-
دخول

عرض كامل الموضوع : حافة الهاوية


ahmedelhosane
14/12/2009, 21:24
حافة الهاوية

في صباح أحد الأيام في واشنطن خلال الستينيات .. في أكثر الأماكن سرية و أغلاها بما تحتويه من أجهزة معقدة جدا حيث سميت تلك الغرفة ب (ما هيو) , كان الجنرال يقف متابعا باهتمام النقطة الحمراء التى تتوهج أمامه على تلك الشاشة العملاقة.

كان هناك شك بأنها ربما تكون طائرة معادية من السوفيت أو أنها سرب من الطيور , و لكن ليس هناك مجال للشك في تلك الغرفة.
أقلعت من أحد القواعد الأمريكية في المحيط الهادئ -سابقا- سرب مكون من 6 طائرات عسكرية أمريكية مجهزة بأحدث الصواريخ في هذا العصر , و انطلقت في اتجاه النقطة الحمراء للتأكد من هويتها الغامضة و كان هذا السرب هو الأكثر و الأكبر قدرة على التدمير لدى أمريكا وكان رقم السرب 7.
كان من المعروف انه توجد منقطة فاصلة بين القوة العسكرية الأمريكية و السوفيتية تسمى (نقطة الأمان) , و كانت النقطة الحمراء تقع على هذه المنطقة .

بعد دقائق معدودة كان السرب الأمريكي في تلك المنطقة و لكن تلك النقطة الحمراء كانت اختفت و احتار العاملون في (ما هيو) في ذلك الحدث و بدأعمل العسكريين و بادر أحد القادة الموجودين قائلا :"ربما تكون خدعة من السوفيت و ربما كانت تلك طائرة استطلاع تسبق عمل هجومي", دب الصمت في القاعة فالكل يتذكر أن السوفيت يريدون أن يأخذوا بكرامتهم بعد تدمير أكبر غواصة لديهم " و اقترح قائد أقل في الرتبة :"ربما يكون الجسم المُعادي قد هبط الى مستوى منخفض متجنبا الرادار" _ملحوظة أي شئ غير معلوم فهو عدو حتى يثبت عكس ذلك-.
طبعا الجو صار أكثر جدية في الغرفة بعد اختفاء هذا الجسم الغامض و هذه الأفكار العسكرية التى تنم عن خبرة حقيقية, و صدر أمر للطائرات للبحث عن الجسم المعادي ,وبالفعل هبطت ثلاث طائرات للبحث عن الجسم الغريب و بعد 4 دقائق توصلوا إلى أنها طائرة تجارية قد أحترق محركين من الأربعة لديها و لكن الطيار أستطاع السيطرة على الموقف و هو بطريقه للعودة بسلام للميناء .

طبعا لم تنتهي تلك الطلعة الجوية هكذا بل تأكيدا للطمأنينة طًلب من الطائرات تمشيط المنطقة بحثا عن أي شئ غريب .. بعد صدور هذا الأمر . ... . كانت اللحظة التى غيرت مجرى تاريخ البشرية : لقد أحترق أحد المكثفات التى كانت في أحد الأجهزة الباهظة الثمن , و للأسف أو ربما نقول لحسن الحظ –ستفهمون في النهاية لماذا!- ولم يلحظ أي من ٍ منً كان في الغرفة رائحة الإحتراق , ذلك بسبب أن الغرفة الضغط بها أعلى من خارجها حفاظا على الأجهزة من التلف و الأتربة .
كان ذلك الحدث كفيلا بأن يصدر إشارة حمراء أمام قائد السرب .. كان مغزاها أنه حالة إستنفار قصوى و كانت تلك الأشارة كافية لأن يصمت لبضع لحظات ثم هتف قائلا لزملائه : ".. أنها اللحظة التى ننتظرها جميعا".
...........................................(1)



طبعا كان الجنرال يقف مطمئنا بعض الشئ لأنه أعتاد على الكثير و الكثير من مثل تلك المواقف .. و لكن فجأة لمح على الشاشة العملاقة عبور السرب (نقطة الأمان) و هي في طريقها إلى (الروسيا) ..بلاد السوفيت ..
ساد الصمت في المكان للحظات معدودة حتى أصدر الجنرال أمرا حازما إلى أحد الموظفين .. :" أفتح قناة إتصال مع قائد السرب ."


