آية اللطف
05/10/2005, 09:54
بسم الله الرحمن الرحيم
يقال إن المتمسك بالعيش والحياة يستطيع أن يتغلب على جميع الظروف مهما كانت قاهرة....
فلماذا نتمسك بالحياة؟؟ما أهمية الحياة بالنسبة لنا؟ ما معنى الحياة؟ ألهذه الدرجة نعشقها و نرغب بأن نعيشها ؟..........من أنا ومن أكون ؟ ومن أنت ؟ من هؤلاء .؟ ما هذا الكون الغريب .
أنظر حولي فلا أعلم موقعي في هذا الكون ما هذا الشكل الذي أنا فيه لما اكتسبت هذه الهيئة ماهذه الملامح ولماذا خلقت بهذا الترتيب .........لماذا لا أنظر من أنفي من أين لها بهذه الوظائف لماذا لم أخلق بهيئة أخرى . لماذا أمشي بهذه الطريقة ولماذا أنتمي لهذه الأسرة ولهذا الوطن .........أعلم بأن الله خلقنا وهو أدرى بما فينا وقد خلقنا في أحسن تقويم لكني أشعر أن إنسانيتي تشوهت ....فأصبحت أعجز على أن أعرف معنى الحياة..مامعنى الروح؟ مامعنى المشاعر ؟ لماذا نشعر ؟ هل هي عبارة عن أسلاك مشحونة بشحنة كهربائية فسيولوجية هائلة عميقة قوية ..........داخلية ..............وأتوه........ أو هي سيل من الأمواج أو ذبذبات مبعوثة من الدماغ ؟؟
في كل لحظة أختلي بها وحدي أفكر بسؤال واحد.........من أنا؟ ومن أنت من أين لنا بهذه النظرات والكلمات وردود الأفعال؟ أعلم أننا بدأنا من الله وإلينا مرجعه وأعلم أننا خلقنا لغرض وهو عبادته .فلماذا لاندرك أن الحياة مجرد امتحان... لماذا أنا دائماً في حالة بحث عما يسليني وعما يجعلني أعيش أحسن حياة من كل النواحي ..مادياً معنوياً ؟ لماذا أهتم بنظرة الناس إلي وكلامهم عني لماذا نمثل ونختار أفعال كان من المفترض أن تكون عفوية
.....أين الجمال بالحياة .........لماذا نحلم .........لماذا نهتم؟
لماذا نرغب بتحقيق طموحاتنا.......من أين لنا هذه الطموحات ...؟ولم نهتم لكسب محبة من حولنا ولفت الأنظار إلينا ومع ذلك وفي قرارة أنفسنا مؤمنين أن الحياة مجرد امتحان لاأكثر و لاأقل.
إني أتساءل هل أنا إنسان له كينونته العاقلة وموجود في العالم البشري حقاً وما عليّ إلا أن أملأ قالب الحياة الفارغة ؟أنا أفكر إذا كنت كذلك فلماذا يهمني أن أعرف الأجابة . أليس حقاً إن حياتنا الشخصية وجوب أكثر مما هي وجود ؟ هل خلقنا لنأكل وننام ونموت أم علينا أن نبحث عن ذاتنا وإنجازاتنا.فأين أنا وأين ستمضي بذاتي الطرقات ؟ هل أملك وطناً أهذا وطني حقاً ؟ لماذا لا أستطيع قول المطلق دون مؤثرات خارجية ؟ هل بالفعل أملك قوقعة بإمكاني الاحتماء بها وبإمكاني أن أتقي شر المخاطرة والمجازفة والاحتماء من إمكانية التعرض للبتر والتشويه؟ هل الوجود الإنساني هو في صميمه اختيار للذات و أن الحرية من صميم الوجود الإنساني وهي ليست منحة بل حق مكتسب وما علينا نيله سوى بالدفاع ؟ ولماذا ندافع ؟ً؟ ولكن أين أنا؟ أنا لا أرى سوى الوهم والخداع . كلنا ممثلون بارعون نبحث عن ذات قوية تحمينا ؟ لماذا نخاف من الغد إذا كنا مؤمنين أن الأقدار بيد الله وأنه يحبنا فالأكيد أنه لن يؤذينا..لماذا نحارب ؟؟؟؟؟؟؟ آه من أنا ؟
