-
دخول

عرض كامل الموضوع : مركز جراحة القلب والخافي أعظم.. اختلاطات انتانية وجراثيم معندة ترفع نسبة الوفيات


lolo510
10/12/2009, 11:42
(دي برس - قسم التحقيقات)
توقف العمل في مركز جراحة القلب بدمشق قبل عامين بسبب ارتفاع نسبة الوفيات وتزايد حالات الانتانات عند المرضى، وأجري في حينها حملة لعقيم غرف العمليات والعناية المركزة، وأغلقت القضية باسم العصيات الزرق وهي جراثيم تتكاثر في المستشفيات وتصيب المرضى اللذين يبقون فترات طويلة في غرف العناية المركزة ثم تنتقل إلى المرضى الآخرين، حيث تبين أن الجراثيم كانت تتسرب عبر شبكة الغاز وتمديدات وأنابيب الهواء.

اليوم وبعد أكثر من سنتين مازال هناك العديد من المرضى في المركز الوحيد المجاني في سورية يموتون (حسب مصدر مطلع)، إما بانتظار دورهم في إجراء العملية والذي قد يطول حتى عام كامل، أو بعد إجراء العملية بسبب الاختلاطات الانتانية والإصابة بالآفات المعقدة أو الزرقاء، حيث يبين المصدر ارتفاع نسبة الوفيات إلى 20% بسبب التأخر في التعقيم تحت ضغط العمليات المكثفة طيلة أيام الأسبوع، حيث يقوم المركز بخمس عمليات يومياً بالاضافة إلى إجراء عمليات مدفوعة أيام الجمعة والسبت، ويبين المصدر أن هناك نحو 6 مرضى في غرفة العناية المركزة اليوم لا يمكن تخريجهم بسبب وضعهم الحرج وغالبا هم مصابين بالانتان.

ويقول الطبيب (ب. ق): "إن ظروف التعقيم في غرف العمليات في المستشفيات لها دور أساسي في الاختلاطات الانتانية للعمل الجراحي بما يخص الأدوات المستخدمة والأشخاص المتواجدين في غرف العمليات، وتدخل عوامل أخرى كالخلل في متابعة المريض ما بعد العمل الجراحي سواء من حيث إعادة التأهيل، أو من حيث التغطية بالصادات الحيوية المناسبة ومراقبة تطور الجرح".

إلا أن الدكتور مروان شامية رئيس مركز جراحة القلب ينفي ارتفاع نسبة الوفيات، لكنه في نفس الوقت لا يعطي رقم محدد لهذه النسبة ويقول: "لا يمكن معرفة نسبة الوفيات ومقارنتها بالمراكز الأخرى فنسبة وفاة المريض "البالغ" 2%، بينما نسبة وفاة الطفل بين 10 و20% لذلك المتوسط هو 7 أو 8%"، ويؤكد شامية تراجع حالات الانتانات في حين لا ينكر وجود الجراثيم والآفات المختلفة في المركز ويضيف: "أي مستشفى في العالم يضم عصيات زرقاء وأحياناً تكون عنقوديات وجراثيم "كليبسلة"، ونحن نقوم بالتحاليل دائماً ونستطيع معرفة وجود الجراثيم أم لا.. لكن لا يمكن معرفة نوعها وذلك يحتاج إلى خبرة وعند وجود الانتان ترتفع نسبة الوفيات في أحسن المراكز من 4% إلى 20% أي 5 أضعاف".

إذا يعترف رئيس مركز جراحة القلب بوجود العصيات الزرقاء ويؤكد عدم قدرة المركز بكل إمكانياته وخبراته (وربما حتى مخابر وزارة الصحة وكل مشافيها) على معرفة نوع هذه الجراثيم، وبالتالي يصعب الشفاء منها ويبين رئيس مركز جراحة القلب أن الشفاء من الجرثومة صعب وهي جرثومة مستشفيات ومتواجدة في كل مراكز القلب، لذلك يجب تحضير المريض وإعطائه صادات التعقيم والتنظيف قبل العملية للحيلولة دون وجودها وهي مرتبطة بنوع العملية ومدة بقاء المريض على جهاز التنفس الصناعي.
أما رئيسة قسم العناية المركزة لوريس حبابة فتبين أن نسبة الوفيات لا تتجاوز 2% ويتم تعقيم غرف العناية بشكل دوري، لكن لا تعرف سبب انتقال الجراثيم بينما تؤكد أن المركز يعاني من نقص في الأطباء والكادر التمريضي.