...............................(2)




كان قائد السرب في ذلك الوقت مطمئنا أثناء فتحه ذلك المظروف الذي كُتب على أركانه "سري للغاية __ يتم إحراقه بعد قراءة الأوامر التى به "
و كانت الصاعقة كأنها حلت عليه فكان الأمر الصادر إليه :" الإتجاه إلى موسكو و تدميرها ب 12 صاروخ زنة كل صاروخ 20 ميجا طن" !!

لم يعرف هل يفكر قائد السرب .. ماذا حدث .. هل بدأ السوفيت هجوم في قلب أمريكا .. هل حدث مثلما حدث في بيرل هاربور ...
لم يرد القائد أن يتكلم مع نفسه أكثر من ذلك فربما لو تأخر ستفشل الخطة التى وضعها القادة ..


و استكمل قراءة المظروف .. "بعد عبوره مسافة 250 ميلا بعد نقطة الأمان .. لا يوجد تراجع عن الخطة نهائيا حتى لو صدر أمر شخصي من الرئيس الأمريكي ذاته ."
............................(3)



الوضع كان مُعقدا في (ما هيو) كان الكل في صمت , و كانت الحرارة ترتفع و العيون مشخصة على الشاشة و عامل التوصيل ما بين الجنرال و قائد السرب .. لحظات تمر كأنها دهور .. لا يوجد حل لفتح قناة إتصال مع السرب المُنتحر.
طبعا كان يجب تبليغ الرئيس الأمريكي بتلك الكارثة التى ستحل بالعالم , و على الفور اتجه الرئيس إلى غرفة العمليات الخاصة بمثل تلك المواقف داخل البيت الأبيض , و بدأفي متابعة الموقف و قام فريق من الخبراء و المتخصصين في وضع تصور للموقف .. فهم يعلمون أن السرب مهما حدث لن يعود إلى أمريكا .. حتى لو تحدث الرئيس ذاته فقد كانت هناك شكوك من أن يقلد الروس صوت الرئيس و يحدث بلبلة خلال أي من مثل تلك المواقف..
طلب الرئيس الأمريكي من الجنرال إرسال سرب آخر لتدمير السرب رقم 7 !


و لكن .. أقرب سرب طائرات موجود على بعد مئات الأميال من السرب 7 و لكن لا مفر من ذلك الإجراء حتى يعتقد السوفيت أن ما يحدث هو مجرد خطأ و ليس عملية مدبرة , و لكن سرعة أقرب الطائرات لم تكن تتجاوز سوى بنسبة ضيئلة سرعة السرب 7 و أيضا الوقود لن يستطيع سوى أن يطير بها سوى إلى حدود اليابان فقط ثم بعد ذلك تهوى إلى المحيط .
.......................(4)



السوفيت في تلك اللحظات كانوا يرون كل هذا و في إعتقادهم أنها مجرد مناورة فقط للتمويه على حدث آخر ,و لذلك في بادئ الأمر لم يعترضوا طريق السرب 7 و لكن بعد عدة دقائق ازداد القلق و كان لا مفر من المواجهة .
.........................(5)



كان الرئيس الأمريكي يجلس أمام ذلك الهاتف الأحمر اللون الذي لم يتم استخدامه منذ عهد الرئيس السابق , و لكن حانت اللحظة التى سيلمس فيها هذا الهاتف ..

كان هذا الهاتف متصل على الكرملين مباشرة حيث الرئيس السوفيتي .. –فعلا لا يحتمل الموقف تأجيل أكثر من هذا – و كان المترجم ينقل التحيات المعتادة ما بين الزعماء و لكن قاطع الرئيس الأمريكي هذا الصوت من المترجم و قال :" الأمر لا يحتمل التأجيل .. توجد الآن طائرات أمريكية متجهة صوب موسكو لتدميرها عن بكرة أبيها و للأسف لا يوجد قنوات إتصال مع السرب نهائيا ... و لذلك أعرض عليك أن يتعاون رجالي مع رجالك لتدمير هذا السرب الأمريكي.؟"

