .. اسقي السراج زيتاً يا رفيقة عمري , فقد أوشك أن ينطفئ .
وضعيه بالقرب منك لأرى ما كتبته الليالي على وجهك .. آتي بجرّة الخمر لنشرب و نذكر أيّام العصر .اقتربي ! اقتربي مني يا حبيبة نفسي , فقد خمدت النار و كاد الرماد يخفيها .. ضميني , فقد انطفأ السراج و تغلّبت عليه الظلمة .. ها قد أثقلت أعيننا خمرة السنين .. ارمقيني بعين كحلها النعاس .. عانقيني قبل أن يعانقني الموت .. قبليني فالثلج قد تغلّب على كلّ شئ إلا قبلتك .. آه يا حبيبتي ما أعمق بحر النوم ! آه ما أبعد الصباح .. في هذا العالم ...
كتابة بدوي الجبل