لماذا نحزن ونفرح ونتألم طالما أن مصيرنا واحد وأن نهايتنا محتومة ؟ لماذا لانركز فقط على إرضاء الله طالما وجدنا لهذه الغاية ونهتم لإشباع غرائزنا والحصول على أمور تافهة ؟؟؟؟؟ماهي الغرائز لماذا جدت معنا هذه الغرائز ؟؟؟لأن الحياة امتحان ؟؟؟لماذا نتمسك بهذا الامتحان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟لماذا نخاف الموت؟؟؟؟؟؟ماهو الخوف ؟؟؟؟شعور بعدم الأمان ؟؟؟؟لماذا لانشعر بالأمان طالما أن مصيرنا بيد الله الذي يحبنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ماهي السعادة المنشودة ؟؟؟؟ دخول الجنة واكتساب رضا الله ؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا نبحث عن هذه السعادة في هذه الدنيا الفانية ؟
فأنا لا أستطيع أن أريد ما أريد هل ما يجري هو المعقول أم ضرورة اللامعقول ؟ فهل لأنني آدمية أحمل هم ذاتي وهم العالم ولا أجد نفسي إلا مرمية وحيدة في هذا العالم دون أن يحاول هذا العالم فهم عمق ما أحمله من إمكانيات. لماذا أحب هذه الحيرة؟ وأعشق الحياة؟ ............لماذا وجد الشر ؟ هل سأحيا ميتة مقهورة وانتظرمصيري؟ أأسكت ؟؟لماذا أتكلم ؟ .....أعرف أن التوبة من كل خطيئة هي بداية للحياة ولكن لماذا نخطىء إذا كنا نعلم الصح من الخطأ والممنوع من المرغوب لماذا لانقدر أن نختار ودائماً نخطىء في هذا الامتحان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل الحياة مجرد امتحان كما أعتقد؟؟؟؟؟
بل وأعتقد أن الحياة عذاب متواصل .. أشعر بعض الأحيان بعدم القدرة على الحياة بسبب الإحساس بأن أي سعادة أو تعاسة في هذه الحياة ما هي إلا خدعة كبيرة ..أعلم أن هناك نتيجة لأي فعل أقوم به اليوم أو غدا وهذه النتيجة تتلخص في شيء واحد وهو إما الجنة أو النار إذن سيكون هناك معنى للحياة سيبقى ولا يفنى بقدوم الموت المحقق الذي ينتظرني....عندما أبحث عن معنى الحياة في أي مكان لألا أجد سوى إجابة واحدة وهي أن الحياة ظاهرة وهذه الظاهرة تتوقف عند توقف أجهزة الإنسان جميعا ومعها تختفي من هذه الحياة....وأغلب الأجوبة أقصد الأجوبة التي تحير أكثر تقول إن الوجود كله هو وجود مطلق ولا يمكن الإحاطة به والإنسان نفسه هو جزء غامض من هذا الوجود الغامض....على الأقل نحن كمسلمين نعرف أن بدايتنا من الله ونهايتنا إليه وغايتنا رضاه ....ماذا عن الملحدين الذين لايؤمنون بوجود الله فهم في حالة من "الهروب" ...يهربون من الإجابة عن هذا السؤال و معرفة معنى الحياة فإذا سألت أحدهم عن معنى الحياة إما يهرب من خلال الاكتفاء بالجهل ولا يسعى للمعرفة، أو يهرب من خلال منهج في الحياة يجعل الهدف منها هو اللذة أو يكون شجاع لأنه يعرف أن الحياة كلها شر ولا طائل من ورائها فيرفضها ويقدم على التخلص منها، أويكون ضعيف لأنه يعرف أن الحياة كلها "عبث وعدم" ورغم ذلك فإنه يفتقد الشجاعة للتخلص منها....
أتوصل دائماً لإجابة واحدة لتساؤلاتي أن الحياة هي الإيمان بالله والعمل على كسب رضاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لكن تساؤلاتي لاتتوقف ..............وأتوه وأضيع في هذا العالم الغريب والمجهول فأنا لا أرغب حقاً بأن أكتب هذه الرسالة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب لك في هذه اللحظات، وأنا واثق أنك ستدرك ما أقول عاجلا أم آجلا، ولكن أتمنى أن لا تقع في نفس الخطأ الذي ارتكبته أنا بأن أجلت إدراك هذه الحقيقة إلى الآن، فإنك إن أيقنت ما أقول فزت وإن تجاهلته هلكت.