ساد الصمت دقيقة على الهاتف .. كان الرئيسان يستمعان إلى أصوات شهيقهما و زفيرهما بانتظام ..
تحدث الرئيس السوفيتي :" إن الطائرات لن تعبر حدود الروسيا و إن بدأت الضربات سيكون ردنا عنيفا "
فقال الرئيس الأمريكي :" أنت و قادتك تعلمون أنه الآن في هذه اللحظات تتهاوى طائرات أمريكية في المحيط و أنتم تعلمون أيضا أنها كانت في طريقها لتدمير السرب .. " قاطعه الرئيس السوفيتي و قال :" من يقول أنك تقول الحقيقة .. ربما يكون كل هذا خدعة منكم حتى تقضوا فعلا علينا .. و لماذا أثق بكم ؟"
صمت الرئيس الأمريكي كأنه واثق أنه لو كان مكان هذا الرجل كان سيقول الكلام ذاته , و لكن ما العمل .. باقي أقل من 42 دقيقة و يصل السرب إلى قلب الروسيا و تتم العملية .
الرئيس الروسي لم يثق نهائيا و لا بالتحذيرات التى قالها نظيره الأمريكي حول أن هذه الطائرات لن تقدر الدفاعات الروسية على منعها من إختراق الروسيا .. أو أن السرب 7 مزود بأحدث طرق الخداع الذي تمكنه من خداع الأجهزة الدفاعية الروسية بكل سهولة .
و ......... انتهت المكالمة
.....................(7)




في غرفة ممائلة ل(ما هيو) و لكن على الجانب الآخر من المحيط . .في الروسيا كان رئيس الوزراء بجانب وزير الدفاع يبحثان هذا الموضوع , كانا مازالا يعتقدان أن السرب 7 مجرد شرك امريكي لإلهاء السوفيت عن خطر أعظم منه ..
و تم تجهيز البطاريات الدفاعية على حدود روسيا الشرقية و أيضا تم تجهيز الدفاعات المحيطة بموسكو
.................................(8)




كان الرئيس الأمريكي ينظر في تلك اللحظات إلى ما بعد ضرب موسكو .. فهو كان متأكد من أن السرب سينجو منه طائرتين على الأقل , كان يفكر .. هل ستصمت روسيا و كيف سيكون ردها الإنتقامي لحفظ شرف موسكو أمام العالم ؟
هل سيتم ضرب نيويورك أو واشنطن .. هل ستلجأ روسيا للسلاح النووي .. هل .. هل .. هل .. ؟؟؟
كانت كل تلك الأفكار ماثلة أمام الرئيس.. ما العمل بقي 29 دقيقة على ضرب موسكو ... عاود مرة آخرى للهاتف الأحمر و تحدث مع الرئيس الروسي على الخط الذي هو خارج موسكو –خرج الرئيس السوفيتي بعيدا عن موسكو مثل نظيره الأمريكي بعيدا عن العاصمة - بلهجة المهزوم :" ما العمل لماذا لا نتعاون .. أقسم لك بشرفي و شرف أمريكا أننا فقدنا السيطرة على السرب و نعرض عليكم أن نتعاون تعاون تام معكم لتدمير تلك المقاتلات الحربية .. مهما كانت سرية المعلومات التى تريدونها .. "
تكلم الرئيس الروسي : " إنها النهاية .. و لكن.. لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه سنقبل تعاونكم معنا .."
و على الفور اتحدت الغرفتين (ما هيو) و نظيرتها في الروسيا و تم تحديد خطوط الطول و العرض للطائرات و مدي القدرات الدفاعية لك طائرة على حدة و نسبة الوقود و .. كل هذه الأشياء.
..................(9)




استطاعت القوات الروسية في خلال 25 دقيقة من إسقاط 3 طائرات أمريكية بعد معركة لو كان بالإمكان أن تُدرس في جميع معاهد الطيران الحربية في العالم أجمع , و لكن لا تزال هناك 3 طائرات .. الوقت يمر..
و هنا بادر الرئيس السوفيتي و اتصل بنظيره الأمريكي:" لن يقبل شعبي أن يرى موسكو تُهان و لا نرد أو نفعل شيئا .. أقسم لك أننا لن نصمت على أي خدعة تقومون بها .. لا بد من الإنتقام .. صدقني صلي الآن لأنها ربما تكون نهاية العالم ."

