-
دخول

عرض كامل الموضوع : تفجيرات الثلاثاء الدامي في بغداد: عجز حقيقي أم مؤامرة خفية؟


hazim jabali
12/12/2009, 19:11
برزت أسئلة واستفهامات كثيرة وطرحت نفسها بقوة بشأن عمليات التفجير التي وقعت في بغداد يوم الثلاثاء الدامي 8 ديسمبر.. وراح ضحيتها 130 قتيل وحوالي 500 جريح.. والتي عجزت الأجهزة الأمنية العراقية- الأمريكية عن درأها على الرغم من توارد معلومات متواترة عن وقوعها قبل أسبوع حتى بين بعض الناس العاديين في شوارع العواصم العربية والعالمية الذين شرعوا يحذرون أقاربهم من التواجد صباحاً في شوارع بغداد خلال الأسبوع المنصرم!
وبرغم أن المسؤولين العراقيين اعترفوا بعد تلك التفجيرات المشؤومة علناً وعبر الفضائيات أنّ أجهزة الأمن العراقية كانت تتوافر لديها معلومات مؤكدة عن وقوع التفجيرات وعلموا أيضاً بيوم تنفيذها بالتحديد وساعات تنفيذها أيضاً!!.. برغم كل ذلك عجزت تلك الأجهزة عن الحؤول دون وقوعها!!
ثم.. فور وقوعها.. أعلنوا عن إلقاء القبض على عناصر متورطين في تلك التفجيرات .. مع أن الذين نفذوها كانوا انتحاريين ماتوا في التفجيرات!وتصاعدت فوراً نغمة الاتهامات لدول الجوار..
ثم تغيرت النغمة فجأة وأعلنوا أن تنظيم الجمهورية الإسلامية التابع لمنظمة القاعدة أعلن مسؤوليته عن تلك التفجيرات .. وحصل على مساعدة أيضاً من دول الجوار!
يريدون بذلك إلقاء اللائمة على التنظيمات الإسلامية ليقولوا أنها دموية إجرامية.. ويضربون عصفورين بحجر بتوريط الجوار معها!
أية شماعة مهترئة تلك التي تعلقون عليها ما هب ودب من السخافات؟
والله أعلم أن ذلك التنظيم ما هو إلا وجود وهمي على أوراق الأمريكان وأعوانهم فقط.. وهم وحدهم الذين اخترعوا تنظيمات ما أنزل الله بها من سلطان..
ثم خرج علينا وزير الدفاع الأمريكي بتصريح مفاجئ يقترح فيه تقديم مساعدات جديدة لأجهزة الأمن العراقية لمقارعة أعدائها وحماية العراق من خطر محيق!!
أية مساعدات جديدة تلك يا أولاد الغبية ؟!
وما هذه المسرحية الدموية الهزلية السوداء ؟!
كيف تتوافر معلومات عن عمليات تفجيرات خطيرة وتفوح رائحتها بذلك الشكل ويقف الأمريكان وأعوانهم متفرجين قبل وقوعها لكنهم ينشطون ببراعة فيلقون القبض بسرعة على المتورطين بتنفيذها بعد وقوعها مباشرة؟!
وبعد ذلك يمطرون رؤوس الناس بتصريحات غريبة عجيبة!
ماذا يريدون من وراء كل تلك الخزعبلات؟!
ماذا يفعل الجنود الأمريكان في شوارع بغداد إذن ما دام أنهم عاجزين عن قمع تفجيرات مكشوفة ومفضوحة سلفاً ولها ذلك الحجم الكبير ويعلمون مسبقاً بوقوعها؟!
وكيف يتباهى نظام بعجزه اللهم إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها؟!
ألا يدل كل ذلك على أن الأمريكان وأعوانهم يؤدون أدوارهم لتمرير مخططات سياسية عسكرية جديدة حتى ولو كان ذلك على حساب دماء وأشلاء الأبرياء؟!
يتذرعون بنغمة تسرب المتفجرات إلى العراق من دول الجوار .. أية حجة تلك؟
كيف تتسرب كميات كبيرة جداً من المتفجرات وتسرح وتمرح في بلد ينتشر في طرقاته عشرات الآلاف من الجنود المدججين بأحدث التقنيات؟!.. أليس بإمكان حواجز طرق عادية ضبط تجوّل النملة في شوارع المدن العربية إن لم نقل الغربية!؟
يريدون إلقاء اللائمة على الجوار الغدار ويتظاهرون بأنهم عاجزين مساكين.. فما الغاية من ذلك ؟
كل الدلائل تشير إلى أنّ تلك التفجيرات الدموية تمت بتسهيلات غير معقولة على أرض الواقع العراقي..
وبقليل من التحليل المنطقي يمكن الوصول إلى الحقيقة الفعلية.. إنّ الأمريكان وأعوانهم أدمنوا على المسرحيات السخيفة لتمرير مخططات جديدة..
الله يستركم يا شعب العراق.. فالمخفي بدأ يبدو أنه أعظم.. وغداً يذوب الثلج ويبان المرج..
وألف رحمة ونور لأرواح الضحايا المساكين الذين ما كان ذنبهم إلا أنهم وضعوا ثقتهم في أجهزة أمنهم..
يقول بعضهم أنّ الضحية يتحمّل 90% من مسؤولية الجرم الذي يقع على رأسه.. لأن الغفلة دائماً تغري الذئاب بمهاجمة الأغنام المستكينة.. خاصة إذا تواطأ راعيها مع تلك الذئاب اللعينة!
لكننا نقول إنّ البشر ليسوا خرافاً وهم ليسوا في شوارع شيكاغو أو لاس فيغاس التي تعج بالمنظمات الإجرامية والتي لها عرابين موجودين في الحكومة الأمريكية نفسها.. وأن هذه المسرحيات الدموية لم يكن لها وجود بين ظهرانينا، ولم تصبح عروضا دورية في العراق إلا بعد دخول الأمريكان ومنظماتهم وتنظيماتهم وتخطيطاتهم الجهنمية وأساليبهم الإجرامية..
فارأفوا بالناس يا خساسة الساسة وكفاكم تلاعباً بأرواح الأبرياء وكأنهم أوراق لعب وفيش قمار على طاولات مقامراتكم.