إليك....
مازال الأمل يمنيني ويمنيني حتى وقعت في مخالب التسويف، ولكني أدرك الآن تماما أن الحياة ليست إلا ثوان أو هي أقل.........ثم إني عشت الحياة من قبل لا أفكر في الموت، بكل بساطة وللأسف، لأني كنت أراه بعيدا، أما الآن فإني أدرك أنه أقرب ما يكون، والآن وبعد أن أصبحت في الرمق الأخير من الحياة..... أو ربما في الرمق الأخير من الموت، فكلاهما متصل بالآخر وليس هناك حد فاصل بينهما، بعد أن أصبحت أحتضر أكتب لك هذه الكلمات.......
إليك........
إني وفي هذه اللحظات عرفت معنى الحياة....... ربما أنها مفارقة أن تعرف الحياة وأنت مشرف على الموت، لذلك أكتب لك هذه الكلمات، لكي تعرف الحياة كما أراها، في هذه اللحظات ما أرى الحياة إلا كسحابة وحيدة في السماء، أظلت مكانا، ثم ما لبثت أن هبت الرياح لتحملها إلى مكان آخر.......إنها في منظور اللحظات الأخيرة ليست زمانا يعد، لكنها أحداث تتكشف، هذه الحياة كما أراها الآن.... إنك وأنت في هذه اللحظات تمر عليك سنون حياتك التي عشتها مهما كانت طويلة، تمر هذه السنون كأنها لحظة،وفي هذه اللحظة تقلب صفحات ماضيك في محاولة أن تجد الحياة الحقيقية التي عشتها، ثم تنتبه أن حياتك الحقيقية التي تبحث عنها في هذه اللحظات هي الأفعال التي قمت بها، وليست أية أفعال، تبحث عن أي فعل ينفعك فيما أنت مقبل عليه من حساب........ تمر بسنوات حياتك بسرعة، وتقلب صفحات أعمالك بحثا عما قد ينفعك أمام هذا الامتحان الصعب، تبحث وتبحث وجسمك يتصبب عرقا، وعيونك شاخصة، والعقل يقلب الذكريات... ماذا قدمت لحياتي؟؟! ونبضات قلبك تتسارع، وتتمنى لو أن روحك تبقى في جسدك لثانية أخرى، وأنت تبحث، بماذا سأجيب؟؟؟ ماذا سأقول؟؟؟ وتقلب صفحات حياتك بحثا عن أي دقيق وجليل تنجو به، لتتكشف أمامك حقيقة نفسك وكيف عشت، بل قل كم عشت، نعم يا أخي إني أدرك الآن أن الحياة لا تقاس بالسنوات بل بالأعمال الصالحة التي قدمتها، فإما أن ترى أن هذه الحياة ما كانت إلا لحيظات أو أقل، أو أن تراها أنها كانت خالدة، أنت يا أخي في هذه اللحظات في قمة اليقين أن أي محاولة للمراوغة أو الكذب لن تجدي، إنك في هذه اللحظة القصيرة من حياتك تود لو ترجع فتعمل غير الذي كنت تعمل، تود لو يمد لك في عمرك ساعة واحدة بل حتى ولو دقيقة واحدة لتفعل فيها ما لم تفعله طوال حياتك، وتنهال على نفسك باللوم والتوبيخ على التقصير ولكن تدرك أيضا حينها أن هذا التوبيخ واللوم جاء متأخرا جدا جدا جدا..........؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
إن هذه رسالة لشخص يحتضر تخيلت نفسي مكانه.أرغب حقاً في أن أعوض ولو فراغا بسيطا في مشوار حياتي التي أعيشها قبل أن أفقدها... وكما قلت فأنا أخاف أن أعيش تلك اللحظات وأخاف كثيراً من الموت ...............
منقول ........وأحب أن أضيف:
ولكن الآن أيقنت أن مخاوفي نابعة من تقصيري وسوء عملي .......