20جراح و5عمليات
لا يقوم مركز جراحة القلب بأكثر من 5 عمليات في اليوم في أحسن الأحوال بينما يوجد مئات المرضى على قائمة الانتظار، وحسب رئيس المركز يوجد 8 جراحين وعدد كبير من الممرضات والإداريين ويمكن القيام بـ12 عملية -مع هذا الكادر- لو توافرت الامكانيات، وبالتالي تقليص قائمة المرضى الذي يمتد دورهم حتى عام كامل بسبب عدم توفر أسرة شاغرة في غرف العناية، ويضيف شامية: المركز هو الوحيد المجاني في سورية ويستقبل المرضى من كل المحافظات، لكن يضم 3 غرف عمليات قديمة فقط و14 سرير عناية، بينما نحتاج إلى 6 غرف عمليات جديدة أو أكثر في المستقبل القريب حتى يستطيع استيعاب هذا العدد الهائل من المراجعين ويصل عددهم إلى 500 مراجع.

بناء جديد على قائمة الانتظار
أفرغت وزارة التعليم العالي بناء الطب النووي ونقلت مرضاه إلى مشفى البيروني بهدف تأهيل البناء وإلحاقه بمركز جراحة القلب بينما أبقت على الأشعة في الطابق الأول، وأصبح مريض السرطان ينام في مستشفى البيروني في دوماً ويأتي في سيارة خاصة إلى مركز الطب النووي للعلاج بالأشعة، إلا أن البناء الفارغ لم يجهز منذ 5 سنوات ذلك أن الوزارة اتخذت القرار وحمّلت مرضى السرطان كل ذلك العناء، لكنها لم تسر في عملية تجهيز البناء الجديد منذ عام 2004 ومازال مرضى القلب ينتظرون أشهراً وسنوات حتى وصول الدور إليهم.. فلماذا لم ينفذ البناء المؤهل لرفع عدد العمليات إلى 3 آلاف عملية بالسنة بدلاً من 1600، علماً أن ميزانية المركز 400 مليون ليرة؟ وهل تتحمل الإدارة وحدها المسؤولية؟

يقول رئيس مركز جراحة القلب: انتهت الدراسة لتأهيل البناء ووصلت موافقة رئيس مجلس الوزراء لإدراج المشروع في الخطة الخمسية الحادية عشر، وفي الفترة اللاحقة سيعطى الجواب للإعلان عن المناقصة لتأهيل البناء وقد يحتاج إلى أكثر من سنة لتحضيره، أما سبب التأخر في البناء منذ عام 2004 فهو تعاقب الإدارات.
الدكتور محمد كنج مدير الشؤون الإدارية في المركز يؤكد بدوره أن سبب طول قائمة الانتظار يعود إلى عدم توفر شواغر في غرف العناية المركز، ويبين أنه تم إنجاز 6 غرف عمليات في البناء الجديد سيتم تجهيزها مع 23 سرير عناية وبصدد إعادة تأهيل المبنى كله، لكن ذلك لن يتم قبل نهاية عام 2010.
أما عن نقل المرضى من حالة العام إلى الخاص "المدفوع" فيقول كنج: الأدوار الطويلة والروتين تدفع المريض إلى الانتقال وذلك وفق حالته المادية، إلا أن أجور العمليات المدفوعة في المركز أقل من أجور العمليات في المستشفيات الخاصة بعدة أضعاف، ويضيف: دائماً نراعي النسبة في إجراء العمليات 70% للعام و30% للخاص.

مركز قلب الطفل.. في سبات
المشكلة الأساسية في انتقال الانتانات هي وجود المرضى البالغين مع الأطفال الذين لا يمكن عزلهم بالظرف الحالية، مع العلم أن هناك مركز لجراحة قلب الطفل قيد التجهيز يقع إلى جوار مستشفى الأطفال وبدأ العمل فيه منذ 10 سنوات عبر قرض أوروبي مسهل الدفع، إلا أن اللوحة التعريفية للمستشفى خير دليل على وضعه الراهن ذلك أن الصدأ عمل فيها أكثر مما أنجز القائمين عليه عبر 10 سنوات.. ومازال العمل جارياً حتى الآن رغم أنه حان وقت تسديد القرض ولم نستفد بعد من المركز شيئاً، علماً أن دخوله الخدمة قد يرفع عبئاً كبيراً عن مركز جراحة القلب الوحيد في سورية.

واعتبر مشروع مركز جراحة القلب ونقي العظام عند الأطفال الذي يأتي في اطار التعاون السوري الإيطالي من أهم وأكثر المراكز تطوراً في حوض البحر المتوسط عند البدء فيه، وكان من المتوقع أن يبدأ استقبال المرضى في نهاية العام الحالي أي بعد شهر من الآن فهل تتحقق التوقعات هذه المرة وتنتهي معها معاناة الأطفال وأهاليهم؟.. سؤال قد تجيب عنه السنوات القادمة!!!‏