hazim jabali
20/12/2009, 08:32
فضائح الفساد الأمريكي وأزلامه في العراق ملأت مجلدات .. وأكثرها شهرة فضيحة بلاك- ووترز التي مازالت ذكراها المشؤومة حية في الذاكرة.. حيث انفضح أمر تلك المؤسسة الوهمية التي أطلقوا عليها اسم black-waters وهي لم تكن أكثر من ستار وتغطية لنفقات تصرف على فرقة عسكرية خاصة تابعة للجيش الأمريكي وعناصرها أمريكيون يؤدون مهام سرية تدميرية قذرة داخل العراق، وفي أماكن أخرى من البقع الساخنة في العالم.

لكن أحقر تلك الفضائح وأكثرها وضاعة هي أن يتلاعبوا بأرواح أعداد كبيرة من الأبرياء دفعة واحدة في مذابح جماعية مجانية من أجل بلوغ مآرب دنيوية دنيئة.. لقد صار جلياً أنّ هؤلاء السماسرة لا يتورعون عن سفك الدماء العراقية في شوارع المدن العراقية لتأمين الغطاء اللازم لتبرير سرقاتهم وتمرير صفقاتهم التجارية المشبوهة.. ويخرجون علينا بين الفينة والأخرى بكلام أغرب من الغرابة!
فبعد تكرار نفس الجريمة للمرة الثالثة خلال ثلاثة أشهر ونيف؛ تفجيرات إرهابية في الشوارع المكتظة وبنفس الطريقة السهلة.. وفي مدن تطوقها عشرات الآلاف من الجنود بحيث أثارت سهولة تنفيذها دهشة حتى أولاد المدارس.. وأمام تلك العروض المسرحية الدموية المتكررة وجد وجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه مرغماً على التصريح أمام عدسات التلفزيون أن أكثر من أربعين عنصر أمني من رجال الأمن العراقيين وهم من ثلاثة فروع أمنية مختلفة متورطين مباشرة ومتواطئين مع منفذي تفجيرات يوم الثلاثاء الأسود 8 ديسمبر الحالي ‍!
وعزا وجود ذلك العدد الكبير من المتواطئين بين رجال الأمن إلى وجود رجال الميليشات السابقين الذين تم ضمهم إلى أجهزة الأمن الرسمية بسبب الحاجة إلى جهودهم!
ولذلك حدث اختراق لأجهزة الأمن العراقية من قبل التنظيمات الإرهابية من خلال رجال الميليشات المذكورين!
فأية حكومة تلك التي تجاهر بعجزها عن انتقاء عناصر الأمن وضبطهم؟!!!
وكأنه يتحدث عن عناصر فريق رياضي!! تم تحويشهم كيفما كان ويتصرفون على هواهم بدون أي اعتبار لرؤسائهم أو لبلدهم ويلعبون لعبة عادية!
لكن يبدو أن المالكي وأعوانه ليس لديهم وقت لتكريسه من أجل ضبط الأمن والحفاظ على أرواح الأبرياء لأنه يقضي معظم وقته في أروقة الصفقات التجارية بحثاً عن العمولات لملئ جيوبه قبل مغادرة سدة الحكم ..
حيث أنه بعد أن حصل الأمريكان سابقاً على معظم صفقات إعمار المطارات والموانئ والمباني الحكومية المختلفة وغيرها .. أبرم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال هذا الشهر (ديسمبر) صفقة بيع مستقبلية لمنتجات النفط العراقي إلى شركات أمريكية بأسعار بخسة جداً متدنية جداً عن أسعار السوق العالمي .. وتمتد هذه الصفقة لمدة خمسة وعشرين سنة قادمة!! ومن شروط هذه الصفقة أن ينال المالكي عمولة عن كل برميل نفطي يتم إنتاجه!! وتلك العمولة لا تذهب بالطبع إلى خزينة الدولة العراقية بل إلى حسابات المالكي الشخصية في البنوك الأجنبية..
وقد أجرى المختصون الاقتصاديون حساباتهم فوجدوا أن العمولة التي سيأخذها المالكي هي حوالي ستين مليار دولار أمريكي خلال الخمسة وعشرين سنة القادمة! يعني أكثر من ملياري دولار سنوياً.. فعدا عن الخسارة التي سيخسرها الشعب العراقي جراء الأسعار المنخفضة للنفط المباع للأمريكان بهذه الصفقة.. تضيع على العراق أيضاً مليارات إضافية ذهبت كعمولة لإبرام الصفقة!!
المذهل في الأمر أن يحصل رئيس حكومة على عمولة لنفسه في صفقة من المفروض أن تكون لصالح البلد الذي تمثله حكومته!
فهل المالكي وأعوانه رجال حكومة دولة عربية أم سماسرة في البورصة الأمريكية؟!
من خلال تلك التصرفات على أرض الواقع العراقي يتأكد لنا أنّ غايات الغزو الأمريكي للعراق كان وما يزال هدفها نهب الثروات النفطية العراقية بالدرجة الأولى.. ثم تخريب البنى التحتية العراقية من أجل إعادة بنائها من خلال شركات غربية (أغلبها أمريكي) لكي تستنزف أكبر ما يمكن من ثروات العراق.. فليس هناك سوق تجارية رابحة أكثر من سوق الدمار وإعادة الإعمار..