وأعلم أن لي ربا رحيما.....لطيفا.........يحبني بل خلقني لأنه يحبني........
فأناجيه وأقول:
إلهي..... أنت خلقتني وتعلم ضعفي فاجبر كسري وأعني على حمل هذه الأمانة التي كلفتني بها .....
إلهي ....وخالقي ...ومعيني .....من لي سواك إن لم تكن لي....
إلهي .....أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ....
إلهي..... أنت أعلم بحالي وغني عن سؤالي.......
إلهي .......إن القلب ليتألم ولكن ما ألذ الألم الذي يذيق صاحبه طعم العبودية لك وحلاوة الرضا بحكمك.....
مولاي .....إنني عبد إحسانك وفضلك أفر من كل ضائقة إلى ظلال رحمتك وكيف لا أتعلق بفضلك وأطمع بعافيتك وأنت الذي لم تقطع عني وابل رحمتك في لحظة من عمري ..
إلهي سألوني عن وجودك فقلت لهم متى عرفتم أنفسكم رأيتموه.....
سألوني عن أقدس سر من أسرارك فقلت لهم: إنه القلب ! يخفق ويحس.... ويحن ويئن في عالم لا تطوله فيه يد المال والمتاع .....ولا الصنعة والخداع ....ولا المادة وقيمها....!!!
مولاي ...رأيت أشتاتا من الناس يسرحون خلال تلك الديار كما تسرح البهائم والأنعام... وجعلوا من نعمائك شغلا لهم عنك .....ومن عطائك سببا لكفرهم بك....
ولقد شملتهم يا مولاي جميعا بالمنة والعطاء .....وتلك هي رحمتك بمن قد نسيك وتاه عنك ....فكيف بمن عاش يرقب فضلك .....
إلهي ......كيف أيأس إذا وأنت ربي ...أم كيف لا ينعشني الأمل وأنت حسبي!!!؟؟؟
مقتبس من مقال( مناجاة قلب كسير )من كتاب( من الفكر والقلب) للدكتور محمد سعيد البوطي وهو كتاب راااااائع يجمع بين الدين والأدب
وأخيرا .......لا تبخلوا علينا بالتعليقات....
ولكم جزيل الشكر.....
يقال إن المتمسك بالعيش والحياة يستطيع أن يتغلب على جميع الظروف مهما كانت قاهرة....
فلماذا نتمسك بالحياة؟؟ما أهمية الحياة بالنسبة لنا؟ ما معنى الحياة؟ ألهذه الدرجة نعشقها و نرغب بأن نعيشها ؟..........من أنا ومن أكون ؟ ومن أنت ؟ من هؤلاء .؟ ما هذا الكون الغريب .
أنظر حولي فلا أعلم موقعي في هذا الكون ما هذا الشكل الذي أنا فيه لما اكتسبت هذه الهيئة ماهذه الملامح ولماذا خلقت بهذا الترتيب .........لماذا لا أنظر من أنفي من أين لها بهذه الوظائف لماذا لم أخلق بهيئة أخرى . لماذا أمشي بهذه الطريقة ولماذا أنتمي لهذه الأسرة ولهذا الوطن .........أعلم بأن الله خلقنا وهو أدرى بما فينا وقد خلقنا في أحسن تقويم لكني أشعر أن إنسانيتي تشوهت ....فأصبحت أعجز على أن أعرف معنى الحياة..مامعنى الروح؟ مامعنى المشاعر ؟ لماذا نشعر ؟ هل هي عبارة عن أسلاك مشحونة بشحنة كهربائية فسيولوجية هائلة عميقة قوية ..........داخلية ..............وأتوه........ أو هي سيل من الأمواج أو ذبذبات مبعوثة من الدماغ ؟؟
في كل لحظة أختلي بها وحدي أفكر بسؤال واحد.........من أنا؟ ومن أنت من أين لنا بهذه النظرات والكلمات وردود الأفعال؟ أعلم أننا بدأنا من الله وإلينا مرجعه وأعلم أننا خلقنا لغرض وهو عبادته .فلماذا لاندرك أن الحياة مجرد امتحان... لماذا أنا دائماً في حالة بحث عما يسليني وعما يجعلني أعيش أحسن حياة من كل النواحي ..مادياً معنوياً ؟ لماذا أهتم بنظرة الناس إلي وكلامهم عني لماذا نمثل ونختار أفعال كان من المفترض أن تكون عفوية
.....أين الجمال بالحياة .........لماذا نحلم .........لماذا نهتم؟
لماذا نرغب بتحقيق طموحاتنا.......من أين لنا هذه الطموحات ...؟ولم نهتم لكسب محبة من حولنا ولفت الأنظار إلينا ومع ذلك وفي قرارة أنفسنا مؤمنين أن الحياة مجرد امتحان لاأكثر و لاأقل.