فرد الرئيس الأمريكي :" هل تريدها حربا .. نحن نعترف أننا أخطأنا , و لكن هل بسبب خطأ نقتل الشعبين ..
أعلم ما تفكر به الآن أن السوفيت لن يقبلوا بالسكوت .. و اذا قمتم بأي هجوم لن تتردد امريكا في الرد و ربما تلجأون للنووي .. و تقضون على كل كائن حي في أمريكا ..و لكن صواريخنا النووية تعمل آليا إن لم يعاد برمجتها يدويا في 24 ساعة فيما تسمونه عندكم (عملية يوم القيامة)........
فأنا أعلم أنكم لا يمكنكم الصمت إزاء تلك الضربة القاتلة و لكن إن قمتم بالرد حقيقة ستكون نهاية العالم .. و لذلك أطلب منك أن لا تقوم بأي رد فعل متهور."

فجاءه الصوت من الطرف الآخر و بنبرة حادة :" لا. حتى إن أمتنعت انا عن هذا سيثور الشعب و يأتي رئيس آخر و يجعلها حربا شعواء في العالم كله .. فهو يريد إستعادة كرامة الروسيا الضائعة .. "
كان الصمت هو حالهما خلال 45 ثانية .. فالموقف قاتل فلم يتبق سوى 3 دقائق و تُمحى موسكو من على الخريطة ...
.............................(10)



في هذه الأثناء كان الحياة اليومية في موسكو .. الأطفال في مدارسهم .. العمال في مصانعهم .. حتى كبار الدولة في مكاتبهم, حتى زوجة الرئيس السوفيتي كانت في هذا اليوم تفتتح معرضا خيريا لضحايا الحروب .. لم يغادر المدينة سوى الرئيس و بعض الأتباع و المحركين الرئيسيين للدولة و حياتها .
......................(11)




كان قائد السرب 7 متجهما و هو في نهاية الطريق إلى موسكو .. فهو على وشك قتل ما يقارب من زهاء 5 ملايين نفس بشرية ........ و أيضا هو يعلم أنه لن ينجو هو و رجاله من تأثيير ذلك الإنفجار حتى إن ساعدهم الوقود فهم في النهاية سوف يموتون .. من اجل أمريكا.
................(12)




استمر الرئيسان في حديثهما الأخير .. فقال الرئيس الأمريكي في نبرة حزينة متألمة:" أنها النهاية بعد قليل و لكن ماذا نفعل لننقذ العلم من الحرب ... أنظر معي الآن تحوم فوق نيويورك طائرتين تحملان نفس القنابل التى تحملهما الطائرتان المتجهتا إلى موسكو ..و أمامي الآن السفير الأمريكي في موسكو و نظيره السوفيتي في نيويورك ..
و نائبي يتحدث مع الأثنين في أمور روتينية مملة .. و لكن إن حدث و قامت الطائرات بضرب موسكو سنعرف ذلك من إنقطاع الإتصال مع سفيرنا عندكم و في هذه اللحظة ستقوم الطائرات بضرب نيويورك في ذات الوقت ... ..و ستعرف ذلك من خلال إنقطاع الإتصال معه و ذلك بعد سماع صوت الإنفجارات ....و لكن لن تكون هكذا النهاية ..."
..............................(13)




في تمام الساعة الحادية عشر و أربعون دقيقة .. إنقطع الإتصال الهاتفي مع السفير الأمريكي في موسكو ... و ذلك بعد سماع صوت الإنفجارات..
و في تمام الحادية عشر و واحد و أربعون دقيقة .. قام أحد جنود سلاح الجو الأمريكي بإصدار شارة إلقاء القنابل فوق نيويورك و بعد ذلك قام بالانتحار
و .........

بعد يوم واحد من تلك المأساة إنقلبت كل الشعوب على كل القادة الذين يتمسكون بترسانتهم العسكرية و تخلت أمريكا و روسيا عن سلاحههما النووي و تبعتهما انجلترا و فرنسا
و تم تقليل ترسانة الأسلحة في قطبي العالم .. ثم بعدها إنتحر الرئيس الروسي و تنحى الرئيس الأمريكي بعد إصداره لآخر قرار بمنح ميدالية الشرف لقائد السرب الذي ضرب نيويورك.
تمت

ملخص لآحدى قصص روايات عالمية عدد 342 .."حافة الهاوية ,,, ت؟أليف يوجين بوريك & هارفي هويلار"
(من تلخيصي حيث تقع القصة في 160 صفحة تقريبا)
انتهى

dr_aoday
15/12/2009, 09:49
شكرا للجهد الرائع

ود واحترام

ahmedelhosane
17/12/2009, 22:38
شكرا للجهد الرائع

ود واحترام

العفو
نرجو أن تكون أستمعت أنت و باقي الأخوة و الأخوات بها