حلبي
10/12/2009, 02:53
مي.. سامحيني وربي أحبك!
أقف احتراما لجنون، وفنون، وجرأة ذلك الزوج السعودي الذي علق ـ قبل أيام ـ لافتة قماشية على جسر المشاة في كورنيش مدينة الخبر كتب عليها عبارة: «مي.. سامحيني وربي أحبك».
فحينما عجزت مراسيل الحب عبر الهاتف الجوال أن تقنع «مي» بالعودة إلى بيت زوجها بعد هجرانه، لم يجد الزوج العاشق الخالي من الشوائب وسيلة أفضل من أن يضع في طريقها لوحة تعبر عن مشاعره تجاهها، لعلها تعطف وترق وتلين، وتعود إلى عش الزوجية.
وجماليات هذا الرجل تتمثل في أن ما فعله جاء خارج سياقات مجتمع موغل في «الذكورة»، يرى ـ بعضه ـ أن الاعتذار للمرأة ضرب من الهوان يهدد عرش «الرجولة» ويزلزل كيانها، حتى أن أحد المواقع الإلكترونية التي أعادت نشر الخبر اجتاحه سيل الكرامة «الذكورية»، فأغرق تعليقات القراء في دوامة الاحتجاج، واعتبر البعض ما فعله الرجل جزءا من أسباب «العقاب» الذي حل بجدة جراء السيول، وقد ضاق أفق هذا البعض، فضمرت المسافة بين مدينتي جدة والخبر، كما ضاقت المسافة في بعض العقول أيضا بين العقوبة والابتلاء.
وفي ظني أن «مي» محظوظة بهذا الزوج العاشق، الشجاع، المجدد في فن وأساليب الاعتذار في بيئتنا المحلية، حتى لو سبقه آخرون لمثل هذا الفعل في الخارج، ولست أدري إن كانت بلدية مدينة «الخبر» قد سارعت إلى طي تلك اللوحة، مع أن الأمر هنا يختلف عما تعود عمال البلدية في جدة أن يفعلوه كل صباح قبل أن تجتاح المدينة السيول، حينما كانوا يتركون نظافة الشوارع، ويهتمون بمسح عبارات الحب من الدروب.
أتفهم ما فعله الزوج العاشق في سياقات أن للعشاق جنونهم وفنونهم، فأنا من الذين يؤمنون بالمثل القائل «لا تقل للعاشق إلا زد»، فللعشاق منطقهم الخاص وقواعد استدلالهم، حتى أن قيس بن الملوح حينما أوشكت السيول أن تضرب مضارب ليلى ذات هزيع من الليل استعطفها أن تنعطف يمنة أو يسرة فلا تقتلع مضارب ليلى «العشوائية» التي أقيمت في بطن الوادي ومسارات السيول في غفلة من بلدية «بني عامر»!
ولمي كل الرجاءات بأن تقبل اعتذارات زوج شجاع، لم يبق منه الكثير في مجتمعاتنا.
أقف احتراما لجنون، وفنون، وجرأة ذلك الزوج السعودي الذي علق ـ قبل أيام ـ لافتة قماشية على جسر المشاة في كورنيش مدينة الخبر كتب عليها عبارة: «مي.. سامحيني وربي أحبك».
فحينما عجزت مراسيل الحب عبر الهاتف الجوال أن تقنع «مي» بالعودة إلى بيت زوجها بعد هجرانه، لم يجد الزوج العاشق الخالي من الشوائب وسيلة أفضل من أن يضع في طريقها لوحة تعبر عن مشاعره تجاهها، لعلها تعطف وترق وتلين، وتعود إلى عش الزوجية.
وجماليات هذا الرجل تتمثل في أن ما فعله جاء خارج سياقات مجتمع موغل في «الذكورة»، يرى ـ بعضه ـ أن الاعتذار للمرأة ضرب من الهوان يهدد عرش «الرجولة» ويزلزل كيانها، حتى أن أحد المواقع الإلكترونية التي أعادت نشر الخبر اجتاحه سيل الكرامة «الذكورية»، فأغرق تعليقات القراء في دوامة الاحتجاج، واعتبر البعض ما فعله الرجل جزءا من أسباب «العقاب» الذي حل بجدة جراء السيول، وقد ضاق أفق هذا البعض، فضمرت المسافة بين مدينتي جدة والخبر، كما ضاقت المسافة في بعض العقول أيضا بين العقوبة والابتلاء.
وفي ظني أن «مي» محظوظة بهذا الزوج العاشق، الشجاع، المجدد في فن وأساليب الاعتذار في بيئتنا المحلية، حتى لو سبقه آخرون لمثل هذا الفعل في الخارج، ولست أدري إن كانت بلدية مدينة «الخبر» قد سارعت إلى طي تلك اللوحة، مع أن الأمر هنا يختلف عما تعود عمال البلدية في جدة أن يفعلوه كل صباح قبل أن تجتاح المدينة السيول، حينما كانوا يتركون نظافة الشوارع، ويهتمون بمسح عبارات الحب من الدروب.
أتفهم ما فعله الزوج العاشق في سياقات أن للعشاق جنونهم وفنونهم، فأنا من الذين يؤمنون بالمثل القائل «لا تقل للعاشق إلا زد»، فللعشاق منطقهم الخاص وقواعد استدلالهم، حتى أن قيس بن الملوح حينما أوشكت السيول أن تضرب مضارب ليلى ذات هزيع من الليل استعطفها أن تنعطف يمنة أو يسرة فلا تقتلع مضارب ليلى «العشوائية» التي أقيمت في بطن الوادي ومسارات السيول في غفلة من بلدية «بني عامر»!
ولمي كل الرجاءات بأن تقبل اعتذارات زوج شجاع، لم يبق منه الكثير في مجتمعاتنا.