إني أتساءل هل أنا إنسان له كينونته العاقلة وموجود في العالم البشري حقاً وما عليّ إلا أن أملأ قالب الحياة الفارغة ؟أنا أفكر إذا كنت كذلك فلماذا يهمني أن أعرف الأجابة . أليس حقاً إن حياتنا الشخصية وجوب أكثر مما هي وجود ؟ هل خلقنا لنأكل وننام ونموت أم علينا أن نبحث عن ذاتنا وإنجازاتنا.فأين أنا وأين ستمضي بذاتي الطرقات ؟ هل أملك وطناً أهذا وطني حقاً ؟ لماذا لا أستطيع قول المطلق دون مؤثرات خارجية ؟ هل بالفعل أملك قوقعة بإمكاني الاحتماء بها وبإمكاني أن أتقي شر المخاطرة والمجازفة والاحتماء من إمكانية التعرض للبتر والتشويه؟ هل الوجود الإنساني هو في صميمه اختيار للذات و أن الحرية من صميم الوجود الإنساني وهي ليست منحة بل حق مكتسب وما علينا نيله سوى بالدفاع ؟ ولماذا ندافع ؟ً؟ ولكن أين أنا؟ أنا لا أرى سوى الوهم والخداع . كلنا ممثلون بارعون نبحث عن ذات قوية تحمينا ؟ لماذا نخاف من الغد إذا كنا مؤمنين أن الأقدار بيد الله وأنه يحبنا فالأكيد أنه لن يؤذينا..لماذا نحارب ؟؟؟؟؟؟؟ آه من أنا ؟
لماذا نحزن ونفرح ونتألم طالما أن مصيرنا واحد وأن نهايتنا محتومة ؟ لماذا لانركز فقط على إرضاء الله طالما وجدنا لهذه الغاية ونهتم لإشباع غرائزنا والحصول على أمور تافهة ؟؟؟؟؟ماهي الغرائز لماذا جدت معنا هذه الغرائز ؟؟؟لأن الحياة امتحان ؟؟؟لماذا نتمسك بهذا الامتحان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟لماذا نخاف الموت؟؟؟؟؟؟ماهو الخوف ؟؟؟؟شعور بعدم الأمان ؟؟؟؟لماذا لانشعر بالأمان طالما أن مصيرنا بيد الله الذي يحبنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ماهي السعادة المنشودة ؟؟؟؟ دخول الجنة واكتساب رضا الله ؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا نبحث عن هذه السعادة في هذه الدنيا الفانية ؟
فأنا لا أستطيع أن أريد ما أريد هل ما يجري هو المعقول أم ضرورة اللامعقول ؟ فهل لأنني آدمية أحمل هم ذاتي وهم العالم ولا أجد نفسي إلا مرمية وحيدة في هذا العالم دون أن يحاول هذا العالم فهم عمق ما أحمله من إمكانيات. لماذا أحب هذه الحيرة؟ وأعشق الحياة؟ ............لماذا وجد الشر ؟ هل سأحيا ميتة مقهورة وانتظرمصيري؟ أأسكت ؟؟لماذا أتكلم ؟ .....أعرف أن التوبة من كل خطيئة هي بداية للحياة ولكن لماذا نخطىء إذا كنا نعلم الصح من الخطأ والممنوع من المرغوب لماذا لانقدر أن نختار ودائماً نخطىء في هذا الامتحان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل الحياة مجرد امتحان كما أعتقد؟؟؟؟؟
بل وأعتقد أن الحياة عذاب متواصل .. أشعر بعض الأحيان بعدم القدرة على الحياة بسبب الإحساس بأن أي سعادة أو تعاسة في هذه الحياة ما هي إلا خدعة كبيرة ..أعلم أن هناك نتيجة لأي فعل أقوم به اليوم أو غدا وهذه النتيجة تتلخص في شيء واحد وهو إما الجنة أو النار إذن سيكون هناك معنى للحياة سيبقى ولا يفنى بقدوم الموت المحقق الذي ينتظرني....عندما أبحث عن معنى الحياة في أي مكان لألا أجد سوى إجابة واحدة وهي أن الحياة ظاهرة وهذه الظاهرة تتوقف عند توقف أجهزة الإنسان جميعا ومعها تختفي من هذه الحياة....وأغلب الأجوبة أقصد الأجوبة التي تحير أكثر تقول إن الوجود كله هو وجود مطلق ولا يمكن الإحاطة به والإنسان نفسه هو جزء غامض من هذا الوجود الغامض....على الأقل نحن كمسلمين نعرف أن بدايتنا من الله ونهايتنا إليه وغايتنا رضاه ....ماذا عن الملحدين الذين لايؤمنون بوجود الله فهم في حالة من "الهروب" ...يهربون من الإجابة عن هذا السؤال و معرفة معنى الحياة فإذا سألت أحدهم عن معنى الحياة إما يهرب من خلال الاكتفاء بالجهل ولا يسعى للمعرفة، أو يهرب من خلال منهج في الحياة يجعل الهدف منها هو اللذة أو يكون شجاع لأنه يعرف أن الحياة كلها شر ولا طائل من ورائها فيرفضها ويقدم على التخلص منها، أويكون ضعيف لأنه يعرف أن الحياة كلها "عبث وعدم" ورغم ذلك فإنه يفتقد الشجاعة للتخلص منها....
أتوصل دائماً لإجابة واحدة لتساؤلاتي أن الحياة هي الإيمان بالله والعمل على كسب رضاه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لكن تساؤلاتي لاتتوقف ..............وأتوه وأضيع في هذا العالم الغريب والمجهول فأنا لا أرغب حقاً بأن أكتب هذه الرسالة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب لك في هذه اللحظات، وأنا واثق أنك ستدرك ما أقول عاجلا أم آجلا، ولكن أتمنى أن لا تقع في نفس الخطأ الذي ارتكبته أنا بأن أجلت إدراك هذه الحقيقة إلى الآن، فإنك إن أيقنت ما أقول فزت وإن تجاهلته هلكت.
إليك....
مازال الأمل يمنيني ويمنيني حتى وقعت في مخالب التسويف، ولكني أدرك الآن تماما أن الحياة ليست إلا ثوان أو هي أقل.........ثم إني عشت الحياة من قبل لا أفكر في الموت، بكل بساطة وللأسف، لأني كنت أراه بعيدا، أما الآن فإني أدرك أنه أقرب ما يكون، والآن وبعد أن أصبحت في الرمق الأخير من الحياة..... أو ربما في الرمق الأخير من الموت، فكلاهما متصل بالآخر وليس هناك حد فاصل بينهما، بعد أن أصبحت أحتضر أكتب لك هذه الكلمات.......
إليك........
إني وفي هذه اللحظات عرفت معنى الحياة....... ربما أنها مفارقة أن تعرف الحياة وأنت مشرف على الموت، لذلك أكتب لك هذه الكلمات، لكي تعرف الحياة كما أراها، في هذه اللحظات ما أرى الحياة إلا كسحابة وحيدة في السماء، أظلت مكانا، ثم ما لبثت أن هبت الرياح لتحملها إلى مكان آخر.......إنها في منظور اللحظات الأخيرة ليست زمانا يعد، لكنها أحداث تتكشف، هذه الحياة كما أراها الآن.... إنك وأنت في هذه اللحظات تمر عليك سنون حياتك التي عشتها مهما كانت طويلة، تمر هذه السنون كأنها لحظة،وفي هذه اللحظة تقلب صفحات ماضيك في محاولة أن تجد الحياة الحقيقية التي عشتها، ثم تنتبه أن حياتك الحقيقية التي تبحث عنها في هذه اللحظات هي الأفعال التي قمت بها، وليست أية أفعال، تبحث عن أي فعل ينفعك فيما أنت مقبل عليه من حساب........ تمر بسنوات حياتك بسرعة، وتقلب صفحات أعمالك بحثا عما قد ينفعك أمام هذا الامتحان الصعب، تبحث وتبحث وجسمك يتصبب عرقا، وعيونك شاخصة، والعقل يقلب الذكريات... ماذا قدمت لحياتي؟؟! ونبضات قلبك تتسارع، وتتمنى لو أن روحك تبقى في جسدك لثانية أخرى، وأنت تبحث، بماذا سأجيب؟؟؟ ماذا سأقول؟؟؟ وتقلب صفحات حياتك بحثا عن أي دقيق وجليل تنجو به، لتتكشف أمامك حقيقة نفسك وكيف عشت، بل قل كم عشت، نعم يا أخي إني أدرك الآن أن الحياة لا تقاس بالسنوات بل بالأعمال الصالحة التي قدمتها، فإما أن ترى أن هذه الحياة ما كانت إلا لحيظات أو أقل، أو أن تراها أنها كانت خالدة، أنت يا أخي في هذه اللحظات في قمة اليقين أن أي محاولة للمراوغة أو الكذب لن تجدي، إنك في هذه اللحظة القصيرة من حياتك تود لو ترجع فتعمل غير الذي كنت تعمل، تود لو يمد لك في عمرك ساعة واحدة بل حتى ولو دقيقة واحدة لتفعل فيها ما لم تفعله طوال حياتك، وتنهال على نفسك باللوم والتوبيخ على التقصير ولكن تدرك أيضا حينها أن هذا التوبيخ واللوم جاء متأخرا جدا جدا جدا..........؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
إن هذه رسالة لشخص يحتضر تخيلت نفسي مكانه.أرغب حقاً في أن أعوض ولو فراغا بسيطا في مشوار حياتي التي أعيشها قبل أن أفقدها... وكما قلت فأنا أخاف أن أعيش تلك اللحظات وأخاف كثيراً من الموت ...............
منقول ........وأحب أن أضيف:
ولكن الآن أيقنت أن مخاوفي نابعة من تقصيري وسوء عملي .......
وأعلم أن لي ربا رحيما.....لطيفا.........يحبني بل خلقني لأنه يحبني........
فأناجيه وأقول:
إلهي..... أنت خلقتني وتعلم ضعفي فاجبر كسري وأعني على حمل هذه الأمانة التي كلفتني بها .....
إلهي ....وخالقي ...ومعيني .....من لي سواك إن لم تكن لي....
إلهي .....أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ....
إلهي..... أنت أعلم بحالي وغني عن سؤالي.......
إلهي .......إن القلب ليتألم ولكن ما ألذ الألم الذي يذيق صاحبه طعم العبودية لك وحلاوة الرضا بحكمك.....
مولاي .....إنني عبد إحسانك وفضلك أفر من كل ضائقة إلى ظلال رحمتك وكيف لا أتعلق بفضلك وأطمع بعافيتك وأنت الذي لم تقطع عني وابل رحمتك في لحظة من عمري ..
إلهي سألوني عن وجودك فقلت لهم متى عرفتم أنفسكم رأيتموه.....
سألوني عن أقدس سر من أسرارك فقلت لهم: إنه القلب ! يخفق ويحس.... ويحن ويئن في عالم لا تطوله فيه يد المال والمتاع .....ولا الصنعة والخداع ....ولا المادة وقيمها....!!!
مولاي ...رأيت أشتاتا من الناس يسرحون خلال تلك الديار كما تسرح البهائم والأنعام... وجعلوا من نعمائك شغلا لهم عنك .....ومن عطائك سببا لكفرهم بك....
ولقد شملتهم يا مولاي جميعا بالمنة والعطاء .....وتلك هي رحمتك بمن قد نسيك وتاه عنك ....فكيف بمن عاش يرقب فضلك .....
إلهي ......كيف أيأس إذا وأنت ربي ...أم كيف لا ينعشني الأمل وأنت حسبي!!!؟؟؟
مقتبس من مقال( مناجاة قلب كسير )من كتاب( من الفكر والقلب) للدكتور محمد سعيد البوطي وهو كتاب راااااائع يجمع بين الدين والأدب
وأخيرا .......لا تبخلوا علينا بالتعليقات....
ولكم جزيل الشكر.....